المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إضاءات منهجية..!الفرقة.. مدخل لنزول البأس وتسلُّط العدو الخارجي..!!


 


ابولمى
28 - 5 - 2004, 04:00 AM
إضاءات منهجية..!الفرقة.. مدخل لنزول البأس وتسلُّط العدو الخارجي..!!

موسى بن عبدالله آل عبدالعزيز

إن لله سنناً شرعية إذا استقامت عليها جماعة من الأمة في أي بقاع للإسلام، كان كل منهم في عهد الله ووعده، حسب استقامته، فيأمنوا من الخوف ويطعمهم من الجوع.. ويبعدهم عن الفتن، وعن وقوع البأس بينهم.. ويمنع عنهم تسلط العدو الخارجي.. وإذا خولفت هذه السنن، فإن عقوبة السنن الكونية واقعة لا - محالة - على أي جماعة من المسلمين تخالف أمر الله. وإن كان الله - عز وجل - قد تعهد ألا يسلط على الأمة بأسرها عدواً سوى من أنفسهم يستبيح بيضتهم.. كما في حديث ثوبان - رضي الله عنه - عند مسلم وغيره.
والعقوبة الكونية من موجبات وقوعها.. الفرقة في الدعوة والجماعة، التي توطئ لنزول البأس - الحروب الأهلية! - وتسلط العدو الخارجي.. وذلك بسبب ما كسبت أيدي الناس.. وهذه بعض من أسباب الفرقة:
منها: عدم الوفاء بدعوة توحيد الله في العبادة.. ومخالفتها بإقامة شعائر الشرك والبدع.. من اتخاذ القبور مساجد.. واتباع سنن اليهود والنصارى ومن الأعاجم ك "الفرس!!"، ومشابهتم في طقوسهم.. كما هو ظاهر للعيان من البدع الصوفية.. وغيرها من طرائق ك "الحكم بأحكامهم!" وشرائعهم.. قال *** الإسلام: ".. وهذه المشابهة لليهود والنصارى، وللاعاجم من الروم والفرس، لما غلبت على ملوك الشرق هي "وأمثالها!!" مما خالفوا به هدى المسلمين، ودخلوا فيما كره الله ورسوله، "سلط الله عليهم الترك..، حتى فعلوا في العباد والبلاد، ما لم يجر في دولة الإسلام مثله، وذلك تصديق قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لتركبن سنن من كان قبلكم..." ا. ه (اقتضاء الصراط ج: 1ص: 117- 119).
كما أن عدم القيام بعهد الله ورسوله في الدعوة ونحوها.. سبب في ذهاب الخيرات والكنوز التي أعطاها الله للأمة.. إلى جيوب الأعداء.. وهذا متحقق في قوله - عليه الصلاة والسلام -: ".. ولم ينقضوا عهد الله، وعهد رسوله، إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم.." (سنن ابن ماجة ج: 2ص: 1332، صححه الألباني).
ومنها: تعددية الأحزاب والمذاهب "العقدية!!".. فهي تهدي إلى الفرقة.. والتعصب المذموم.. والحميَّة الجاهلية.. قال ابن القيم - رحمه الله - (زاد المعاد ج: 2ص: 471).. ومنها الدعاء بدعوى الجاهلية، والتعزي بعزائهم، كالدعاء إلى القبائل والعصبية لها، وللانساب، ومثله التعصب للمذاهب والطرائق والمشايخ، وتفضيل بعضها على بعض، بالهوى والعصبية، وكونه منتسباً إليه فيدعو إلى ذلك ويوالي عليه، ويعادي عليه ويزن الناس به، كل هذا من دعوى الجاهلية.." ا. ه.
فالإقرار لكل حزب أن يعبد هواه.. من أشر السبل التي تبعد الناس عن سواء الصراط، والحق الذي أتى به سبيل المؤمنين.. فتصد الأحزاب عنه ويضيع الحق عن أعين وسمع الناس.. بما تشغلهم الأحزاب في نزاعات واختلافات تفرقهم في دينهم.. وهي من أعظم أسباب تسلط العدو الخارجي على بلاد المسلمين - قاطبة! - وخصوصاً في المشرق العربي.
والمشاهد في ذرائع دخول المستعمرين الجدد.. أنهم أتوا بسبب توريط هذه الأحزاب للأمة، وإساءتهم في التعامل الدولي - في السلم والحرب -، وتقديمهم ذرائع للتدخل.
