فهد العماري
15 - 10 - 2016, 06:15 PM
استراتيجية التدريس التبادلي:
إن إستراتيجية التدريس التبادلي من الاستراتيجيات الحديثة، التي تنطلق من آفاق المدرسة المعرفية التي ظهرت في السبعينات من القرن العشرين، لتأخذ لها موقعًا مكان النظريات السلوكية، لتتجاوز ما فيها من قصور، معتمدة على نظرية معالجة المعلومات، التي تجعل من المعلم معلمًا مجددًا في استراتيجياته وأساليبه التدريسية، لتتفق مع التغيرات الجديدة في هذا العصر، وتعطي الطالب دورًا رئيسًا في عملية التعلّم.
والتدريس التبادلي هو نظام تعليم وتعلّم، يحث الطلاب منفردين على فهم الفقرات الدراسية، وفق سرعتهم الذاتية، للإجابة عن الأسئلة المطلوبة (الدبس، 2***م، ص45).
وعُرِّف التدريس التبادلي بأنه: " النشاط التعليمي الذي يأخذ شكل الحوار المتبادل بين المعلم والطلاب أو بين الطلاب بعضهم البعض حول قطعة من نص مقروء مما يترتب عليهم تعلّمه، أي أن الطلاب يقومون ببناء المعنى من خلال ما يقرءونه من نصوص" (زيتون (ب)، 2**3م، ص224).
ويعرف آخرون استراتيجية التدريس التبادلي بأنها: "أحد استراتيجيات القراءة، التي يستخدم الطالب فيها مهارات يتعلّم من خلالها أغراض القراءة، والقراءة الناقدة، وتقويم أنفسهم، والعثور على الفكرة الرئيسة في النص. والمعلم في البداية ينمذج الطريقة من خلال الحوار التفاعلي مع الطلاب بمثال، وبعد أن يمارس الطالب ويتعرف على كيفية إجراءاتها، يكلف المعلم الطلاب بتنفيذها، ويُقسم الطلاب في هذه الاستراتيجية إلى مجموعات صغيرة من (2) إلى (4) طلاب" (الشمري، 2011م، ص147).
أهمية استراتيجية التدريس التبادلي:
لقد أكدت العديد من نتائج الدراسات والبحوث التربوية على أهمية استخدام استراتيجية التدريس التبادلي؛ لما له من مزايا عديدة تعود على الطلاب والمعلمين، من أهمها:
1. اكتساب مهارات حياتية اجتماعية، كالتعاون وتحمل المسؤولية تجاه أهداف الجماعة، والالتزام تجاه عملية التعلّم، والاستقلال الذاتي فيها، واكتساب مهارات الحوار الجيد مع الآخرين، واكتساب قيمة احترام الرأي الآخر، وتنمية العديد من الصفات القيادية للتنمية الشخصية وقيادة المجموعات.
2. تنمية مجموعة من مهارات الحياة في المجال العلمي، كتنمية مهارة الفهم القرائي، ومهارات التفكير العلمي، والاستقصاء والتفكير الناقد، وكذا التدريب على وضع الفروض وصياغتها، والربط بين المعلومات السابقة والجديدة؛ لإنتاج معلومات جديدة (وزارة التربية والتعليم (ب)، 1436هـ، ص104).
3. تحقيق العديد من الأهداف المعرفية، كزيادة مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلاب، وزيادة التركيز والانتباه، والقدرة على التلخيص، واستخلاص المفاهيم الرئيسية، ودعم الثقة بالنفس لدى الطلاب (عبد الوهاب، 2**5م، ص172).
ونظرًا لهذه الفوائد الكثيرة لتطبيق استراتيجية التدريس التبادلي عُنيت الدراسات والبحوث التربوية باستخدامها في شتى التخصصات، وأثبتت فاعليتها وجدواها، إذ تحقق من خلالها كثير من النتائج التي أفادت كثيرًا من الطلاب، مما جعل هذه الدراسات والبحوث توصي باستخدامها في مختلف التخصصات والمراحل الدراسية.
الخطوات الإجرائية للتدريس التبادلي:
لاستراتيجية التدريس التبادلي عددًا من الخطوات الإجرائية التي ينبغي على معلم العلوم الشرعية مراعاتها عند تطبيقه لهذه الاستراتيجية حتى تحقق أهدافها، وهي على النحو التالي:
1. إعداد خطة للدرس، تراعي مهارات التدريس التبادلي، ومحتوى الدرس.
2. توزيع الطلاب على مجموعات تعاونية داخل بيئة التعلّم (ثنائية أو رباعية).
