المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حلي الجنة والحور العين


 


ابو يزيد العنزي
27 - 5 - 2004, 05:42 PM
مـن الـمـعـلـوم ان للحلي والزينة المناسبة اثر نفسي كبير على روح الانسان ,فتبعث فيها الارتياح والانبساط والبهجة , واذا لم تخرج عن حد الاعتدال فلا باس في ذلك وهو عمل مرضي , لذا نجد ان الـكثير من الايات القرآنية والروايات اكدت على الزينة والتجمل والتطيب حتى اثنا العبادة ومن جـمـلـتـهـا : ارتدا الالبسة الطاهرة , اختيار الالوان المناسبة , تمشيط الشعر , استعمال العطور والطيب ,والتختم باليمين ونحو ذلك .
ويـسـتفاد من آيات عديدة من القرآن بان اهل الجنة يتجملون ويتزينون بافخر انواع الحلي , وبهذا فـهـم يتمتعون بلذة نفسية كافية , ولقد ورد في ثلاث آيات من القرآن الكريم قوله تعالى : (يحلون فيها من اساور من ذهب ) ((222)) .
(اساور) : جمع (اسورة ) (على وزن تجربة ) وهي ايضا جمع (سوار) (على وزن غبار وكتاب ) ومشتقة من الكلمة الفارسية (دستوار).
ولـقـد صـرحـت آيـتـان مـن الايات الثلاث بالاضافة الى (الذهب ) بـ (اللؤلؤ)ايضا, ويقول بعض المفسرين انها اشارة الى اساور الجواهر واللؤلؤ ولو اخذنا بنظرالاعتبار ان (اللؤلؤ) عطف على مـحـل (من اساور) وهو منصوب فيكون بمنزل المفعول به لـ ((يحلون )) فيكون معنى الاية هكذا (يحلون فيها لؤلؤ واساور من ذهب ).
ومن الممكن ان تكون زينة اللؤلؤ مشتقة من الاساور, وكذلك يمكن ان تكون جزا منه.
ويحتمل البعض : ان اهل الجنة بالاضافة الى تزينهم باساور من ذهب كذلك انهم يتزينون باساور من اللؤلؤ الخالص ايض.
ولقد اشار القرآن الكريم في موضع واحد الى (اساور الفضة ) (وحلوااساور من فضة ).
مـن هـنـا يـطرح هذا السؤال : ان الاساور سوا كانت من ذهب او من فضة فهي من زينة النسا , ولا يتحلى الرجال عادة بالاساور فهل يختلف الامر في الجنة ؟.
يـجـب ان يـلاحـظ هـذه الـمسئلة وهي اننا نجد وفي اماكن مختلفة من هذاالعالم ان كلا الجنسين يتزينون بالاساور ولا يختص بالنسا فقط.
ويـتـبـيـن مـن اعـتـراض فـرعـون عـلـى مـوسى الذي كان يقول : (فلولا القي عليه اسورة من ذهـب ) ((223)) بـان هذا الموضوع كان له شياع في عرف اهل مصر, وتدل الزينة على شخصية الرجال وعظمتهم .
لـقد اشرنا في البحوث السابقة ولمرات عديدة الى هذه المسالة وهي ان القرآن يحدثنا بلغتنا وماهو سـائد عندنا , ومن البديهي ان زينة اهل الجنة وحتى زينتهم المادية هي اعلى من ان تحيط بها افكار اهل الدني.
11.
الحور العين :. يعتبر اختيار الزوجة الصالحة من اهم عوامل الراحة والسكينة والانس والحيوية في هذه الدنيا.
فـالـزوجـة الصالحة (وكذلك الامر بالنسبة للزوج الصالح ) تسهل على الزوج تحمل جميع مشاكل الحياة وصعوباتها وتعطي للحياة طعما خاصا مليئا بالمحبة والبهجة والسعادة .
وعلى العكس ـ في حالة عدم امتلاك زوجة او امتلاك الزوجة غيرالصالحة ـ فسوف تتبدل حلاوة الحياة وعذوبتها الى جحيم لايطاق حتى وان توفرت جميع اسباب الراحة .
وبتعبير آخر ان الزوجة الصالحة التي تتحلى بالفضائل الاخلاقية والخصال الحميدة لم تكن اساس اللذة الجسمانية فقط وانما تعتبر اساس اللذة ********* ايض.
فـلـيـس من قبيل المصادفة ان يركز القرآن الكريم ضمن عرضه لانواع النعم في الجنة على هذه المسالة , فقد عبر بتعابير عميقة المحتوى في هذاالمجال .
قـال تـعـالى في موضع : (ولهم فيها ا**** مطهرة ) ((224)) وصف الا**** بكونها (مطهرة ) له مـفـهـوم جـامـع وشـامل , فكما يدل التعبيرعلى نقائها وصفائها من كل النقائص والاقذار الجسمية والـخـلقية , كذلك يشمل ايضانزاهتها من العيوب والادران المعنوية والخلقية , ومن المعلوم ان اهم شرط في اختيار الزوجة هو طهارته.
ان تعبير ((مطهرة )) اكثر عمقا من تعبير طاهرة (فمطهرة ) تشير الى ان اللّه سبحانه وتعالى هو الذي طهرها ومن يطهره اللّه ويشهد على طهارته تكون حالته واضحة بينة .
