المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتوى سماحة المفتي العام في حكم مشاهدة البرنامج المسمى ( ستار أكاديمي)


 


ابولمى
16 - 1 - 2005, 07:09 AM
السؤال :
يرجو السائل من فضيلتكم التكرم بالقاء كلمة توجيهية لبعض الشباب الذين يتابعون في القنوات أو بعض القنوات الفضائية ما يسمى ستار أكاديمي الذي تعلق به كثير من الشباب والفتيات .

إجابة سماحة المفتي العام:

يا إخواني هذا البرنامج وأمثاله من البرامج الخبيثة يجب على المسلم أن يصرف النظر عنها , الله يقول: < قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم> وأن يدعو بناته وأبنائه للبعد عنه ويحذر من شره. هذا برنامج خطير والساعي فيه عدو لله ورسوله الساعي فيه مستحق للعنة الله ورسوله , هذه فئة مجرمة التي تبث هذه الأفلام الهابطة الخليعة تنشر الزنا والإجرام نسأل الله العافية, هؤلاء نسأل الله العافية يعني يخشى عليهم من أن يكونوا ممن قال الله فيهم <إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ>
هؤلاء بثوا هذه الإباحية الصرفة , رجال أجانب مع نساء أجانب حتى والعياذ بالله بالغت بعض القنوات إلى أن نشرت الإتصال الجنسي في الشاشة أمام الناس , حياء قد أُبعد وتهتك وعداء للإسلام ,
أسأل الله أن يعافيهم وأن يهدي ضال المسلمين .



********************************************



فتوى فضيلة ال*** صالح اللحيدان في حكم مشاهدة البرنامج المسمى ( ستار أكاديمي)

هنا سؤال حول ما يتعلق بالقنوات الفضائية أسئلة عديدة حول حكم مشاهدتها خصوصاً أن ثمة قنوات يوجد فيها مجموعة من الشباب والفتيات يجتمعون في مكان واحد يمارسون حياتهم العادية في هذا المكان وتنقل جميع التفاصيل عبر القناة الفضائية هناك مجموعة من القنوات التي تزعم أنها إخبارية وبعضها ثقافية وبعضها يختلط فيه الشر بالخير , السؤال هنا أحسن الله إليكم حول حكم مشاهدة هذه القنوات ومتابعتها ؟

