ابولمى
29 - 7 - 2004, 10:45 AM
آلام أسفل الظهر
يظل دور التصوير الطبي "الأشعة الطبية" فيما يختص بأمر تشخيص حالات آلام الظهر مكان نقاش وأخذ ورد بين أطباء الأشعة وجراحي العمود الفقري. ويظهر ذلك جلياً في أغلب المنتديات العلمية بما فيها آخر اجتماع للجمعية الأوروبية للأشعة والذي أنعقد مؤخراً في فينا "النمسا". ولعل السبب في مثل هذه النقاشات العلمية هو عدم وضوح الرؤية بشأن أسباب آلام أسفل الظهر ومدى علاقتها بالتغيرات المصاحبة لتقدم السن والتي كثيراً ما يلاحظها أطباء الأشعة التشخيصية، خصوصاً إذا علمنا بأن ثلثي البالغين من الرجال والنساء يعانون من الآم أسفل الظهر على الأقل لمره واحدة خلال مراحل العمر وأن 80% منهم يحتاجون إلى علاج لمثل هذا الألم العارض دون أن يعرفوا له سبباً. وعلى الرغم من أن الأشعة بأنواعها المختلفة، السينية، المقطعية، والمغناطيسية تلقي الضوء بشكل أو بآخر على هذه الأعراض فإنها أحياناً لا تستطيع أن تحدد بشكل أكيد وغير قابل للتشكيك السبب الرئيسي لهذه الأعراض. الرنين المغناطيسي في حد ذاته يعتبر الأفضل من بين وسائل التشخيص الطبي المختلفة لتصوير العمود الفقري لقدرته الفائقة على التفريق بين مختلف الأنسجة وبدون تعرض الجسم لأي أشعةسينية خصوصاً في الحالات
التي لا تكون فيها أعراض المرض محدودة وتشمل عدة احتمالات مرضية مثل تآكل للغضاريف أو إنزلاق عضروفي أو التهاب بكتيري أو حتى أورام العمود الفقري لا سمح الله.
في مثل هذه الحالات يساعد الرنين المغناطيسي في تأكيد أو نفي هذه الاحتمالات مما يساعد الطبيب على تحديد نوع العلاج المطلوب ويطمئن المريض في حالات عدم وجود أورام أو أمراض خطيرة أخرى. في المقابل كثيراً ما يظهر التصوير الطبي للعمود الفقري تغيرات في الفقرات العظمية أو الغضاريف غير مصاحبة أو لا تتوقف مع الأعراض المرضية التي يشتكي منها المريض، وعلى الرغم من أن هذا قد يسبب بعض الالتباس لدى المريض إلا أن المعروف أن الجسم يتعرض لكثير من التغيرات كلما تقدم المرء في السن ولا يعني ذلك أن كل ما نراه من تغيرات لابد من أن يكون لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالظواهر المرضية.
ولقد تسنى لي مؤخراً دراسة العلاقة ما بين أعراض آلام الظهر الممثلة للانزلاق الغضروفي "عرق النساء" وبين نسبة وجود أمراض أخرى في الظهر ليس لها علاقة بالإنزلاق الغضروفي وتكون ذات أهمية بحيث يمكن أن تؤثر على حياة الإنسان. وظهر لي في هذه الدراسة التي أجرتها في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة على 625مريضاً ونشرت في مجلة Neuroscience في عددها الصادر في أبريل 2**4بأن حوالي 3% من مرضى عرق النساء تكون لديهم أمراض أخرى في العامود الفقري يتم اكتشافها خلال فحص الرنين المغناطيسي ولا تكون لها صلة بالانزلاق الغضروفي. وتتراوح هذه الأمراض من التهابات بكتيرية إلى أورام وكسور عظمية.
لذلك فإنني أنصح كل من يعاني من مثل هذه الأعراض باستشارة طبيب مختص بجراحة العمود الفقري ومن ثم القيام بالتصوير المغناطيسي للعمود الفقري وتذكروا بأن كثيراً من التغيرات والأعراض المرضية للعمود الفقري يمكن علاجها بإنقاص الوزن والتمارين الرياضية و أن الجراحة بمختلف أنواعها هي آخر الحلول وليس أفضلها.
