المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ومن آياتــه تبارك وتعالى! المـروحيــات !!!


 


ابو يزيد العنزي
11 - 6 - 2004, 02:56 PM
ومن آياتــه تبارك وتعالى! المـروحيــات !!!

بسم الله الرحمن الرحيم (( والذاريات ذروا * فالحاملات وقرا * فالجاريات يسرا * فالمقسمات أمرا ))

فسر الأولون رضي الله عنهم ورحمهم الآيات المعروضة بأربع مخلوقات:
[ الريح السحاب ، السفن الملائكة ] (1)

وذكر البخاري رحمه الله قولا للإمام عليّ رضي الله عنه فيه:
[ الذاريات: الرياح ] (2) اهـ

وجوز الزمخشري رحمه الله أن تكون ( الحاملات ) وما بعدها من صفات
( الذاريات ) ـ أي الرياح ـ قال:
[ ويجوز أن يراد الرياح لاغير ] (3) اهـ

وقد ظهر في زماننا أن الفواتح المذكورة من سورة ( الذاريات ) تحدثت عن موصوف واحد جمع من صفات الكائنات المذكورة ـ الريح ، السحاب ، السفن الملائكة ـ كما تقدم في الكلام عن فواتح المرسلات على القطارات ، والنازعات على الغواصات ، فكذلك ( الذاريات ) على المروحيات وذلك لأن هذه المصنوعة ـ أي المروحيات ـ قد نسبت إلى معداتها الهوائية التي هي السر في طيرانها إذ تتكون مروحيتها من عدة أجنحة مرنة وقوية تكاد تختفي من شدة السرعة أثناء دورانها ؛ ومع ذلك تحمل حاملها (4) مستقرا لا يدور معها وتجري به يسرا في الفضاء المسخر بحيث لا يعيقها حاجز في طوافها السريع !!!

أما قول الله عز وجل: ( فالمقسمات أمرا ) فقد سخرت المروحيات في زماننا في عدة أمور؛ منها : الإستثناءات
ـ أي في الاستغاثة ـ وفي الأشغال الوعرة وغالبا ما تستعمل في الحرب وهي آلة حربية خطيرة جدا !!!
ومع هذا فلا يمكن حصر تفسير هذه الآية بأمور قد مضت من أفعالها ، وذلك لأن هذا الصنف من الطائرات لا يزال الناس عاكفين على تطويره ليكون أخف مما هو عليه الآن ، وقد يصير هذا النوع من المراكب مطية للعامة الناس في المستقبل !!!
مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: { فيبقى شرار الناس في خفة
الطير (1)* وأحلام السباع (2)* لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا } (3)*

على هذا يكون الأمر المشار إليه في قوله تعالى: (( إنما توعدون لصادق * وإن الدين لواقع )) معناه نحو قوله جلت قدرته: (( إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين )) ( الأنعام:135 )
والمراد عذاب كائن ونازل بالكافرين ؛ يكون لهذه المراكب دورا كبيرا في تسعيره ، وذلك قطعا كائن في الدنيا وبعد زماننا مباشرة ولن يقع حتى يأخذ الخالق سبحانه وتعالى: { شريعته من الأرض } (1**) وحتى لا يبقى في الأرض من يستجاب لدعائه برفع العذاب الواقع ، ويؤيد ذلك قول الله عز وجل:
(( بسم الله الرحمن الرحيم * سال سائل بعذاب واقع * للكافرين ليس له دافع * من الله ذي المعارج ))( فواتح المعارج )
وقوله جلت قدرته: (( بسم الله الرحمن الرحيم * والطور وكتاب مسطور * في رق منشور * والبيت المعمور * والسقف المرفوع * والبحر المسجور * إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع * يوم تمور السماء مورا * وتسير الجبال سيرا * فويل يومئذ للمكذبين ))( فواتح الطور ) ـ صدق الله العظيم ـ

قلــت: وقد نسب العذاب إلى المعارج لكونه نازلا بواسطتها كما تقدم في الكلام عن ذلك ، وقد تعين ذلك لما جاء ذكر هذه المصنوعات ـ المروحيات ـ في قول الله تعالى:
(( ولو لا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون ))( الزخرف: 32 )
-------------------------------
1-انظر( تفسير ابن كثير ) ( 6/614 )
2- قال البخاري: [ قال عليه السلام: | الذاريات : الرياح ] ( 6 /48 ) كتاب التفسير
3- أنظر ( تفسير الكشاف ـ الزمخشري ) ( 6 /32 )
4- ( اتحمل حاملها مستقرا ): أي تحمل قاعدتها ثابتة لا تدور بدورانها وبمعنى تحمل هيكلها الثابت والذي تنطلق حركتها وطيرانها منه !!!
1*- (خفة الطير ) أي في سرعتها وإقلاعها من أي مكان وكذلك نزولها ، وهو إشارة إلى سرعة التنقل والفعل بالمراكب المذكورة !!!
2*- أحلام السباع : أي التكاثر والبطش بالغير ، وهو إشارة إلى وحشية الناس وذهاب عقولهم يومئد كفانا الله شرهم .
3*- الحديث طويل دون المقصود في ذكره وقد تقم ذكره وتخريجه انظر
( صحيح مسلم ـ النووي ) ( 18/75 )
1**- اللفظ من حديث رواه الإمام احمد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريعته من الأرض فيبقى فيها عجاجة لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا}
( مسند الإمام أحمد ) ( 11/181 ، 182 ) تحقيق أحمد شاكر
-----------------------------
ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون ؟!!!!!

عبدالإله
12 - 6 - 2004, 11:12 PM
http://sms555.jeeran.com/z4.gif

ابو يزيد العنزي
13 - 6 - 2004, 02:29 PM
جزاك الله كل خير اخي عبد الاله