المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشره المرضي


 


الرعاية
1 - 12 - 2010, 10:10 AM
الشره العصبي:
يأتي مصطلح الشره العصبي Bulimia من كلمة يونانية هي Bous Limos وهي تعنى جوع الثور وهو أسم مغلوط لأن الجوع الحقيقي غير مرتبط بالمرض. والشره العصبي يعد مرض مختلف عن فقدان الشهية العصبي وقد يكون أكثر شيوعاً منه، فقد أشارت أحد الدراسات أن الشره يعادل في انتشاره 6 مرات فقدان الشهية بين عينة من طلاب جامعة واشنطن. وفي جامعة كاليفورنيا حينما تم افتتاح عيادة لإضطرابات الأكل لخدمة مرضى فقدان الشهية العصبي تحديداً سرعان ما غير المتخصصين اهتمامهم نحو مرضى الشره العصبي لأن عددهم يعادل (5)مرات مرضى فقدان الشهية العصبي.
إن أغلب النساء ذوى الشره العصبي حتى لا يزداد وزنهم فإنهم يحاولون إتباع نظام غذائي صارم، ولكنهم مع استمرارهم في هذا النظام فإنهم يشعرون بالحرمان المؤلم والجوع الشديد والدائم، فهم يظلون في حالة من الجوع حتى بعد الأكل. ولكنهم لا يستطيعون مقاومة حالة الجوع التي يعانون منها ،ومن ثم يأكلون ،غير أن هذا السلوك يشعرهن بالتعاسة والذنب وعدم القدرة على الضبط . ومن هنا تزداد جهودهن لضبط الطعام أو التخلص منه بالقئ أو ممارسة الرياضة أو استخدام المسهلات أو مدرات البول. إن القئ يخفف بسرعة تعاستهن ويقلل لديهن مشاعر الذنب، وهكذا يصبح لدى هؤلاء النساء الحل المناسب لتجنب الجوع عن طريق تناول الأكل وتقيؤه (Johnson ,& Connors,2**1 )

