ابولمى
11 - 2 - 2005, 06:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
وبعد:
فلقد وقفت على هذا المقال في شبكة" سحاب" فوجدته موضوعاً مهماً للنشر في هذا الوقت؛ نصرة للدين وحماية له من ابتداع المبتدعة وتقليد الجهلة بالكفار، فقمت بتنسيقه ولم أحذف ولم أضيف شيئاً من نص كتابة الأخ أبو أنس المدني ـ صاحب المقال ـ؛ إلا الأخطاء الإملائية قمت بتصويبها، وكذلك تصويب بعض ألفاظ الأحاديث التي أوردها، وكأن بعضها ساقها من حفظه فوقع فيها بعض التداخل في الألفاظ، وخرجت الأحاديث باختصار.
ثم أضفت جواباً لل*** العلامة الفوزان، وسوف يكون في ذيل المقال، عسى الله أن ينفع بهذا العمل إخواننا المسلمين في أصقاع المعمورة.
وهذا نص المقال من "سحاب":
حكم التهنئة بحلول العام الهجري الجديد
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ...... وبعد :
فإنّ مما ابتليت به أمة الإسلام في سنوات الضعف والهزيمة ، تبعيتها للغرب والشرق - إلا ما رحم الله - وكانت هذه التبعية في سائر أمورها الدنيوية والدينية ، فصدق عليها قول النبي صلى الله عليه وسلم ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن).من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن البخاري (3269) وغيره بألفاظ متعددة.
وإن التقليد الأعمى الذي أصاب كثيراً من أبناء المسلمين ، وانفتانهم وانبهارهم بالحضارة الغربية العفنة جعل المسلم لا هوية ولا شخصية له - إلا من رحم الله تعالى - ......
وحيث إن تقليد الكفار في العموم أمر محرم ولا يجوز شرعاً ، وفيه الوعيد الشديد من قوله صلى الله عليه وسلم ـ من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عند عبد الرزاق (20986)، وابن أبي شيبة (33016) في " مصنفيها"، و أبي داود في "سننه" (4031) ـ: (من تشبه بقومٍ فهو منهم)، وصححه الألباني.
وقوله صلى الله عليه وسلم: ( المرء مع من أحب ) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه عند ال***ين (5816)، (2640)، وغيرهما.
وقد يصل التقليد بالمسلم أحياناً إلى درجة الكفر وهو لا يشعر ، جهلاً منه بالحكم ، أو حباً في الفتنة والهوى ، أو احتقار وكرهاً لدينه ، وفخراً وفرحاً بمن يقلده ..... عياذا بالله ..
وإن من الأمور الخطيرة على التوحيد ، والتي شاعت عند كثر من المسلمين ، تهنئة الكفار بأعيادهم الكفرية كرأس السنة الميلادية وعيد النيروز ونحوها من الأعياد الكفرية الباطلة ....
ولما كان أهل الكفر يهنئون بعضهم بحلول رأس السنة الميلادية ، انتقلت العدوى الخبيثة إلى مجتمعات كثير من المسلمين ، فصارت التهنئة على حسب تقاليد الشريعة الإسلامية ، فمن مفتٍ بجواز ذلك زعماً منه بأنها للمصلحة ، وتلبيساً من الشيطان عليه في دينه ....
ومن ثمّ انتقلت التهنئة بحلول السنة الميلادية إلى بعض المسلمين بطريقة أخرى ، وهي التهنئة بحلول رأس السنة الهجرية ، وهذا مما لا شكّ فيه من الطوام الخطيرة التي أحدثت في الإسلام وبين شعوب المسلمين ، غزواً فكرياً ......... وتبعية مقننة ..... وهامشية سخيفة .....