وتعدد الأحزاب.. مشروع قديم لأهل البدع في المشرق العربي.. الذي ينضح بالطوائف.. أبناء مدرسة "اخوان الصفا!" الذين اتفقوا مع المستشرقين، وانتجوا - تلاميذ! - لإبراهيم باشا.. منها الاخوان المسلمون واخوانها.. كما هي حال "واقعنا المعاصر!!" فتسببوا في هذه المآزق التي تعيشها الأمة.. وفرَّقوا وحدة المسلمين وأضعفوا دولهم من أجل إسقاطها.. كما كان أمر أسلافهم - قديماً! - فدعواتهم تقر التعددية والتعصب للمذاهب وأنشؤوا قاعدة يعذر بعضهم بعضاً ولو كان ذلك في الأصول.. وظنوا أنهم يحسنون صنعاً بهذه "المقولة!" وهم يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وأكثرهم يعلمون.
قال - رحمه الله -: "وبلاد الشرق من أسباب تسليط الله التتر عليها، كثرة التفرق والفتن في المذاهب وغيرها، حتى تجد المنتسب إلى الشافعي، يتعصب لمذهبه على مذهب أبي حنيفة، حتى يخرج عن الدين، والمنتسب إلى أبي حنيفة يتعصب لمذهبه، على مذهب الشافعي وغيره، حتى يخرج عن الدين، والمنتسب إلى أحمد يتعصب لمذهبه على مذهب هذا أو هذا، وفي المغرب تجد المنتسب إلى مالك يتعصب لمذهبه، على هذا أو هذا، وكل هذا من التفرُّق والاختلاف الذي نهى الله ورسوله عنه، وكل هؤلاء المتعصبين بالباطل المتبعين الظن وما تهوى الأنفس المتبعين لأهوائهم بغير هدى من الله مستحقون للذم والعقاب.. فإن الاعتصا بالجماعة والائتلاف من أصول الدين.." ا. ه (مجموع الفتاوى ج: 22ص: 254).
ومن أسباب الفرقة: عدم السمع والطاعة.. ومخالفة ولاة الأمر في إيواء للمحدث.. فعن أبي الطفيل عامر بن واثلة، قال كنت عند علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فأتاه رجل، فقال: ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسر إليك!، قال: "فغضب!!" وقال: ما كان النبي - صلى الله عيله وسلم - يسر إلي "شيئاً يكته الناس!!"، غير أنه قد حدثني بكلمات أربع، قال فقال: ما هن يا أمير المؤمنين، قال قال: "لعن الله من لعن والده، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من آوى محدثاً، ولعن الله من غيَّر منار الأرض" (رواه مسلم).
قال *** الإسلام - رحمه الله -: .. والواجب تمييز الحق من الباطل وهذا يقع كثيراً في الرؤساء من أهل البادية والحاضرة، وإذا استجار بهم مستجير، أو كان بينهما قرابة أو صداقة، فإنهم يرون الحمية "الجاهلية!" والعزة "بالإثم!!" والسمعة عند الأوباش أنهم ينصرونه، وإن كان ظالماً مبطلاً، على الحق المظلوم، لا سيما إن كان المظلوم رئيساً يناوئهم ويناوئونه، فيرون في تسليم المستجير بهم إلى من يناوئهم، ذلاً أو عجزاً وهذا على الإطلاق جاهلية "محضة!".
وهم من أكبر "أسباب فساد الدين والدنيا!!"، وقد ذكر أنه إنما كان سبب حروب من حروب الأعراب كحرب "البسوس!!"، التي بين بني بكر وتغلب، إلى نحو هذا، وكذا سبب "دخول!" الترك المغول دار الإسلام "واستيلائهم على ملوك ما وراه النهر!!"، وخراسان كان سببه نحو هذا.." ا. ه (دقائق التفسير ج: 2ص: 44).
ومن أسبابها: الخروج على جماعة المسلمين.. روى عرفجة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ستكون هنّات وهنّات، ورفع صوته ألا ومن خرج على أمتي، وهم جميع فاضربوا عنقه بالسيف، كائناً من كان" (رواه مسلم). فقوله: ومن خرج على أمتي، وهم جميع، يسد ذرائع الفرقة لما فيها من مفاسد في الدين والدنيا ويدخل فيها تسلط الأعداء.
ومن أسبابها: عدم الحكم بما أنزل الله في الأمور المعينة - الحدود! - وخالفتها القوانين الوضعية.. فعقوبته وقوع البأس بين المسلمين أنفسهم - الحروب الأهلية - كما جاء عنه - عليه الصلاة والسلام - قوله: ".. وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله، ويتخيَّروا مما أنزل الله، إلا جعل الله بأسهم بينهم"، (صححه الألباني في سنن ابن ماجة والترغيب..).
