المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سماحة المفتي : المسلم حريص على إغلاق صوت الجوال داخل المسجد


 


ابولمى
2 - 8 - 2004, 06:12 AM
سئل سماحة ال*** عبدالعزيز آل ال*** مفتي عام المملكة هل من نصيحة للذين يتهاونون في نغمات الجوال في المساجد ويسببون الإزعاج للمصلين؟

- أجاب سماحته : لا شك ان الجوال وسيلة اتصال نافعة، لكن بيوت الله لها حرمتها، واذا كان انشاد الضالة فيها محرما فكيف بهذه الاصوات المزعجة للمصلين والتالين والذاكرين! فيجب عليك البعد عن الاضرار باخوانك والحرص على احترام بيوت الله، فاحرص على اغلاق الجوال داخل المسجد او على الاقل اغلاق صوته، احتراما لبيوت الله (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب).

عبدالإله
3 - 8 - 2004, 02:46 PM
بارك الله فيك اخي ابو لمى وجزيت كل خير

ابولمى
4 - 8 - 2004, 04:51 AM
الجوال يعزف بأعذب الألحان

عبدالله آل ملهي*
كان الهدوء يخيم على كل من كان في المسجد في تلك الليلة, فقد قرأ الإمام في صلاة العشاء تلك آيات كريمة تقشعر لها الأبدان, وبينما كان المصلون يدعون الله وهم راكعون عزف جوال أحدهم بأعذب الألحان وأفسد على المصلين خشوعهم. وعبثاً حاول أخونا إغلاقه لكنه لم يتمكن إلا بعد مرور وقت كان كافياً لسلب ذلك الخشوع من قلوب المصلين, وتكرر المشهد في الركعة الرابعة وللأسف. ولم يكد الإمام يسلم حتى سارع ذلك الرجل بالخروج من المسجد قبل أن يتم المصلون تسليمتهم الثانية. أما المشهد الثاني فكان داخل إحدى قاعات الدراسة وفي منتصف المحاضرة تلقى أحد الطلاب اتصالاً هاتفياً لعله كان من أحد أصدقائه وكان الأمر سيمضي بسلام لو كان الجوال على الوضع الصامت, لكنه لم يكن كذلك حيث بدأت أنغام الموسيقى تملأ أرجاء القاعة. وعندها توقفت عن الحديث, وصمت قليلاً وجُلت بأنظاري في أنحاء القاعة أرمق طلبتي واحداً تلو الآخر ثم قلت من صاحب الجوال؟ ولم يجد صاحبنا بداً من الاعتذار فقلت لطلبتي كلاماً لا يخرج عن حدود الأدب ولكن كان فيه قليل من القسوة الأبوية. واختتمت كلامي بحثهم على إغلاق جوالاتهم في أماكن معينة منها دور العبادة وقاعات الدراسة وغيرها من المجالس التي لها هيبتها واحترامها فإن كان لابد من إبقائه مفتوحاً فيجب تغييره على الوضع الصامت. أما المشهد الثالث فقد حدث ذات يوم وأنا عائد بزوجتي وابنتي إلى المنزل بعد عناء يوم دراسي, وكنت متوقفاً عند إحدى الإشارات أنتظر مثل غيري الضوء الأخضر لأواصل سيري وكنا في حالة استرخاء كامل نظراً لتوقفنا واطمئناننا أن الكل سيتوقف, ولو كنا مازلنا سائرين في الطريق لكنا في حالة توتر نظراً لتهور بعض السائقين وعدم التزامهم بأنظمة المرور. وفجأة لم نشعر إلا وأحدهم يرتطم بسيارتنا من الخلف وإذا بأجسادنا كلها تندفع إلى الأمام, ومن لطف الله بنا أننا كنا رابطين أحزمة الأمان. ولم أستوعب ما جرى لثوان قليلة لكني بعد قليل عرفت أن أحد السائقين كان لاهياً ولم يشعر إلا وسيارته ترتطم بسيارتنا, فخرجت لأستجلي الموقف وإذا بأخينا يلوم جواله الذي ألهاه عن مراقبة الطريق ويقذفه بأشنع السباب. فقد اتصل به أحدهم وأخذ صاحبنا يهذي معه وفقد ارتباطه بالطريق وبكل ما حواليه حتى إنه لم يشعر إلا بعد أن أيقظه صوت الارتطام. وحمدت الله كثيراً أننا لم نصب بأذى وأن الضرر اقتصر على سيارتي التي أصبح منظرها لا يسر الحال ولاسيما أنه قد عفا عليها الزمان.