ولذا فقد أحببت أنه أنبه إلى هذه المسألة الهامة وهو :
أنه لا يوجد عندنا في الإسلام إلا عيد الفطر وعيد الأضحى ، وأنه لا يجوز التهنئة بحلول العام الهجري الجديد ، ولقد صدرت فتوى عن سماحة الإمام العلامة ال*** / محمد الصالح العثيمين حفظه الله ورعاه بالمنع من ذلك ، والإنكار على من يفعل ذلك ، وبيان أنه لا تشرع التهنئة بالعام الهجري الجديد ، وأن ما يقال عند الناس بـ ( كل عام وأنتم بخير ) في أول العام أمر محدث ، لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يفعله طيلة أيام حياته الشريفة ، ولم يأمر به من بعده ، ولم يفعله أصحابه وخلفاؤه الراشدون رضي الله عنهم ، ولم يفعله أحد من الصحابة الكرام ، ومن لم يفعله أحد من التابعين أو من السلف الصالح رحمهم الله ، ولم ينقل عنهم في ذلك شيء ، لأنه لم يكن معروفاً لديهم هذا الأمر ..........
وأذكر مرة أنني في أول يوم من عام 1408هـ كنتُ جالساً مع ال*** ابن عثيمين حفظه الله في بيته بعد صلاة الظهر فاتصل به رجل يهنئه بالعام الهجري الجديد ، فأنكر عليه ال***ُ حفظه الله هذا الأمر وأرشده إلى عدم جواز ذلك ، ونصحه وبين له الحق فيه ....
ولذا فلو تأملتَ السنة المباركة لما رأيتَ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يهنئ أصحابه بقدوم شهر من الأشهر إلا شهر رمضان لما فيه من الخير العظيم والأجر الجزيل ، لما يحصل فيه من عتق الرقاب من النار ، وفيه ليلة خير من ألف شهر ، وهو الشهر الذي اختصه الله تعالى بالميزات من بين الشهور .....
فالواجب على المسلم الحذر من ذلك والابتعاد عنه ، وتعليم الناس حكم التهنئة بالعام الجديد ....
نسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقاً وأن يرزقنا اتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ...
أنه سميع مجيب والحمد لله أولاً وآخراً ......
وكتب / أبو أنس المدني.
انتهى إلى هنا ما كتبه الأخ أبو انس المدني وأنا إلى هذه الساعة وأنا أنسق المقال لا أعرف من هو هذا الشخص ولا أعرف صريح اسمه، فأعتذر للجميع.
ثم أضفت أنا جمال بن فريحان الحارثي ما يلي:
سئل العلامة ال*** صالح الفوزان ـ يحفظه الله ـ:
إذا قال لي شخص كل عام وانتم بخير فهل هذه الكلمة مشروعة في هذه
الأيام؟
الجواب:
لا. ليست بمشروعة، ولا يجوز هذا .
من كتاب "الإجابات المهمة" ( ص/ 230).
قلت: وللأسف أن بعضاً من المسلمين ممن ترى على ظاهرهم الاستقامة في الدين، والتنسك في العبادة؛ يفعلون هذه التهنئة، وما ذلك إلا جهلاً بالحكم، أو تساهلاً وتهاوناً منهم بأمر تقليد الكفار فيما هو من شؤونهم، ولما رأى عامة المسلمين؛ هذا العمل ممن يُرى فيهم الصلاح؛ تسابقوا على هذه التهنئة، وغيرها من التهاني التي لا تمت للإسلام بصلة، بل وأنكروا على من ينكر هذه التهنئة عليهم ويبين لهم خطأها، وأنها ليست من ديننا في شيء، وعذرهم:
أنتم تنكرون علينا التهنئة برأس السنة، وعيد الميلاد، وعيد الأم، وغيرها..
وفي نفس الوقت تأتون ما تنهون عنه؛ وهو تهنئتكم لبعضكم البعض برأس السنة.
وما صدر ذلك الإنكار والتعليل منهم، إلا بسبب فعل بعض من رأوا على ظاهره الصلاح مع تلبسه بالجهل فيما يفعل؛ فظنوا أن الحق معه.
وقد وجدنا ذلك الإنكار في بعض "المواقع العنكبوتية" والمنتديات.
فنقول: تعالوا لنقرر المسألة معاً!
معلوم أن الأعمال إما عبادات وإما عادات، فالأصل في العبادات؛ لا يشرع فيها إلا ما شرعه الله ورسوله، والأصل في العادات؛ لا يُحظر منها إلا ما حظره الله ورسوله.
هل هذه التهنئة عبادة، بمعنى: هل فعلها النبي صلى الله عليه وسلم او أحداً من خلفائه الراشدين؛ الذين أُمرْنا باتباع سنتهم ؟!
