المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صرخة من أعماق سجين: من يتزوج بناتي الجامعيات وأبوهن مدمن مخدرات؟


 


ابولمى
9 - 4 - 2005, 05:10 AM
السجناء التسعة الذين التقت بهم "الوطن" في سجن الإصلاحية بمكة المكرمة كانت التهم التي أدخلت ثمانية منهم السجن ترويج المخدرات *****كرات والمتاجرة بها، بينما ارتكب التاسع جريمة قتل ضيفه وهو يحلف أيمانا مغلظة أنه بريء من دم القتيل فيها وهو صديقه وقريبه.
كل واحد من هؤلاء السجناء روى قصته باختصار، وكان واضحا أنه يريد أن يظهر نفسه بريئا أو مظلوما ويلقي على الظروف والآخرين ورفاق السوء بمسؤولية تورطه ووقوعه في الخطأ وارتكابه الجريمة.
والمهم أن إدارة السجن تسعى لأن يتعلم المساجين مهنة ليستفيدوا منها بعد خروجهم، كما تشجعهم على تلاوة القرآن الكريم وحفظه، وتنظم لهم حملات توعية متواصلة من خلال محاضرات يلقيها مجموعة من العلماء بهدف إبعادهم عن العودة إلى طريق الجريمة والخطأ بعد انقضاء فترات أحكامهم.
ولأن القصص متشابهة سنأخذ من كل منها فصلاً محددا لنصل في النتيجة إلى تشكيل مشهد عام وصورة واضحة يمكن أن يستفيد منها الكثيرون قبل أن يسقطوا في وحل الانحراف والجريمة التي ليس لها من عقاب سوى القصاص أو السجن.
يبدأ السجين ع. ح (29 عاماً) حكايته قائلا: ضيعت المخدرات مستقبلي وحرمتني من أهلي، فمن بوابة الطمع اشتريت 27 جراما من الحشيش المخدر من جدة وأتيت بها إلى مكة لبيعها بحثا عن الكسب السريع فكسبت عقوبة في السجن لمدة 6 سنوات، وهكذا ضيعتني مشورة أحد الأشخاص بأن أشتري المخدر ثم أبيعه وأربح مبلغا جيدا، هذه المشورة التي صدقتها واقتنعت بها دون تفكير أو حساب للنتائج دمرت حياتي في الحاضر *****تقبل، فحتى ال**** لن أجد من يقبل بي إذ من المستحيل أن يزوج أحد ابنته أو أخته لمروج مخدرات محكوم.
ومن خلال بكائه بحرقة وندم، كما يؤكد، قال: ما يهمني أنني تركت والديّ مريضين وربما زاد عليهما المرض بسبب فعلتي السوداء التي أوقعتني في شر أعمالي.
وعن كيفية القبض عليه، أوضح أنه بعد أن رفض إعطاء الحشيش المخدر لصاحبه وشريكه دون دفع ثمنه قام بالإبلاغ عنه وهو متأكد من وجود المخدرات معه، وفعلا تم إلقاء القبض عليه أمام منزله بالجرم المشهود والمخدر بحوزته.
ويحمد الله وهو يصر على القول: تعلمت في السجن الكثير، وآمل أن ينفعني ما تعلمته في حياتي، ولن أعود لهذا الطريق إن شاء الله لو كان ربحه مليون ريال في اليوم.
السفر بلا وعي
وفي حكاية السجين ع. ع. ( 48 سنة ) تفاصيل عن تعاطيه المخدرات الذي أدى به إلى دخول السجن لقضاء حكم لمدة سنتين من أبرز النتائج حدوث خلل في عائلته وتشتت الأسرة التي كان ربها وأهملها بحثا عن متعه الشخصية الحرام التي يجدها في السفر المتكرر خارج المملكة، ما يهدد بضياع أبنائه وأفراد أسرته الذين يواجهون مصيرهم لوحدهم بسبب الهيروين الذي يتعاطاه رغم أنه كبير في السن ولديه أبناء يدرسون في الجامعة.
