المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاستعانة بالله:


 


وفي مرزوقي عمار
18 - 5 - 2015, 06:08 AM
قال الله تعالى على لسان يعقوب عليه السلام: (والله المستعان على ماتصفون).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز» رواه مسلم
وقال ابنُ الجوزيّ رحمه الله في كتابه «المدهش»: (فانهض وبادر، ولا تَستصعب طريقَهم، فالـمُعينُ قادرٌ، تَعرَّض لمن أَعطاهم،
وسَل.. فمَولاكَ مَولاهُم. رُبَّ كنز وقَعَ بِه فقيرٌ، ورُبَّ فضلٍ فاز بِه صغيرٌ).
وفي نفس الكتاب قال: (قد سمعتَ أخبارَ المتّقينَ؛ فَسِر في سِربِهم، وقد عرفتَ جِدَّهم، فتناول من شِربِهم، ثم سل من أعانهم يُعنك).
وقال ناصحاً ولدَه أبا القاسم: (ومتى رأَيتَ في نَفْسكَ عجزاً فسل المُنعِم، أو كسلاً فالجأ إلى الموفِّق، فلن تنالَ خيراً إلا بطاعته، ولا يَفوتكَ خيرٌ إلا بمعصيته.
ومَن الذي أَقبلَ عليه فلم يَر كلَّ مرادٍ لديه؟
ومَن الذي أعرض عنهُ فمضى بفائدة أو حظيَ بغرض من أغراضهِ).[لفتة الكبد في نصيحة الولد].
قال *** الإسلام ابن تيميّة رحمه الله: (تأمَّلت أَنفعَ الدُّعاء؛ فإذا هو: سؤال الله العَونَ على مَرضَاتهِ). [مدارج السَّالكين].
وكَتبَ الحسنُ إلى عمر بن عبد العزيز: (لا تَستَعن بغير الله؛ فيَكِلُكَ اللهُ إليه). [جامع العلوم والحكم].
الفرق بين الاستعانة بالله، والتوكل على الله، والدعاء
إن الدعاء يدخل في الاستعانة، لأن الاستعانة يطلب بها العون من الله تعالى، وقد سوى ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ بين التوكل والاستعانة، فقال في تعريفهما في المدارج: فإن قلت فما معنى: التوكل والاستعانة؟ قلت: هو حال للقلب ينشأ عن معرفته بالله والإيمان بالخلق والتدبير والضر والنفع والعطاء والمنع، وإنه ما شاء كان ـ وإن لم يشإ الناس ـ وما لم يشأ لم يكن ـ وإن شاءه الناس ـ فيوجب له هذا اعتمادا عليه وتفويضا إليه وطمأنينة به وثقة به ويقينا بكفايته لما توكل عليه فيه وأنه ملي به، ولا يكون إلا بمشيئته شاءه الناس أم أبوه فتشبه حالته حالة الطفل مع أبويه فيما ينويه من رغبة ورهبة هما مليان بهما، فانظر في تجرد قلبه عن الالتفات إلى غير أبويه وحبس همه على إنزال ما ينويه بهما، فهذا حال المتوكل، ومن كان هكذا مع الله، فالله كافيه ولا بد، قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ.
انتهى.
وقال ـ أيضا: والاستعانة تجمع أصلين: الثقة بالله، والاعتماد عليه، فإن العبد قد يثق بالواحد من الناس ولا يعتمد عليه في أموره مع ثقته به لاستغنائه عنه، وقد يعتمد عليه مع عدم ثقته به لحاجته إليه ولعدم من يقوم مقامه فيحتاج إلى اعتماده عليه مع أنه غير واثق به.
والتوكل معنى يلتئم من أصلين: من الثقة، والاعتماد، وهو حقيقة إياك نعبد وإياك نستعين.
وهذان الأصلان ـ وهما التوكل والعبادة ـ قد ذكرا في القرآن في عدة مواضع قرن بينهما فيها، هذا أحدها.
الثاني قول شعيب: وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ.
{ هود: 88 }.
والثالث قوله تعالى: وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ.
{ هود: 23 }.
الرابع قوله تعالى حكاية عن المؤمنين: رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
{ الممتحنة: 4 }.
الخامس قوله تعالى: وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ.
{ آل عمران: 41 }.
السادس: قلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتابِ.
{ الرعد: 30 }.
انتهى. والله أعلم.
المصدر:
http://world.mediu.edu.my/?p=826