أم أن هذه التهنئة عادة اتخذها الناس؟
فأما أنها عبادة؛ فلا.
لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعلها ولم ينقل عنه ذلك لا من طريقٍ ضعيف ولا موضوع، ولا عهد للشريعة بهذه التهنئة المزعومة المحدثة، ومن جوامع ملة الإسلام قوله صلى الله عليه وسلم: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد). متفق عليه.
بل إن العمل بالتوقيت الهجري والبدء به من شهر محرم لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عهد خليفته الصديق رضي الله عنه، بل كان في عهد الفاروق رضي الله عنه.
وكلك لم يفعل أبو بكر ولا عمر ولا بقية الخلفاء الراشدين، ولا صح عن الصحابة ولا نقل عنهم؛ أنهم كانوا يهنئون بعضهم بعضاً بمناسبة دخول السنة الهجرية الجديدة، ولا حتى التابعين وتابع التابعين، وإنما أُحدث هذا في الأزمنة القريبة.
وليس للمسلمين سوى عيدين ( الفطر والأضحى ).
وأضف أخي المسلم إلى ذلك أن عيد رأس السنة من أعياد (الكفار) ومن طقوساتهم، وقد أمرنا بمخالفتهم في العبادات كمثل قوله عليه الصلاة والسلام: ( خالفوا المشركين ...) أخرجه البخاري، ومسلم.
وكقوله عليه الصلاة والسلام: ( خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في خفافهم ولا في نعالهم)، وغير ذلك كثير فيا يتعلق في أمور العبادة.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد). متفق عليه.
فإذا عُلم أن هذه التهنئة ليست من الدين الإسلامي في شيء، وأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن مشابهة الكفار في عباداتهم، بل وأمر بمخالفتهم في ذلك؛ كان العمل بهذه العبادة بدعة في الدين . لأن تعريف البدعة هي : "عبارة عن طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشرعية، يُقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه". كذا عرفها الإمام أبو إسحاق الشاطبي رحمه الله في كتابه "الاعتصام" (1/50).
أما لو قال قائل أنها عادة وليسنا نريد التعبد بها، ونحن نعرف أنْ ليس للمسلمين سوى عيدين (الفطر والأضحى)، فنقول:
إن كانت هذه العادة من عادات الكفار؛ فلا يجوز لنا العمل بها، لأن ذلك تشبهاً بهم شئنا أم أبينا، وإن لم نقصد التشبه بعينه.
وأختم هذه الرسالة بفتوى للمحقق ال*** محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ فيقول:
"ليس من السّنّة أن نحدث عيداً لدخوله ـ العام الهجري ـ أو نعتاد التهاني ببلوغه". انتهى من كتابه "الضياء اللامع من الخطب الجوامع" ( ص/702).
لقوله صلى الله عليه وسلم: ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم ). متفق عليه.
و قال : ( إنهم يُوَفِّرون سبالَهم، ويحلقونَ لحاهم فخالفوهم . يعني المجوس ) .
قال المحدث الألباني في "الصحيحة" ( 6/ الثاني/ 806 ):
"واعلم أن في الحديث توجيهاً نبوياً كريماً طالما غفل عنه كثير من خاصة المسلمين فضلاً عن عامتهم، ألا وهو مخالفة الكفار المجوس وغيرهم كما في الحديث المتفق عليه: " إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم ". والأحاديث بهذا المعنى كثيرة جداً معروفة . فالذي أريد بيانه إنما هو التنبيه على أن المخالفة المأمور بها هي أعم من التشبه المنهي عنه، ذلك أن التشبيه أن يفعل المسلم فعل الكافر، ولو لم يقصد التشبه، وبإمكانه أن لا يفعله. فهو مأمور بأن يتركه . وحكمه يختلف باختلاف ظاهرة التشبه قوة وضعفاً. وأما المخالفة فهي على العكس من ذلك تماماً فإنها تعني أن يفعل المسلم فعلاً لا يفعله الكافر، إذا لم يكن في فعله مخالفة للشرع، كمثل الصلاة في النعال، فقد أمر النبي بها مخالفة لليهود، وقد تكون المخالفة لهم فيما هو من خلق الله في كل البشر لا فرق في ذلك بين مسلم وكافر، ورجل وامرأة، كالشيب مثلا، ومع ذلك أمر بصبغه مخالفة لهم كما تقدم، وهذا أبلغ ما يكون من الأمر بالمخالفة، فعلى المسلم الحريص على دينه أن يراعي ذلك في كل شؤون حياته، فإنه بذلك ينجو من أن يقع في مخالفة الأمر بالمخالفة، فضلاً عن نجاته من التشبه بالكفار؛ الذي هو الداء العضال في عصرنا هذا . والله المستعان" . انتهى.