يروي ع. كيفية دخوله عالم المخدرات قائلا: تعلمت تعاطي الهيروين عندما سافرت إلى إحدى الدول الأوروبية وانجرفت في تيارها بلا وعي، وعندما تعرفت على مروجي المخدرات في السعودية بدأت أشتريها على حساب قوت أبنائي الذين أحرمهم من كل شيء، ثم تفاقمت الأمور في حياتي بسبب هذه الآفة ففصلت من عملي في الخطوط السعودية وخسرت راتبي الذي كنت أعيش عليه، وفقدت علاقتي بزوجتي وأبنائي، ما يعني أنني دمرت حياتي وعائلتي بيدي، وبدلا من أن أعالج الأمور بعقل وأخرج من بئر الإدمان الذي رميت نفسي فيه كنت ازداد انجرافا إلى شم الهيروين كي أنسى كل ما أنا فيه متصورا أن الهروب هو الحل، بينما الحقيقة أن هذا الهروب كان يزيد الأمور تعقيدا، خاصة أن لدي 3 بنات في سن ال**** وولدان يدرسون جميعا في الجامعة، حولت مصيرهم وحياتهم بيدي إلى أفق مظلم ما جعلهم يتجرؤون ويقولون لي كلمات أحرقت روحي وأبكتني: لماذا لست مثل الآباء الآخرين الذين يحافظون على أسرهم وأولادهم، إننا نخجل من التحدث مع زملائنا وأنت هكذا أسير المخدرات ولم ت*** لنا سوى الضياع والدمار.
ويتابع حديثه متأثرا: بعد دخولي السجن توفيت عمتي التي ربتني ولم أرها، لكنني والحمد لله تخلصت من الآفة التي أدت بي إلى هذا المصير وحفظت 8 أجزاء من القرآن والتزمت بالصلاة في أوقاتها، ومن خلال ألمي لحرماني من أسرتي أنصح عبر (الوطن) كل إنسان مدمن أن يتخلص من إدمانه حتى بدخول السجن، وأن يحرص الجميع على مكافحة المخدرات في كل مجال لأنها دمار لكل شيء، وأطلب من أفراد أسرتي أن يسامحوني على ما ***ته لهم من عار، وأعترف الآن أن ما يبكيني كل ليلة هو كلمة زوجتي التي قالت لي وأنا غارق في السم الذي كنت أتعاطاه: ألم تفكر بمصير بناتك وهن في سن ال****؟ من سيتزوجهن وأبوهن مدمن مخدرات؟
وقد سألت إدارة السجن عن رغبتي في العمل بعد خروجي من السجن فقالوا لي: لا تخف هناك برنامج تدريبي سوف تنخرط فيه تتعلم من خلاله مهنة يمكنك أن تعمل بها بعد خروجك تؤمن لك حياة كريمة ومستقرة.
البداية سيجارة حشيش
وقصة السجين الشاب م. ل. (24 عاماً) مثل الكثير من قصص تعاطي المخدرات التي تبدأ بسيجارة حشيش أو حبة مخدرة أو شمة أو غيرها لتقود المتعاطي إلى السجن في مختلف الأحوال، ويزيد الجهل والأمية من انتشار المخدرات وازدياد عدد المتعاطين ومن ثم المدمنين لعدم وجود الوعي أو الوازع الأخلاقي الذي يمنع من الانحراف.
كانت بداية ل. كما يقول سيجارة حشيش أعطاني إياها أحد أصدقائي خلال نزهة بحرية في جدة مؤكدا لي أنها تنسي الهموم وتمنح الفرح والبهجة، وكانت أول حبة أخذتها من صديق في الحارة لكي أستطيع السهر معه ومع رفاقه، وبعد 17 شهرا من تعاطي الحشيش والحبوب فكرت أن أدخل ميدان الترويج لأكسب بعض المال الذي أعوض به ما خسرته خلال الفترة الماضية، واشتريت بمبلغ 16** ريال جمعته من عملي في بيع الخضار في الحلقة بجدة كمية من الحشيش والحبوب المخدرة لأبيعها لكنني لم أتمكن من ذلك لأنه قبض علي بجرم ترويج المخدرات وأدخلت إلى السجن وأنا شخص منبوذ من أهلي بعد أن أغضبت والدي وتسببت في مشكلة بينه وبين والدتي.
ويعترف نادما، كما يؤكد، أن المخدرات سم قاتل ومدمر لكل شيء العقل والجسم والمال والحياة لذلك يحذر جميع الشباب من خطر الوقوع في حبائلها، وينصحهم ألا يجربوا أي نوع منها مهما كانت المغريات وأيا كان الشخص الذي يقدمها لأن النتيجة الوحيدة هي الضياع والسجن والاحتقار من الجميع.
ضحية الثقة المفرطة
