المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اتّهام المراكز الصّيفيّة دعوى تحتاج لدليل


 


ابولمى
25 - 7 - 2004, 12:04 AM
الدويش : اتّهام المراكز الصّيفيّة دعوى تحتاج لدليل

حوار: عبد الله محمد الرشيد
7/6/1425
24/07/2**4


تستعدّ المراكز الصّيفيّة لحزم أمتعتها ، واختتام أنشطتها ، في عام شهد أحداثًا داخليّة مُلتهبة ، اتّهمت فيه عدد من المؤسسات بالضّلوع في هذه الأحداث، أو -على أقلّ تقدير- أنّها توفّر البيئة المناسبة، و الأرضيّة الخصبة لتنمو فيها أفكار العُنف والإرهاب كما يُقال .
ولم تكن المراكز الصّيفيّة - باعتبارها منشطًا يُؤْوي عدداً كبيراً من الشباب خلال فترة الصّيف- بمنأى عن هذه التهم ، فتارة تُتّهم بأنّها تدرّب الشباب على حمل السّلاح ، و تارة بأنّها تروّج لأفكار العُنف ، وتارة بأنّ القائمين عليها متطرّفون، وأنّها تخضع لاجتهادات أناس مشبوهين ، وتارة بأنّها خرّجت عددًا من الإرهابيّين ، وغيرها من التّهم المتقاربة التي تدور في فلك الحرب العالميّة على الإرهاب.
في حين أنّ هذه المراكز الصيفيّة التي أصبحت في هذه الأيّام مرمًى لسهام الكتاب والمنتقدين ، تعُدّ من المؤسّسات الرسميّة التي ترعاها الدولة بإشراف وِزارة التربية والتعليم .
فما حقيقة هذه التّهم المثارة حول المراكز الصّيفيّة ؟ وكيف كانت تجربة المراكز الصيفيّة هذا العام ؟ وهل مازالت المراكز تتمتع بنفس الإقبال السابق ؟ وما أسباب هذا الهجوم على المراكز الصيفيّة ؟ وكيف كان المنهج العلميّ المتّبع في نقد المراكز ؟ وما هو الموقف الصّحيح من هذه الهجمة ؟ وما هي آفاق المستقبل ؟
هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها ال*** / محمد بن عبد الله الدويش ـ المشرف على "موقع المُرَبّي" في حِوار خاص مع (الإسلام اليوم) ـ
فإلى تفاصيل الحوار ....

كيف تقيّمون تجرِبة المراكز الصيفيّة لصيف 1425هـ ، في ظلّ هذا الجدل والتّهجم على المراكز الصيفيّة ؟
يجب أنْ نفرّق بين قضيّتين : بين وجود ملاحظات على أداء هذه المراكز ، وبين ما يُثار حولها ، وحديثنا يتعلق بالشقّ الثاني . والحقيقة أنّي لا أملك تقويمًا دقيقًا لواقع المراكز الصيفيّة ، ولكن من خلال أنّ أبنائي ملتحقون بعدد من المراكز ، ومن حيث أنّي أحد أبناء المجتمع الذي يرى هذه الظاهرة ويتابعها ، فالحقيقة أنّه لا جديد في المراكز الصيفيّة بمعنى أنّه ليس هناك تحوّل سلبيّ في هذه المراكز ، وهي موجودة منذ أكثر من 25 أو 30 سنة وهي تؤدّي مهمّة ، ولا نرى في هذه الأيام تحوّلاً سلبيًّا في هذه المراكز يمكن أنْ يجعلنا نضع علامة استفهام .

