المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معلقة الشاعر الجاهلي امرؤ القيس


 


المشتاق
3 - 2 - 2005, 05:54 AM
هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر من كندة ، أمة فاطمة بنت ربيعة بن الحارث بن زهير أخت كليب ومهلهل ابني ربيعة وخاله كليب الذي تقول فيه العرب أعز من كليب ، وهو رأس فحول شعراء الجاهلية أجاد في الوصف وأمتاز بدقة التصوير أما عباراته فهي خشنة من خشونة البيئة التي عاش فيها ، وهذه الديار التي وصفها كلها ديار بني أسد . و يقال لهو الملك الضليل وذو القروح ، وهو من أهل نجد ، من الطبقة الأولى ،طرده أبوه لمل صنع الشاعر بفاطمة ابنة عمه ما صنع ـ وكان لها عاشقاً ـ وأمر بقتله ، ثم عفا منه ، ونهاه عن قول الشعر ، ولكنه نظم بعدئذٍ فبلغ ذلك أباه فطرده ، وبقي طريداً الى أن وصله خبر مقتل أبيه ـ الذي كان ملكاً على أسد وغطفان ـ على أيدي بني أسد ، وكان حينذاك بدُمون ـ بحضر موت ـ فقال : (( ضيعني صغيراً ، وحملني دمه كبيراً ، لا صحو اليوم ، ولا سكر غداً اليوم خمر ، وغداً ، أمر )) .وأخذ يطلب ثأر أبيه ، يستنجد القبائل ، الى أن وصل الى السموأل ، والحارث الغسان ـ في بلاد الشام ـ وقيصر الروم ـ في القسطنطينية ـ الذي ضم إليه جيشاً كثيفاً ، فوشى رجل من بني أسد بامرىء القيس الى قيصر ، فبعث إليه بحلة وشي مسمومة منسوجة بالذهب . فلما وصلت إليه لبسها ، فأسرع فيه السم ، وسقط جلده ، وكان حينذاك بأنقرة ، التي مات فيها . وله أشعار كثيرة ، يصف فيها رحلته هذه .


قِـفَا نَـبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ iiومَنْزِلِ = بِـسِقْطِ الِّـلوَى بيْنَ الدَّخولِ iiفَحَوْمَلِ

فـتُوضِحَ فـالمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُها = لِـمَا نَـسَجَتْها مِـنْ جَنوبٍ وشَمْألِ

تَـرَى بَـعَرَ الأرْآمِ فـي iiعَرَصاتِها = وقِـيـعانِها كـأنَّـهُ حَـبُّ iiفُـلْفُلِ

كَـأنِّي غَـداةَ الـبَيْنِ يَـوْمَ تَحَمَّلوا = لَـدَى سَـمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ iiحَنْظَلِ

وُقـوفاً بِـها صَـحْبِي عَلَّي مَطِيَّهُمُ = يَـقولون لا تَـهْلِكْ أَسـىً iiوتَـجَمَّلِ

وإنَّ شِـفـائِي عَـبْـرَةٌ مُـهْـراقَةٌ = فَـهَلْ عِـنْدَ رَسْمٍ دارِسٍ مِنْ iiمُعَوَّلِ

كَـدَأْبِكَ مِـنْ أُمِّ الـحُوَيْرِثِ iiقَـبْلَها = وجـارَتِـها أُمِّ الـرَّبـابِ iiبِـمَأْسَلِ

إذا قـامَتا تَـضَوَّعَ الـمِسْكُ iiمِنْهُما = نَـسيمَ الـصَّبا جاءَتْ بِرَيَّا iiالقَرَنْفُلِ

فَـفَاضَتْ دُمـوعُ العَيْنِ مِنِّي iiصَبَاَبةً = عَـلَى النَّحْرِ حتَّى بَلَّ دمْعِي iiمِحْمَلِي

ألاَ رُبَّ يَـوْمٍ لَـكَ مِـنْهُنَّ iiصـالِحٍ = ولاَ سِـيَّـما يَـوْمٍ بِـدارَةِ iiجُـلْجُلِ

