عبدالرحمن الدويرج
14 - 1 - 2011, 04:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا يكره الناس التدريب؟
دينيس رايان
مدرّبة ومحاضرة محترفة حائزة على شهادة امتياز csp
ينظر كثير من الموظفين –أو معظمهم- إلى التدريب وينفرون منه وكأنه دواء مرّ وفي حالاتٍ أشدّ سوءاً يعتبرونه عقاباً. بحكم عملي مدربةً خارجيّة أعمل مع مئات المجموعاتِ في طيفٍ واسعٍ من الاختصاصات ومجالات العمل ألاحظ أن كثيراً من الناس يدخلون قاعات التدريب كما لو أنّهم يساقون إلى زنازين تنتظرهم فيها صنوف العذاب الأليم!
بالتأكيد هناك استثناءاتٌ وتدرّجات تختلف عن شبه القاعدة المذكورة آنفاً ولكنها تبقى قليلةً متقطّعة.
والسؤال الآن لمَ ذلك؟ وماذا يمكننا أن نصنع في مواجهة نفور الناس من التدريب؟
إن كان رأس المؤسسة بالتدريب مستهتراً..
فشيمة الموظفين كلّهم الهرب!
إن مشكلة كراهية التدريب تنشأ بذورها وتتدحرج متناثرةً من القمّة. فنشاهد المديرين في كثيرٍ من الأحيان يفتحون الباب ويخرجون من جلسة التدريب لأنّهم لا يحتاجونها (بالتأكيد لا يحتاجونها!
وهل هناك من يشكّ في ذلك؟!) وكأنّهم غير معنيّين على الإطلاق بالرسالة السلبية التي يبثّها هذا التصرّف إلى تابعيهم :
"هذا التدريب لا يستحقّ تضييع وقتي عليه"
إن لم يحضر القياديون التدريب بأنفسهم فكيف بإمكانهم تعزيز رسالة الالتزام بالتدريب؟ هذا مستحيل!
ومثالاً على ذلك أذكر ما يحدث في حقل الرعاية الطبيّة أحياناً.
كل العاملين من الممرضين والممرضات ملزمون بحضور تدريبات تقديم الخدمة وكيفية التصرّف مع العملاء الخارجيّين (المرضى) والداخليين (الزملاء وبقية العاملين).
ولكنّ السادة الأطباء أعظم من أن يحتاجوا هذا التدريب ووقتهم أثمن وأهمّ من أن يحضروه..
وفوق ذلك احزر من الذي لا يعرف كيف يعامل الممرضات والزملاء والمرضى المعاملة الصحيحة المطلوبة؟.. نعم، إنّهم هم السادة الأطباء!
بعد هذا هل يستبعدُ أحدٌ الرسالة السلبية التي تتلقّاها الممرضات؟ وهل يستغرب أحدٌ نفورهنّ من التدريب؟
إن كنت تريد لموظفيك التدرّب على شيء فابدأ بنفسك. لا تنسَ أنّ حضورك دعمٌ مهمٌ للمدرّبين وللمتدرّبين.
استثناء:
والحالة الوحيدة التي يمكن فيها أن يصبح غياب الإدارة مبرراً هي أن يكونَ التفاعل التلقائيّ الحرّ المجرّد من تأثير الإدارة هو المطلب الأساسيّ في جلسة التدريب.
إن هذا مبررٌ قوي معتبر وعند وجوده فعلاً عليك أن لا تنسى إخبار موظفيك بأنّ غيابك خطوةٌ مقصودة لا تقلّل أبداً من قيمة التدريب والالتزام به لديك ولديهم.
كيف تدرّب..
قبل لماذا وعلى ماذا تدرّب
لا أحد من البشر يحب أو يحتمل التدريب الفارغ الباعث على السآمة. وإن كنت تريد من الناس الإقبال على التدريب فعليك التأكّد من جودته ومن تقديمه قيمةً معتبرةً لدى متابعيه.
أجل، إنني أقول ما يبدو مطلباً بدهياً لا حاجة لقوله ولكنّ ما يجري للناس في الواقع أمرٌ رهيب عجيب!
