المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العجز في المعلمات تتحمله "الخدمة المدنية" وتأخير المكافآت تتحمله "المالية"


 


ابولمى
3 - 10 - 2004, 04:58 AM
حمَّل مدير تعليم البنات في نجران الدكتور رشيد بن حويل البيضاني، وزارة الخدمة المدنية مسؤولية العجز في المعلمات الذي اشتكت منه معظم إدارات التعليم في السعودية، كما حمّل وزارة المالية مسؤولية تأخر مكافآت الطالبات.
وأشار البيضاني في حديث لـ"الوطن" إلى أنه لحل مشكلة تضاؤل نسبة المقبولين في كلية المجتمع بنجران، يجري التعرف على الظروف المناسبة لتشغيل الكلية فترة مسائية لاستيعاب المزيد من الطالبات، وأنه إذا توفرت الظروف المواتية لذلك فسيتم التطبيق فوراً.
ونفى البيضاني أن تكون الإدارة تتعمد اختيار سائقي الطالبات والمشرفات والمعلمات، من كبار السن، مؤكداً على إخضاعهم لمعايير تحرص على اتسامهم بالنزاهة والإخلاص، واللياقة الصحية وغيرها.
والدكتور رشيد بن حويل البيضاني ، المسؤول الأول في إدارة التربية والتعليم في منطقة نجران، التي تشرف على 332 مدرسة للبنات في جميع مراحل التعليم العام، والمعاهد التدريبية والمهنية والروضات وفصول الأمل والتربية الفكرية، والتي استقبلت أكثر من 42 ألف طالبة، مع بداية العام الدراسي الجديد، بالإضافة إلى كليتين للتربية "بنات"، في كل من نجران وشرورة، وكلية المجتمع التي افتتحت أخيراً، يرى أن المشاكل التي تعاني منها إدارة تعليم البنات في منطقة نجران ليست بهذا الحجم الذي تشير إليه الشكاوى، مشيراً إلى أن هذه المشاكل مشتركة بين كل إدارات التعليم في المملكة. وتناول البيضاني العديد من الأمور المتعلقة بالتعليم في نجران، فإلى الحوار:
* وردت بعض الشكاوى من المواطنين حول وجود عجز في عدد المعلمات السعوديات في بعض مدارس المنطقة، خاصة في المحافظات, كما أن هناك شكاوى تقول إن هناك معلمات أجنبيات يعملن مديرات لبعض هذه المدارس, فهل هذا صحيح؟
- بالنسبة للعجز في المعلمات، فأنا أبرر موقف الوزارة وموقف إدارات التربية والتعليم من هذا العجز لأن الوزارة والإدارات ترفع احتياجاتها إلى وزارة الخدمة المدنية في وقت مبكر إلا أن التعيينات لم تصدر من وزارة الخدمة المدنية، مع بلوغنا الأسبوع الثالث في الدراسة إلا يوم الاثنين الماضي، إذاً من يتحمل مسؤولية ذلك؟ ونحن نعاني من هذه المشكلة منذ زمن طويل.
* ما رأيكم فيما يثيره عدد من أولياء أمور الطالبات بأن هناك تراجعاً كبيراً في قبول طالبات في كلية المجتمع في المنطقة؟ وكيف يمكن أن تحددوا نسبة القبول؟ مع العلم أن نائب وزير التربية والتعليم لشؤون تعليم البنات الدكتور خضر بن عليان القرشي وجه بتخفيض نسبة القبول في الكليات الجديدة إلى 60%؟
- بكل صدق وأمانة يصعب قبول جميع الطالبات في هذه الكلية، والدكتور خضر يحرص دائماً على أن تكون جميع الطالبات مقبولات، ونظم، حتى لا يظلم أحد في هذا الجانب، بعض الأمور منها وضع عمادة للقبول والتسجيل، وهي مختصة بقبول الطالبات حسب اللوائح المناسبة للقبول. أما نسبة القبول فهي تخضع لضوابط وآليات معينة ولا أخفيكم أن وكيل الوزارة حريص على أن يكون هناك استيعاب كبير، وأن تكون الدراسة مسائية متى توفرت الأسباب، ونحن نعمل الآن من أجل معرفة الظروف المناسبة للبدء في هذا الإجراء.