وعندما يتبع هؤلاء النساء نظام غذائي نجدهم يقمن بحساب السعرات الحرارية والتخطيط للوجبات. لكن عندما يبدءن في الأكل لا يستطعن التحكم في تناولهن للطعام ولا يقمن بحساب السعرات الحرارية، وبدلا من ذلك نجدهم في حلقة مفرغة مابين الأكل والقئ. (Yates,A.,1991)
ومن الأسباب التي تعجل بحدوث الشره العصبي والتي من بينها: تكرار إتباع نظام غذائي قبل بدء الشره المرضى وحدوث تقلبات في الوزن ما بين السمنة والنحافة، إذ تسهم فكرة الفتاة عن نفسها بأنها مفرطة في الوزن في نمو متلازمة الشره المرضى. كما أن تعرض الفرد للأحداث المثيرة للضغوط النفسية، حيث يذكر 88% من ذوى الشره العصبي أنهم تعرضوا في بداية إصابتهم للشره لبعض أشكال الفقدان ( كفقد أحد الوالدين أو الأصدقاء..) أو الصراعات والانفعالات غير السارة.
ويتضمن هذا الاضطراب عناصر معرفية وأخرى سلوكية، أما العناصر المعرفية فتتضمن الانشغال الزائد بوزن الجسم، وحجمه، وشكله، ورغبة الفرد في أن يكون أكثر نحافة حيث تضع النماذج الخاصة بالشره العصبي أهمية كبيرة على نسق القيم في المجتمع والذي يجعل من النحافة هدفاً مرغوبا خاصة بالنسبة للإناث. هذا إلى جانب إدراك الفرد أنه لا يمكنه يسيطر على نفسه أثناء نوبات الأكل أو حتى عندما يرى الطعام، في حين تضم العناصر السلوكية نوبات متكررة من الأكل، والتقيؤ المثار ذاتيا، وزيادة في الوزن.
محكات تشخيص الشره العصبي:
الشرة العصبي هو زملة تتميز بنوبات متكررة من الإفراط في الأكل وانشغال شديد بالتحكم في وزن الجسم، يؤدى بالفتاةة إلي نمط من الإفراط في الأكل يليه قيء أو استخدام الملينات ويشترك هذا الاضطراب في كثير من السمات النفسية مع فقدان الشهية العصبي بما فيها الاهتمام الشديد بشكل ووزن الجسم (أحمد عكاشة،2**3)
هناك طرق مختلفة لتشخيص الزملة العيادية للشره العصبي أو المتلازمات العيادية التي تسببها.وبرغم تعدد أسماء هذه الزملة مثل:Bulimaarexia And Thedhetary Chaos Syndrome إلا أن أغلب الباحثين والعياديين في أمريكا وانجلترا يفضلون مصطلح Bulimia Nervosa..
وفي النسخة الرابعة من دليل التشخيص الإحصائي للأمراض النفسية والعقلية الأمريكي DSM IV (1994) تم تعديل تسمية الشره المرضى إلى الشره العصبي، كما تم تعديل المحكات التي يتم في ضوئها تشخيص اضطراب الشره العصبي وذلك على النحو التالي :
(1) حدوث نوبات متجددة من الأكل حتى التخمة وتتميز نوبة الأكل بما يلي:
- أن يأكل الفرد خلال فترة زمنية محددة كأن تكون كل ساعتين مثلاً، وتناول كمية كبيرة من الطعام تزيد عما يستهلكه الناس خلال نفس الفترة الزمنية.
- شعور الفرد بفقدان القدرة على ضبط سلوك الإفراط في الأكل، حيث لا يستطيع التوقف عند تناول الطعام، وأنه لا يستطيع التحكم في نوع الطعام الذي يتناوله.
(2) المحاولات المتكررة لإنقاص الوزن من خلال سلوك تعويضي غير ملائم لإنقاص الوزن وذلك بإتباع نظام غذائي صارم أو حث الذات على القئ أو استخدام المسهلات أو مدرات البول.
(3) أن يكون المتوسط الأدنى من نوبات الأكل حتى التخمة والتخلص منه مرتين أسبوعيا لمدة 3 شهور.
(4) أن يتأثر التقييم الذاتي للفرد بشكل جسمه، ووزنه.
(5) لا يحدث هذا الاضطراب خلال نوبات فقد الشهية العصبي.

إن أسلوب ذوى الشره العصبي في تناولهم للطعام والتخلص منه يتم علي النحو التالي:
أولاً: لا تهتم الفتاة التي تعانى من الشره العصبي بنوعية الطعام الذي تتناوله أو رائحته أو مذاقه، وإنما ينصب اهتمامها على الكمية التي تتناولوها من تلك الأطعمة. كما أنها تخشى أنها إذا بدأت في تناول قدر بسيط من الطعام الغنى الكربوهيدرات فإنها تلتهم المتاح أمامها كله.
ثانيا: تلجأ أيضا الفتاة التي تعانى من الشره العصبي إلى تناول الطعام سراً وبمعزل عن الآخرين، فهي تعطى لمكان تناولها الطعام أهمية كبيرة، حيث أنها تفضل أن تكون بعيداً عن أعين الآخرين.
ثالثاً: إن الفتاة التي تعانى من الشره العصبي قد تدرك فجأة أن التقيؤ هو الوسيلة الناجحة لضبط الوزن دون اللجوء إلى تجويع الذات، والدخول في مواجهات مع الوالدين والآخرين، فهي تأكل بشكل طبيعي لراحة الوالدين، وتبدأ في التقيؤ لراحة نفسها.وقد لا تلجأ الفتاة للقئ، إما لأنها لا تستطيع القيام بذلك أو لأن الظروف المحيطة بها لا تسمح لها بذلك. وفي هذه الحالة قد تلجأ إلى المسهلات أو مدرات البول أو القيام بالتمارين الرياضية القوية.