إنّهم يضطرون لحضور جلسات تدريبٍ مضجرة لا يزدادون إلاّ كرهاً لها.
لا تحاول أن تفرض المستحيل على الناس! لا تقبل بأيّ مقدّم للتدريب.
هناك كثيرٌ من المدرّبين والمقدّمين المتمتعين بالحيوية والطاقة والمزاج الطلق المشرق والمعلومات الغزيرة المفيدة، ابحث عن هؤلاء ولا ترض بغيرهم أبداً.
وإن كنت تستخدم مدرّبين داخليين (من طاقم شركتك ذاتها) فتأكّد من أنّهم هم أنفسهم لا يموتون ضجراً من مادتهم التدريبية التي يقدّمونها يوماً بعد يوم. ابذل لهؤلاء المدرّبين ما يستحقّون من رعاية واهتمام ولا تنسَ التأثير الهائل الذي يمارسونه على موظّفيك وشركتك كلّها.
إن كان الناس يضحكون وهم على مقاعد التدريب فهم لا يعانون.
وتذكّر: التدريب الجيّد مفيدٌ في رفع المعنويات وتحسين احتفاظ الشركة بالكفاءات.
لا يحب أحدٌ الإحراج فاجعل الجوّ فكهاً مفرحاً يتيح للناس التفاعل وارتكاب الأخطاء دون قلق، وبالطبع عليك التوقّف قبل أن يشعر المعنيّ بالأضحوكة أنه قد بات هو نفسه موضعاً للضحك.
ادخل إلى قلوبهم أوّلاً..
دعهم يدخلون التدريب ولا تحاول إدخال التدريب إليهم
خلال عملي أقدّم كثيراً من تدريبات خدمة العملاء وألاحظ كم هو قليلٌ عدد من يبدؤونها وهم مقبلون عليها، كما ألاحظ ندرة حضور القيادات.
يظنّ الحاضرون أنّ إلزامهم بهذا التدريب ما هو إلاّ عقابٌ على أخطاء سجّلت عليهم..
إنّه جمهور صعب وأدرك أنّه يجب عليّ البدء باستمالتهم وجعلهم يرخون قبضاتهم ويتخلّون عن دروع الممانعة، وهكذا تجدُ لديّ افتتاحية "المشاهير".
بهذه الافتتاحية يدركون أنّهم بصدد تدريب خدمةٍ يختلف عن كل ما عرفوه من قبل.. وبسرعة يجدون أنفسهم يضحكون..
في هذه الافتتاحية لا اضطر أياً منهم إلى تقليد تلك الشخصية أو تلك ولا أعرّضه للإحراج أو القيام بأيّ شيءٍ لا يريحه.
إنّها افتتاحية تفاعليّة مرحة لا تضعُ أحداً تحت الأضواء الكاشفة المحرجة، وإن كان في القاعة أحدٌ يتصرّف بخفّة تثير الضحك فهو أنا المدرّبة.
يخشى كل البالغين من الظهور بمظهر المغفّلين الخفيفين.
لذلك يجب أن يكون التدريب مرحاً خفيفاً وآمناً في الوقت ذاته وإلاّ خافه الحاضرون ونفروا منه.
أيّها الحضور الكريم لا خوف عليكم من أيّ شيء! فادخلوا قاعة التدريب بأذهانٍ مرتاحةٍ متفتّحة.
ربما جئتم إلى التدريب مضطرّين ولكنّكم لن تمكثوا فيه إلاّ مرتاحين مسرورين.
أيّها السادة والسيدات، لم يسبق لمعظمنا أن دخل جلسة تدريب وخرج منها دون أن يتعلم شيئاً، أيّ شيء.
ولأنّك في هذه الحياة إن لم تكن في زيادة وتعلّم فأنت في نقصان فإنّني أذكّرك باغتنام كل فرصةٍ متاحة للتعلّم أو فلنقل اجعل كل موقفٍ تمرَ به فرصةً للتعلّم والنمو..
إنّها الطريقة الفضلى بل الوحيدة كي تتقدّم.
