المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سوف نخسر حربنا ضد الإرهاب، إلا إذا... بندر بن سلطان بن عبدالعزيز*


 


ابولمى
1 - 6 - 2004, 05:05 AM
سوف نخسر حربنا ضد الإرهاب، إلا إذا...

بندر بن سلطان بن عبدالعزيز*
لقد أعلن سيدي ولي العهد الكريم الحرب على الإرهاب... والإرهابيين... وكان على حق. كما أعلن وكرر مسؤولون كثيرون في حكومتنا الرشيدة إعلان سمو سيدي ولي العهد الكريم. وأنا بكل تواضع وبدافع الغيرة على بلدي ****** أدلو بدلوي على بعد آلاف الكيلومترات ومن أمريكا... في هذا الموضوع الحساس.. والهام بصفتي الشخصية كمواطن سعودي وليس بصفتي الرسمية، وما يؤهلني في نظري لهذا هو أنني قد تشرفت بخدمة ديني ثم وطني ومليكي لمدة سبع عشرة سنة في القوات المسلحة السعودية الباسلة. وعلى الرغم من أنني قد تركت الخدمة العسكرية منذ ما يقارب العشرين سنة فلا تزال ذاكرتي تسعفني بالرأي والتحليل في المجال العسكري بشكل عام علماً بأنني تركت التخصص والعمل اليومي كعسكري محترف لفن الحرب. فالحرب كمعنى في التحليل النهائي هي مأساة وألم وتضحيات. وكلما أديرت الحرب بقوة وبسرعة وبعناد وإصرار قلت الخسائر. ولكن هذا يعتمد في الأساس بعد توفيق الله سبحانه وتعالى على التعبئة العامة للحرب. وأنا شخصيا أعتقد أنه لا الدولة ولا المواطنون وصلوا لهذه المرحلة الهامة والأساسية والضرورية لكسب هذه الحرب. وهي مرحلة التعبئة العامة للحرب، فكراً وعملاً خاصاً وعاماً إعلامياً وثقافياً وتجنيد كافة مؤسسات الدولة والقطاع الخاص لهذا الهدف، والتعامل مع كل شيء في حياتنا اليومية على أساس أننا في حرب. والقناعة التامة بأن هذه الحرب يجب أن ننتصر فيها بعون الله وبسرعة. ولكن لن ننتصر بالاتكال على الدعاء على الإرهابيين فقط مع أن هذا مناسب ولن ننتصر بالأمل فقط مع أن هذا مناسب ولن ننتصر بالعاطفة فقط مع أنها مناسبة أحياناً. ولكن الانتصار في هذه الحرب يتم بالاتكال على رب العالمين أولاً وأخيراً ثم بعد ذلك بإدارة هذه الحرب على هؤلاء المارقين الخوارج الخائنين لدينهم ولأهلهم ولبلادهم كحرب بكل ما تعنيه هذه الكلمة، فالحرب تعني حرباً، ولا تعني معسكر كشافة فهي الحرب التي لا تعني الرقة بل القسوة وهي الحرب التي لا يمكن أن تنفذ على أساس وصف المارقين بأن بهم غفلة الصالحين بل على أساس أن هؤلاء إرهابيون وعدوانيون ولا حل وسطاً معهم. فإما أننا مؤمنون أننا على حق كدولة وشعب وبالتالي قتالهم وقتلهم فرض علينا لحماية ديننا الحنيف ثم شعبنا الغالي أو أنهم هم المؤمنون لا سمح الله ونحن الضالون دولة وشعباً وبالتالي لهم الحق في قتلنا نساء وأطفالاً وشيوخاً والضيوف علينا فإذا أجبنا على هذا الخيار فسوف تتضح الصورة وسوف ننقسم إلى قسمين الأول معنا كدولة مسلمة تحكم بشرع الله وشعب مؤمن بشرع الله وسنة نبيه والثاني معهم كمارقين خارجين على الدين، وهنا يجب أن نصر كدولة وكشعب أن على الجميع الاختيار ما بين الحق الذي نؤمن أننا عليه والباطل الذي نعتقد أن المارقين عليه. وهنا أعتقد وبكل تواضع واحترام أن على علمائنا الأجلاء الكرام دعوة ولي الأمر لإعلان الجهاد على هؤلاء الخوارج وتأييدهم المطلق له في ذلك بل الإصرار على ذلك، فالساكت عن الحق شيطان أخرس.