الإجابة :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد الذي ما من خير إلا دل الأمة عليه ولا شر إلا حذرها منه وبين صلوات الله وسلامه عليه فروع الدين وأصوله وترك الناس يوم رحل عنهم صلوات الله وسلامه عليه على محجة بيضاء أي على طريق لا اعوجاج فيه وهو الصراط المستقيم فمن أراد أن يخرج عن هذا الصراط ويسلك بنيات الطريق ويسير مع الطرق المتعرجة والملتوية افضت به إلى ما لا تحمد عاقبته والله جل وعلا أخبر أن السمع والبصر والفؤاد يسأل عنه ابن آدم هذه النعم نعمة العقل ونعمة اللسان والسمع والبصر نعمة عظيمة إذا استعملها الإنسان فيما ينفع في دنياه ولا يبعده عن منافع آخرته وراقب الله جل وعلا فيما يأخذ ويذر وجعل خوف الله أمامه سلم من العثرات إذن بين يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ) ألا وهي القلب هذا القلب هذا القلب يحتاج الانسان إلى أن يتعاهده في المصلحات يحرص على أن يستعمل معه المقويات حتى لا ضعف يجتهد في صقل بصيرته لئلا يعمى إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور الدنيا مليئة بدواعي الخير ومليئة بدواعي الشر إلا أن دواعي الشر أكثر وحملة راياتها أنشط فإن شياطين الجن مع أقرانهم من شياطين الإنس يسعون جاهدين لإضلال الخلق وإن من أعظم الحدائل وأقوى الشَرك شركات الشهوات لأن شركات العقائد إنما يقع فيها من يظنون أن عقولهم تحدد لهم سعادتهم فيعرضون عن الانقياد لأوامر الشرع فيجعل من عقله قائداً والعقل لا شك أنه نعمة لكنه لا يستقل بالأمور الغائبة ولا يصبر على الأمور الماضية وإنما يتأثر بالمشاهدة إن هذا الزمن الذي نعاصره وبخاصة منذ عشرين سنة خرجت أمور كثيرة ولاحت بالعفاف من كل جهة ظلمات وأخطار وقع كثير من الناس في حيرة من أمر دينهم ودنياهم إن هذه القنوات الفضائية التي وجدت لا شك أن في بعضها خيراً وفي بعضها شر وإن كان أكثر القنوات أفحص في الشر من غيره وليس في هذه الحياة شيء يكون بعيداً عن إخضاعه إلى مقومات الشريعة وعرضه في ميزان الشرع إن شريعة الإسلام جاءت لتساير البشر في مسيرتهم لجعل أمر الله جل وعلا لقرابها أصول في حل مشاكلهم وتلك تخويفهم أن يسيروا في المهالك هذه القنوات جاءت لنشر أمور إخبارية وربما نشر مواعظ نتيجة لبث مظاهر عبادات مشوقة للقلوب إلى العبادة وقام بعضها بالعناية بما يفسد الأخلاق ويدعو إلى الاستمساك بشهوات الدنيا دون أن تقيد بقيود الشريعة أو تصان بأسوار دين الإسلام اسمع عن عدد من القنوات لكن كلما كان الشيء خيره أغلب مشرف كلما سهل الأمر وإذا كان الشيء شره أكثر من خيره يجب اجتنابه اسمع عن قنوات متنوعة لا تعنى بالحقائق ولا تهتم بالأخلاق ولا تبالي فيما تنشره هل يتصادم مع مقاصد شريعة الإسلام في عقيدتها وأخلاقياتها والحلال والحرام وكل قناة تكون بهذه المثابة يجب أن تجتنب وعلى كل من قدر أن يعرقل بثها أو يشوش على تلقيها فليفعل ذلك وأن ما يقال عن جمع جماعات من فتيان وفتيات في مكان واحد يقضين ساعات ليلهم ونهارهم غير متفرقين لا شك أن هذا من المنكرات التي لا يشك مسلم في نكارتها ولا في بطلانها لأن هذا التجمع لا يكون تجمعاً على خير أهو تجمع لقراءة القرآن أم لتعلم أوامر الشريعة لو كان اجتماع بنين وبنات من مراهقين أو مراهقات أو فوق ذلك أو على إقدام عليه لتعلم فقه الشريعة وتدارسوا القرآن الكريم في اختلاط الجلوس فيه جنباً إلى جنب لا ستار ولا خمار لا حاجز ولا ذلك لكان من المحرمات التي لا شك فيها فكيف إذا كان اجتماع تشوبه الشهوات والشبهات وتغمره الابتسامات والضحكات وربما صار فيه مزاح ومدافعات ولا شك فعل ذلك من التربية على المجون والفساد ومن الدعوة إلى الانحلال ولا أعتقد أن مسلماً يرضى بذلك أو أن يفتك عليه إذا علم وهو يقد على إنكاره فإن المصطفى يقول صلوات الله وسلامه عليه في الحديث الذي رواه مسلم وغيره ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان ) ماذا ينتظر الناس إذا كانوا تحذروا إلى أضعف الإيمان أضعف الإيمان لا يكون بعضه راية الإسلام ولا يرتفع معه صوت الحق ولا تتجلى فيه أنوار الشريعة وإنما تتجلى أنوار الشريعة بإنكار المنكر والأخذ على يد السفيه وأخذه على الحق أطرأ يأتي القليل فإن الأمة إذا هابت أن تقول للظالم يا ظالم فقد توجع منها كما رواه الإمام أحمد وغيره فالذي يقول لا تأخذن على يد السفيه ولتعصرنه على الحق أطرأ هذه التجمعات لم أسمع عنها في الحقيقة إلا من وقت قريب وإني أرجو أن يكون ما نقل لا صحة له لأن لا يمكن توقع من أناس يدينون بالإسلام حقاً ثم يجمعون بين مجموعة غير قليلة من شباب وشابات هذا يدل على ينظر كيف ويعمل الذئب بالشاه أيريدون أن يوقدوا ناراً في إظهار الغرائز في تجمعات كهذه نسأل الله العافية هذا إذا صح فهو من الضلال المبين نحن نئن ونتوجع مما يراه كثير , المحطات التي يقول أهلها إنهم إخباريون المحطات الإخبارية التي تعتمد على العنصر النسائي اعتماداً كبيراً لا شك إنها لا تهدف إلى الأخبار وإنما تهدف إلى الدعايات لا أظن أن قناة تعتمد أو تعتني أو تأتي بمن يجيد الأخبار بالنساء اللواتي ليس عليهن نفحة من نفحات الجمال المرأة المطلوب أن تكون في غاية الستر والأدب والحياء والعفاف وأن لا تتولى ما يمكن أن يقوم به الرجال لأن لها وضعاً خاصاً بها فنسأل الله أن يوفق المسلمين في كل مكان إلى تعظيم الشريعة والعناية بالأخلاق والعادات والسيرة الناشئة وإبعادهم عن التربية السيئة الرذيلة والله المستعان .

