احمد الشراري
5 - 5 - 2003, 02:08 PM
الى جميع الاخوه الاعزاء
السلام علبكم ورحمة الله وبعد
وفاة فهد بن سعيد
ــــــــــــــــــ
... وهو يتوضأ لأداء صلاة الظهر يوم أمس الأحد تعرض الفنان السابق التائب إلى الله فهد بن عبدالله بن سعيد والشهير بوحيد الجزيرة إلى أزمة قلبية سقط على إثرها بجوار باب دورة المياه وأودت بحياته على الفور حيث انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد ان تم نقله بواسطة الهلال الأحمر إلى طوارئ مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة حيث وافته المنية قبل وصوله.. وسيصلى عليه ظهر اليوم الاثنين في جامع الونيان بحي الخليج بمدينة بريدة ويوارى جثمانه الثرى في مقبرة الموطأ.
والراحل يبلغ من العمر حوالي الستين عاماً ويعمل حارساً لمدرسة أبي موسى الأشعري لتحفيظ القرآن الكريم ببريدة براتب لا يتجاوز 15** ريال ويسكن في سكن حارس المدرسة الملحق بها.. وهو متزوج وله من الأبناء أربعة.. ولدان وابنتان وهم «عبدالله» سبع سنوات ويدرس في الصف الأول ابتدائي و«فاطمة» تبلغ من العمر خمس سنوات و«خالد» يبلغ من العمر ثلاث سنوات وأصغرهم طفلة «نورة» قدمت إلى الدنيا قبل ثلاثة شهور.
... وكان الراحل رحمه الله أشهر فنان شعبي في المملكة والخليج حيث صدر له أكثر من 4** شريط غنائي جعلته الفنان الجماهيري الأول في المملكة قبل حوالي عشرين عاماً إلا انه وبلحظة ندم وتقرب إلى الله رمى بهذه الجماهيرية وهذا الفن خلف ظهره وتاب إلى الله واعتزل الفن نهائياً قبل حوالي ستة عشر عاماً حيث تاب عام 1408ه وتفرغ لمدة أربع سنوات للدعوة إلى الله حيث كان ملازماً لل*** سعد البريك وال*** المحمود وغيرهم من الدعاة حيث كان لاعتزاله وتوبته واتجاهه للدعوة تأثير كبير في التزام كثير من الشباب وخاصة من كانوا يستمعون لأغاني فهد بن سعيد الذين تركوا الاستماع للأغاني نهائياً.
ورغم ضيق اليد وحالة الفقر الشديد التي كان عليها الراحل إلا انه لم يفكر بالعودة مطلقاً للفن والعودة للثراء رغم كل المغريات التي قدمت له وأكبرها عقد بمليون ريال من قِبل إحدى الشركات الفنية لتسجيل شريط جديد بعد توبته.. إلا انه وبقلب كله إيمان وخوف من الله سبحانه وتعالى رفض هذا المليون وغيره من العروض ولعل آخر العروض التي قدمت له مؤخراً ان يعود للفن كملحن فقط بدون ممارسة الغناء براتب شهري يتجاوز الخمسة عشر ألف ريال إضافة إلى منزل مؤجر ومؤثث بأحدث الأثاث وسيارة مرسيدس آخر موديل ولكنه رفض واشترى الآخرة والجنة وفضّل العيش فقيراً معدماً على أن يعود لذلك الطريق الذي اعتبر نفسه ضائعاً فيه لحوالي أربعين عاماً.
عاش فهد بن سعيد وحيداً.. ومات فقيراً لا يملك منزلاً ولا رصيداً في البنك فوظيفته كحارس مدرسة كانت بالكاد تصرف على أولاده لحوالي عشرة أيام من الشهر فقط بينما يتكفل بعض أهل الخير بمساعدته بقية الشهر..
ولعل وفاته ستخلف أسرة فقيرة مكونة من زوجة وأربعة أطفال يحتاجون لمن يساعدهم.. فهم لا يملكون منزلاً كون منزلهم الحالي هو منزل داخل المدرسة ومخصص للحارس وبعدما رحل الحارس ابن سعيد سيأتي حارس غيره ويتم اخراج عائلة الراحل من المنزل ولكن إلى أين؟؟؟
وهنا يأتي دور أهل الخير فأسرته تحتاج إلى من يعولهم بمنزل خاص بهم وبمصاريف تعينهم على تخطي مصائب الدنيا.