وقد جاء التحذير والوعيد الشديد لمن تشبه بالكفار والمشركين، فعن ابن عمر t قال، قال رسول الله r: ( من تشبه بقوم فهو منهم ). أخرجه أبو داوود (4031), وصححه الألباني في "الإرواء" (1269).
قال ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ في "تفسيره" (1/213): "فيه دلالة على النهي الشديد، والتهديد والوعيد على التشبه بالكفار في أقوالهم، وأفعالهم، ولباسهم، وأعيادهم، وعباداتهم، وغير ذلك من أمورهم التي لم تُشرع لنا ولا نُقَـر عليها".
وقال أيضاً قبله بأسطر: " والغرض: أن الله تعالى نهى المؤمنين عن مشابهة الكفار قولاً، وفعلاً، فقال ـ تعالى ـ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ . [البقرة: 104]. انتهى.
وأختم هذه الرسالة بفتوى للمحقق ال*** محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ فيقول:
"ليس من السّنّة أن نحدث عيداً لدخوله ـ العام الهجري ـ أو نعتاد التهاني ببلوغه". انتهى من كتابه "الضياء اللامع من الخطب الجوامع" ( ص/702).
فنسأل الله العلي القدير أن يُبصر المسلمين بأمور دينهم، وأن يعبدوا الله على علم وهدى، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين,,,,,,
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبه/ جمال بن فريحان الحارثي
25/12/1425هـ
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
وبعد:
فلقد وقفت على هذا المقال في شبكة" سحاب" فوجدته موضوعاً مهماً للنشر في هذا الوقت؛ نصرة للدين وحماية له من ابتداع المبتدعة وتقليد الجهلة بالكفار، فقمت بتنسيقه ولم أحذف ولم أضيف شيئاً من نص كتابة الأخ أبو أنس المدني ـ صاحب المقال ـ؛ إلا الأخطاء الإملائية قمت بتصويبها، وكذلك تصويب بعض ألفاظ الأحاديث التي أوردها، وكأن بعضها ساقها من حفظه فوقع فيها بعض التداخل في الألفاظ، وخرجت الأحاديث باختصار.
ثم أضفت جواباً لل*** العلامة الفوزان، وسوف يكون في ذيل المقال، عسى الله أن ينفع بهذا العمل إخواننا المسلمين في أصقاع المعمورة.
وهذا نص المقال من "سحاب":
حكم التهنئة بحلول العام الهجري الجديد
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ...... وبعد :
فإنّ مما ابتليت به أمة الإسلام في سنوات الضعف والهزيمة ، تبعيتها للغرب والشرق - إلا ما رحم الله - وكانت هذه التبعية في سائر أمورها الدنيوية والدينية ، فصدق عليها قول النبي صلى الله عليه وسلم ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن).من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن البخاري (3269) وغيره بألفاظ متعددة.
وإن التقليد الأعمى الذي أصاب كثيراً من أبناء المسلمين ، وانفتانهم وانبهارهم بالحضارة الغربية العفنة جعل المسلم لا هوية ولا شخصية له - إلا من رحم الله تعالى - ......
وحيث إن تقليد الكفار في العموم أمر محرم ولا يجوز شرعاً ، وفيه الوعيد الشديد من قوله صلى الله عليه وسلم ـ من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عند عبد الرزاق (20986)، وابن أبي شيبة (33016) في " مصنفيها"، و أبي داود في "سننه" (4031) ـ: (من تشبه بقومٍ فهو منهم)، وصححه الألباني.