المصدر ـ مجلة عالم الإبداع
لماذا يكره الناس التدريب؟
دينيس رايان
مدرّبة ومحاضرة محترفة حائزة على شهادة امتياز csp
ينظر كثير من الموظفين –أو معظمهم- إلى التدريب وينفرون منه وكأنه دواء مرّ وفي حالاتٍ أشدّ سوءاً يعتبرونه عقاباً. بحكم عملي مدربةً خارجيّة أعمل مع مئات المجموعاتِ في طيفٍ واسعٍ من الاختصاصات ومجالات العمل ألاحظ أن كثيراً من الناس يدخلون قاعات التدريب كما لو أنّهم يساقون إلى زنازين تنتظرهم فيها صنوف العذاب الأليم!
بالتأكيد هناك استثناءاتٌ وتدرّجات تختلف عن شبه القاعدة المذكورة آنفاً ولكنها تبقى قليلةً متقطّعة.
والسؤال الآن لمَ ذلك؟ وماذا يمكننا أن نصنع في مواجهة نفور الناس من التدريب؟
إن كان رأس المؤسسة بالتدريب مستهتراً..
فشيمة الموظفين كلّهم الهرب!
إن مشكلة كراهية التدريب تنشأ بذورها وتتدحرج متناثرةً من القمّة. فنشاهد المديرين في كثيرٍ من الأحيان يفتحون الباب ويخرجون من جلسة التدريب لأنّهم لا يحتاجونها (بالتأكيد لا يحتاجونها!
وهل هناك من يشكّ في ذلك؟!) وكأنّهم غير معنيّين على الإطلاق بالرسالة السلبية التي يبثّها هذا التصرّف إلى تابعيهم :
"هذا التدريب لا يستحقّ تضييع وقتي عليه"
إن لم يحضر القياديون التدريب بأنفسهم فكيف بإمكانهم تعزيز رسالة الالتزام بالتدريب؟ هذا مستحيل!
ومثالاً على ذلك أذكر ما يحدث في حقل الرعاية الطبيّة أحياناً.
كل العاملين من الممرضين والممرضات ملزمون بحضور تدريبات تقديم الخدمة وكيفية التصرّف مع العملاء الخارجيّين (المرضى) والداخليين (الزملاء وبقية العاملين).
ولكنّ السادة الأطباء أعظم من أن يحتاجوا هذا التدريب ووقتهم أثمن وأهمّ من أن يحضروه..
وفوق ذلك احزر من الذي لا يعرف كيف يعامل الممرضات والزملاء والمرضى المعاملة الصحيحة المطلوبة؟.. نعم، إنّهم هم السادة الأطباء!
بعد هذا هل يستبعدُ أحدٌ الرسالة السلبية التي تتلقّاها الممرضات؟ وهل يستغرب أحدٌ نفورهنّ من التدريب؟
إن كنت تريد لموظفيك التدرّب على شيء فابدأ بنفسك. لا تنسَ أنّ حضورك دعمٌ مهمٌ للمدرّبين وللمتدرّبين.
استثناء:
والحالة الوحيدة التي يمكن فيها أن يصبح غياب الإدارة مبرراً هي أن يكونَ التفاعل التلقائيّ الحرّ المجرّد من تأثير الإدارة هو المطلب الأساسيّ في جلسة التدريب.
إن هذا مبررٌ قوي معتبر وعند وجوده فعلاً عليك أن لا تنسى إخبار موظفيك بأنّ غيابك خطوةٌ مقصودة لا تقلّل أبداً من قيمة التدريب والالتزام به لديك ولديهم.
كيف تدرّب..
قبل لماذا وعلى ماذا تدرّب
لا أحد من البشر يحب أو يحتمل التدريب الفارغ الباعث على السآمة. وإن كنت تريد من الناس الإقبال على التدريب فعليك التأكّد من جودته ومن تقديمه قيمةً معتبرةً لدى متابعيه.
أجل، إنني أقول ما يبدو مطلباً بدهياً لا حاجة لقوله ولكنّ ما يجري للناس في الواقع أمرٌ رهيب عجيب!
