المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنــت مــع من أحبـــبـــت !


 


ابو يزيد العنزي
14 - 5 - 2004, 04:18 PM
الحب من أسمى العلاقات ، وأرفع المقامات ، وهو سلوة الفؤاد ، وريحانة الظمير ، الحب دوحة غناء ، وظل وارف ، الحب إخلاص وصفاء ونقاء ، نعم.. بالحب تصفوا الحياة وتشرق الشمس ويرقص القلب ، وبالحب تُغفر الزلات وتقال العثرات وترفع الدرجات ، ولولا الحب ما التف الغصن على الغصن ، ولا بكى الغمام على جدب الأرض ، ولا ضحكت الأرض لزهر الربيع ، وحين ينتهي الحب ويضيع ، تظلم النفوس وتضيق الصدور ، فلله در الحب كم أضاع من وقت ؟ وكم أسر من فؤاد ؟ وكم أذهب من عقل ؟ فما أجمل الحب وما أكثر مدعيه ؟ جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله : متى الساعة ؟ قال وماذا أعددت لها قال : لاشيء إلا أني أحب الله ورسوله ، فقال : أنت مع من أحببت [ رواه البخاري ] إنه الحب الحقيقي لا الحب الزيف ، إنه الحب الذي يقرب إلى الله وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنه الحب الذي دعا صاحبه إلى أن يقول هذه الكلمات النيرات " والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وإني جالس في أهلي " إنه الحب الذي ملك قلوب أولئك الصحابة البررة الأطهار يوم أعلنوا الحب وقالوا " يا رسول الله : هذه أموالنا بين يديك فاحكم فيها بما شئت ، وهذه نفوسنا بين يديك ، لو استعرضت بنا البحر لخضناه ، نقاتل بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك "

إذا نحن أدلجنا وأنت إمامنا @@@ كفى بالمطابا طيب ذكراك حاديا


* حقيقة المحبة :

المحبة ليست قصصا تُروى ، ولا كلمات تقال ، ولا ترانيم تُغنى ، المحبة لا تكون دعوة باللسان ، ولا هياما بالوجدان ، وإنما هي طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، المحبة عمل بمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم ، تتجلى في السلوك والأفعال والأقوال" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم "


* وجوب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم :

عن عبد الله بن هشام قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقال له عمر يا رسول الله : لأنت أحب إليّ من كل شيء إلا من نفسي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك ، فقال له عمر : فإنه الآن ، والله لأنت أحب إلي من نفسي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم الآن يا عمر [رواه البخاري ] وبذلك يُعلم أن محبته صلى الله عليه وسلم أصل من أصول الدين ، فلا إيمان لمن يكن الرسول حبيبه ، لأن محبته شعبة من محبة الله تعالى .

* أسباب جالبة لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم :

1. محبة الله عز وجل والأنس بذكره وحمده وشكره .
2ـ تقديم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم على ما سواه ،
3ـ محبة قرابته وأهل بيته وأصحابه .
4ـ تمني رؤيته والشوق إلى لقاءه .
5ـ محبة سنته صلى الله عليه وسلم والتمسك بها .
6ـ معرفة أن الله اختاره واصطفاه لمقام النبوة والرسالة .
7ـ ما خصه الله به وفضله على سائر الأنبياء .
8ـ تذكر العاقبة الحميدة والأجر العظيم لمحبي النبي صلى الله عليه وسلم .

* أقسام محبة النبي صلى الله عليه وسلم :

ذكر ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم درجتين ، [COLOR=red]الأولى : فرض وهي المحبة التي تقتضي قبول ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من عند الله ، وتلقيه بالمحبة والرضى والتعظيم والتسليم ، والثانية : فضل وهي المحبة التي تقتضي حسن التأسي به وتحقيق الاقتداء بسنته وأخلاقه وآدابه ونوافله وطاعاته وأكله وشربه ولباسه وحسن معاشرته لأ****ه وغير ذلك من آدابه الكاملة وأخلاقه الطاهرة .

* كيف تحقق محبة النبي صلى الله عليه وسلم :

1. استشعار أن محبته عليه الصلاة والسلام عبادة وقربة الله تعالى .
2ـ الإخلاص لله ومتابعته صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة .
3ـ تقديم محبته على النفس والوالد والولد والناس أجمعين .
4ـ معرفة قدره ومحاسنه صلى الله عليه وسلم .
5ـ تقوى الله عز وجل والخوف منه وحده وخشية مفارقته صلى الله عليه وسلم عند الصراط .

* آثار محبة النبي صلى الله عليه وسلم :

1. أنها جالبة لمحبة الله تعالى .
2ـ الإكثار من ذكره والثناء عليه بما يناسب مقام رسالته ونبوته .
3ـ الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم والتأدب عند ذكره والاستماع لحديثه .
4ـ الاهتداء بهديه والتحاكم إلى سنته .
5ـ الذب عن شخصيته الكريمة ونصرة سنته النبوية .
6ـ بمحبته صلى الله عليه وسلم يتذوق العبد حلاوة الإيمان .


* صور من الجفاء مع النبي صلى الله عليه وسلم :

1. عدم تطبيق سنته ظاهرا وباطنا .
2ـ العدول عن سنته وسيرته الشريفة .
3ـ الجهل بخصائصه ومعجزاته.
4ـ اتباع الهوى والابتداع في الدين .
5ـ الغلو في محبته صلى الله عليه وسلم .
6ـ ترك الصلاة عليه لفظا وخطا
7ـ عدم الذب عن صحابته وحمايتهم والوقوع فيما شجر بينهم .

وبعد أخي المسلم .. فإن من تمام الإيمان : محبته صلى الله عليه وسلم وتعظيمه وتوقيره " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " [ رواه البخاري ]