ماذا تقصدون بالتحول السلبي؟
كما ذكرت سابقاً إنّ الحديث حول المراكز على شقين : الشقّ الأوّل : حول أداء هذه المراكز والملاحظات التي لا يسلم منها أيّ عمل ، والشقّ الثاني : اتهام المراكز الصيفيّة بأنّ لها صلة بأعمال العنف ، أو أنها تهيّئ البيئة التي تدعو للعنف ، وحديثنا كله في هذا الشق الآخر .
وأعتقد – ابتداء- أنّ إثارة هذا الكلام هو مجرد دعوى تحتاج إلى أدلّة علميّة، وكل إنسان يستطيع أنْ يدّعي ، ويستطيع أنْ يدّعي أنّ المساجد سبب من أسباب العنف وخاصة أنّ كثيرًا من هؤلاء الشباب يصلّون الصّلوات الخمس في المساجد ، فقد تكون المساجد سببًا ، ويمكن أنْ نتّهم خطب الجمعة ، يمكن أنْ نتّهم المدارس ، يمكن أنْ نتّهم التلفاز ؛ لأنّ عددًا منهم لديه تلفاز ، فحين يتّهم أي منشط فلابدّ من أدلّة علميّة .

هل تعتقد أنّ المراكز الصيفيّة لم تعُد تتمتّع بنفس القوّة من الإقبال الذي كانت عليه سابقًا؟
لا أعتقد ، توجد حالات تخوّف من بعض أولياء الأمور ، لكنّها لا تمثّل ظاهرة ، وهذا دليل على أنّ المجتمع يتفاعل مع هذه الظاهرة ، ويشعر أنّ مثل هذا الكلام لمجموعة من الصّحفيين، منهم من يستغلّ هذه الأوضاع للتعبير عن مواقف شخصيّة ، ومنهم من هو جاهل بالأوضاع ، ومنهم من يريد أنْ يكتب وليس لديه شيء يكتب عنه إلا مثل هذه القضايا ، وأعتقد أنّ بقاء المجتمع متفاعلا مع المراكز الصيفيّة دليل على أنّ المجتمع يرى أنّها لا صلة لها بهذا الأمر .

ما أسباب هذه الحملة على المراكز الصّيفيّة ؟
أولاً : ليست القضيّة خاصة بالمراكز الصيفيّة ، والمتحاملون على المراكز فئات : منهم نموذج ليبرالي متطرّف ضدّ كل ما يدعو للدين ، كالهجوم على المخيّمات الدعويّة ويقولون بأنها تقدم مواعظ لتجييش الشباب من خلالها . الهجوم على البرامج التي تقدّم للتذكير بالآخرة، والادّعاء بأنّها لتهيئة الشباب للأعمال الانتحارية وغيرها .إذن القضيّة بصراحة الهجوم على مظاهر التديّن وهذا نموذج نلمسه ، تحدّثوا عن حلقات تحفيظ القرآن ، المناهج ، المواعظ ، كل ما يدعو للدّين هو سبب للعنف في نظر هؤلاء .
وهناك فئات ليس لها هوية، هناك كاتب دائماً يتحدّث عن الموضوعيّة ، ثم يتحدّث عن المراكز الصيفيّة ، ومصدره في ذلك رجل قابله في المطار، وهو لا يعرفه ،هل هذا أسلوب علميّ ؟! لو تحدّث خطيب عن ظاهرة في المجتمع ثم قال: حكى لي شخص ، لرأينا مثل هؤلاء يواجهونه مواجهة عنيفة .

كيف تقيّم منهج البحث العلمي الذي اتبعه هؤلاء في نقد المراكز الصيفيّة ؟
نعم .. المشكلة هي في منهج البحث العلمي لهذه الظاهرة ، مثلاً حينما يجدون مواد تتحدث عن الجهاد يرون أنّ المراكز الصيفيّة لها علاقة بهذه القضيّة ،القرآن يتحدث عن الجهاد، خطيب الجمعة لابد أنْ يتحدّث عن الجهاد ، الجهاد جزء من الدّين ، هل إذا وظّف أحدهم مصطلح الجهاد توظيفًا خاطئًا ، عاينا أنْ نلغي الجهاد من الدين، وقد عدّه بعض العلماء سادس أركان الإسلام؟ دعنا من ذلك. القرآن الذي من أنكره فهو زنديق يتحدّث عن الجهاد، سيرة الرّسول- صلى الله عليه وسلم- كلّها جهاد ؛ فمن الطبيعيّ أنْ يكون الجهاد موضوعًا يُتداول في أيّ منشط دينيّ ، ولا يجوز أنْ نلغيه من قاموس الأمّة؛ لأجل من وظّفه توظيفًا خاطئًا.