وإذا كان الجهل مساعدا على سقوط الإنسان في متاهة المخدرات لأن الجاهل لا يملك الوعي الذي يمنعه من الإقدام على مثل هذه الجريمة، فإن المصيبة تكون كبيرة عندما يسقط المتعلم في مستنقع المخدرات كمتعاط أو مروج ويدعي أنه ضحية ثقته بالآخرين وعدم معرفة بها وبخطرها، وهذا ما جرى مع ع. م. ع. الشاب الجامعي المتخرج من كلية الشريعة الإسلامية الذي يقول في روايته عن قصة دخوله السجن والحكم عليه بخمس سنوات: كنت أعيش حياة مريحة بعد حصولي على التقاعد من المركز المرموق الذي كنت أعمل فيه، لكن بعد الحكم بخمس سنوات سجن بتهمة ترويج المخدرات تركت زوجة وثمانية أبناء بلا عئل وقد تورطت في جريمة لا ناقة لي فيها ولا جمل، فقد كان ابن عمي الذي هو أخي في الرضاع يتعاطى الحشيش المخدر، وكان أحيانا يأتي إلى بيتي ومعه كمية منه، وخوفا عليه حاولت مرات عديدة منعه من التعاطي بإتلاف المخدرات ورميها في الحمام واضطررت لضربه في بعض الأحيان، وطلبت منه ذات مرة أن آخذه إلى مستشفى الأمل ليعالج منها لكنه رفض فكان كل ما فعلته له بلا فائدة، وذات يوم جاء إلى بيت ومعه 304 غرامات من الحشيش فأخذتها منه لأتلفها كالعادة، لكنه قبل أن أفعل ذلك كان قد أبلغ عني بأني أروج المخدرات انتقاما لأخذي الحشيش منه، وفعلا جاء رجال الأمن ووجدوا الحشيش في بيتي فألقوا القبض علي وسجنت.
وعبر عن ندمه الشديد لما فعل وأن المفروض به ألا يتدخل في شؤون ابن عمه أو غيره، فبسبب هذا التدخل هو في السجن وأبناؤه وأسرته على طريق الضياع.
رسالة السقوط
وللسجين ع. خ. ( 22 عاما) قصة يبدو فيها، إذا كانت صادقة، أن الطيبة والبساطة تدخل في خانة الغباء خاصة عندما يستغل الصديق هذه الصفة في صديقه لتحقيق مآربه فتكون النتيجة أن يورطه وقد يدخله السجن، فقد طلب خ. من صديق له سلفة مبلغ 2** ريال ليشتري بعض حاجات رمضان، فرد عليه الصديق بطلب أن يوصل كيسا إلى شخص ينتظره بسيارة في مكان ما ويستلم منه مبلغا من المال يأخذ منه ما يريد، لكن الشخص الذي ذهب إليه لم يكن سوى رجل أمن من مكافحة المخدرات قبض عليه وهو يسلمه الكيس الذي كان يحتوي على حشيش مخدر دون أن يكون لديه علم بما يحمل كما يقول، ويعتقد أن السبب الرئيس أنه غير متعلم ولم يكمل تعليمه الابتدائي، ومع أنه متألم لما حدث له إلا أنه يحمد الله أنه تعلم في السجن مهنة النجارة ليعمل فيها بعد خروجه.
مخاطر الكسب السريع
والسجين الشاب م. ب ( 20 عاما) جاء من جازان إلى مكة المكرمة بحثا عن العمل وكسب الرزق وهو لا يحمل سوى الشهادة الابتدائية، وقد تعرف على وافد أغراه بالربح الوفير والكسب الكبير فسار في طريق ترويج المخدرات طمعا بالمال لكنه سقط من بداية الطريق وألقي القبض عليه وبحوزته كمية من الحشيش كان يحاول بيعها، وهو يصر على ألا يخبر أهله بأنه داخل السجن، ويدعي بأنه يعمل في منطقة بعيدة خوفا من أن يكون السبب في وفاة والدته المريضة، وهو يعتبر أنه دمر حياته من البداية لأنه اتبع هذا الطريق الخاطئ، لكنه تعلم في السجن صناعة الأبواب الخشبية التي يأمل أن يمارسها بعد خروجه.
مشاجرة في حلقة الخضار
