المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسباب وقوع الشباب في الإرهاب


 


ابولمى
18 - 3 - 2005, 06:32 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد: فإن من أسباب جرائم الإرهاب والأعمال التخريبية المحرمة شرعاً:
1- الجهل وعدم الفقه في الدين فيؤتى الجاهل من جهله بالدين فيحسِّن له المنكر على أنه معروف والجريمة على أنها إصلاح، فلجهله وعدم فقهه وسذاجته أحياناً تنطلي عليه الأمور فيلتبس عليه الحق بالباطل حينها يخلط الأوراق وينجر إلى كل ناعق وإلى كل حاقد ومغرض فيتهور فيقع في مثل هذه الجرائم الشنيعة.

2- عدم الالتفاف حول العلماء الأجلاء المشهود لهم بالورع والزهد والعدل والعلم، الذين لهم قدم السبق في طلب العلم وتعليمه والقدرة على الفتيا وتبيين الحق من الباطل. قال تعالى: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم} النساء آية 83.

3- تلقى بعض الفتاوى الخاطئة والدعاوى المغرضة، والادعاءات الكاذبة من بعض المغرضين والحاقدين عن طريق بعض وسائل الإعلام المختلفة خاصة بعض المحطات الفضائية المعادية وشبكات الإنترنت العالمية، التي من أهدافها الإفساد لا الإصلاح ويتبين ذلك من تهيج الشعوب على الحكام، والدعوة إلى التمرد والعصيان واستثارة وتنهيض العامة والدهماء، وذلك لأهداف سياسية عدوانية للنيل من وحدة المسلمين والعمل على تفريق كلمتهم وشق عصا الطاعة وإثارة الفتن وإشاعة الفوضى والإخلاص بالأمن وهذا قد نهى عنه الإسلام، بل دعا الإسلام إلى وحدة الصف واجتماع الكلمة، وطاعة ولي الأمر ما لم يأمر بمعصية قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} النساء آية 59. وقال صلى الله عليه وسلم: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطيع الأمير فقد أطاعني، ومن يعصي الأمير فقد عصاني» متفق عليه.

4- الانحراف الفكري والاعتقاد الخاطئ أن التفجيرات والأعمال التخريبية من الجهاد في سبيل الله وأن الذي يفجر نفسه ويموت يعتبر في نظرهم شهيداً، وهذه من أكبر المصائب، وعلاجها من أصعب الأمور، والحقيقة أن هذه الأمور ليست من الجهاد في شيء ومفجر نفسه وغيره إن مات لا يعتبر شهيداً والله عزَّ وجلّ يقول: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} النساء آية 29. وقاتل نفسه في النار، فالجهاد في سبيل الله له ضوابط تتنافى مع سفك الدماء والإفساد في الأرض، وبث الرعب، والإخلال بالأمن، والغدر والخيانة ونقض العهود والمواثيق، ومعصية ولي الأمر وشق عصا الطاعة وانتهاك حرمة الأنفس المعصومة، والأموال المملوكة، كما أن الجهاد من اختصاص وصلاحية ولي الأمر هو الذي يقرر ذلك ويعينه بعد استشارة العلماء وأهل الحل والعقد ومن يسوغ لهم الاجتهاد في معضلات الأمور وقضايا المسلمين وفق الكتاب والسنّة ومراعاة القواعد الشرعية (كدرء المفاسد مقدم على *** المصالح، وتقديم المصلحة العامة على الخاصة، وعند اجتماع مفسدتين ارتكاب أخفهما ضرراً}، فليس كل أحد يسوغ له المناداة بالجهاد، أو الفتيا في مسائل الجهاد، ومن أفتى أن التفجيرات والأعمال التخريبية من الجهاد ولا أظن أن يقدم على ذلك مسلم فيستحمل وزر ذلك أمام جبار السموات والأرض.

5- ردود الفعل والانتقام لما يفعله الكفار واليهود بالمسلمين من الظلم والتجني وهذا لا يبرر هذه الجرائم، فإذا ظلمَ الأعداء فلا ينبغي للمسلمين الظلم مثلهم والتجني على المسالمين والمعاهدين والغدر بهم وسفك دمائهم والتعدي على حقوقهم، قال تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} الإسراء آية 15.

وقال تعالى: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين.. الآية} الممتحنة آية 8.

وقال صلى الله عليه وسلم: «من قتل معاهداً أو ذمياً لم يجد عرف الجنة - أي ريحها - وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين سنة) رواه البخاري. ناهيك عن قتل المسلمين والنساء والأطفال الأبرياء الذين تنالهم أيدي البطش والظلم والعدوان بحجة قتل الكفار أو النيل منهم.

6- الالتباس والخلط بين الولاء والبراء وبين مشروعية التعامل مع الكافرين وذلك عند المتهورين والمفسدين المخربين فالإسلام دعا إلى العدل وعدم الظلم والتجني عليهم وأجاز التعامل معهم بالبيع والشراء وتبادل المصالح وعقد الهدنة معهم عند الحاجة إليها وغير ذلك من الأمور التي لاينكرها عاقل ومثال ذلك استعانة الرسول صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن الأريقط الليثي ليدله على الطريق في الهجرة وهو كافر. والله التوفيق.

محمد بن سعد السعيد٭
٭ إمام وخطيب جامع سلطانة الشرقي بالرياض