المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عفواً معالي الوزير.. فالغالبية من أمهات (التوحّد) من الشابات!


 


ياسر الفهد
9 - 4 - 2005, 03:50 PM
دنيا الفراج ٭

قرأت تصريحاً لمعالي وزير الصحة د. حمد المانع «في عدد جريدة الرياض رقم 13415 الصادر الخميس 7 صفر 1426هـ» يوضح فيه أن ( 90٪ ) من حالات التوحد ناتجة عن ولادات لنساء كبيرات في السن، ومعولاً على دور إدارة التوعية الحية في توعية النساء في هذا الجانب.

لقد صدمني كأم لطفل توحدي حيث ان البحوث العالمية التي أجريت حول التوحد لم تتوصل إلى نتيجة قطعية حول السبب المباشر للإصابة بالتوحد؟ فإن هذا الاضطراب لا يرتبط بأي عوامل عرقية أو اجتماعية أو عمرية للعائلة ولعلي هنا أشرح ما هو التوحد:

تعريف التوحد:

يعتبر التوحد من الإعاقات الصعبة التي تعرف علمياً بأنها خلل وظيفي في المخ لم يصل العلم بعد لتحديد اسبابه يظهر خلال السنوات الأولى من عمر الطفل، ويمتاز بقصور وتأخر في النمو الاجتماعي والإدراكي والتواصل مع الآخرين.

ويلاحظ ان الطفل المصاب بالتوحد فقط يكون طبيعياً عند الولادة وليس لديه أية اعاقة جسدية أو خلقية.

وتبدأ المشكلة بملاحظة الضعف في التواصل لدى الطفل ثم يتجدد لاحقاً بعدم القدرة على تكوين العلاقات الاجتماعية وميله للعزلة مع ظهور مشاكل في اللغة ان وجدت ومحدودية في فهم الأفكار ولكنه يختلف عن الأطفال المتخلفين عقلياً بأن البعض من المصابين لديهم قدرات ومهارات فائقة قد تبرز في المسائل الرياضية أو الرسم أو الموسيقى والمهارات الدقيقة ويتفوق عليه الطفل المتخلف عقلياً في الناحية الاجتماعية.

والتوحد:

1 - يسبب القلق في حياة الأسرة.

2 - يعاني منه آلاف الأشخاص في مختلف أرجاء العالم.

3 - يصيب الأولاد بنسبة أكثر من البنات.

4 - لا يقتصر على جنسية أو طبقة اجتماعية معينة.

5 - يحتاج إلى رعاية ومساندة مدى الحياة.

6 - يبدو الشخص الذي يعاني من إعاقة التوحد ظاهرياً طبيعياً كالأشخاص العاديين.

7 - نادراً ما يشخص التوحد قبل 3 سنوات.

8 - يؤثر التوحد بشكل واسع على استقرار حياة الذين يعانون من إعاقة التوحد ومهاراتهم، حيث يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى رعاية دائمة من الأشخاص الذين يعيشون معهم.

9 - التوحد هو إعاقة تواصل دائمة مدى الحياة، تعزل الطفل أو البالغ الذي يعاني من التوحد عن الحياة العامة إذا لم يتم تدريبه في فترة مبكرة.

10 - نادراً ما يظهر حب الاستطلاع والتخيل لدى الذين يعانون من إعاقة التوحد، بالإضافة لمعاناتهم من صعوبات في التواصل.

11 - غالباً ما يعاني التوحديون من مشاكل في النطق في حين ينعدم لدى البعض منهم.

12 - العالم في نظر الذين يعانون من إعاقة التوحد محاط بالغموض.

13 - يقاوم الذين يعانون من التوحد التغير الروتيني اليومي الذي اعتادوا عليه وقد يظهر ذلك من خلال بعض السلوكيات التي يبديها الشخص مثل الغضب.

14 - بداية اكتشاف التوحد صدمة للوالدين.. الأشقاء.. وحياة الأسرة قد تكون عرضة لتحطم مع ضعف العلاقات الاجتماعية والسلوكيات غير المتوقعة.

15 - يعاني والدا الطفل التوحدي من القلق على مستقبل طفلهما التوحدي.



نسبة حدوثه:

تشير الإحصاءات العالمية بظهور حالة توحد لكل 1** مولود يظهر في كل الأطفال بغض النظر عن الجنس أو اللون أو المستوى الاجتماعي والتعليمي والثقافي للأسرة ويظهر في الإناث أقل من الذكور بنسبة 1:4 وتظهر أعراض التوحد واضحة بعد 30 شهراً تقريباً.

تتمثل المشكلة التي تواجه التوحديين في نقص الخدمات وسوئها في المستشفيات والمراكز الطبية سواء الحكومية أو الخاصة الربحية، والألم الذي يحسه والد الطفل التوحدي لا يستطيع أن يقدره أحد فهو لا ينتهي بتشخيص الحالة والذي قد يأخذ وقتاً طويلاً حتى يحدد وإنما يستمر لسنوات قادمة يصاحبه الوحدة والحزن من عدم القدرة على مساعدة الطفل، فأنا كأم أشعر انني فقدت الرغبة بالاحساس بالسعادة لأي شيء سيحدث في حياتي مرة أخرى.

يا معالي الوزير.. اطلب منك بصفتي أما لطفل توحدي أن تسأل وتتقصى بنفسك عن أعمار الأمهات في مراكز ومدارس التوحد في المملكة والتي لا تزيد عن اصابع اليد، وستتأكد أن هؤلاء الأطفال هم لأمهات شابات وغالباً ما يكون الطفل التوحدي هو الطفل الأول أو الثاني للأسرة، هذه المراكز قد أسست بجهود فردية وتحاول وضع خطط مناسبة قدر الامكان في ظل نقص الخدمات وعدم الاهتمام.

إنني أشكر مقدماً معالي الوزير، لأنني أتوقع أنه ومعالي وزير التعليم ومعالي وزير الشؤون الاجتماعية، لن ينسوا الاهتمام مستقبلاً بهؤلاء وأسرهم، ولعلي هنا أرى ان هناك التباساً حصل بين الطفل المنغولي والطفل التوحدي، رغم انني اشك ان طبيباً ووزيراً قد يتداخل الأمر عليه.. مع العلم ان دراسات جادة بدأت تظهر تفيد انه لا دخل لسن الأم بولادة طفل منغولي.

هذا ونرجو الاهتمام بهؤلاء الأطفال، ولا تنسوا ما يؤثر على أسرهم كثيراً سواء بقلة الاهتمام المؤسساتي الحكومي، أو تكاليف التدريب والتعليم، ناهيك من عدم وجود مختصين في داخل الوطن مما يجعل الأسر تتحمل تكاليف السفر لإجراء الفحوصات ومواكبة البحوث العلمية الخاصة بهم خاصة إذا أخذنا في الاعتبار عدم قدرة أغلب الأسر على ذلك.

٭ والدة طفل توحدي

---------------

المصدر: http://www.alriyadh.com/2**5/04/09/article55065.html