وبنظرة على تاريخ فهد بن سعيد الفنية نجد انه من الفنانين القلائل الذين كانوا بعيدين عن الأغاني المبتذلة ذات الكلمات الهابطة حيث كان حريصاً ألا يسقط في هذه النوعية من الأغاني لذلك كان تعاونه مع شعراء كبار أمثال الأمير عبدالله الفيصل عندما غنى له «عشرة سنين» كذلك الأمير خالد الفيصل عندما غنى له «المرثية» في وفاة الملك فيصل رحمه الله «لا هنت يا سيد الرجاجيل لا هنت» كذلك غنى للشعراء الأمير خالد بن يزيد وسليمان بن حاذور ومحمد سعد الجنوبي وسعود بن دحيم وراشد بن جعيثن وعلي القحطاني ومحمد مبارك الضرير وغيرهم من الشعراء الكبار وقد اشتهر الفنان الراحل بغناء بعض الأبيات التي أصبحت مثل الحكم المتداولة في المجتمع مثل: لا تسبق الأحداث ما فيه داعي.. اثر الزمن يجري والناس ما يدرون.. غرتك دنياك والعاذل بشوره.. وش الله مكلفني بحب تلاه فراق.. صحيح من يلفي بليا عزيمة لمن طواه الليل يرقد بلا فراش.. المخاطر لو سلم مرة عثر يجيبه الجلاب لو طال المسير.. الموت حق وكل نفس تذوقه مير البلاء من ذاق طعمه ولا مات.. كما اشتهر فهد بن سعيد بالأغاني الرياضية وقد غنى لكل من منتخب المملكة عندما قال «يا مشجعين النوادي.. نسيتوا المنتخب» وهي من كلماته كما غنى لأندية الهلال والنصر والتعاون والشعلة والجبلين والطائي والرياض والكوكب ولعل أغنيته الشهيرة في النصر «حيوا معاي النصر» كانت هي أشهر أغانيه الرياضية.. كما غنى الراحل وعبّر عن حبه لبعض مناطق المملكة التي عاش فيها مثل القصيم عندما قال «حب أهل القصيم.. يمين والله العظيم.. احبهم من قديم.. والله يشهد علي» كما غنى في حائل عندما قال «حايل انا اقول.. احسن منطقة بالشمال» وغير ذلك من الأغاني الوطنية وجميعها كانت من كلماته هو حيث كان يكتب الشعر.
عاش فهد بن سعيد والكل يحبه لأنه كان يحمل بين أضلعه قلباً أبيض كالثلج فلم يحمل في قلبه الحقد والحسد لأحد بل كان رحيماً عطوفاً يحب مساعدة المحتاجين ويفضلهم على نفسه، ولعل أكبر دليل في أيامه الأخيرة ورغم فقره الشديد وضيق اليد إلا انه كان يوزع ما يصله من أهل الخير على المحتاجين فكان يقتسم الخبزة ليأكل نصفها ويمنح نصفها الآخر لجيرانه المحتاجين الفقراء..
رحمه الله رحمة واسعة وغفر له وأسكنه فسيح جناته ودعواتنا ان يلهم زوجته وأطفاله الصغار الصبر والسلوان.. {إنَّا لله وانا اليه راجعون{
السلام علبكم ورحمة الله وبعد
وفاة فهد بن سعيد
ــــــــــــــــــ
... وهو يتوضأ لأداء صلاة الظهر يوم أمس الأحد تعرض الفنان السابق التائب إلى الله فهد بن عبدالله بن سعيد والشهير بوحيد الجزيرة إلى أزمة قلبية سقط على إثرها بجوار باب دورة المياه وأودت بحياته على الفور حيث انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد ان تم نقله بواسطة الهلال الأحمر إلى طوارئ مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة حيث وافته المنية قبل وصوله.. وسيصلى عليه ظهر اليوم الاثنين في جامع الونيان بحي الخليج بمدينة بريدة ويوارى جثمانه الثرى في مقبرة الموطأ.
والراحل يبلغ من العمر حوالي الستين عاماً ويعمل حارساً لمدرسة أبي موسى الأشعري لتحفيظ القرآن الكريم ببريدة براتب لا يتجاوز 15** ريال ويسكن في سكن حارس المدرسة الملحق بها.. وهو متزوج وله من الأبناء أربعة.. ولدان وابنتان وهم «عبدالله» سبع سنوات ويدرس في الصف الأول ابتدائي و«فاطمة» تبلغ من العمر خمس سنوات و«خالد» يبلغ من العمر ثلاث سنوات وأصغرهم طفلة «نورة» قدمت إلى الدنيا قبل ثلاثة شهور.
... وكان الراحل رحمه الله أشهر فنان شعبي في المملكة والخليج حيث صدر له أكثر من 4** شريط غنائي جعلته الفنان الجماهيري الأول في المملكة قبل حوالي عشرين عاماً إلا انه وبلحظة ندم وتقرب إلى الله رمى بهذه الجماهيرية وهذا الفن خلف ظهره وتاب إلى الله واعتزل الفن نهائياً قبل حوالي ستة عشر عاماً حيث تاب عام 1408ه وتفرغ لمدة أربع سنوات للدعوة إلى الله حيث كان ملازماً لل*** سعد البريك وال*** المحمود وغيرهم من الدعاة حيث كان لاعتزاله وتوبته واتجاهه للدعوة تأثير كبير في التزام كثير من الشباب وخاصة من كانوا يستمعون لأغاني فهد بن سعيد الذين تركوا الاستماع للأغاني نهائياً.
