المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من يحمل أفكاراً ضلالية يلجأ إلى العنف لإٍقناع الآخرين بما يؤمن به!!


 


ابولمى
18 - 3 - 2005, 06:10 AM
هناك أعراض من أعراض الاضطرابات وهو ما يُسمى الضلالات. والضلالات هي أفكار يحملها المريض بشكل غير قابل للنقاش، وهي أفكار غير صحيحة لا تتفق مع الأفكار المتعارف عليها والمقبولة اجتماعياً. مثال على الضلالات، كأن يقول الشخص بأنه نبي مُرسل، أو أنه المهدي المنتظر أو أنه عيسى بن مريم. الشخص الذي يحمل مثل هذه الأفكار الضلالية يكون مُتمسكاً بها، ومستعد للدخول في عنف ومشاكل إذا رفض الآخرون تقبل فكرته، ويستشيط غضباً إذا سخروا منه ومن أفكاره.. وهذا قد يجعله يُصبح عنيفاً ويُحطّم الأشياء التي حوله، وربما يلجأ إلى العنف لإقناع الآخرين بما يؤمن به..! ثمة أنواع أخرى من الضلالات، تُعرف بالضلالات الزوانية، وهي شعور المريض بأن هناك أشخاصا يتربصون به لإلحاق الإذاء به،ن ويتآمرون عليه، ويبدأ بتفسير سلوكياتهم بطريقة مختلفة، ويُفسّر تحركات الأشخاص بطريقة تآمرية، فقد يُفسّر حركات طبيعية عادية جداً بأنها حركة ضده.. وأن ما يفعله الأشخاص الموجودون هو إشارات من بعضهم لبعض للاضرار به. هنا قد يستبق هو الأحداث ويبدأ بالهجوم، الذي قد يكون مُباغتاً لمن حوله، والذين سوف يستغربون هذا العنف من قبل هذا الشخص الذي كان يُلاحظ عليه بعض التصرفات الغريبة، لكنهم لم يتوقعوا أن تكون النتيجة بهذه الصورة العنيفة والتي قد تصل أحياناً إلى القتل..!! الضلالات أمرٌ خطير، وقد يترتب عليه جرائم بشعة، خاصة إذا كان هذا المريض يعتقد بأن هناك أكثر من شخص يُحيكون مؤامرة ضده.. مما يجعله قد يقتل مجموعة من الأشخاص.. وهذا الأمر خطير في الحياة العسكرية مثلاً، إذ الأشخاص يحملون أسلحة، وبعض هذه الأسلحة قد يكون متطوراً ويستطيع تدمير مبان أو سيارات.. لذلك يجب أخذ التحذير من قبل الأشخاص الذين تبدو امنهم بعض التصرفات الغريبة أو يُلّمحون بالكلام بأنهم مُضطهدون، وانهم سوف ينتقمون ممن يضطهدهم.. يجب التعامل معهم بحذر ومحاولة التقرب منهم لفهم ما يدور داخل نفوسهم، وربما يكون من الأفضل إعطا ؤهم إجازة ليرتاحوا ويُطلب منهم بصورة هادئة وبدون سُخرية أو استهزاء بهم.. ولكن أن يؤخذ الأمر على محمل الجدية ويُشرح للشخص بأن من مصلحته أن يذهب إلى شخص مُتخصص لشرح ما يُضايقه، وليس بالضرورة أن يكون طبيباً نفسياً.. وإنما أي شخص مُتخصص، سواء كان اختصاصاً نفسياً عيادياً، أو شخص متخصص في الإرشاد، وإذا احتاج الأمر إلى مراجعة طبيب نفسي، وهو الشيء الأفضل والأكثر جدوى لأن كثيراً من هؤلاء الأشخاص قد يحتاجون في غالب الأمر إلى أدوية مضادة للذهان، والذي سوف يُساعدهم كثيراً.
تقييم مدى شدة الضلالات عند الشخص أمرٌ مهم جداً حتى لا يقع الخطأ ويتهور بعض الأشخاص بالمغامرة ويستهترون بخطورة هذه الاضطرابات والتي قد تقود إلى كوارث لا يعلم مداها إلا الله.