* هناك من يتهم الإدارة بالتعاقد مع سائقين كبار في السن, مما يتسبب في خوف المواطنين على بناتهم ومعلماتهم, ما ردكم على هذه الاتهامات؟
- الجميع يعلم أن تعليمات الوزارة، متمثلة في شؤون تعليم البنات، توصي بأن يكون سائقو الطالبات والمشرفات والمعلمات ممن يتسمون بالنزاهة والإخلاص ويخضعون للفحص الطبي بشكل سنوي للتأكد من لياقتهم الصحية وغيرها وهم ليسوا مما ذكرت من كبار السن.
* البعض يرى أن سيارات الإدارة التي تنقل المشرفات التربويات متهالكة وغير صالحة للاستخدام, وأن بعض موظفي الإدارة يستخدمون سيارات جديدة ومن طراز حديث, هل هذا صحيح؟
- أود أن أصحح ذلك, فسيارات الإشراف التربوي على مستوى المنطقة 20 سيارة، منها 8 سيارات من موديل 97 إلى موديل 2**3, و12 سيارة من موديل 1983 إلى موديل 1994. وجميع تلك السيارات تقوم الإدارة بصيانتها على الوجه المطلوب وجميعها صالحة للاستخدام وفي حالة جيدة.
* ما حجم الصعوبات التي تواجهونها في توفير بعض المتطلبات التعليمية أو الوسائل وهل تعانون من عجز في بعض هذه الوسائل كوسائل النقل مثلا؟
- نحن لا نعاني من قلة الوسائل التعليمية، بالعكس نجد وفرة في ذلك والدليل على ذلك تبرع حكومة خادم الحرمين الشريفين بالآلاف من المكيفات والوسائل التعليمية التي تحتاجها المدارس والمرافق الحكومية الخاصة بوزارة التربية والتعليم. أما وسائل النقل فيتم التعاقد معها وفقاً للبنود المبلغة لنا من قبل وكيل الوزارة لشؤون تعليم البنات.
* ورد في أحد الأخبار أن هناك 8 ملايين ريال صرفتها الإدارة كدعم لعمليات الترميم في بعض المدارس, فلماذا الترميم, ولماذا لا تصرف هذه الأموال على بناء مدارس جديدة مثلا؟
- المدارس الحكومية المنشأة والقائمة حالياً تحتاج إلى الصيانة دائماً بعد مضي سنوات، وعمليات الترميم تخدم هذه المدارس وتوفر لها المتطلبات الأساسية التي تحتاجها العملية التعليمية، وهذا أمر ضروري لأي منشأة. وليس من المعقول أن يبدل المبنى الحكومي بمبنى حكومي آخر، فذلك يكلف الدولة مبالغ كبيرة.
* تأخر المكافآت مشكلة تؤرق الطلاب بشكل عام, ماذا فعلتم لتخفيف وطأة هذه المشكلة، خاصة أن هناك من يشتكي من هذا الأمر منذ فترة طويلة؟
- بالنسبة لمكافآت الطالبات، فنحن نرفع مسيرات لمستحقات الطالبات أولاً بأول إلى الوزارة، والوزارة بدورها ترفع إلى الجهة المعنية وهي وزارة المالية لصرفها، وربما تتعطل هذه المعاملات في وزارة المالية لكثرة مشاغلها ومعاملاتها، وهذا ليس اتهاماً لوزارة المالية وربما يكون لذلك عامل في تأخير مكافآت الطالبات.
* أمرت الدولة بافتتاح كلية مجتمع في المنطقة تخدم الكثير من الطالبات, ولكن طموح الكثيرات منهن يتعدى هذه الكلية, فهن يردن على سبيل المثال كلية للطب, فما هي الأسباب التي تمنع ذلك؟
- كلية الطب، مطلب أساسي وهي تختص بوزارة التربية والتعليم العالي ولعلاقة هذا الأمر بالقبول بعد تخرج الطالبات في الثانوية، أرى أن كلية الطب في نجران طموح سيخدم المنطقة والمناطق المجاورة لها، وأدعو من خلال هذا الحوار وزارة التربية والتعليم إلى افتتاح كلية طب في المنطقة.
