المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غياب المهنية والتقانة بالعمل(مشكلة خطيرة في مجتمعنا العربي)


 


بندر الغضيان
15 - 6 - 2003, 12:30 AM
تحرص كل الثقافات العالمية باختلاف مصادرها سواء كانت دينية أو مذهب اقتصادية علي زرع المهنية والتقانة في نفوس أبنائها.
وقد حرصت الثقافة العربية الإسلامية منذ ظهور الإسلام ونزول الرسالة على محمد صلىالله علية وسلم على ذلك، حيث وردت آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة كثيرة تحث على
ذلك، ومع هذا نكاد تنعدم فينا كأشخاص وتغيب في المؤسسات.

وكلنا يعلم لما لها من اثر كبير في تقدم الأمم وقوتها وبالتالي فرض ثقافتها وفكرها على الآخرين، ومع ذلك لاوجود لها بالخطاب العربي على كل مستوياته، سواء الاقتصاديةوالسياسية والتربوية، بل ويغيب الحديث عنها حتى عند النخب المثقفة.!!

إننا نعاني من مشكلة واضحة في أعمالنا سواء العامة أو الخاصة ألا وهي ضعف المهنيةوالتقانة في العمل، ولقد حاول بعض المفكرين والمهتمين والباحثين دراسة هذه المشكلةوإيجاد الحلول المناسبة لها، ولكن مع الأسف لم يستطيعوا ذلك.
وفي اعتقادنا يرجع هذا إلى إهمالهم أسباب المشكلة الحقيقية بحيث لايمكن التغلب علىأي مشكلة دون معرفة الأسباب أولا.
والحقيقة أن هناك أسباب كثيرة منها طرق التعليم لدينا ومنها أسباب اقتصادية وحضاريةواجتماعية وسياسية متعلقة بخضوع كثير من بلادنا للاستعمار الأوروبي لسنوات طويلة ،
وكلنا يعلم ماله من آثار سيئة على تقدم المجتمعات وتخلفها.
أننا نعيش مشكلة غير عادية لذلك يجب أن نعالجها بطرق غير عادية، بحيث توضع لها خططدقيقة ومدروسة ومحددة لأهدافها بدقة ولفترة زمنية محدودة معلومة يتم تنفيذهاوتطبيقها بدقة متناهية.
و نعتقد أن هناك أسباب ربما لم يتنبه لها أحد وهذه ترجع لطبيعة المجتمع والفكرالسائد فيه، أي الموروث الشعبي والذي نعتقد أن له دورا كبيرا في ضعف المهنية في نفوس كثيرا منّا.

ماذا نقصد بالمهنية والتقانة بالعمل..؟
... المقصود بالمهنية هي والتقانة والدقة في العمل ، والاهتمام بتفاصيله والمتابعة له حتى نهايته، وحبه والاعتزاز به..
فالدقة في العمل والاهتمام به ومتابعته حتى النهاية هي ثالوث الإتقان كما يقول المتخصصون في علم الإدارة.


أسباب ضعف المهنية لدينا:

بسبب ندرة المعلومات المتعلقة بهذا الجانب وقلتها حاولت من خلال اهتمامي بهذا
الجانب،ومن خلال تتبعي ومناقشاتي للبعض أن أوجزها بالآتي:

أولا: الثقافة السائدة في المجتمع

نعلم أن لكل مجتمع من المجتمعات البشرية ثقافة وفكر سائد فيه خاص به نتيجة لتراكمات ثقافية تجمعت خلال سنوات كثيرة، من تجارب المجتمع الذاتية ومن خلال احتكاك أبنائه بثقافات ومجتمعات مجاورة له.
وعندما ندقق النظرة إلى مجتمعنا وللفكر السائد فيه، نجد تلك النظرة الدونية للأعمال الحرفية واقتصارها على من هم أقل مكانة في المجتمع، ولربما هذا ما يفسر لنا غياب حب العمل والتقانة فيه، بحيث يهرب كثيرا من الأفراد خوفاً من تلك النظرة الدونية لهم.
ويقول الدكتور سعدالبازعي((مهما توغل الإنسان في التثقيف والعلم، يظل نتاج ثقافة شعبية تسكنه وتشكل لاوعيه))
ثانيا: النظام التعليمي وطبيعة التعليم لديناللنظام التعليمي أثراً كبيرا في عقلية وفهم المجتمع للعمل ونظرتهم له، فالعاملون اليوم هم نتاج تعليم الأمس ، وطلاب اليوم هم العاملون غداً.. فالنظام التعليمي لدينا والمناهج الدراسية لها دوراً كبيراً في تشكيل ثقافة العمل وحبه وإتقانه ، فمع الأسف المناهج عندنا لا تأصل حب العمل والتفاني فيه، وكذلك غياب الورش في المدارس وتعليم التلاميذ حب العمل وتقديره تنعدم في مدارسنا..