حسنًا ... على فرض وجود أخطاء كما يقولون ، هل يعني هذا أنّ الحلّ الأمثل هو الإغلاق والمنع؟ أليس منطق العقل يدعو إلى إصلاح الخلل ؟ لماذا تغيب أدبيّات الإصلاح في مثل هذه القضايا ؟
نعم ،هذا منطق علميّ فعلاً ، يعني حين نأتي للمراكز الصيفيّة وفيها آلاف من الطلاب ومئات من الأنشطة ، ونجد فعلاً قضايا عليها ملحوظات ، ليس الحلّ أنْ نُلصق هذا بالمراكز الصيفيّة ، مثل هذا نجده في المدارس . لماذا لا يأتي أحد يدعو إلى إغلاق المدارس ؟ فوجود حالة شاذّة يجب أنْ تُفهم في إطارها ، يُتَعامل معها في إطارها .

أُغلقت المراكز الصيفيّة وتحقق لهؤلاء ما يريدون ، فهل قدّموا البديل المناسب المنافس للمراكز الصيفية؟ إلى أين تذهب هذه الأعداد الغفيرة من الشباب بعد ذلك ؟
لا لا ،غير قادرين على إيجاد البديل ، ثم لا يهمّهم هذا البديل ، و نقاط الخلاف بيننا وبينهم كثيرة ، فبعضهم لا يعتبرها مشكلة أنْ يكون الشاب مستيقظًا في الليل، ثم ينام في النهار ويترك الصّلاة ، لا يعتبر ذهاب الشاب إلى الأسواق ،يتسكّع ويعاكس مشكلة ، ولا يعتبر ملازمة الشباب الإنترنت، و القنوات الفضائيّة مشكلة .
فالسؤال حتى لو افترضنا أن في هذه المراكز ثغرات تستوجب أنْ تُغلق ، يجب أنْ نسأل سؤالا جادًا: ما هو البديل ؟ ودائمًا إذا أراد الإنسان أنْ يتّخذ قرارًا يبحث عن البديل، فإذا كان البديل أسوأ فسيحتفظ بالوضع القائم فيه؛ لأنّ البديل سينقله إلى واقع أسوأ ، وأعتقد أنّ إغلاق المراكز سيقودنا إلى مشكلتين رئيستين كبيرتين، ستقودنا إلى حالٍ أسوأ من الواقع الذي نعاني منه .
المشكلة الأولى: إنّ عددًا من هؤلاء سيتّجه إلى طريق الانحراف، والإجرام؛ ففي النهاية سيكون عُرضة لأصدقاء السوء . فالفارغون سيكونون عُرضة لمز الق أخلاقيّة أو مخدّرات وما شابه ذلك .
المشكلة الثانية: أنّ هناك فئة قد تتّجه إلى أعمال العنف، وخاصة عندما يشعرون أنّ هذه المؤسّسات لا تقدم لهم بديلا، وأنّ المجتمع لا يُفسح لهم مجالا في ذلك ويشعرون أنّ المجتمع يحاربهم ويضايقهم ، وستساعد هذه على ترويج أفكار العنف وأنه لا خيار إلا العنف وأنّه ليس لك مجال ، المراكز تغلق الأنشطة الدعويّة ؛ إذن المجتمع ضد الدعوة، ضد الإصلاح إذن ليس هناك فرص للإصلاح ، هذه الأفكار ستجد مكانها لدى عدد على الأقل لو قلنا: واحد في المائة، وعدد طلاب المراكز مائة ألف ، سنجد ألف طالب ينخرطون في مجال العنف ، من خلال 1% وهو عدد ضئيل ، ويكون ذلك من خلال الإنترنت ويتلقّون من هذه المصادر، أو ستبقى هذه الأوضاع ترشّح تقبلهم لهذا الفكر ، بأنّه لا مجال للإصلاح، والمجتمع يقف في طريق الدعوة .