إنّهم يضطرون لحضور جلسات تدريبٍ مضجرة لا يزدادون إلاّ كرهاً لها.
لا تحاول أن تفرض المستحيل على الناس! لا تقبل بأيّ مقدّم للتدريب.
هناك كثيرٌ من المدرّبين والمقدّمين المتمتعين بالحيوية والطاقة والمزاج الطلق المشرق والمعلومات الغزيرة المفيدة، ابحث عن هؤلاء ولا ترض بغيرهم أبداً.
وإن كنت تستخدم مدرّبين داخليين (من طاقم شركتك ذاتها) فتأكّد من أنّهم هم أنفسهم لا يموتون ضجراً من مادتهم التدريبية التي يقدّمونها يوماً بعد يوم. ابذل لهؤلاء المدرّبين ما يستحقّون من رعاية واهتمام ولا تنسَ التأثير الهائل الذي يمارسونه على موظّفيك وشركتك كلّها.
إن كان الناس يضحكون وهم على مقاعد التدريب فهم لا يعانون.
وتذكّر: التدريب الجيّد مفيدٌ في رفع المعنويات وتحسين احتفاظ الشركة بالكفاءات.
لا يحب أحدٌ الإحراج فاجعل الجوّ فكهاً مفرحاً يتيح للناس التفاعل وارتكاب الأخطاء دون قلق، وبالطبع عليك التوقّف قبل أن يشعر المعنيّ بالأضحوكة أنه قد بات هو نفسه موضعاً للضحك.
ادخل إلى قلوبهم أوّلاً..
دعهم يدخلون التدريب ولا تحاول إدخال التدريب إليهم
خلال عملي أقدّم كثيراً من تدريبات خدمة العملاء وألاحظ كم هو قليلٌ عدد من يبدؤونها وهم مقبلون عليها، كما ألاحظ ندرة حضور القيادات.
يظنّ الحاضرون أنّ إلزامهم بهذا التدريب ما هو إلاّ عقابٌ على أخطاء سجّلت عليهم..
إنّه جمهور صعب وأدرك أنّه يجب عليّ البدء باستمالتهم وجعلهم يرخون قبضاتهم ويتخلّون عن دروع الممانعة، وهكذا تجدُ لديّ افتتاحية "المشاهير".
بهذه الافتتاحية يدركون أنّهم بصدد تدريب خدمةٍ يختلف عن كل ما عرفوه من قبل.. وبسرعة يجدون أنفسهم يضحكون..
في هذه الافتتاحية لا اضطر أياً منهم إلى تقليد تلك الشخصية أو تلك ولا أعرّضه للإحراج أو القيام بأيّ شيءٍ لا يريحه.
إنّها افتتاحية تفاعليّة مرحة لا تضعُ أحداً تحت الأضواء الكاشفة المحرجة، وإن كان في القاعة أحدٌ يتصرّف بخفّة تثير الضحك فهو أنا المدرّبة.
يخشى كل البالغين من الظهور بمظهر المغفّلين الخفيفين.
لذلك يجب أن يكون التدريب مرحاً خفيفاً وآمناً في الوقت ذاته وإلاّ خافه الحاضرون ونفروا منه.
أيّها الحضور الكريم لا خوف عليكم من أيّ شيء! فادخلوا قاعة التدريب بأذهانٍ مرتاحةٍ متفتّحة.
ربما جئتم إلى التدريب مضطرّين ولكنّكم لن تمكثوا فيه إلاّ مرتاحين مسرورين.
أيّها السادة والسيدات، لم يسبق لمعظمنا أن دخل جلسة تدريب وخرج منها دون أن يتعلم شيئاً، أيّ شيء.
ولأنّك في هذه الحياة إن لم تكن في زيادة وتعلّم فأنت في نقصان فإنّني أذكّرك باغتنام كل فرصةٍ متاحة للتعلّم أو فلنقل اجعل كل موقفٍ تمرَ به فرصةً للتعلّم والنمو..
إنّها الطريقة الفضلى بل الوحيدة كي تتقدّم.
المصدر ـ مجلة عالم الإبداع