ثالثاً: غياب القدوة والمثل الأعلى

للقدوة دور مؤثرا وكبير في تربية النشء ، وهذا ما تفتقده مجتمعاتنا، حيث يفترض من كل مسؤول أن يكون رافع راية العمل وحبه في مؤسسته .. حيث نجد مع الأسف أن اغلب المسؤولين لدينا يؤثرون العمل المكتبي المريح والاكتفاء بالحد الأدنى من العمل والإنتاج في مؤسساتهم..

من ملامح غياب المهنية لدينا:

1.التهاون في استغلال الوقت(الوقت هو الحياة،،وكل شئ يعوض إلا فائت الوقت)
2.عدم التفريق بين الأهم والأقل أهمية
3.سوء التوقيت في إنجاز العمل إمّا بتقديمه عن وقته المناسب أو تأخيره.
4.عدم إكمال العمل أو تكراره.
5.عدم ترتيب العمل وتنفيذه بصورة ارتجالية(عدم التخطيط)

علاج غياب المهنية

1.نشر ثقافة حب العمل : ويكون هذا من خلال المدارس أولا وكذلك من المنابر الدينيةوعقد الندوات وتسخير وسائل الأعلام لهذا الهدف ببث برامج دائمة ومستمرة، فالأعلام له دوراً كبيرا بتغيير النظرة ونشر ثقافة العمل والإنتاج
2.تغيير المناهج التعليمية وطرق التدريس: يجب العمل على تغيير المناهج وجعلها
قادرة على تخريج أجيالا من المتعلمين المشبعين بفكر العمل وحبه والتفاني فيه وكذلك يجب النظر في طرق التدريس وكيفية تقديم الفكرة للطلاب ،وإيجاد قوالب جديدة تحقق الغاية والهدف وتوفير المعامل والورش المهنية داخل المدارس في كل المراحل.
3.يجب على المسؤولين أن يكونوا دائما بالطليعة في قيادة التغيير وذلك من خلال قيامهم بأعمالهم بحب وتفاني وإظهار مثل هذا للعاملين معهم لما له من اثرا كبيرا في نفوسهم وإتقان أعمالهم.
4.يجب تغيير مفهوم العمل لدى الناشئة وغرس في نفوسهم أن والتقانة والجودة في العمل هي المعيار في تقدم الأمم والشعوب وهي كذلك معيار الترقي والحصول على وظائف عليا في المؤسسات وأن مقياس التفاضل بالقدرة على الإنتاجية.
5.القضاء على المحسوبيات داخل المؤسسات ونشر ثقافة البقاء للأصلح

خاتمة
أننا نعيش وسط عالم سريع الخطى ، لا يعترف سوى بالإنتاج و الجودة بالعمل ، عالماالقوة فيه للأقدر والأكثر إنتاج ، فعلينا أن نسرع الخطى كي نتمكن من اللحاق به ..
أن الأمم الضعيفة لاوجود لها بوسط هذا العالم المضطرب السرعة .. لذا يجب علينا أن نسرع من تصليح ذاتنا وتحسين مؤسساتنا ونعمل على زيادة الإنتاج لدينا إذا أردنا أ،يكون لنا مكان مؤثرا في هذا العالم.
يجب أن لا نؤجل تطوير ذاتنا،وبسرعة وبتقانة عالية ، لأن لامكان للمتكاسلين والغير قادرين على المنافسة بالإنتاج وبكفاءة عالية..

بندر الغضيان
3 - 4 - 2004, 12:26 AM
نأمل من الجميع المشاركة

سيف الاسلام
21 - 4 - 2004, 11:23 AM
الاخ العزيز بندر الغضيان
ثقافة اي شعب من الشعوب تعتبر مقياس لحضارة وتعلم اي شعب من الشعوب
وللاسف ان ثقافة امتنا العربية في السنوات الاخيرة تبين سبب واقعنا في هذا الزمن
تقبل تحياتي