3. تحديد موضوع الدرس، أو محور من محاور الدرس، وتقديمه للطلاب على شكل مادة علمية مستقلة مقروءة، أو يحدد من الكتاب المدرسي.
4. من خلال عنوان الدرس، أو الوحدة، يطلب المعلم من الطلاب أن يتنبؤوا حول ما يعرفونه عن هذا الموضوع، ويكتبوه.
5. يطلب المعلم من الطلاب قراءة فردية صامتة، لكامل الدرس، أو الموضوع.
6. يقوم الطلاب بتلخيص الموضوع، ويمكن تلخيصه في خرائط أو منظمات.
7. يطرح الطلاب الأسئلة التي تتبادر في أذهانهم حول الموضوع، يناقشها المعلم معهم، ويساعدهم على الإجابة عنها.
8. يقوم الطلاب بتوضيح المفاهيم الصعبة لزملائهم في نفس المجموعة، ويمكن الاستعانة بالمعلم وقت الحاجة.
9. يمكن البدء بمهارة التلخيص للموضوع، ثم مهارة بناء الأسئلة من قبل الطلاب حول الموضوع، ثم مهارة توضيح الإجابات والمعلومات الغامضة لبعضهم بعض، ثم يختم بمهارة التنبؤ بالنتائج، أو أي ترتيب آخر للمهارات الأربع (وزارة التربية والتعليم (ب)، 1436هـ، ص97).
يتضح من خلال العرض السابق أن " فكرة التدريس التبادلي تستند إلى مفهوم القراءة التبادلية، وهي شكل من أشكال القراءة الجماعية (طعيمة والشعيبي، 2**6م، ص206)، يتم من خلال أربع مراحل أو مهارات، هي: بناء الأسئلة (الاستفسار)، التوضيح، التلخيص، التنبؤ (قطامي، 2**5م، ص370).
مما سبق يتبين أن التدريس التبادلي واستراتيجياته الفرعية يُعد نوعًا من المهارات التي إذا اكتسبها الطلاب، استطاعوا من خلالها فهم مضامين نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المقدمة إليهم، وتحقيقًا لهذا يطلب من معلم العلوم الشرعية استيعاب استراتيجية التدريس التبادلي، والالتزام بخطواتها وإجراءات تطبيقها، فهي استراتيجية تدريس ناجحة وممتعة، ويمكن من خلال هذه الاستراتيجية جعل التعليم ذي معنى للطالب.
إن إستراتيجية التدريس التبادلي من الاستراتيجيات الحديثة، التي تنطلق من آفاق المدرسة المعرفية التي ظهرت في السبعينات من القرن العشرين، لتأخذ لها موقعًا مكان النظريات السلوكية، لتتجاوز ما فيها من قصور، معتمدة على نظرية معالجة المعلومات، التي تجعل من المعلم معلمًا مجددًا في استراتيجياته وأساليبه التدريسية، لتتفق مع التغيرات الجديدة في هذا العصر، وتعطي الطالب دورًا رئيسًا في عملية التعلّم.
والتدريس التبادلي هو نظام تعليم وتعلّم، يحث الطلاب منفردين على فهم الفقرات الدراسية، وفق سرعتهم الذاتية، للإجابة عن الأسئلة المطلوبة (الدبس، 2***م، ص45).
وعُرِّف التدريس التبادلي بأنه: " النشاط التعليمي الذي يأخذ شكل الحوار المتبادل بين المعلم والطلاب أو بين الطلاب بعضهم البعض حول قطعة من نص مقروء مما يترتب عليهم تعلّمه، أي أن الطلاب يقومون ببناء المعنى من خلال ما يقرءونه من نصوص" (زيتون (ب)، 2**3م، ص224).
ويعرف آخرون استراتيجية التدريس التبادلي بأنها: "أحد استراتيجيات القراءة، التي يستخدم الطالب فيها مهارات يتعلّم من خلالها أغراض القراءة، والقراءة الناقدة، وتقويم أنفسهم، والعثور على الفكرة الرئيسة في النص. والمعلم في البداية ينمذج الطريقة من خلال الحوار التفاعلي مع الطلاب بمثال، وبعد أن يمارس الطالب ويتعرف على كيفية إجراءاتها، يكلف المعلم الطلاب بتنفيذها، ويُقسم الطلاب في هذه الاستراتيجية إلى مجموعات صغيرة من (2) إلى (4) طلاب" (الشمري، 2011م، ص147).