الدكتور/ سطام سعود لنجاوي *
*رئيس الجمعية العلمية السعودية للأشعة
استشاري أشعة المخ والأعصاب
عضو هيئة التدريس بكلية الطب
جامعة الملك عبد العزيز
يظل دور التصوير الطبي "الأشعة الطبية" فيما يختص بأمر تشخيص حالات آلام الظهر مكان نقاش وأخذ ورد بين أطباء الأشعة وجراحي العمود الفقري. ويظهر ذلك جلياً في أغلب المنتديات العلمية بما فيها آخر اجتماع للجمعية الأوروبية للأشعة والذي أنعقد مؤخراً في فينا "النمسا". ولعل السبب في مثل هذه النقاشات العلمية هو عدم وضوح الرؤية بشأن أسباب آلام أسفل الظهر ومدى علاقتها بالتغيرات المصاحبة لتقدم السن والتي كثيراً ما يلاحظها أطباء الأشعة التشخيصية، خصوصاً إذا علمنا بأن ثلثي البالغين من الرجال والنساء يعانون من الآم أسفل الظهر على الأقل لمره واحدة خلال مراحل العمر وأن 80% منهم يحتاجون إلى علاج لمثل هذا الألم العارض دون أن يعرفوا له سبباً. وعلى الرغم من أن الأشعة بأنواعها المختلفة، السينية، المقطعية، والمغناطيسية تلقي الضوء بشكل أو بآخر على هذه الأعراض فإنها أحياناً لا تستطيع أن تحدد بشكل أكيد وغير قابل للتشكيك السبب الرئيسي لهذه الأعراض. الرنين المغناطيسي في حد ذاته يعتبر الأفضل من بين وسائل التشخيص الطبي المختلفة لتصوير العمود الفقري لقدرته الفائقة على التفريق بين مختلف الأنسجة وبدون تعرض الجسم لأي أشعةسينية خصوصاً في الحالات
التي لا تكون فيها أعراض المرض محدودة وتشمل عدة احتمالات مرضية مثل تآكل للغضاريف أو إنزلاق عضروفي أو التهاب بكتيري أو حتى أورام العمود الفقري لا سمح الله.
في مثل هذه الحالات يساعد الرنين المغناطيسي في تأكيد أو نفي هذه الاحتمالات مما يساعد الطبيب على تحديد نوع العلاج المطلوب ويطمئن المريض في حالات عدم وجود أورام أو أمراض خطيرة أخرى. في المقابل كثيراً ما يظهر التصوير الطبي للعمود الفقري تغيرات في الفقرات العظمية أو الغضاريف غير مصاحبة أو لا تتوقف مع الأعراض المرضية التي يشتكي منها المريض، وعلى الرغم من أن هذا قد يسبب بعض الالتباس لدى المريض إلا أن المعروف أن الجسم يتعرض لكثير من التغيرات كلما تقدم المرء في السن ولا يعني ذلك أن كل ما نراه من تغيرات لابد من أن يكون لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالظواهر المرضية.
ولقد تسنى لي مؤخراً دراسة العلاقة ما بين أعراض آلام الظهر الممثلة للانزلاق الغضروفي "عرق النساء" وبين نسبة وجود أمراض أخرى في الظهر ليس لها علاقة بالإنزلاق الغضروفي وتكون ذات أهمية بحيث يمكن أن تؤثر على حياة الإنسان. وظهر لي في هذه الدراسة التي أجرتها في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة على 625مريضاً ونشرت في مجلة Neuroscience في عددها الصادر في أبريل 2**4بأن حوالي 3% من مرضى عرق النساء تكون لديهم أمراض أخرى في العامود الفقري يتم اكتشافها خلال فحص الرنين المغناطيسي ولا تكون لها صلة بالانزلاق الغضروفي. وتتراوح هذه الأمراض من التهابات بكتيرية إلى أورام وكسور عظمية.
لذلك فإنني أنصح كل من يعاني من مثل هذه الأعراض باستشارة طبيب مختص بجراحة العمود الفقري ومن ثم القيام بالتصوير المغناطيسي للعمود الفقري وتذكروا بأن كثيراً من التغيرات والأعراض المرضية للعمود الفقري يمكن علاجها بإنقاص الوزن والتمارين الرياضية و أن الجراحة بمختلف أنواعها هي آخر الحلول وليس أفضلها.
الدكتور/ سطام سعود لنجاوي *
*رئيس الجمعية العلمية السعودية للأشعة
استشاري أشعة المخ والأعصاب
عضو هيئة التدريس بكلية الطب
جامعة الملك عبد العزيز