* شهدت العملية التعليمية في منطقة نجران الكثير من النجاحات على مستوى تخريج الطالبات في الكليات والمعاهد, ولكن السؤال يبقى عن كيفية توظيف هؤلاء الطالبات اللواتي أصبحن معلمات أو إداريات ناجحات؟ وهل للإدارة ذنب في ذلك؟
- دور وزارة التربية والتعليم يقتصر على مسماها، واسمها التربية والتعليم وليس التوظيف، ونحن مسؤولون عن تخريج شابات وشباب متعلمين، أما ما يخص التوظيف، فقد أوجدت الدولة وزارة تعنى بمسؤولية التوظيف وما شابه ذلك.
* ماذا فعلتم للحد من ظاهرة "الواسطة" داخل الإدارة، فمثلاً هناك موظفون يتعاملون بالواسطة والمحسوبية حسب شكاوى المواطنين، مع العلم أن الأمر متفش ليس في هذه الإدارة بل في إدارات أخرى؟
- بالنسبة للواسطة أنا لا أتمنى ولا أريد أن تكون في مجتمعنا، ولم يشتك أحد من حدوث مثل هذا الأمر داخل الإدارة، ومتى علمت أن هناك من يتعاملون بهذا الشكل مع المواطنين فلن أقف مكتوف اليدين وسيحاسب من يقوم بذلك داخل إدارتي.
* هل يمكنكم التحدث عما تقوم به الإدارة من مشاريع تخدم العملية التعليمية في المنطقة سواء في الوقت الحالي أو في المستقبل؟
- تم خلال العام المنصرم 1423/1424 تنفيذ 4 مشروعات تعليمية، 3 منها تم بناؤها وتجهيزها بمدارس محافظة شرورة وحي الضيافة بنجران، بالإضافة إلى مشروع مقر فصول الأمل والتربية الفكرية، الذي تم الانتقال إليه مع بداية الفصل الدراسي الثاني لهذا العام، وبلغت تكلفة هذه المشروعات حوالي 15.204.397 ريالاً، كما يجري حاليا تنفيذ 5 مشروعات جديدة، 3 منها بناء مدارس بقرى وأحياء مختلفة، والرابع عبارة عن زيادة دور بمبنى إحدى المدارس، والخامس بناء ملحق لمبنى كلية التربية للبنات بنجران. وبلغت تكلفة هذه المشروعات الخمسة 17.201.814 ريالاً. كما أن هناك مشروعات مطروحة للتنفيذ وتأتي وفقا للاحتياجات بالقرى والهجر في المحافظات وتتمثل في 7 مشروعات ستنفذ في بعض قرى وهجر المحافظات بالإضافة إلى مشروع إنشاء مدرستين في كل من محافظة حبونا وحي القابل بنجران، أما ما يخص المبالغ المطروحة لأعمال الترميم والإضافات فقد بلغت 2.323.807 ريالات لأعمال العام الماضي.
* كثيرون يتعمدون وضع مدير تعليم البنات في المنطقة في الواجهة في كل مرة يحدث فيها خطأ, فهل كل خطأ تتحمله أنت؟ وهل يتم دراسة الأخطاء ومعالجتها من قبلكم بحيث لا يمكن أن تتكرر؟
- أنا أحرص بشكل قوي على ألا تكون هناك أخطاء داخل الإدارة ونحن بشر خطاؤون والخطأ وارد مهما قل، وأما أن يتحمل مدير التعليم مسؤولية كل هذه الأخطاء فهذا تجن عليه، وربما تكون معظم الأخطاء صغيرة فتضخم. ومتى علمت أن هناك من يتعمد الأخطاء داخل إدارتي، فسيطبق عليه النظام واللوائح لمصلحة الإدارة والوطن.
*هل تؤيد سياسة الأبواب المغلقة وهل هناك فجوة بينك وبين المواطنين والتعامل معهم؟
- أتمنى من الجميع متابعة العمل اليومي في إدارة التربية والتعليم في منطقة نجران ليروا سياسة الأبواب المفتوحة التي يحث عليها وزير التعليم ونائبه، وباستطاعتهم مقابلة المراجعين وأخذ آرائهم عن قرب, ونحن هنا في جميع أقسام الإدارة لا نمارس سياسة الأبواب المغلقة نهائيا.