أحسن الله إليكم للمعلومية أيضاً فضيلة ال*** أن هذه القناة وضعت أرقاماً يتصل عليهم بها بمبالغ كبيرة للترشيح في نهاية الفترة أجمل فتاة وأجمل شاب من خلال هذا التجمع ويعتبرون هم نهاية هذا المطاف في هذه القناة ويتم اتصال عديد من الناس لترشيحهم للمشاركة والاتصال بهذا

هذا القول يدل على أن الأمر مفضوح وأنه يذاع على الشاشات الفضائية ينظر من الجميلة ومن الجميل ثم ليس هم يبحثون عن جمال الأخلاق وكريم الآداب وحسن الخطاب وإنما يريدون القسمات التي في الوجوه والتقاطيع التي في الجسد والغمد الذي تبديه الفتاة والإعجاب الذي يبديه الفتى كل ذلك شر وبلاء مستطير والله أعلم .

جمعان بن عواض
16 - 1 - 2005, 01:13 PM
جزاك الله كل خير

ابولمى
19 - 4 - 2005, 04:47 AM
في القطيف تدخل المستشفى بسبب ستار أكاديمي


أصيبت فتاة من محافظة القطيف في الخامسة عشرة من عمرها مساء السبت الماضي بهبوط شديد في الضغط وانخفاض في مستوى السكر بعد إضراب عن الطعام استمر يوما كاملاً من أجل الشاب السعودي هشام عبد الرحمن الذي فاز بلقب ستار أكاديمي.
وكانت الفتاة التي جمعت نقودا من زميلاتها في المدرسة من أجل التصويت لهشام قد أضربت عن الطعام بعد تحد بينها وبين زميلة أخرى ونذرت جل وقتها للتصويت.
وأصيبت الفتاة في لحظة إعلان النتيجة المنتظرة بدوار ووجع شديد في الرأس وبمجرد الانتهاء من النتيجة لم تتمالك نفسها من الفرح فأغمي عليها من شدة التعب والفرح، وبعد نقلها للمستشفى تبين بأنها مصابة بفقر دم وهبوط شديد في الضغط وانخفاض في مستوى السكر.
وقالت الطبيبة المعالجة في مستشفى مضر بمحافظة القطيف إنها استغربت من لون الفتاة المصفر ووجهها الشاحب وفور نقلها عملت لها جميع الفحوصات اللازمة وتبين بأنها تعاني من مضاعفات شديدة بسبب سوء التغذية.

ابولمى
20 - 4 - 2005, 04:55 PM
جزى الله ال*** العبيكان خيرا لاستنكاره لاستقبال المشاركين في ستار أكاديمي في الرياض


تعليقاً على المشاركة الإعلامية للمشاركين في ستار أكاديمي
بناء الأوطان قائم على كواهل الجادين وليس بسفاسف الأمور

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، والتابعين بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد اطلعت على ما نشرته بعض الصحف المحلية يوم الأحد 8/3/1426هـ وفي الأيام الماضية أيضاً فيما يتصل باستقبال أحد الشباب السعوديين، ومتابعة مشاركته في البرنامج المسمى ستار أكاديمي، حيث يجتمع مجموعة من الشباب والفتيات في منزل يمارسون فيه التعامل البيتي مختلطين بعضهم مع بعض، يطعمون بعضهم مع بعض وينامون في مكان واحد، ويمارسون الغناء ويدربون عليه، إلى آخر ما هو معلوم لدى كثير من الناس، وتتم متابعة ذلك من المشاهدين ليصوتوا على من يرونه الأفضل.

وقد صوت عدد من الناس لصالح هذا الشاب السعودي حتى نال ما نال، وكان استقباله على غرار ما نقلته بعض الصحف.