وقوله صلى الله عليه وسلم: ( المرء مع من أحب ) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه عند ال***ين (5816)، (2640)، وغيرهما.
وقد يصل التقليد بالمسلم أحياناً إلى درجة الكفر وهو لا يشعر ، جهلاً منه بالحكم ، أو حباً في الفتنة والهوى ، أو احتقار وكرهاً لدينه ، وفخراً وفرحاً بمن يقلده ..... عياذا بالله ..
وإن من الأمور الخطيرة على التوحيد ، والتي شاعت عند كثر من المسلمين ، تهنئة الكفار بأعيادهم الكفرية كرأس السنة الميلادية وعيد النيروز ونحوها من الأعياد الكفرية الباطلة ....
ولما كان أهل الكفر يهنئون بعضهم بحلول رأس السنة الميلادية ، انتقلت العدوى الخبيثة إلى مجتمعات كثير من المسلمين ، فصارت التهنئة على حسب تقاليد الشريعة الإسلامية ، فمن مفتٍ بجواز ذلك زعماً منه بأنها للمصلحة ، وتلبيساً من الشيطان عليه في دينه ....
ومن ثمّ انتقلت التهنئة بحلول السنة الميلادية إلى بعض المسلمين بطريقة أخرى ، وهي التهنئة بحلول رأس السنة الهجرية ، وهذا مما لا شكّ فيه من الطوام الخطيرة التي أحدثت في الإسلام وبين شعوب المسلمين ، غزواً فكرياً ......... وتبعية مقننة ..... وهامشية سخيفة .....
ولذا فقد أحببت أنه أنبه إلى هذه المسألة الهامة وهو :
أنه لا يوجد عندنا في الإسلام إلا عيد الفطر وعيد الأضحى ، وأنه لا يجوز التهنئة بحلول العام الهجري الجديد ، ولقد صدرت فتوى عن سماحة الإمام العلامة ال*** / محمد الصالح العثيمين حفظه الله ورعاه بالمنع من ذلك ، والإنكار على من يفعل ذلك ، وبيان أنه لا تشرع التهنئة بالعام الهجري الجديد ، وأن ما يقال عند الناس بـ ( كل عام وأنتم بخير ) في أول العام أمر محدث ، لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يفعله طيلة أيام حياته الشريفة ، ولم يأمر به من بعده ، ولم يفعله أصحابه وخلفاؤه الراشدون رضي الله عنهم ، ولم يفعله أحد من الصحابة الكرام ، ومن لم يفعله أحد من التابعين أو من السلف الصالح رحمهم الله ، ولم ينقل عنهم في ذلك شيء ، لأنه لم يكن معروفاً لديهم هذا الأمر ..........
وأذكر مرة أنني في أول يوم من عام 1408هـ كنتُ جالساً مع ال*** ابن عثيمين حفظه الله في بيته بعد صلاة الظهر فاتصل به رجل يهنئه بالعام الهجري الجديد ، فأنكر عليه ال***ُ حفظه الله هذا الأمر وأرشده إلى عدم جواز ذلك ، ونصحه وبين له الحق فيه ....
ولذا فلو تأملتَ السنة المباركة لما رأيتَ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يهنئ أصحابه بقدوم شهر من الأشهر إلا شهر رمضان لما فيه من الخير العظيم والأجر الجزيل ، لما يحصل فيه من عتق الرقاب من النار ، وفيه ليلة خير من ألف شهر ، وهو الشهر الذي اختصه الله تعالى بالميزات من بين الشهور .....
فالواجب على المسلم الحذر من ذلك والابتعاد عنه ، وتعليم الناس حكم التهنئة بالعام الجديد ....
نسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقاً وأن يرزقنا اتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ...
أنه سميع مجيب والحمد لله أولاً وآخراً ......
وكتب / أبو أنس المدني.
انتهى إلى هنا ما كتبه الأخ أبو انس المدني وأنا إلى هذه الساعة وأنا أنسق المقال لا أعرف من هو هذا الشخص ولا أعرف صريح اسمه، فأعتذر للجميع.