وجـا نـفـس هذا المعنى في هذا الحديث (ا**** مطهرة من انواع الاقذاروالمكاره ) ((225)) لقد عـبـر الـقـرآن في عدة مواضع عن زوجات اهل الجنة بـ (الحور العين ) ,فقال تعالى في الاية 54 سـورة الـدخان : (وزوجناهم بحور عين ) وورد نفس هذاالتعبير في الاية 22 الطور وذهب الى ابـعد من ذلك في الاية 22 الواقعة : (وحورعين كامثال اللؤلؤ المكنون ) ((226)) وقال تعالى في الاية 72 الرحمن : (حور مقصورات في الخيام ).
وفـي الايـة 56 , 58 نقرا : (فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن انس قبلهم ولاجان كانهن الياقوت والمرجان ).
((حور)) جمع (حورا) و ((احور)) , وعلى قول الكثير من ارباب اللغة والمفسرين (شدة بياض العين في شدة سوادها) وهذا غاية جمال العين ولعل السبب في ذكر القرآن لجمال العين هو ان اكثر جـمـال الانـسان في عينه , ولقد فسره البعض ببياض جميع الجسم لذا يطلق كلمة التحوير لعملية غـسـل الـملابس وتبييضها ويمكن الجمع بين المعنيين بانهم يتصفون ببياض الجسم وجمال العيون وسعته.
ومـن هذا الباب ايضا اطلق كلمة (الحواريون ) على اصحاب السيدالمسيح (7) الذين كانوا يرتدون الملابس البيض.
امـا كـلـمـة ((عـيـن )) جمع ((اعين )) (على وزن افضل ) و ((عينا)) في الاصل بمعنى العين الـوسـيعة , وتطلق هذه الكلمة على المراة التي تمتلك عينين واسعتين جميلتين وجذابتين او الرجل كذلك .
ومـما تجدر الاشارة اليه ان كلمتي ((حور)) و ((عين )) تطلق على المذكروالمؤنث ايضا, لهذا فـهي تحمل مفهوما واسعا بحيث يشمل جميع الا**** في الجنة , زوجات للرجال المؤمنين , وا**** للنسا المؤمنات (سنتكلم عن هذاالموضوع ايضا في مكان آخر).
يـلاحظ ان القرآن الكريم قد اكد على جمال العيون ـ وكما اشرنا ـ ان جمال الانسان يكون قبل كل شي وبعد كل شي في عينيه , فالعيون معيار جمال الجسم والروح .
(لـؤلـؤ): اي الـدر الـمصون المخزون في الصدف لم تمسه الايدي , والذي يكون لها صفاا ورونقا خـاصا حين استخراجه من الصدف وتشبيه ((حور العين )) بـ(اللؤلؤ المكنون ) اشارة الى لطافتها وجمالها الخارق ومن الممكن ان يكون اشارة الى انها مستورة بشكل كامل عن انظار الاخرين , فلايد مستها ولا عين وقعت عليه.
وقال بعض المفسرين ايضا ((227)) بما ان (حور) مشتقة من مادة (حيرة ),فيكون مفهومها هو ان الحور العين من الجمال بحيث تتحير العين عن النظر اليه.
وبعدها امتدح اللّه (الحور العين ) بقوله : (خيرات حسان ) , اي نسا خيرات الاخلاق حسان الوجوه , وذكر صفة اخرى لهن وهي (مقصورات في الخيام ), قيل المقصور بمعنى المستور اي مستورات فـي القباب , وقيل مصونات محفوظات مخدرات لايبتذلن , وقيل مقصورات اي قصرن على ا****هن فقط دون غيرهم .
وقـيـل نـفـس الشي في تفسير قوله تعالى : (قاصرات الطرف ), وذلك لان ((طرف )) على وزن (حـرف ) بمعنى (جفن العين ), لانها تطرف فينطبق عليها تارة وينفتح تارة , ويكون المعنى : قصرن طـرفـهـن عـلى ا****هن لم يرون غيرهم وهذه اعظم صفة واكبرامتياز حيث لاترى احسن من زوجها فليس لها اي علاقة بغيره .
ومـمـا تـجـدر الاشارة اليه ان كلمة ((الخيمة )) في اللغة العربية لاتنحصر بالخيمة المصنوعة من القماش , بل تطلق على كل بناية مدورة , حتى قال بعض ارباب اللغة : ((كل بناية بنيت من الحجر و وغـيـره هـي خيمة , وان الخيمة في الاصل حسب قول صاحب كتاب مقاييس اللغة بمعنى الاقامة والثبات )).
ويـسـتفاد من الروايات الاسلامية ان خيام الجنة وحكمها كسائر النعم الالهية الاخرى لايوجد اي شبه بينها وبين الخيام الدنيوية ,فبعضها قطع من اللؤلؤ.
وجـا في وصف آخر للحور العين في الاية 58 الرحمن حيث شبههن بالياقوت والمرجان : (كانهن الياقوت والمرجان ), اي هن على صفا ولون وتلالؤالياقوت وبياض وجمال المرجان .
ومن المعلوم انه اذا امتزج هذان اللونان مع بعضهما فيشكلان احلى الالوان واجمله.

عبدالإله
30 - 5 - 2004, 02:28 PM
http://sms555.jeeran.com/z6.gif

ابو يزيد العنزي
8 - 7 - 2004, 05:37 PM
جزاك الله كل خير اخي عبد الاله
وبارك الله فيك