المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة عجيبة من صحيح السنة.


 


محمد إمام
8 - 6 - 2015, 11:22 AM
أخرج البخاري ومسلم عن عمران رضي الله عنه قال:

كنا في سفر مع النبي صلى الله عليه و سلم وإنا أسرينا حتى كنا في آخر الليل وقعنا وقعة ولا وقعة أحلى عند المسافر منها فما أيقظنا إلا حر الشمس (أي فاتهم جميعاً صلاة الفجر بسبب تعبهم واستغراقهم في النوم) وكان أول من استيقظ فلان ثم فلان ثم فلان ثم عمر بن الخطاب الرابع، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نام لم يوقظ حتى يكون هو يستيقظ لأنا لا ندري ما يحدث له في نومه، فلما استيقظ عمر ورأى ما أصاب الناس وكان رجلا جليدا فكبر ورفع صوته بالتكبير فما زال يكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ بصوته النبي صلى الله عليه وسلم فلما استيقظ شكوا إليه الذي أصابهم قال: لا ضير أو لا يضير ارتحلوا. فارتحل فسار غير بعيد ثم نزل فدعا بالوضوء فتوضأ ونودي بالصلاة فصلى بالناس (أي قضوا صلاة الفجر جماعة بعد طلوع الشمس) فلما انفتل من صلاته إذا هو برجل معتزل لم يصل مع القوم قال: ما معنك يا فلان أن تصلي مع القوم، قال أصابتني جنابة ولا ماء، قال: عليك بالصعيد فإنه يكفيك، ثم سار النبي صلى الله عليه وسلم فاشتكى إليه الناس من العطش فنزل فدعا فلانا ودعا عليا فقال: اذهبا فابتغيا الماء. فانطلقا فتلقيا امرأة بين مزادتين أو سطيحتين (قربتين فيهما ماء) من ماء على بعير لها فقالا لها أين الماء؟ قالت عهدي بالماء أمس هذه الساعة (أي أنه بعيد جداً) ونفرنا خلوف (أي قبيلتها متأخرين عنها) قالا لها انطلقي إذاً، قالت إلى أين؟، قالا: إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: الذي يقال له الصابىء؟، قالا: هو الذي تعنين فانطلقي فجاءا بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحدثاه الحديث، قال: فاستنزلوها عن بعيرها ودعا النبي صلى الله عليه وسلم بإناء ففرغ من أفواه المزادتين أو سطيحتين وأوكأ أفواهما (أغلق غطاء القربتين) وأطلق العزالي (العزلاء فتحة في أسفل القربة يصب منها الماء والمعنى ترك الماء يصب من القربتين والناس يأخذون منه) ونودي في الناس اسقوا واستقوا فسقى من شاء واستقى من شاء و كان آخر ذاك أن أعطى الذي أصابته الجنابة إناء من ماء قال: اذهب فأفرغه عليك. وهي قائمة تنظر إلى ما يفعل بمائها وأيم الله لقد أقلع عنها وإنه ليخيل إلينا أنها أشد ملأة منها حين ابتدأ فيها (يعني أن الصحابة شعروا بعد انتهاء السقيا من القربتين أن فيهما ماء أكثر من الذي كان فيهما قبل السقيا) فقال النبي صلى الله عليه و سلم: اجمعوا لها. فجمعوا لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة حتى جمعوا لها طعاما فجعلوها في ثوب وحملوها على بعيرها ووضعوا الثوب بين يديها، وقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعلمين ما رزئنا من مائك شيئا (أي ما نقصنا من مائك شيئاً) ولكن الله هو الذي أسقانا. فأتت أهلها وقد احتبست عنهم (أي تأخرت عليهم) قالوا ما حبسك يا فلانة؟ قالت: العجب لقيني رجلان فذهبا بي إلى هذا الذي يقال له الصابىء ففعل كذا وكذا فوالله إنه لأسحر الناس ممن بين هذه وهذه - وقالت بإصبعيها الوسطى والسبابة فرفعتهما إلى السماء تعني السماء والأرض - أو إنه لرسول الله حقا، فكان المسلمون بعد ذلك يغيرون على من حولها من المشركين ولا يصيبون الصرم (الحي) الذي هي منه فقالت يوما لقومها ما أرى أن هؤلاء القوم يدعونكم عمدا فهل لكم في الإسلام ؟ فأطاعوها فدخلوا في الإسلام .

قلت: كم من فائدة جليلة في هذه القصة نسأل الله عز وجل أن ينفعنا بها.

د. محمد إمام.
جامعة المدينة العالمية
http://www.mediu.edu.my/ar/