ثم أضفت أنا جمال بن فريحان الحارثي ما يلي:
سئل العلامة ال*** صالح الفوزان ـ يحفظه الله ـ:
إذا قال لي شخص كل عام وانتم بخير فهل هذه الكلمة مشروعة في هذه
الأيام؟
الجواب:
لا. ليست بمشروعة، ولا يجوز هذا .
من كتاب "الإجابات المهمة" ( ص/ 230).
قلت: وللأسف أن بعضاً من المسلمين ممن ترى على ظاهرهم الاستقامة في الدين، والتنسك في العبادة؛ يفعلون هذه التهنئة، وما ذلك إلا جهلاً بالحكم، أو تساهلاً وتهاوناً منهم بأمر تقليد الكفار فيما هو من شؤونهم، ولما رأى عامة المسلمين؛ هذا العمل ممن يُرى فيهم الصلاح؛ تسابقوا على هذه التهنئة، وغيرها من التهاني التي لا تمت للإسلام بصلة، بل وأنكروا على من ينكر هذه التهنئة عليهم ويبين لهم خطأها، وأنها ليست من ديننا في شيء، وعذرهم:
أنتم تنكرون علينا التهنئة برأس السنة، وعيد الميلاد، وعيد الأم، وغيرها..
وفي نفس الوقت تأتون ما تنهون عنه؛ وهو تهنئتكم لبعضكم البعض برأس السنة.
وما صدر ذلك الإنكار والتعليل منهم، إلا بسبب فعل بعض من رأوا على ظاهره الصلاح مع تلبسه بالجهل فيما يفعل؛ فظنوا أن الحق معه.
وقد وجدنا ذلك الإنكار في بعض "المواقع العنكبوتية" والمنتديات.
فنقول: تعالوا لنقرر المسألة معاً!
معلوم أن الأعمال إما عبادات وإما عادات، فالأصل في العبادات؛ لا يشرع فيها إلا ما شرعه الله ورسوله، والأصل في العادات؛ لا يُحظر منها إلا ما حظره الله ورسوله.
هل هذه التهنئة عبادة، بمعنى: هل فعلها النبي صلى الله عليه وسلم او أحداً من خلفائه الراشدين؛ الذين أُمرْنا باتباع سنتهم ؟!
أم أن هذه التهنئة عادة اتخذها الناس؟
فأما أنها عبادة؛ فلا.
لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعلها ولم ينقل عنه ذلك لا من طريقٍ ضعيف ولا موضوع، ولا عهد للشريعة بهذه التهنئة المزعومة المحدثة، ومن جوامع ملة الإسلام قوله صلى الله عليه وسلم: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد). متفق عليه.
بل إن العمل بالتوقيت الهجري والبدء به من شهر محرم لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عهد خليفته الصديق رضي الله عنه، بل كان في عهد الفاروق رضي الله عنه.
وكلك لم يفعل أبو بكر ولا عمر ولا بقية الخلفاء الراشدين، ولا صح عن الصحابة ولا نقل عنهم؛ أنهم كانوا يهنئون بعضهم بعضاً بمناسبة دخول السنة الهجرية الجديدة، ولا حتى التابعين وتابع التابعين، وإنما أُحدث هذا في الأزمنة القريبة.
وليس للمسلمين سوى عيدين ( الفطر والأضحى ).
وأضف أخي المسلم إلى ذلك أن عيد رأس السنة من أعياد (الكفار) ومن طقوساتهم، وقد أمرنا بمخالفتهم في العبادات كمثل قوله عليه الصلاة والسلام: ( خالفوا المشركين ...) أخرجه البخاري، ومسلم.
وكقوله عليه الصلاة والسلام: ( خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في خفافهم ولا في نعالهم)، وغير ذلك كثير فيا يتعلق في أمور العبادة.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد). متفق عليه.
فإذا عُلم أن هذه التهنئة ليست من الدين الإسلامي في شيء، وأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن مشابهة الكفار في عباداتهم، بل وأمر بمخالفتهم في ذلك؛ كان العمل بهذه العبادة بدعة في الدين . لأن تعريف البدعة هي : "عبارة عن طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشرعية، يُقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه". كذا عرفها الإمام أبو إسحاق الشاطبي رحمه الله في كتابه "الاعتصام" (1/50).