ورغم ضيق اليد وحالة الفقر الشديد التي كان عليها الراحل إلا انه لم يفكر بالعودة مطلقاً للفن والعودة للثراء رغم كل المغريات التي قدمت له وأكبرها عقد بمليون ريال من قِبل إحدى الشركات الفنية لتسجيل شريط جديد بعد توبته.. إلا انه وبقلب كله إيمان وخوف من الله سبحانه وتعالى رفض هذا المليون وغيره من العروض ولعل آخر العروض التي قدمت له مؤخراً ان يعود للفن كملحن فقط بدون ممارسة الغناء براتب شهري يتجاوز الخمسة عشر ألف ريال إضافة إلى منزل مؤجر ومؤثث بأحدث الأثاث وسيارة مرسيدس آخر موديل ولكنه رفض واشترى الآخرة والجنة وفضّل العيش فقيراً معدماً على أن يعود لذلك الطريق الذي اعتبر نفسه ضائعاً فيه لحوالي أربعين عاماً.
عاش فهد بن سعيد وحيداً.. ومات فقيراً لا يملك منزلاً ولا رصيداً في البنك فوظيفته كحارس مدرسة كانت بالكاد تصرف على أولاده لحوالي عشرة أيام من الشهر فقط بينما يتكفل بعض أهل الخير بمساعدته بقية الشهر..
ولعل وفاته ستخلف أسرة فقيرة مكونة من زوجة وأربعة أطفال يحتاجون لمن يساعدهم.. فهم لا يملكون منزلاً كون منزلهم الحالي هو منزل داخل المدرسة ومخصص للحارس وبعدما رحل الحارس ابن سعيد سيأتي حارس غيره ويتم اخراج عائلة الراحل من المنزل ولكن إلى أين؟؟؟
وهنا يأتي دور أهل الخير فأسرته تحتاج إلى من يعولهم بمنزل خاص بهم وبمصاريف تعينهم على تخطي مصائب الدنيا.
وبنظرة على تاريخ فهد بن سعيد الفنية نجد انه من الفنانين القلائل الذين كانوا بعيدين عن الأغاني المبتذلة ذات الكلمات الهابطة حيث كان حريصاً ألا يسقط في هذه النوعية من الأغاني لذلك كان تعاونه مع شعراء كبار أمثال الأمير عبدالله الفيصل عندما غنى له «عشرة سنين» كذلك الأمير خالد الفيصل عندما غنى له «المرثية» في وفاة الملك فيصل رحمه الله «لا هنت يا سيد الرجاجيل لا هنت» كذلك غنى للشعراء الأمير خالد بن يزيد وسليمان بن حاذور ومحمد سعد الجنوبي وسعود بن دحيم وراشد بن جعيثن وعلي القحطاني ومحمد مبارك الضرير وغيرهم من الشعراء الكبار وقد اشتهر الفنان الراحل بغناء بعض الأبيات التي أصبحت مثل الحكم المتداولة في المجتمع مثل: لا تسبق الأحداث ما فيه داعي.. اثر الزمن يجري والناس ما يدرون.. غرتك دنياك والعاذل بشوره.. وش الله مكلفني بحب تلاه فراق.. صحيح من يلفي بليا عزيمة لمن طواه الليل يرقد بلا فراش.. المخاطر لو سلم مرة عثر يجيبه الجلاب لو طال المسير.. الموت حق وكل نفس تذوقه مير البلاء من ذاق طعمه ولا مات.. كما اشتهر فهد بن سعيد بالأغاني الرياضية وقد غنى لكل من منتخب المملكة عندما قال «يا مشجعين النوادي.. نسيتوا المنتخب» وهي من كلماته كما غنى لأندية الهلال والنصر والتعاون والشعلة والجبلين والطائي والرياض والكوكب ولعل أغنيته الشهيرة في النصر «حيوا معاي النصر» كانت هي أشهر أغانيه الرياضية.. كما غنى الراحل وعبّر عن حبه لبعض مناطق المملكة التي عاش فيها مثل القصيم عندما قال «حب أهل القصيم.. يمين والله العظيم.. احبهم من قديم.. والله يشهد علي» كما غنى في حائل عندما قال «حايل انا اقول.. احسن منطقة بالشمال» وغير ذلك من الأغاني الوطنية وجميعها كانت من كلماته هو حيث كان يكتب الشعر.
عاش فهد بن سعيد والكل يحبه لأنه كان يحمل بين أضلعه قلباً أبيض كالثلج فلم يحمل في قلبه الحقد والحسد لأحد بل كان رحيماً عطوفاً يحب مساعدة المحتاجين ويفضلهم على نفسه، ولعل أكبر دليل في أيامه الأخيرة ورغم فقره الشديد وضيق اليد إلا انه كان يوزع ما يصله من أهل الخير على المحتاجين فكان يقتسم الخبزة ليأكل نصفها ويمنح نصفها الآخر لجيرانه المحتاجين الفقراء..
رحمه الله رحمة واسعة وغفر له وأسكنه فسيح جناته ودعواتنا ان يلهم زوجته وأطفاله الصغار الصبر والسلوان.. {إنَّا لله وانا اليه راجعون{