المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا بعد خسوف القمر؟!


 


ابولمى
3 - 11 - 2004, 06:00 AM
حدث بمشيئة الله تعالى فجر الخميس الماضي خسوف للقمر، وشوهد الخسوف جزئياً بدءاً من الساعة 4.14صباحاً بتوقيت المملكة ثم بدأ الخسوف الكلي للقمر الساعة 5.23صباحاً، وذلك عندما يدخل قرص القمر في ظل الأرض تماماً، وانتهى الساعة 6.45صباحاً، وكان الخسوف عند النقطة العظميعند الساعة 04، 6صباحا. ونهاية الخسوف الجزئي تماماً الساعة 7.54صباحاً. وشوهد الخسوف في المملكة في الأفق الغربي، والدول التي تقع غربها وأوربا والمناطق الشرقية لأمريكا، وقد كانت مدة الخسوف بجميع مراحله (ثلاث ساعات وأربعين دقيقة).
ما اود قوله هو ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه:" ان الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بها عباده، وأنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فصلّوا". وقال تعلى :{وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً}.
هذا الخسوف الذي اوضح النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة منه في عدة احاديث مخرجه في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من الصحابة وذلك اولاً: انه خرج فزعاً يجر رداءه يخشى ان تكون الساعة. وثانياً: بين انه آية من آيات الله.
وثالثاً: انه ذكر ان الله يخوف بهما عباده. ولاشك ان هذا التغير الحادث في هذا الجرم العظيم هو من اكبر آيات الله الكونية التي يشاهدها العالم في وقتها، وأنه عبرة وموعظة وذكرى للمؤمنين.
فعلينا اهل الإسلام ان ننتبه لأمر ربنا ونعتبر بالآيات ونخاف من رب السموات لأننا اذا نسينا أوامر الله عاقبنا الله. قال تعالى: {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء} يعني من الأرزاق والصحة وكثرة الأموال والأولاد وهو استدراج لهم، ولهذا قال: {فلما فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين}.
وشرع النبي صلى الله عليه وسلم عند وجود سبب الخوف ما يدفعه من الأعمال الصالحه فأمر بصلاة الكسوف وأمر بالعتق والصدقة والدعاء والاستغفار كما كانت سيرة سلفنا الصالح وفعل نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه، فالدعاء ونحوه يدفع البلاء النازل من السماء. ونحن في شهرنا الكريم وانخساف القمر علينا يجب ان نرجع الى ديننا ونعتبر بمن مضى من القرون، قال تعالى في حق هذه الأمة اذا عصوا ربهم: {أفأمن اهل القرى ان يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون او أمن اهل القرى ان يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون}.
وهذا الأمر العظيم ليس امراً تحكم به الطبيعة وتجري به العادة متى شاءت بل هو تقدير سماوي وأمر رباني، يعتبر به من رزق قلباً واعياً وعقلاً رشيدا، اذ كيف يطمس الخوف من الله عند القلوب ويصور ان هذا الأمر طبيعي وأنه سبب كذا وكذا ولا يمنع ان يكون له سبب اذا اراده الله تعالى. فالكسوف والخسوف ليسا بالأمر الهين فقد افزع رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه وهو بلا شك معبر عن عظم هذه النعمة ووجوب الامتثال لأمر الله والابتعاد عن معصيته التي هي سبب فقد كل نعمة، ومن اعظم هذه النعم فقد ما ينير للأمة دنياها. ونسأل الله الكريم ان يجعلنا ممن يعتبر بما يحصل حوله ويزيده ذلك إيماناً وعودة صادقة الى الله تعالى.

شجـــاع
7 - 11 - 2004, 12:44 PM
ابو لمى : طرح جميـــل ، وتأصيل مميّـــز
فشكر الله جهدك ، وجعل ربي ماتكتب بموازين حسناتك .