أكتفي فقط بهذه المشاهد الثلاثة وإلا فهناك المزيد والمزيد مما لو استطردت فيه لانتهت المساحة دون أن أصل لما أريده من هذا المقال, فقد أصبحنا ننام ونستيقظ ونحن نتحدث عبر هذه الجوالات, أصبحنا نتحدث ونحن نسير, ونتحدث ونحن نقود سياراتنا, نتحدث حتى داخل المساجد - وهذه والله رأيتها بعيني -, ونتحدث في المجالس, وفي الاجتماعات, وداخل المحاضرات, وباختصار نتحدث في كل مكان وفي كل وقت. وليت هذه المحادثات تكون ضرورية لكنها في الغالب ليست كذلك, فقد سمعت أحدهم يتصل ونحن في مطار جدة ويخبر من على الطرف الآخر أنه في صالة انتظار صعود الطائرة, ثم يخبره أنه تم الإعلان عن الرحلة لاحقاً, ثم يتابع معه تفاصيل الرحلة بدءاً بركوب الباص ثم دخول الطائرة ثم توقف الطائرة في مطار الوصول ثم النزول من الطائرة, ولو كان الأمر بيده ولم يُطلب من الركاب إغلاق جوالاتهم لأعطاه سير الرحلة لحظة بلحظة. قد يظن البعض أنني ضد استخدام الجوال ولهؤلاء أقول لا, إنه نعمة وتقنية تكنولوجية عظيمة سهل الله لغيرنا اكتشافها, وهيأ لنا الاستفادة منها. فكم أنقذت هذه الخدمة العظيمة أرواح الكثير من الناس بعد مشيئة الله, باستدعاء طبيب مختص أو سيارة إسعاف, وكم من مسافر ظل على اتصال بأهله بفضل هذه الخدمة, وكم من تائه في طريقه استعان بهاتفه للوصول إلى مراده. لكننا في المقابل - ودعوني أستدرك فأقول بعضنا - أسأنا استخدام هذه التكنولوجيا كما أسأنا استخدام غيرها من وسائل حياتنا العصرية الحديثة. أصبح الإمام يقول قبل كل صلاة: "أغلقوا جوالاتكم واتصلوا بالله", وأصبح الأستاذ يقول قبل كل محاضرة "لا تنسوا إغلاق جوالاتكم", وأصبحنا ونحن نقود سياراتنا نخشى أن يقضي علينا أحدهم وقد انشغل بهاتفه الجوال إما أن يتحدث وإما أن يكتب رسالة - ولا تستغربوا من هذا - فوالله إن البعض يكتب رسالة لصديق له أو يرد على رسالة وصلته وهو يقود سيارته! تُدعى إلى مناسبة فتفاجأ بأحدهم يتلقى اتصالاً هاتفياً ويرد عليه بأعلى صوته, وآخر يتلقى الاتصال بعد الآخر وثالث يجري اتصالاً وإذا ببقية الحضور يلوذون بالصمت ويجبرون على التزام الصمت رغم أن الموقف يتطلب من هؤلاء الخروج من المجلس لإجراء أو تلقي اتصالاتهم احتراماً للمجلس واحتراماً لمشاعر الآخرين. وقد رأيت أناساً منهم يردون على اتصالات تردهم وهم على مائدة الطعام! ولن أستبعد - وهذا ما لم أشهده وأتمنى ألا أشهده - أن يعزف جوال أحدنا بأعذب الألحان ونحن نشيع جنازة أو ونحن نضع أحد موتانا داخل قبره إن لم يكن هذا قد حدث بالفعل!
لا أريد الاستطراد في حديثي حتى لا يمل القارئ الكريم ولكني أختم بأحد الاستخدامات السيئة لهذه التكنولوجيا العظيمة, فهناك بعض الجوالات التي تتوفر بها ميزة التصوير, وهذه ميزة حسنة - ولو أنها غير ضرورية - لو اقتصر استخدامها على المواقف الشخصية التي لا تنتهك الخصوصيات, لكن للأسف استخدمها البعض لأغراض أخرى, واعتدى على خصوصيات الآخرين لأهداف غير لائقة بنا كمجتمع مسلم محافظ.
وبدلاً من الاستفادة من هذه التكنولوجيا - بشكل عام - إذ بنا نسيء استخدامها ونسرف فيه, ونضيع الأموال في القيل والقال ناهيك عن إضاعة المال, وعن الأضرار الصحية المصاحبة لذلك الاستخدام. والأجدر بنا أن نستخدمها استخداماً مثالياً نحترم فيه وقوفنا أمام الله, ونحترم فيه مجالسنا وأماكن تواجدنا أين كنا. لماذا لا نستخدمها عند الضرورة فقط, ونوجز في حديثنا عندما نتحدث وأهم من ذلك أن نتذكر إغلاقها أو تحويلها على الوضع الصامت - إن كنا نتوقع اتصالاً مهماً - في المساجد وقاعات الدراسة والاجتماعات وغيرها من الأماكن التي ذكرتها آنفاً فتقنية الجوال تقنية مفيدة لكننا نستطيع الاستغناء عنها في أوقات معينة بل إن أغلبنا يستطيع تسيير حياته اليومية بدونها, ويكفي أن نتذكر أننا قبل سنوات كنا نعيش بدونها فكيف استطعنا أن نسير حياتنا آنذاك؟!