المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعلام الجريمة والدعارة يهدد الأطفال


 


ابوالمؤيد
1 - 3 - 2005, 04:59 PM
إعلام الجريمة والدعارة يهدد الأطفال

ندعو الموجهين لأجهزة الإعلام المعاصر أن يتقوا الله فيما يطرحونه. وأن يسألوا أنفسهم عن اللقمة التي يضعونها في أفواه أطفالهم: أهي حلال أم حرام؟
ندعو الموجهين لأجهزة الإعلام المعاصر أن يتقوا الله فيما يطرحونه. وأن يسألوا أنفسهم عن اللقمة التي يضعونها في أفواه أطفالهم: أهي حلال أم حرام؟

كان الطفل يتنقل بين حضن أمه وجدته وجده والأقارب والجيران، هذا يبتسم له، وهذا يطعمه، والآخر يمسح على رأسه. كان نمو الطفل متوازنا نفسياً وجسدياً يمنحه القدرة لاحقاً على بناء أسرة مستقرة مهما عصفت بها تقلبات الزمن.

اليوم! وما أن يفتح المولود نصف عينه، إلا ويرى شاشات مليئة بأفلام الرعب والقتل والدعارة!

من المُسَلّمِ به أن يتحمل الآباء المسؤولية نحو أطفالهم، وأن يوفروا لهم السكن والأمن والتغذية والتعليم والنشأة الصالحة دينياً وأخلاقياً وسلوكياً واجتماعياً. مثلما هم مسؤولون عن حماية أطفالهم في البيت من التعرض إلى سموم المواد الكيماوية، والمبيدات الحشرية، والأدوية السامة وغيرها.

لكن الأطفال في هذه الأيام أصبحوا مهددين بأفلام الرعب والرذيلة التي تُسقِط في وعيهم الحلول الإجرامية لمشاكل الحياة. وكثيرا ما يجلس الأطفال الساعات تلو الساعات أمام التلفاز، وألعاب الكمبيوتر، وأفلام الفيديو وغيرها، يحركون أدوات القتل للفوز في اللعبة، أو يشاهدون البطل وهو يتلذذ بالقتل يمنة ويسرة، ممزوجا بمشاهدة الأسلحة المختلفة، والأصوات المرعبة، والدماء الجارية، والجثث الممزقة. الأمر الذي يؤدي إلى اضطراب تطور أجهزته النفسية والبدنية بشكل فطري صحيح، مما يعيق تناغم نموه الطبيعي.

نطلب من الآباء أن يتحملوا المسؤولية كاملة، وأن لا يتركوا أطفالهم كالأغنام سائبة في بطن الجبل! وعليهم أن يفكروا في نتائج كل حركة يقدموا عليها في توفير تلك الأجهزة لأطفالهم. بل عليهم وضع البرامج الصحيحة داخل المنزل، وتشجيع أطفالهم على مراقبة البرامج ضمن ساعات معينة ومحددة.

إننا ندعو علماء النفس والاجتماع أن يساهموا في توعية الآباء، وكيفية التحكم في مصير أبنائهم، وعلى العلماء والأئمة أن يضيفوا إلى طرقهم في التوعية نتائج الدراسات العلمية الموثقة.

ندعو الشباب المسلم أن يتخصص في إنتاج البرامج العلمية الهادفة المشوقة والمليئة بالإثارة والفلاشات والأصوات والأنوار والألوان، وكل ما يلزم لجذب الطفل المسلم وإبعاده عن الإعلام الفاسد.

ندعو إلى تشكيل الجمعيات المتخصصة لدراسة مخاطر الإعلام الإجرامي الداعر، وكيفية تقديم النصيحة الشفوية والعملية للآباء والمُجمّعات التعليمية والثقافية ذات النفوذ والتأثير على العائلة المسلمة.

وندعو الموجهين لأجهزة الإعلام المعاصر أن يتقوا الله فيما يطرحونه. وأن يسألوا أنفسهم عن اللقمة التي يضعونها في أفواه أطفالهم: أهي حلال أم حرام؟