هناك عدة قضايا جزئيّة تُثار حول أداء المراكز الصيفيّة ، مثلاً: يُطرح أنّ المراكز تركّز على الخطاب الوعظي والمحاضرات الدينيّة وتحث على الزهد في الدنيا ، وزيارة المقابر ، وتعرض صوراً لعمليّة تغسيل الميت ، لماذا تثار هذه القضيّة ؟ هل تُعَدّ – فعلاً- مشكلة ؟
لأنّها عند هؤلاء مشكلة ، هؤلاء يتحدثون من ثقافتهم هم ، فهم يرون أنّ تذكير الناس بالموت مشكلة، وأنّ وعظ الناس مشكلة ، النبي صلى الله عليه وسلم قال : (زوروا القبور فإنّها تذكّركم بالآخرة ) هل نلغي هذا الحديث لأنّه لا يروق لهؤلاء ؟ القرآن مليء بالوعظ والتذكير بالآخرة ، النبي صلى الله عليه و سلم مجالسه كما يقول حنظلة تذكرنا بالجنة والنار كأنّما نراها رأي العين ، هل نلغي هذه لأنّ فلانا لا تروق له مثل هذه الأمور ؟ هذا جزء من ديننا ، وليكن هؤلاء صُرَحاء إذا كانت المشكلة مع الدين فليقولوا لنا: المشكلة مع الدين ، إذا كانت هناك ممارسات ، أنا لا أنكر أنّ هناك ممارسات فيها أخطاء قد تجد واعظاً يغلو ويتجاوز ، وهذا من الطبيعي أنْ يوجد في أيّ عمل بشريّ، لكنّ هذا ليس مبررًا لمثل هذا الهجوم ، وأعتقد أننا لو قارنّا بين هذه الصحف التي يشرف عليها هؤلاء التي توجد فيها كل أنواع الأخطاء ، وبين ما يتمّ في مثل هذه المؤسسات أعتقد أنّ نسبة هذه الأخطاء في الصّحف أكثر ، وهؤلاء لا يقبلون أنْ يُلاموا ، وحين يلامون يقولون بأنها أخطاء مطبعية.

أيضاً تثار مسألة متعلقة بتشبع المراكز الصيفية بالتوعية الدينيّة وهذا يعني كما يقولون: إنّها لا تقدّم أيّ برامج لتنمية المهارات العمليّة ، والتدريب على الوسائل الحديثة، وتقنيات العصر ، ما مدى صحّة هذا الكلام ؟
غير صحيح هؤلاء لا يملكون أدوات علمية يحكمون بها على هذا الشيء ،هي انطباعات ، أنا أستطيع أنْ أمسك القلم وأكتب ما شئت عن المراكز، أو عن أيّ ظاهرة من الظواهر ، هل هؤلاء يقومون بالدراسة والتحليل لجداول المراكز وأنشطتها ثم خرجوا بهذه النتيجة أم أنها مجرد دعوى وكلام؟! ، أنا من خلال ما أراه مع أبنائي مثلاً يأتيني ابني يحمل شهادة على أنّه تدرّب على الحاسب الآلي ، يأتيني ابني ويطلب موافقة في أنْ يلتحق بدورة في اللغة الإنجليزيّة، وأشياء نجدها في المراكز غير الأنشطة الرياضيّة وغير الأنشطة الدينيّة ، فماذا نقول عن هذا ؟ من الطبيعي أنْ توجد أنشطة تعظ وتذكر، *****لمون محتاجون إلى ذلك والشباب من أحوج الناس إلى هذه الأنشطة . فهذا الادّعاء غير صحيح، وأنا أستطيع أنْ أعكس وأقول: إنّ غالب ما يقدم في المراكز هو من أنشطة المهارات ، أستطيع أنْ أقول: إنّ غالب ما يكتب في الصحافة هو من كذا وكذا ، فوزارة التربية والتعليم ترسل جداول إلى المراكز الصيفيّة، وتلتقي بالمسؤولين على المراكز، وتطلب منهم إعداد خطة، وهذه الخطة تغطي جوانب عديدة ليست قاصرة على الوعظ .

