المعلم :مدير عام تعليم منطقة الجوف

[قريات الملح]

يهرب الكثير من المعلمين.. ممن وجدوا أنفسهم يعملون في وظائف إدارية.. من وصفهم بـ (المعلم).. وهي الصفة المهنية لهم.. وذلك باتجاه صفة (الأستاذ) والتي يعتقدون أنها الأكثر ألقاً وفخامة.. رغم أن الأستاذية ما عادت تساوي جناح بعوضة.. بعد أن طغت عليها المجانية.. وانتُهكت على يد كل من يجلس خلف مكتب.. ويحمل بيده قلماً.. حتى ولو كان يمتهن قطع التذاكر في حديقة للحيوان.. حيث أصبحت لقب من لا لقب له.. بما في ذلك أي أستاذ عتّال يعمل في مستودع للاثاث! .. هؤلاء المعلمون الفارون من مهنتهم السامية.. إمّاً هرباً من دفاتر التحضير أو أقلام التصحيح وغوغاء الطلبة.. أو استرخاصاً لهذه المهنة.. بعد أن تم إفراغ الصفة المهنية من محتواها التربوي والتعليمي.. بفضل الاسراف في استخدامها جهة معلم الشاورما، ومعلم البناء.. وحتى معلم الصبية الذي تندر به (المستطرف) كثيراً وبشيء من الاستخفاف!.. هؤلاء بالتأكيد ليسوا بدعاً في البحث عن البريستيج.. الذي يسمح لطبيب أو صيدلي حديث التخرج.. أن يضع الدال أمام اسمه، ويسمح لمتخصص في المحاصيل والبستنة أن يستخدم ميم المهندس.. طالما أن أي موظف (أستاذ) بسيط في المراتب الأولى أو حتى على بند العمال.. في أحد أقسام إدارات التعليم مثلا يستطيع أن (يمرمط) أي معلم أو معلمة، ويمرغ أنفه أو أنفها بالتراب.. بحكم سيطرة روح المسئولية الاعتبارية للإدارة.. وبالتالي تعويق مصالحهم.. إلاّ انهم مع هذا ليسوا كغيرهم.. إنهم بهروبهم هذا.. يضربون هذه المهنة العظيمة في جذورها ..وهي التي توالت عليها الطعنات منذ أن انكفأ دور المعلم.. إلى مجرد أداة للتلقين داخل الصف المدرسي.. وعلى حساب وظائفه التربوية والتعليمية الضخمة. .. غير أن مدير عام التعليم في منطقة الجوف.. له رأي آخر في هذا الموضوع.. فعلى الرغم من أنه وظيفياً.. يحتل موقع (مدير عام) وهي كما أعلم وتعلمون في زماننا هذا صفة وظيفية كريستالية شديدة اللمعان.. وتحفل بالكثير من مفردات الغواية.. بدليل استماتة العديد من المديرين الصغار إلى جر صفة العموم إلى إداراتهم عنوة.. إلا أن الرجل (وأنا لا أعرفه البتة) يبدو أنه يمتلك من الإيمان برسالة المعلم ما يجعله - خلاف كثيرين - يفاخر بهذه الصفة إذ يوقع رسائله وخطاباته باسم: (مدير عام التعليم بمنطقة الجوف.. المعلم، عبدالحكيم بن عبدالله الصالح)!! وإصرار الرجل على قطر وظيفة (المدير العام) بكل ما يحمله هذا المسمى من اكتناز الشحم واللحم.. بهزال صفة (المعلم) وعظامها الناتئة في المفهوم السائد يقدم في تصوري انموذجاً باهراً - يجب أن يحتذى - لاحترام هذه الرسالة.. لذلك هو يعيد وصف نفسه بعد (الإدارة العامة) بالمعلم.. كما لو كان يسكب عليها قارورة من العطر!!.. بل كما لو كانت مهنة المعلم تساوي في وعيه ما هو أهم من دال الدكتوراه.. أو صفة المهندس أو الكابتن وغيرها.. .. بمثل هذا الوعي المشتعل.. يجب أن نلتفت إلى هذه المهنة.. وبمثل هذا الوعي يجب أن نسهم في رفع أسهمها.. وبمثل هذه الترقية الذهنية للرسالة.. يجب ان نتخطى وهم الألقاب الفارهة.. وما لم يعِ المعلم نفسه هذه الحقيقة.. فلن يستطيع أحد.. لا وزارة التربية والتعليم ولا ما سواها.. إعادة موضعة المعلم - ذكراً كان أم أنثى - كأحد أضلاع المثلث متوازي الأضلاع.. الذي ننتظر منه.. ونعوّل عليه في بناء أمة لا تتذكر بقدر ما تفكر!! - أنا لا أملك سوى أن أقول: تحية لسعادة المدير العام (المعلم): عبدالحكيم الصالح ولا أخالها تكفي! @ ملحوظة شديدة الأهمية: لستُ معلماً.. كنتُ أتمنى فقط

الموضوع للكاتب : فهد السلمان ـ كاتب في صحيفة الرياض http://writers.alriyadh.com.sa/kpage.php?ka=57

[بندر الغضيان]

ابو عدي وفقه الله رجل معلم تربوي يخاف الله ...ولكن سمعت انه مقدم اعتذاره عن هذا المنصب الى وزير التربية والتعليم واعتقد انه قبل ذلك .