المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : امية فاقت الاكادميين 3/3


 


عبدالحق صادق
19 - 1 - 2012, 08:56 PM
الشكل الصحيح و المفيد للمقارنة
نوهت في الجزء الأول من هذا الموضوع إلى أضرار برامج تبث عبر الفضائيات يتم فيها إظهار غير المسلمين و غير الملتزمين دينيا بمظهر حضاري جذاب و سلوك راقي و إظهار المسلمين بمظهر غير حضاري و سلوك منفر و هنا أود أن أبين أضرار هذه المقارنة على عقيدة و فكر و سلوك الناشئة و الشكل المقترح و الصحيح لهذه البرامج حتى تعطي فائدتها المرجوة .
الأضرار التي تتسبب بها المقارنة بين المجتمع المسلم و المجتمع غير المسلم في الدول المتقدمة :
- الانبهار و الإعجاب و التعلق بهؤلاء لأن الإنسان بفطرته يحب المظاهر الحضارية و السلوك السوي و بسبب حالة الضياع و التخلف التي تعيشها امتنا في وقتنا الحاضر فسوف يتعلق كثير من الشباب و الفتيات بهؤلاء .
- هذا الانبهار و الإعجاب و التعلق سوف يؤدي إلى تقليدهم في النواحي الظاهرية و الشكلية من حيث اللباس و القصات و الحركات و غير ذلك و كثير من مظاهرهم تتنافى مع قيمنا الإسلامية و ذوقنا العام .
- هذا التقليد في المظهر مع الإعجاب سوف يؤثر مع الزمن في الباطن أي سوف ينع** على الفكر و النفسية لأنه يوجد لدى الإنسان ما يسمى بالعقل الباطن و لا يمتلك السيطرة عليه و مهمته تحليل الأمور و ربطها.
- هذا العقل الباطن سوف يحلل الأمور على النحو التالي هؤلاء تقدموا و تحضروا و سلوكهم حضاري و إنساني بسبب معتقدهم الصحيح و تركهم الدين و نحن تخلفنا عن ركب الحضارة و وضعنا و سلوكنا لا يرضي بسبب تمسكنا بالدين أي من اجل أن نتقدم يجب أن نتخلى عن ديننا و قيمنا .
- و هذا الانعكاس على الفكر و النفسية و مع الزمن سوف يؤدي إلى تمرد و خروج الشباب و الفتيات على قيمنا الإسلامية وعادات و تقاليد مجتمعنا الشرقي الحميدة مثل احترام الأم و الأب و ال*** و المعلم و الكبير و الالتزام بالحشمة و المحافظة على المرافق العامة و غير ذلك من الآداب .
- و هذا سوف يؤدي أيضاً إلى انفصام في الشخصية و ازدواجية في المعايير و انقلاب في المفاهيم و تناقض في السلوك و ضبابية في الرؤية و تلون في المعاملة.
- و هذا التمرد سوف يؤدي مع الزمن إلى تجاوز جميع الخطوط الحمراء من المجاهرة بفعل الفواحش و الافتخار بها إلى انحراف عن العقيدة السليمة إلى الارتداد عن الإسلام بالكلية و العياذ بالله.
- و البرامج و المسلسلات من هذا النوع الفاضحة ستستقطب الناشئة الغير الملتزمين دينياً و تأخذهم إلى مزيد من الضياع و الانحراف.
- و البرامج و المسلسلات من هذا النوع و التي يتم إلباسها لبوساً دينياً سوف تستقطب الناشئة الذين لهم وجهة دينية و سوف تسبب للذين لا يمتلكون رصيد كبير من الثقافة و الوعي الديني صراعاً داخلياً عنيفاً و هنا سوف يبحث الشاب أو الفتاة عن الاستقرار الداخلي و بالتالي سوف تلعب الظروف المحيطة بكل منهم دورها فإذا حالفه القدر فوجد شخصاً ملتزما و على منهج الوسطية و الاعتدال فسوف يحصل على مراده من الطمأنينة و الاستقرار الداخلي وأما إذا كان الذين من حوله –لا سمح الله - متحللين سلوكيا و أخلاقيا فسوف ينحرف معهم و إذا كان الذين من حوله –لا سمح الله - متطرفين و غلاة دينياً فسوف يتطرف مثلهم و إذا كان الذين من حوله –لا سمح الله- أصحاب مبادئ و عقائد منحرفة فسوف يضل معهم أو سيبقى في حيرته و ضياعه.
الشكل الصحيح و المفيد لهذه البرامج :
إن الشكل الأمثل و المفيد للبرامج و المسلسلات التي هدفها الحفاظ على الهوية و الخصوصية و ترسيخ القيم و الأخلاق الحميدة في مجتمعاتنا هو إظهار وإلقاء الأضواء على النماذج المتميزة في مجتمعاتنا حضاريا أو سلوكياً أو إداريا أو علمياً أو تقنياً أو ........
سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات أو الدول و ذلك بأسلوب جذاب و مثير و الإشارة إلى الدافع لهذا التميز و العطاء بأنه مخافة الله و الرغبة بما عنده سبحانه و تعالى و التمسك بالدين الحق بوسطية و اعتدال
و إظهار المسلم الملتزم بمبادئه بأنه إنساني من النوع الممتاز و أممي من النوع الممتاز و وطني من النوع الممتاز .
و إذا كان لا بد من إجراء مقارنة فيفضل أن تكون هذه المقارنة ضمن البلد الواحد و وفق ضوابط المقارنة المنصفة و الحيادية و بهدف تشجيع التنافس الشريف و ترسيخ القيم و الأخلاق الحميدة في المجتمع
لأن عملية المقارنة بين دولة إسلامية و دولة إسلامية أخرى إذا لم تخضع لضوابط منصفة و حيادية صارمة و دقيقة فسوف تثير العصبيات و تتسبب بشحناء و فرقة بين الإخوة وبذلك نكون قد رقعنا فتقاً و سببنا شرخاً .
و إذا تم إظهار دولة إسلامية تحكم بما انزل الله بمظهر متخلف و غير حضاري و إظهار دولة إسلامية تحكم بغير ما انزل الله بمظهر حضاري جذاب فسوف نقع بنفس المحظورات السابقة التي أشرت أليها و ربما تكون اشد ضرراً و خطراً.
و قد توجد لهذه البرامج التي تعرض بالشكل الحالي بعض الايجابيات و لكن تأثيرها الايجابي سوف يكون لحظياً و لن يدوم طويلا في ظل الظروف الصعبة و التيارات الجارفة التي نعيشها و التي لا يصمد أمامها سوى أصحاب المبادئ الثابتة و العقيدة السليمة الراسخة التي خالطت بشاشتها القلوب فنحن نعيش في زمن القابض على دينه كالقابض على الجمر .
الكاتب : عبدالحق صادق