لكن ألا تخشى أنْ تكون هناك ردّة فعل على هذا الهجوم؛ فيغلب جانب المهارات والتدريب على المناشط الدينيّة والشرعيّة ؟
نحن نحتاج أنْ نكون متوازنين فيما نقدمه من أنشطة ، نحن بحاجة إلى بناء شخصيّة الشاب ، بحاجة إلى أنْ نفترض أنّ الشباب المتقدمين إلى المراكز على فئات عديدة، واحتياجاتهم عديدة ، فنحن بحاجة إلى قدر من التنوّع يلبي رغباتهم ، و لا أرى أنْ يكون عندنا حساسية؛ لأنّ فئة من الناس انتقدونا ، المهم أنْ نقتنع بما نقوم به . إنّه أمر شرعيّ ويحقّق الأهداف التربويّة التي نسعى إليها .

هناك من يرى أنّ مفهوم المركز الصيفيّ وأهدافه ضبابيّة يصعب التثبّت منها عمليًّا، فما رأيكم بذلك؟
إن أي وليّ أمر يستطيع أنْ يزور المركز الصيفي، ويعرف تفاصيل ما فيه ، كما أنّ طبيعة المراكز الصيفيّة ليست برامج تعليميّة تحددها في مناهج محدّدة وصارمة، أنت لابد أنْ تعطي مساحة واسعة للمشرفين والعاملين ، أنت تعطي توجيهات عامّة وأطر عامّة، و الذين يشرفون عليها ليسوا أناسًا جاؤوا من خارج التاريخ، هم عاملون في مجال التعليم، مديرون ومعلمون.أناس استأمنتهم وزارة التربية والتعليم على ما هو أكبر من ذلك، على التعليم، على أبنائنا وهي ليست حالات شاذّة ، وأنا أعتقد أنّه حينما توجد ظاهرة في المجتمع فليس من الصّحيح أنْ نأتي ونناقش مؤسسات المجتمع في ضوء هذه الظاهرة، وهذه المشكلة ، ولا يزال الذين يتعاملون مع قضية العنف يقولون بأن الذين يتعاطفون معها فئة محدودة جداً، فئة نادرة والمجتمع يعيش شبه إجماع على رفضها . فلماذا نحن نسعى بأنفسنا إلى توسيع هذه الظاهرة وتوظيفها مثل هذا التوظيف؟!

المراكز الصيفيّة تخضع لاجتهادات شخصيّة وفرديّة من قبل الذين يقومون عليها . هل تمثل هذه مشكلة وثغرة يجب أن تُعالج ؟
أعتقد أنّ طبيعة الأنشطة مفتوحة، وهي تُعطَى موجّهات عامة؛ فمن الطبيعي أنْ نسمح بالاجتهادات بل يجب أنْ تقوم بذلك ، وما لضير؟ فلنفترض أنّ هذا المركز ركّز على هذا الجانب أو ذاك، فما المشكلة التي ستنشأ عن ذلك؟ هل نريد نحن أن نصب الناس في قالب واحد ؟ من السهولة –مثلاً- أنْ تضع الوزارة منهجًا صارمًا مثل المنهج الذي يقدّم في الفصل الدراسيّ ، لكنّ هذا سيلغي قيمة النشاط الصّيفي ، قيمته في أنّه مرِن ، قيمته في كونه يفتح مجال للتنافس والإبداع . أنا أعتقد أنّ هذه إيجابية وليست مشكلة .

هل صحيح أنّ المراكز الصيفيّة حِكر على نوعيّة محدّدة من الشباب ، ويتولى الإشراف عليها نوعيّة محدّدة من المعلّمين ؟
لا أعتقد. فالمجال مفتوح أولاً، ثم إن العاملين متطوّعون ..