وحيث إن تلك الأعمال مشتملة على مآخذ شرعية عديدة، فقد رأيت أن الواجب عليَّ وعلى غيري من أهل العلم التنبيه إلى تلك المآخذ فأقول:

أولاً: قد صدر عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فتوى تحرم برنامج ستار أكاديمي وما ماثله (رقمها 22895 في 8/2/1425ه) ووضح فيها أصحاب الفضيلة ما في ذلك البرنامج من المحاذير الشرعية من دعوة للاختلاط المحرم وإشاعة الفاحشة وإماتة الحياء، وما ي***ه ذلك من المصائب على الناس، وذلك يقتضي تحريم المشاركة فيه أو تمويله أو متابعته أو التصويت لمن شارك فيه.

ثانياً: إني أنبه أبنائي الشباب الذين قد يغترون ببريق الشهرة فتدفعهم أنفسهم إلى المشاركة في ذلك البرنامج وما ماثله أن يعلموا أن تلك الأعمال فوق ما تشتمل عليه من المحرمات من الاختلاط والخلوة بالنساء، وتعاطي الأمور المنكرة معهن، فإنها أيضاً من خوارم المروءة، وليس ما يشرف به المرء، أو يرفع رأسه بين أهله ومجتمعه، فوجب الحذر من ذلك.

ثالثاً: إن الأوطان والمجتمعات لا ترتفع ولا تعتز بأن يكون أفرادها على غرار ما يتعاطاه الشباب في ذلك البرنامج وما ماثله، والقبح يكون أشد ولا ريب في حق الفتيات، فالأوطان بحاجة إلى الشباب العامل المنتج في شتى ميادين الحياة، مع تحليهم بالأخلاق الإسلامية والشيم العربية. وقد روى ابن ماجة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ لكل دين خُلقاً، وخُلق الإسلام الحياء».

رابعاً: ينبغي على وسائل الإعلام الجادة والصحفيين العارفين بشرف مهنتهم أن يترفعوا عن سفاسف الأخلاق، فإن الانحراف ليس له حد، وإذا أرادوا مجاراة الآخرين فليس لذلك منتهى، ولذا ينبغي أن يلاحظوا شرف مهنتهم، وأن يقدموا للناس ما ينتفعون به في دينهم ودنياهم، وقد عجبت كثيراً من بعض الصحفيين الذين راحوا يمجدون هذ الأعمال والمشاركين فيها، وما علموا أن أخلاقيات مهنتهم تحتم عليهم تجنب هذه السقطات الأخلاقية، بل وتلزمهم بتوعية الناس حيالها، والتحذير من التأثر بها.

خامساً: مما يُشكر لشركة الاتصالات السعودية والقائمين عليها أنهم لم يتيحوا الاتصال عبر شبكتها بهذا البرنامج، وهذه خطوة تدل على مدى وعي مسؤوليها، ورعايتهم لأخلاق الناس، مهما كانت الإغراءات والمكاسب المالية، فجزاهم الله خيراً وضاعف مثوبتهم.

سادساً: لاحظ الناس أن الشاب المشارك في هذا البرنامج، وكذلك مشجعيه كانوا يحملون علم المملكة العربية السعودية، بما فيه من الكلمة العظيمة كلمة التوحيد، ولا يرتاب أي مسلم أن هذه الراية ليست تلك ميادين رفعها، فهي أنزه وأجل من هذا العبث، والنظام الخاص بالعلم في وطننا يمنع من هذا العبث لأنه استخدام للعلم في غير موضعه.

وينبغي أن يعلم الناس أن هذا العمل الذي قدم في برنامج ستار أكاديمي لا يمثل المملكة العربية السعودية ولا شعبها، وإنما هو اندفاع غير مسؤول من بعض المراهقين، كما أن هذا الشاب وغيره ممن اندفعوا نحو البرنامج المذكور لا يمثلون أسرهم الكريمة، ولكنه خروج عن آداب أسرهم وشعبهم وأخلاقهم.

سابعاً: ينبغي أن يعلم الشباب والفتيات الذين تأثروا بإيقاع برنامج ستار أكاديمي إن هو إلا تقليد لبرامج غربية، ينطلق فيها أصحابها من عاداتهم وتقاليدهم التي لا تمت إلى دين ولا خُلق، وإنما هي الشهوات والأهواء.