ويَـوْمَ عَـقَرْتُ لـلعَذَارَي iiمَطِيَّتي = فـيَا عَـجَبا مِـن كُورِها iiالمُتَحَمَّلِ

فَـظَلَّ الـعَذارَى يَـرْتَمينَ iiبِلَحْمِها = وشَـحْمٍ كَـهُدَّابِ الـدِّمَقْسِ الـمُفَثلِ

ويَـوْمَ دَخَـلْتُ الـخِدْرَ خِدْرَ iiعُنَيْزَةٍ = فـقالَتْ لَـكَ الـويْلاتُ إنَّكَ iiمُرْجِلِي

تـقولُ وقَـدْ مـالَ الـغَبِيطُ بِنا iiمَعًا = عَقَرَتَ بَعِيري يا امْرأَ القَيْسِ iiفانْزِلِ

فـقُلْتُ لَـها سِـيرِي وأَرْخِي زِمامَهُ = ولا تُـبْعِديني مِـنْ جَـنَاكِ iiالمُعَلَّلِ

فَـمِثْلِكِ حُـبْلَى قد طَرَقَتُ ومُرْضِعٍ = فَـأَلْهَيْتُها عَـنْ ذي تـمائِمَ iiمُـحْوِلِ

إذا مـا بَكَى مِن خَلْفِها انْصَرفَتْ iiلَهُ = بِـشَقٍّ وتَـحْتي شِّـقُها لـم iiيُحَوَّلِ

ويَـوْماً عَـلَى ظَهْرِ الكَثِيبِ iiتَعَذَّرَتْ = عَـلَيَّ وآلَـتْ حَـلْفَةً لـم iiتَـحَلَّلِ

أفـاطِمَ مَـهْلا بَـعْضَ هـذا iiالتَّدَلُّلِ = وإنْ كُنْتِ قد أجْمَعْتِ صَرْمِي فأَجْمِلِي

وإنْ تَـكُ قـد سـاءتْكِ مِنِّي iiخَلِيقَةٌ = فـسُلِّي ثِـيابِي مِـن ثِـيابِكِ تَنْسُلِ

أغَــرَّكِ مِـنِّي أنَّ حُـبَّكِ iiقـاتِلي = وأنَّـكِ مَـهْمَا تَـأْمُرِي القلْبَ iiيَفْعَلِ

ومـا ذَرَفَـتْ عَـيْناكِ إلاَّ iiلِتَضْرِبي = بِـسَهْمَيْكِ فـي أعْـشارِ قَلْبٍ iiمُقَتَّلِ

وبَـيْضَةِ خِـدْرٍ لا يُـرامُ iiخِـباؤُها = تَـمَتَّعْتُ مِـن لَـهْوٍ بِها غيرَ iiمُعْجَلِ

تَـجاوَزْتُ أحْـراساً إلـيْها iiومَعْشَراً = عَـلَّي حِـراصاً لـو يُسَرُّونَ iiمَقْتَلِي

إذا مـا الـثُّرَيَّا في السَّماءِ iiتَعَرَّضَتْ = تَـعَرُّضَ أثْـناءَ الـوِشاحِ المُفَصَّلِ

فَـجِئْتُ وقَـدْ نَـضَّتْ لِـنَوْمٍ iiثِيابَها = لَـدَى الـسِّتْرِ إلاَّ لِـبْسَةَ iiالمُتَفَضِّلِ

فـقالتْ يَـمينُ اللهِ مَـا لَـكَ iiحِيلَةٌ = ومـا إنْ أَرَى عَـنْكَ الغَوايَةَ iiتَنْجَلِي

خَـرَجْتُ بِـها تَـمْشي تَجُرَّ iiوَرَاءَنا = عَـلَى أَثَـرَيْنا ذَيْـلَ مِـرْطٍ iiمُرَحَّلِ

فَـلَمَّا أجَـزْنا سَـاحَةَ الحَيِّ وانْتَحَى = بِـنا بَـطْنُ خَبْتٍ ذِي حِقافٍ iiعَقَنْقَلِ