مقاطعاً : وأيضاً العمل التطوعي يثير نوعًا من الرّيبة والاستفزاز والشكوك لديهم .
العامل المتطوّع رجل يريد أنْ يعمل في ميدان تربية الشباب ، يعني أنا حين أترك الطالب لوحده أو آتي به مع معلمه في الإجازة ، حتى إذا افترضت قصوراً في هذا المعلم أعتقد أنّ وجود الطلاب في أجواء المدرسة وسور المدرسة يمكّن من ضبط أشياء كثيرة ، لكن حينما تكون الأمور سائبة ، وهذا المعلم الذي يظن أنّ عنده أهدافًا سيّئة، يستطيع أنْ يأخذ مجموعة من الطلاب ويربيهم كما يشاء في أيّ دهليز .
والوزارة تفتح المجال لمن يتطوّع في المشاركة ، ولا أعرف أحدًا يُمنع من المشاركة ، ونحن بحاجة إلى تدعيم العمل التطوّعي في كافة المجالات ، والمعلم يكافَأ بأنْ تُؤَخّر إجازته إلى مرحلة عودة الطلاب ، وأعتقد أنّه يجب أنْ يُكافَأ بأكثر من ذلك .
فالمجال مفتوح لكل من يريد أنْ يشارك في ميدان الإشراف ، وهي مفتوحة لكل من يشارك من الطلاب ، إذا كان هناك اختيار فإنّ المعيار هو أسبقيّة التسجيل؛ لأنّ طاقة المركز لا تستوعب .
نعم، أنا أقول: إنّ هناك أشياء في المراكز تحتاج إلى مراجعة تحتاج إلى تغيير ، لا نختلف على هذا تمامًا، لكن هذا شيء و القضية المُثارة شيء آخر .

كيف ترى الموقف الصحيح من هذه الهجمة على المراكز الصيفيّة ؟
أتمنّى بالذات من أولياء الأمور أنْ يتحدّثوا عما يشاهدونه ، نحن لا نستطيع أنْ نُغلِق أفواه الجميع ، لا نستطيع أنْ نمنع كل شيء ، إذا كان الهجوم على المحاضرات الوعظيّة، إذا كان الهجوم على المخيّمات، إذا كان الهجوم على الذي يدعو للتديّن ، فالذي يقود الناس للتديّن فهو يقود الناس في النهاية إلى الإرهاب إذاً الحلّ أنْ نفسد الناس ، و أعتقد أنّه لا مجال للتنصل منها ، حين يقول إنسان: لا نريد هذا الشخص لأنّه يدعو الناس إلى أنْ يكونوا متديّنين، معنى هذا الكلام أنّ الحلّ أنْ نفسد الناس ، وهذا اعتراف من هؤلاء أنّهم يريدون الدعوة إلى الإفساد . أنا أعتقد أنّنا إذا حرصنا أنْ نفتح أبوابنا، وأنْ نعمل بوضوح ، و أنْ نتلافى الأخطاء ، وأنْ يفتح المركز أبوابه لوسائل الإعلام (و قد يوجد معلمون عندهم اجتهادات معينة) ، بهذه الصورة تكون تعمل تحت ضوء الشمس، ولا مجال أنْ تثار مثل هذه التهم ، في النهاية سنجد من يزايد على هذه الأمور، ومن الطبيعي أنْ يستمر أمثال هؤلاء .

رؤيتك لمستقبل المراكز الصيفيّة بعد تجرِبة هذا العام ؟
نتطلع إلى مزيد من التطوير ، مزيد من المراجعة ، مزيد من التقويم ، أعتقد أنّ هناك أشياء كثيرة بحاجة إلى مراجعة في المراكز الصيفيّة باعتبارها عملا بشريًّا ، بحاجة إلى مزيد من الانفتاح على فئات عديدة من الشباب ، وتوسيع دائرة الاستقطاب ، وتنويع الأنشطة ،وتنويع طبيعة النّظام وهيكلة العمل فيها ، وتنويع فرص العمل ، والتطوير في كافة الأساليب؛ فهناك مجالات عديدة يمكن أنْ نفعلها إذا تخلّصنا من النمط التقليدي الذي اعتدنا عليه .
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?catid=77&artid=4***

الصخري99
25 - 7 - 2004, 11:31 AM
أشـــــــــكرك

أخي العزيز: أبولمى

على هذا الحــــــــوار الرائع

الله يوفقك

اريج البنفسج
28 - 7 - 2004, 07:10 PM
http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11a.gif

بارك الله في منقولكم

حوار رائع ورد أروع

لمن اتهم المراكز الصيفية وأراد ادانتها

بافساد الفكر

والله يرعاكم

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro2.gif