المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يهون العمر إلا ساعة .............. كلمة الدكتور الرشيد في حفل التكريم


 


ابولمى
8 - 3 - 2005, 05:08 AM
سعدت مساء الأحد 25 محرم 1425هـ بالحفل التكريمي الذي أقامه لي الإخوة الكرام والزملاء الأعزاء في وزارة التربية والتعليم، وشرفه برعايته أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله. وقد تبادر إلى ذهني قول الشاعر:
قد يهون العمر إلا ساعة
وتهون الأرض إلا موضعاً!
فكيف يكون الأمر إذا كانت هذه الساعة سنوات عشراً من الأُخوة والعمل الدؤوب في خدمة رسالة التربية والتعليم، وكانت تلك الأرض مهبط الوحي، ومأرز الإيمان، والكيان الذي احتضن الحرمين الأطهرين والمشاعر المقدسة، وتشرف بخدمتهما، وأحاط بهما إحاطة السوار بالمعصم؟!
ما أعظم نعمة الله عليّ بأن وهبني فرصة خدمة التربية والتعليم، فكان عملي: لا في مجال تخصصي فحسب، بل في مجال هوايتي، وفكري، وعشقي، ورسالتي!
كم أنا محظوظ بأن عشت سنوات من أخصب سنوات عمري وأغناها مع أناس أقوياء أمناء، نبلاء شرفاً، مخلصين أكفياء، أعطوا التربية والتعليم ذوب نفوسهم، وخلاصة علمهم وخبرتهم، وضحوا من أجلهما بالوقت والراحة والاستجمام!
كم أنا محظوظ بأن أتيحت لي الفرصة لازداد تعرفاً على وطني، بمدنه، وقراه، وهجره، وبالطيبين من أهله الذين سكنوا الجبال والوديان، وعمروا السهول والتلال!
كم أنا محظوظ - فوق هذا - بأن شرفت بمشاركة قيادتنا الرشيدة في الاجتماعات التي اتُخذت فيها قرارات حيوية، وحظيت باللقاءات المتكررة مع أولي الأمر في هذا الكيان السعودي الغالي للتباحث في أمور التربية والتعليم، وسواها، والوصول إلى مواقف بشأنها وبشأن غيرها، وتلقيت من أولي الأمر العناية والتوجيه، والتسديد والترشيد، والدعم والتأييد! ولا أزال سعيداً باستمرار هذه الصلة، وتلك الرعاية الكريمة الموصولة، وسأظل -بإذن الله - ما دمت حياً جندياً لهذا الوطن، منافحاً عن هذا الكيان، معتزاً بالانتماء إليه، ناشراً لمعاني الوطنية، ومعززاً لممارستها.
قبل حوالي عشرة أعوام، وبالتحديد مساء يوم السبت 14 ربيع الثاني 1416هـ، قلت في اللقاء التكريمي الذي عقده لي إخواني منسوبو هذه الوزارة: "إني ضعيف بشخصي، قوي بكم، وإني في أمس الحاجة إلى كل واحد منكم". وقد صدّقوا قولي: فكنت قوياً بهم، وكنا جميعاً أقوياء بعون الله، فأنجزنا بفضله ما أنجزنا: خدمة لديننا ووطننا، مما نرجو عليه الذخر والأجر، قبل الذكر والشكر.
إن من دواعي السعادة والتفاؤل أن يتولى زمام الأمر في وزارتنا هذه معالي الأخ الكريم الدكتور عبدالله بن صالح العبيد، الذي أشهد له ويشهد له عارفوه: بالفضل، والكفاية، والدأب، والاقتدار، فهو تربوي في الصميم، وله في الإدارة خبرة عميقة، تشهد بها المناصب الحيوية التي تقلدها، وأدى الأمانة فيها على خير وجه.
إن الروابط التي جمعتني بالإخوة في وزارة التربية والتعليم متعددة: الزمالة، والصداقة، والأُخوة، ولئن زالت رابطة الزمالة، فإن رابطتي الصداقة والأخوة، لم تزولا، بل زادتا قوة وعمقاً، وهما كافيتان لأن تجعلاني معهم دائماً بقلبي وقالبي، ومشاعري، ودعائي، ما دمت حياً، أبذل لله أولاً، ثم لوطني بكيانه السعودي ولهم، ولرسالة التربية والتعليم، كل ما أقدر عليه، سائلاً الله تعالى أن يرزقنا جميعاً الإخلاص والصواب في القول والعمل، والحكمة فيما نأتي ونذر من أمورنا كلها.
لقد رفعنا جميعاً في وزارة التربية والتعليم شعارات حكيمة، قامت على مبادئ قويمة، واقتناعات راسخة، منها - على سبيل المثال لا الحصر -: أن وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة، وأن التربية هي أس الحضارة والتنمية، وأن خدمة التربية والتعليم رسالة في المقام الأول، وأن العمل بروح الفريق هو تحقيق لمعنى الجسد الواحد والبنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضاً، ومنها: أن الإدارة إذا كانت سلطة أعطاها المرؤوسون طرف ألسنتهم، أما إذا كانت قلباً واحتراماً فإنهم يعطونها ذوب أنفسهم، ويبدو هذا كله في عطائهم. وأملي كبير أن تبقى هذه المعاني كلها حية في نفوسنا جميعاً نعمل على ضوئها، فدولتنا دولة مؤسسات، فلنحرص على الأداء بحرفية ومهنية وإتقان بصرف النظر عن الأشخاص الذين يأتون ويذهبون، وفقنا الله جميعاً لمواصلة السير الحثيث لبلوغ أهدافنا السامية التي فيها عزة ديننا، ورفعة شأن وطننا، المملكة العربية السعودية، حرس الله بلادنا من كل سوء، ووقاها كل شر، وأعان قيادتنا الرشيدة وهيأ لها أسباب النجاح والفلاح، إنه أكرم مسؤول.
الدكتور محمد بن أحمد الرشيد
وزير التربية والتعليم السابق

شـهد
8 - 3 - 2005, 07:54 PM
شكرا للدكتور محمد الرشيد على جهوده المبذوله وجعل كل تلك الجهود في ميزان حسناته ونتمى لوطننا مستقبل باهرا مشرق حافل بالتقدم 0

ابومنار
8 - 3 - 2005, 10:22 PM
شكرا لك أخي على هذه المشاركة