هَـصَرْتُ بِـفَوْدَىْ رَأْسِها iiفَتَمايَلَتْ = عَـليَّ هَـضِيمَ الكَشْحِ رَيَّا iiالمُخَلْخَلِ

مُـهَفْهَفَةً بَـيْضاءَ غَـيرَْ iiمُـفَاضَةٍ = تَـرائِـبُها مَـصْقولَةٌ iiكَـالسَّجَنْجَلِ

كَـبِكرِ الـمُقاناةِ الـبَياضَ بِـصُفْرَةٍ = غَـذَاها نَـمِيرُ الـماءِ غيرُ المُحَلَّلِ

تَـصُدُّ وتُـبْدِي عَـن أسِيلٍ iiوتَتَّقِي = بِـناظِرَةٍ مِـنْ وَحْـشِ وَجْرَةَ مُطْفلِ

وجِـيدٍ كَـجِيدِ الـرِّئْمِ لَيْسَ iiبِفاحِشٍ = إذا هِــي نَـصَّـتْهُ ولا بِـمُعَطَّلِ

وفَـرْعٍ يَـزينُ الـمتْنَ أسْوَدَ iiفاحِمٍ = أثـيـثٍ كَـقِنْوِ الـنَّخْلَةِ iiالـمُتَعَثْكِلِ

غَـدائِرُهُ مُـسْتَشْزِراتٌ إلَـى iiالعُلاَ = تَـضِلُّ الـعِقاصُ في مُثَنَّى iiومُرْسَلِ

وكَـشْحٍ لَـطِيفٍ كـالجَديلِ iiمُخَصَّرٍ = وسـاقٍ كَـأَنْبوبِ الـسَّقِّيِ iiالـمُذّلَّلِ

وتُـضْحِي فَتِيتُ المِسْكِ فَوْقَ iiفِراشِها = نَـئُومُ الضُّحَى لم تَنْتَطِقْ عَنْ iiتَفَضُّلِ

وتَـعْطَو بِـرَخْصٍ غيْرَ شَثْنٍ iiكَأَنَّهُ = أَسـارِيعُ ظَـبْيٍ أو مَسَاويكُ iiإِسْحِلِ

تُـضيءُ الـظَّلامَ بِـالعِشاءِ iiكَـأَنَّها = مَـنـارَةُ مُـمْسَى راهِـبٍ iiمُـتَبَتِّلِ

إلـى مِـثْلِها يَـرْنُو الـحَليمُ صَبابَةً = إذا مـا اسْبِكَرَّتْ بيَن دِرْعٍ iiومِجْوَلِ

تَـسَلَّتْ عَماياتُ الرِّجالِ عَنِ iiالصِّبا = ولَـيْسَ فُـؤَادي عَنْ هَواكِ iiبِمُنْسَلِ

ألاَّ رُبَّ خَـصْمٍ فِـيك أَلْوَى iiرَدَدْتُهُ = نَـصيحٍ عَـلَى تَـعْذالِهِ غَيْرِ iiمُؤْتَلِ

ولَـيْلٍ كَـمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدولَهُ = عَـلَـيَّ بِـأَنْواعِ الـهُمومِ لِـيَبْتَلِي

فـقُلْتُ لَـهُ لَـمَّا تَـمطَّى بِـصُلْبِهِ = وأرْدَفَ أَعْـجـازاً ونـاءَ iiبِـكَلْكَلِ

ألا أيُّـها الَّـليلُ الطَّويلُ ألا iiانْجَلِي = بِـصُبْحٍ ومـا الإصْباحُ منِكَ iiبِأَمْثَلِ
المعلقة غير كاملة

ابومنار
10 - 2 - 2005, 03:39 PM
شكرا لك على هذا الصنع وعلى هذا الأختيار

فلقد اخترت معلقة جميلة جدا

وفقك الله

المشتاق
17 - 2 - 2005, 10:30 PM
شكرا لك اخي على هذا الد الجميل