وفي هذا السياق يحسن أن نسجل كلمة جليلة للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه -، حيث يقول فيها: «فهذه النزعة التي تقود الشبيبة إلى الضلال هي نزعة شيطان، وصدمة للدين وللعرب ولجميع من تمسك بالسمت ومكارم الأخلاق، لأنه صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، فما من أمر فيه خيرٌ وحفظٌ للسمت والشرف، سواء أتى من عربي أو أعجمي، ولا يخالف الكتاب والسنة إلا وقد جاء فيما أمر به صاحب الرسالة، صلوات الله وسلامه عليه، وزاد عليه بتعليم الخير، كما عمل ذلك مع بعض الوفود الذين وفدوا عليه، وسألهم عن بعض ما هم وزادهم عليه.

والآن: فأي مسلم يعرف الإسلام وينتسب إليه ويقر ما أقره هؤلاء الغواة من لزوم الرجوع عن الدين، وإبداله بما رأوه موافقاً للشهوات الدنيئة، التي لا يقرها دينٌ ولا مذهب، ولا يقرها أصحاب مكارم الأخلاق في الجاهلية، ولا صلحاء أي ملة تعرف الشرف والعقل، فهو ضال عن طريق الصواب.

وغير خاف أنه صار في آخر الزمان دعوة للتمدن، وهي بلا شك رقصة من رقصات الشيطان، وذلك قول: إنني مسلمٌ بلا عمل ولا اعتقاد، مع اتباع أقوال الملحدين وأهل الفساد، وارتكاب المحرمات في الأقوال والأفعال، مبرراً عمله في ذلك بأنه من أعمال البلاد المتمدنة.

فلا والله، ليس هذا التمدن في شرعنا وعرفنا وعاداتنا، ولا يرضى احد في قلبه مثقال حبة من خردل من ايمان او اسلام، او من مروءة، ان يرى زوجته، او احداً من عائلته، او من المنتسبين للخير في هذا الموقف المخزي، هذه طريق شائكة تدفع بالأمة الى هوة الدمار، ولا يقبل السير عليها الا رجل خارج من دينه، خارج من عقله، خارج من عربيته، فالعائلة هي الركن الركين في بناء الأمم، وهي الحصن الحصين الذي يجب على كل ذي شمم ان يدافع عنها.

اني لأعجب اكبر العجب ممن يدعي النور والعلم وحب الرقي من هذه الشبيبة التي ترى بأعينها وتلمس بأيديها ما نوهنا به من الخطر الخلقي الحائق بغيرنا من الأمم، ثم لا ترعوي عن ذلك، وتتبارى في طغيانها، وتستمر في عمل كل امر يخالف تقاليدنا وعاداتنا الإسلامية العريقة، ولا ترجع الى تعاليم الدين الحنيف الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رحمة وهدى لنا ولسائر البشر.

فالواجب على كل مسلم وعربي فخور بدينه، معتز بعربيته الا يخالف مبادئه الدينية، وما امره الله تعالى بالقيام به لتدبير المعاد والمعاش والعمل على كل ما فيه الخير لبلاده ووطنه.

فالرقي الحقيقي هو بصدق العزيمة، والعمل الصحيح، والسير على الأخلاق الكريمة، والانصراف عن الرذيلة، وكل ما من شأنه ان يمس الدين والسمت العربي والمروءة، وليس بالتقليد الأعمى، وأن يتبع طرائق آبائه وأجداده الذين اتوا بأعاظم الأمور باتباعهم اوامر الشريعة التي تحث على عبادة الله وحده، وإخلاص النية في العمل، وأن يعرف حق المعرفة معنى ربه، ومعنى الإسلام وعظمته، ومعنى ما جاء به نبينا، ذلك البطل العظيم (صلى الله عليه وسلم) من التعاليم القيمة التي تسعد الإنسان في الدارين، وتعلمه ان العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، وأن يقوّم اود عائلته ويصلح من شأنها، ويتذوق ثمرة عمله الشريف، فإذا عمل هذا فقد قام بواجبه، وخدم وطنه وبلاده» انتهى كلام الملك عبدالعزيز رحمه الله، من الدرر السنية (11 - 156).

ولأهمية هذه المسألة وما اوجبه الله من البيان على أهل العلم في قوله سبحانه: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه} (آل عمران: 187) فقد حررت ما تقدم براءة للذمة ونصحاً للأمة، وأسأله سبحانه ان يهدينا جميعاً سواء السبيل، وأن يعيذنا من مضلات الفتن، وأن يحفظ علينا أمننا وإيماننا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد
حرر في 8/3/1426هـ .
٭عضو مجلس الشورى

http://www.alriyadh.com/2**5/04/20/article58295.html