المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يكفيك وجهاً واحداً


 


عامر
2 - 10 - 2004, 01:01 PM
يكفيك وجهاً واحداً
إن من أبغض أخلاق المرء وصفاته أن يكون ذا وجهين أو ذا لسانين، حيث يقابلك بوجه طليق ويعطيك لساناً حلواً ثم تدبر عنه فيطعنك في ظهرك ويتكلم عليك كلاماً قبيحاً سيئاً، وفيه يقول الشاعر:
لا خير في ود امرىء متلـــون
حلو اللسان وقلبه يتلهـــــب
يلقاك يقسم أنه بك واثـــــق
وإذا توارى عنك فهو العقــرب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة
ويروغ منك كما يروغ الثعلـب
من صفات ذي الوجهين أن يلعب على جميع الحبال، فهو كالحرباء يتلون في معاملته مع الآخرين، فيخاطب هؤلاء بلغة، وهؤلاء بلغة أخرى، ولا يكون صادقاً ولا مخلصاً ولا نقي السريرة في معاملته هذه، وإنما هدفه المصلحة الذاتية، لذا يلجأ إلى النفاق والكذب والخداع والمراوغة.
عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان له وجهان في الدنيا كان له لسانان من نار يوم القيامة ".(1)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " تجد من شر الناس يوم القيامة ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بحديث وهؤلاء بحديث " ( متفق عليه).
وقال أبو هريرة رضي الله عنه:" لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون أميناً عند الله ".
إن الرجل إذا دخل على متعاديين، وجامل كل واحد منهما وكان صادقاً لم يكن منافقاً ولا ذا لسانين، فإن الواحد قد يصادق متعاديين.
ولكن لو نقل كلام كل واحد منهما إلى الآخر فهو ذو لسانين، وهو شر من النميمة، إذ يصير نماماً بأن ينقل من أحد الجانبين فقط، فإذا نقل من الجانبين فهو شر من النمام.
وإن لم ينقل كلاماً، ولكن حسن لكل واحد منهما ما هو عليه من المعاداة مع صاحبه فهذا ذو لسانين، وكذلك إذا وعد كل واحد منهما بأن ينصره، أو أثنى على أحدهما فإذا خرج من عنده ذمه فهو ذو لسانين. إنه ينبغي على المسلم أن يسكت أو يثني على المحق من المتعاديين في غيبته وفي حضوره.
قيل لابن عمر رضي الله عنه:" إنا ندخل على أمرائنا فنقول القول، فإذا خرجنا قلنا غيره، فقال: " كنا نعد هذا نفاقاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رواه الطبراني).
فلو استغنى الإنسان عن الدخول على الظلمة، ولكن إذا دخل يخاف إن لم يمدح بغير الحق أن يلحقه أذى فمدح بغير الحق فهو نفاق، لأنه هو الذي أحوج نفسه إلى ذلك. وإن كان مستغنياً عن الدخول لو قنع بالقليل، وترك المال والجاه، فدخل لضرورة الجاه والغنى، ,أثنى عليه بما لا يستحق فهو ذو وجهين.
وأما إذا ابتلي بالدخول على الظالمين لضرورة، وخاف إن لم يثن فهو معذور، فإن اتقان الشر جائز. قال أبو الدرداء, رضي الله عنه:" إنا لنكشر(2) في وجوه أقوام، وإن قلوبنا لتلعنهم".
وقالت عائشة رضي الله عنها: استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " ائذبوا له، فبئس رجل العشيرة، هو "، ثم دخل أَلان له القول " فلما خرج قلت: يا رسول الله قلت فيه ما قلت ثم ألنت له القول، فقال صلى الله عليه وسلم: " يا عائشة إن شر الناس الذي يكرم أتقاء شره " ( متفق عليه).
إن الحديث السالف الذكر ورد في الإقبال والتبسم، أما الثناء بغير الحق فهو كذب ولا يجوز إلا لضرورة أو إكراه، بل لا يجوز الثناء ولا التصديق ولا تحريك الرأس في معرض التقرير على كل كلام باطل، بل ينبغي أن ينكر بلسانه فإن لم يستطع ينكر بقلبه.(3)
إن صاحب اللسانين مذموم عند الناس، وسرعان ما يكتشف أمره ويفتضح بينهم، وقد قالوا في الأمثال: " حبل الكذب قصير " وقديماً قال الشاعر:
ومهما تكن عند امرىء من خليقة
وإن خالها تخفى على الناس تعلم
إن الإنسان العاقل هو الذي يخطط للمستقبل، وينظر إلى الأمام، ويعلم أنه لا يصح إلا الصحيح، وأنه إن كسب محبة الآخرين بالنفاق والمراوغة والتعامل بلسانين، فإن هذه المحبة لا يمكن أن تدوم لأنها لم تبن على أساس سليم. وصدق الله تعالى حينما قال: " أفمن أسّس بُنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هارٍ فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين " ( التوبة: الآية 109).
وأخيراً نود أن نؤكد على أن التعامل بوجهين أو بلسانين يختلف عن القاعدة السالفة الذكر وهو التكيف والمرونة ومخاطبة الناس كل وفق ما يحب، فالتعامل بوجهين فيه كذب ونفاق ومكر وخديعة، في حين أن تلك الصفات السيئة لا توجد في قاعدة التكيف والمرونة.