أهمية استراتيجية التدريس التبادلي:
لقد أكدت العديد من نتائج الدراسات والبحوث التربوية على أهمية استخدام استراتيجية التدريس التبادلي؛ لما له من مزايا عديدة تعود على الطلاب والمعلمين، من أهمها:
1. اكتساب مهارات حياتية اجتماعية، كالتعاون وتحمل المسؤولية تجاه أهداف الجماعة، والالتزام تجاه عملية التعلّم، والاستقلال الذاتي فيها، واكتساب مهارات الحوار الجيد مع الآخرين، واكتساب قيمة احترام الرأي الآخر، وتنمية العديد من الصفات القيادية للتنمية الشخصية وقيادة المجموعات.
2. تنمية مجموعة من مهارات الحياة في المجال العلمي، كتنمية مهارة الفهم القرائي، ومهارات التفكير العلمي، والاستقصاء والتفكير الناقد، وكذا التدريب على وضع الفروض وصياغتها، والربط بين المعلومات السابقة والجديدة؛ لإنتاج معلومات جديدة (وزارة التربية والتعليم (ب)، 1436هـ، ص104).
3. تحقيق العديد من الأهداف المعرفية، كزيادة مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلاب، وزيادة التركيز والانتباه، والقدرة على التلخيص، واستخلاص المفاهيم الرئيسية، ودعم الثقة بالنفس لدى الطلاب (عبد الوهاب، 2**5م، ص172).
ونظرًا لهذه الفوائد الكثيرة لتطبيق استراتيجية التدريس التبادلي عُنيت الدراسات والبحوث التربوية باستخدامها في شتى التخصصات، وأثبتت فاعليتها وجدواها، إذ تحقق من خلالها كثير من النتائج التي أفادت كثيرًا من الطلاب، مما جعل هذه الدراسات والبحوث توصي باستخدامها في مختلف التخصصات والمراحل الدراسية.
الخطوات الإجرائية للتدريس التبادلي:
لاستراتيجية التدريس التبادلي عددًا من الخطوات الإجرائية التي ينبغي على معلم العلوم الشرعية مراعاتها عند تطبيقه لهذه الاستراتيجية حتى تحقق أهدافها، وهي على النحو التالي:
1. إعداد خطة للدرس، تراعي مهارات التدريس التبادلي، ومحتوى الدرس.
2. توزيع الطلاب على مجموعات تعاونية داخل بيئة التعلّم (ثنائية أو رباعية).
3. تحديد موضوع الدرس، أو محور من محاور الدرس، وتقديمه للطلاب على شكل مادة علمية مستقلة مقروءة، أو يحدد من الكتاب المدرسي.
4. من خلال عنوان الدرس، أو الوحدة، يطلب المعلم من الطلاب أن يتنبؤوا حول ما يعرفونه عن هذا الموضوع، ويكتبوه.
5. يطلب المعلم من الطلاب قراءة فردية صامتة، لكامل الدرس، أو الموضوع.
6. يقوم الطلاب بتلخيص الموضوع، ويمكن تلخيصه في خرائط أو منظمات.
7. يطرح الطلاب الأسئلة التي تتبادر في أذهانهم حول الموضوع، يناقشها المعلم معهم، ويساعدهم على الإجابة عنها.
8. يقوم الطلاب بتوضيح المفاهيم الصعبة لزملائهم في نفس المجموعة، ويمكن الاستعانة بالمعلم وقت الحاجة.
9. يمكن البدء بمهارة التلخيص للموضوع، ثم مهارة بناء الأسئلة من قبل الطلاب حول الموضوع، ثم مهارة توضيح الإجابات والمعلومات الغامضة لبعضهم بعض، ثم يختم بمهارة التنبؤ بالنتائج، أو أي ترتيب آخر للمهارات الأربع (وزارة التربية والتعليم (ب)، 1436هـ، ص97).
يتضح من خلال العرض السابق أن " فكرة التدريس التبادلي تستند إلى مفهوم القراءة التبادلية، وهي شكل من أشكال القراءة الجماعية (طعيمة والشعيبي، 2**6م، ص206)، يتم من خلال أربع مراحل أو مهارات، هي: بناء الأسئلة (الاستفسار)، التوضيح، التلخيص، التنبؤ (قطامي، 2**5م، ص370).
مما سبق يتبين أن التدريس التبادلي واستراتيجياته الفرعية يُعد نوعًا من المهارات التي إذا اكتسبها الطلاب، استطاعوا من خلالها فهم مضامين نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المقدمة إليهم، وتحقيقًا لهذا يطلب من معلم العلوم الشرعية استيعاب استراتيجية التدريس التبادلي، والالتزام بخطواتها وإجراءات تطبيقها، فهي استراتيجية تدريس ناجحة وممتعة، ويمكن من خلال هذه الاستراتيجية جعل التعليم ذي معنى للطالب.