وعدم الحكم بما أنزل الله سبب لدخول شرار الخلق إلى بلاد المسلمين.. كا روى الحاكم - أيضاً - وغيره.. عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "لا يزال هذا الأمر فيكم، وأنتم ولاته، ما لم تحدثوا أعمالاً تنزعه منكم، فإذا فعلتم ذلك سلط الله عليكم شرار خلقه، فالتحوكم كما يلتحى القضيب" (المستدرك على الصحيحين ج 4ص 548- وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا).
ومن أسبابها: أن يصبح الدعاة الذين يوجهون الناس خدماً للفرس والروم يدعون إلى سننهم وطباعهم، بل شرائعهم التي تعارض الشرع الحنيف.
وهذا ما نلحظه من دعاة الفتن - أفراخ الفرس والروم - الذين وسموا أنفسهم بالمعارضين "وبالمصلحين!".. وهم موطؤؤن للفرقة.. ومطالبهم بلا ريب مشبوهة لاتفاقها مع مطالب دعوتي الروم والفرس - الفلسفة! - دعاة المعاصرة.. والمنطق والعقل، بل إنهم يقفون خلف استعداء أعداء الإسلام وتدخلهم في شؤون المسلمين.. أكانوا ممن يصفون أنفسهم بالإسلاميين.. أو اللبراليين أفراخ المستشرقين، ومن ضمنهم "ظلمة من نصارى العرب!".. ومن تلامذة ابن العلقمي والطوائف الأخرى.. الذين يريدون نقض عرى الإسلام عروة عروة، بدعوى الحرية.
ابتداءً من حقوق الأقليات إلى حقوق الشياطين.. وكلتا الطائفتين تلامذة للفلاسفة.. تقدمان الرأي على الوحي "عقلانيون!!"، وصنيعهم - هذا - يفضي إلى استيلاء الظلمة على بلاد الشرق.. كما كان - قديماً - في أسباب الفرقة وتدخل العدو الخارجي.
".. وكان مثار هذه الفرقة، وعالمها الذي يرجعون إليه، زعيمها الذي يعولون عليه، *** شيوخ المعارضين، بين الوحي والعقل، وإمامهم في وقته.. "الطوسي!"، فلم يعلم في عصره، أحد عارض بين العقل والنقل "معارضته!!"، فرام إبطال السمع بالكلية وإقامة الدعوة الفلسفية، وجعل الإشارات بدلاً عن السور والآيات، وقال هذه عقليات قطعية برهانية، قد عارضت تلك النقليات الخطابية، واستعرض علماء الإسلام وأهل القرآن والسنة على السيف، فلم يبق منهم إلا من أعجزه، قصداً لإبطال "الدعوة الإسلامية!!"، وجعل مدارس المسلمين وأوقافهم للنجسة *****ة والمنجمين، والفلاسفة والملاحدة والمنطقين، ورام إبطال الأذان وتحويل الصلاة إلى القطب الشمالي،.. وهذا كله من ثمرة المعارضين بين الوحي والعقل، وتقديم العقل على السمع.." ا. ه (الصواعق المرسلة ج: 3ص: 1079).
قلت: وكل هذه الأسباب مع الأسف مشاهدة في "واقعنا المعاصر!".. في كثير من بلاد المسلمين فظهر من الدعاة الذين يوجهون الناس.. خداماً للفرس والروم.. يبدلون بدعواتهم أقوامهم نعمة الحنيفية دين الإسلام، التي ضبطت أحوال الإنسان، على مدارها بما يضمن له الحياة الآمنة، والعدل مع ربه ونفسه والآخرين.. وقد نهانا الله عن ذلك وقال - عز وجل -: {منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون} (الروم)، وقال - سبحانه -: {فتقطعوا أمرهم بينهم زبراً كل حزب بما لديهم فرحون} (المؤمنون). "فتقطعوا أمرهم بينهم اختلفوا في الاعتقاد والمذاهب، زبراً: كتباً جمع زبور.." ا. ه (التبيان في تفسير غريب القرآن ج: 1ص: 308).
هذه بعض أسباب الفرقة التي أحذر كل مسلم منها في كل بلد وحين، بقيت عوامل الاجتماع.. يسر الله نشرها.. وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم، والحمد لله الهادي إلى سواء السبيل

http://www.alriyadh-np.com/Contents/28-05-2**4/Mainpage/LOCAL1_16955.php

اريج البنفسج
29 - 5 - 2004, 02:47 PM
http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11a.gif

جزاك الله خير

أبو لمى على عطائك المستمر

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro2.gif