(1) رواه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود بسند حسن.
(2) لنكشر: أي نبتسم ونضحك.
(3) أبو حامد الغزالي، إحياء علوم الدين، ج 3، دار قتيبة، بيروت، 1992، ص 232-233.

اريج البنفسج
2 - 10 - 2004, 09:43 PM
http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11a.gif

بارك الله فيكم
على موضوعكم القيم
وربي يرعاكم

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro2.gif

أبو..عمر
14 - 8 - 2005, 09:56 PM
معلمة تعترض على ديوان المظالم بعد تراجعه عن حكم لصالحها

الرياض: فداء البديوي
قدمت معلمة دعوى اعتراض على الحكم الصادر ضدها من ديوان المظالم، بسبب تراجع الأخير وبعد مضي 5 أشهر عن حكم نهائي سبق وأن أصدره لصالح المعلمة بتصحيح وضعها الوظيفي ضد وزارة التربية والتعليم (شؤون تعليم البنات بمنطقة الرياض)، بعدما أعاد الديوان النظر مرة أخرى واستجاب لطلب المدعى عليها (الوزارة) وحكم بعكس ما قضى به في الحكم السابق دون مستند جديد أو معلومة وإنما مجرد خطاب من المدعى عليها (الوزارة) بوقائع سبق الدفع بها أمام المحكمة قبل إصدار الحكم النهائي الذي حاز حجية الأمر المقضي فيه وبعد مرور فترة الطعن بالحكم. وتعود حيثيات القضية إلى عام 1423هـ عندما علمت المعلمة بتعيينها على المستوى الثاني وتقدمت إلى الديوان بدعوى إبطال هذا القرار لمخالفته النظام وطالبت بتعديل وضعها إلى المستوى الذي تستحقه وبعد سماع الدعوى صدر حكم لصالحها، يقضي بإلزام وزارة التربية والتعليم ممثلة بشؤون تعليم البنات بتعيين المعلمة على المستوى الرابع اعتباراً من تاريخ تبلغ المدعى عليها بميزانية عام 1417/1418هـ وتم تبليغ الوزارة من ديوان المظالم بصورة الحكم النهائي لتنفيذه وفقاً للنظام، لكن بعد مضي خمسة أشهر من تاريخ صدور الحكم تقدمت المدعى عليها بطلب إلى رئيس الديوان بإعادة النظر في الحكم النهائي، وقام رئيس الديوان بتحويل الدعوى إلى التدقيق مباشرة، ثم صدر قرار الدائرة الفرعية الثالثة بديوان المظالم ووفقاً لملاحظات التدقيق والذي انتهى إلى رفض دعوى المعلمة.
ووصف محامي المعلمة/ عبدالله الفلاج هذا التراجع بأنه بلا مبرر، ويجر تبعات كثيرة حيث إن التراجع صدر ممن لا يملك الرجوع فالحكم نهائي وكتب به خطاب لمن صدر الحكم عليه لتنفيذه ومضت كل المدد التي يمكن أن يقدم فيها المحكوم عليه اعتراضاً أو مستنداً جديداً أو التماس إعادة نظر، وبالتالي لا يملك الديوان أي تصرف في هذا القرار وأصبح خاضعاً للسلطة التنفيذية بعد انتهاء وظيفة السلطة القضائية بإصدار حكم نهائي في الدعوى، وعليه فإن تراجع الديوان لم يكن له ما يسوغه لا في الشرع ولا في النظام وبالتالي فهو تصرف ممن لا يملك ذلك.

جريدة الوطن الأحد 9 / 7 / 1426 هـ

عاشق الاسلام
15 - 8 - 2005, 12:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


جزاك الله خيرا ً