أما لو قال قائل أنها عادة وليسنا نريد التعبد بها، ونحن نعرف أنْ ليس للمسلمين سوى عيدين (الفطر والأضحى)، فنقول:
إن كانت هذه العادة من عادات الكفار؛ فلا يجوز لنا العمل بها، لأن ذلك تشبهاً بهم شئنا أم أبينا، وإن لم نقصد التشبه بعينه.
وأختم هذه الرسالة بفتوى للمحقق ال*** محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ فيقول:
"ليس من السّنّة أن نحدث عيداً لدخوله ـ العام الهجري ـ أو نعتاد التهاني ببلوغه". انتهى من كتابه "الضياء اللامع من الخطب الجوامع" ( ص/702).
لقوله صلى الله عليه وسلم: ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم ). متفق عليه.
و قال : ( إنهم يُوَفِّرون سبالَهم، ويحلقونَ لحاهم فخالفوهم . يعني المجوس ) .
قال المحدث الألباني في "الصحيحة" ( 6/ الثاني/ 806 ):
"واعلم أن في الحديث توجيهاً نبوياً كريماً طالما غفل عنه كثير من خاصة المسلمين فضلاً عن عامتهم، ألا وهو مخالفة الكفار المجوس وغيرهم كما في الحديث المتفق عليه: " إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم ". والأحاديث بهذا المعنى كثيرة جداً معروفة . فالذي أريد بيانه إنما هو التنبيه على أن المخالفة المأمور بها هي أعم من التشبه المنهي عنه، ذلك أن التشبيه أن يفعل المسلم فعل الكافر، ولو لم يقصد التشبه، وبإمكانه أن لا يفعله. فهو مأمور بأن يتركه . وحكمه يختلف باختلاف ظاهرة التشبه قوة وضعفاً. وأما المخالفة فهي على العكس من ذلك تماماً فإنها تعني أن يفعل المسلم فعلاً لا يفعله الكافر، إذا لم يكن في فعله مخالفة للشرع، كمثل الصلاة في النعال، فقد أمر النبي بها مخالفة لليهود، وقد تكون المخالفة لهم فيما هو من خلق الله في كل البشر لا فرق في ذلك بين مسلم وكافر، ورجل وامرأة، كالشيب مثلا، ومع ذلك أمر بصبغه مخالفة لهم كما تقدم، وهذا أبلغ ما يكون من الأمر بالمخالفة، فعلى المسلم الحريص على دينه أن يراعي ذلك في كل شؤون حياته، فإنه بذلك ينجو من أن يقع في مخالفة الأمر بالمخالفة، فضلاً عن نجاته من التشبه بالكفار؛ الذي هو الداء العضال في عصرنا هذا . والله المستعان" . انتهى.
وقد جاء التحذير والوعيد الشديد لمن تشبه بالكفار والمشركين، فعن ابن عمر t قال، قال رسول الله r: ( من تشبه بقوم فهو منهم ). أخرجه أبو داوود (4031), وصححه الألباني في "الإرواء" (1269).
قال ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ في "تفسيره" (1/213): "فيه دلالة على النهي الشديد، والتهديد والوعيد على التشبه بالكفار في أقوالهم، وأفعالهم، ولباسهم، وأعيادهم، وعباداتهم، وغير ذلك من أمورهم التي لم تُشرع لنا ولا نُقَـر عليها".
وقال أيضاً قبله بأسطر: " والغرض: أن الله تعالى نهى المؤمنين عن مشابهة الكفار قولاً، وفعلاً، فقال ـ تعالى ـ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ . [البقرة: 104]. انتهى.
وأختم هذه الرسالة بفتوى للمحقق ال*** محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ فيقول:
"ليس من السّنّة أن نحدث عيداً لدخوله ـ العام الهجري ـ أو نعتاد التهاني ببلوغه". انتهى من كتابه "الضياء اللامع من الخطب الجوامع" ( ص/702).
فنسأل الله العلي القدير أن يُبصر المسلمين بأمور دينهم، وأن يعبدوا الله على علم وهدى، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين,,,,,,
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبه/ جمال بن فريحان الحارثي
25/12/1425هـ