السجين ف. س ( 22 عاما) ألقي القبض عليه متلبسا وبحوزته 4** حبة كبتاجون مخدرة في جبل النور، وهو يعترف بأنه يشتري هذه الحبوب لاستعمالها بعد أن عوده عليها رفاق السوء من أبناء حارته، وادعى أن هذه الكمية الكبيرة من الحبوب لاستعماله الشخصي، وقد اشتراها بمبلغ 26** ريال هو إيجار الشقة التي تسكنها العائلة سرقه من حقيبة والدته دون أن يفكر في النتائج، لكن التحقيق دل على أنه يروج هذه الحبوب فحكم عليه بالسجن، وحتى لا يكون سجنه سببا في تشويه صورته أمام إخوته باعتباره أكبرهم أخفى والده الحقيقة عنهم وعن أ**** أخواته وادعى أنه سجن بسبب مشاجرة في حلقة الخضار التي يعمل فيها، وذلك خطأ كبير ارتكبه الوالد، ويعترف أنه استفاد من السجن في حفظ أجزاء من القرآن واستعاد شيئا من ذاته التي فقدها بسبب الحبوب.
48 زجاجة ضياع
أما السجين م. ط ( 55 عاما) فلم يحترم سنه وكونه أبا لثمانية أبناء، وأقدم على بيع المسكرات لأنه كما يقول بلا دخل ثابت بعد أن ترك عمله كسائق سيارة أجرة، والمشكلة أنه يدعي أن رفاق السوء جروه إلى الوقوع في حبائل المحرمات وبيع المسكرات لتحقيق الكسب السريع والغنى، فبدأ بتهريب زجاجات المسكر من جدة إلى مكة واستمر في ذلك حتى ألقي القبض عليه وبحوزته 48 زجاجة مسكر.
وهو يعترف أن الندم لا ينفع بعد السقوط، وكان يفترض أن يفكر في الحال الذي وصل إليه خاصة أنه في سن يفترض أن لديه الوعي الكامل للتمييز بين الخير والشر والخطأ والصواب، ويدرك النتائج التي ستترتب عليه وكان أبرزها أن ولده الأكبر فصل من عمله بسبب دخوله السجن.
ومن خلال دموع العذاب الذي يعاني منه لأنه تسبب في دمار أسرته بسبب السمعة السيئة التي تركها لهم يؤكد أنه يحاول أن يكسب مغفرة الله تعالى بالمواظبة على الصلاة والدعاء المتواصل.
قتل الصديق
والسجين ع. د. ( 34 عاما) تختلف قصته عن قصص الآخرين إذ دخل السجن بتهمة ارتكاب جريمة قتل قريبه وصديق طفولته عبد الله بإطلاق النار عليه وحكم عليه بالقصاص، لكنه ينفي ارتكابه هذه الجريمة نفيا قاطعا مؤكدا أن ما حدث كان خطأ غير مقصود، فقد كان المغدور عبد الله في ضيافته يوم الحادثة، وقد تعرض شخص من أصحاب المشاكل والسوابق في بحرة حيث يقيم السجين يدعى سعود ويلقب بأبي خيشة لشقيقه أثناء ذهابه لإحضار طعام الغداء من مطبخ قريب وهدده بعد أن أطلق الرصاص في الهواء، فلم يتحمل الإهانة وأخذ سلاحه الرشاش وخرج يبحث عن سعود في الواحدة ظهرا حيث التقاه في مكان فأطلق عليه النار لكن الرصاص أصاب ضيفه عبد الله الذي لحق به ليمنعه من القيام بعمل متهور وتوفي في الحال، وقد أصيب بصدمة لما حدث وسلم نفسه فورا للشرطة.
ومع أنه يقسم أنه بريء من دم قريبه إلا أن حكاية د. هذه لا تتوافق مع التحقيق الذي كشف أنه من أصحاب المشاكل في بحرة وكان على علاقة وثيقة بالمجرم المدعو أبو خيشة وهناك أسباب غير معروفة وراء ارتكابه هذه الجريمة البشعة، ويعترف أنه بعد عشر سنوات على دخوله السجن ينتظر القصاص، ويحاول أن يتقرب من الله تعالى بالصلاة، كما حفظ 7 أجزاء من القرآن الكريم و20 حديثا نبويا شريفا، ويتعلم أصول دينه، وصارت لديه قناعة أن الحلم سيد المواقف، وليس القوة والفتوة.

نور الهُـــدى
9 - 11 - 2005, 06:43 AM
لا حول ولا قوة الا بالله العظيم


من المفترض
بكل اب ان يفكر بمصير بناته قبل الإقدام على اي تصرف
قد يسئ لهن مستقبلاً


لكن
لا ذنب لهن بما اقترف الأب

الله يستر على الجميع
موضوع رائع استاذي ابو لمى


يعطيك العافية