وفي الختام أنا شخصياً أعتقد أن هذه الأزمة سهلة صعبة. فإذا واجهناها مثلما واجهها الملك المؤسس المؤمن عبدالعزيز في معركة السبلة ضد من حملوا نفس تفكير هؤلاء الخوارج وانتصر عليهم بعون الله فهي سهلة. وإذا واجهناها بالتردد والأمل بأن هؤلاء شباب مسلم مغرر بهم... والحل أن ندعوهم للهداية على أمل أن يعودوا لوعيهم فإننا سوف نخسر هذه الحرب وهذا يعني أن نخسر كل مكاسب هذه الدولة وشعبها في خلال العقود الستة الماضية.. وندخل عالماً مظلماً.. لا يعلم إلا الله سبحانه وتعالى نهايته.. وأنا شخصياً لا أعتقد أن هؤلاء الخوارج أقوى من الذين حاربوا ضد الدولة في معركة "السبلة". كما أنني أجزم بإذن الله أن الدولة أقوى في وقتنا هذا بحمد الله وعونه.. من الدولة وقت المرحوم الملك المؤسس المؤمن عبدالعزيز.. إذن.. الجواب على نتيجة هذه المواجهة يعتمد على السؤال التالي : هل نحن كدولة وشعب نعتقد أننا في حرب عادلة أم لا ؟ فإذا كان الجواب نعم .. فالنصر لنا دولة وشعباً بإذن الله.. على شرط أن نعلن التعبئة العامة لمواجهة هذه الحرب. لأن الخلل هو انتصار هؤلاء الخوارج علينا كدولة وشعب.. بكل ما يعنيه هذا الانتصار من.. غلو.. وتطرف.. وقتل.. وتفرقة ما بين المذاهب.. وتكفير.. وتحليل الاعتداء على ما حرم الله.. من نفس.. وعرض.. ومال. ولكن علينا واجباً دينياً ووطنياً أن لا نغتر ونجري وراء من يغرر بنا.. ليقنعنا أن العيب فينا كدولة وشعب. وأن هذه الظاهرة الإرهابية هي نتيجة للوضع الحضاري الذي نحن فيه بحسناته ومساوئه. فهذا كلام حق يراد به باطل. فالخوارج لم يظهروا.. لأول مرة في وقتنا هذا.. بل ظهروا في عهد الخلفاء الراشدين.. والخوارج لم يظهروا.. لأن للأمة علاقات مع أمريكا.. أو مع المسيحيين واليهود.. أو لما تقوم به إسرائيل من عمل عدواني ضد الإخوة الفلسطينيين.. أو لما حدث في الفلوجة.. أو الشيشان.. إنما ظهروا لأول مرة في عهد صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام.. كما أن من وراء فتنة قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه.. لم يكونوا مسيحيين أو يهوداً.. بل كانوا من أبناء صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام. فكفى من هذه التبريرات الخائبة لما يقوم به هؤلاء المجرمون.. وكفى إلقاءً للوم على الغير.. بينما العلة هي بيننا.. وكفى غوغائية.. وخلطاً للأوراق في هذه المرحلة الحساسة من تاريخنا. ويجب أن نُعرّف بهؤلاء المجرمين على حقيقتهم بكل وضوح من قبل الجميع في الدولة والشعب. فهؤلاء المجرمون.. سعوا في الأرض فساداً.. وعلينا واجب.. ولاة الأمر.. وعلماء دين ومواطنين.. أن نتبع وننفذ كلام الله سبحانه وتعالى: "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا" الآية. نقطة.. لا بحث فيها ولا تردد فيها.. وعلينا جميعا طاعة الله سبحانه وتعالى في أمره الكريم.. بقتل هؤلاء الذين سعوا في الأرض فساداً وأي كلام غير هذا فهو.. في نظري.. مخالف لكلام رب العالمين.
والله يحفظ علينا ديننا ثم وطننا ومليكنا.. وإن لم ننفذ أمر ربنا أعلاه ثم نعلن التعبئة العامة.. فسوف نخسر الحرب ضد الإرهاب.
* السفير السعودي في الولايات المتحدة الأمريكية