المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفارغون هم أكثر الناس ضجيجاً


 


أبو همس
15 - 12 - 2009, 06:01 PM
ضإذا مرَّ القطار وسمعت ***ة لإحدى عرباته فاعلم إنها فارغة ، وإذا سمعت تاجراً يحرج على بضاعته ، وينادي عليها فاعلم أنها كاسدة ، فكل فارغ من البشر والأشياء له ***ة وصوت وصراخ ، أما العاملون المثابرون فهم في سكون ووقار ، لأنهم مشغولون ببناء صروح المجد وإقامة هياكل النجاح ، إن سنبلة القمح الممتلئة خاشعة ساكنة ثقيلة ، أما الفارغة فإنها في مهب الريح لخفتها وطيشها ، وفي الناس أناس فارغون مفلسون أصفار رسبوا في مدرسة الحياة ، وأخفقوا في حقول المعرفة والإبداع والإنتاج فاشتغلوا بتشوية أعمال الناجحين ، فهم كالطفل الأرعن الذي أتى إلى لوحة رسام هائمة بالحسن ، ناطقة بالجمال فشطب محاسنها وأذهب روعتها ، وهؤلاء الأغبياء ال**الى التافهون مشاريعهم كلام ، وحجمهم صراخ ، وأدلتهم هذيان لا تستطيع أن تطلق على أحدهم نقباً مميزاً ولا وصفاً جميلاً ، فليس بأديب ولا خطيب ولا كاتب ولا مهندس ولا تاجر ولا يذكر مع الموظفين الرواد ، ولا مع العلماء الأفذاذ ، ولا مع الصالحين الأبرار ، ولا مع الكرماء الأجواد ، بل هو صفر على يسار الرقم ، يعيش بلا هدف ، ويمضي بلا تخطيط ، ويسير بلا همة ، ليس له أعمال تنقد ، فهو جالس على الأرض والجالس على الأرض لا يسقط لا يمدح بشيء لأنه خال من الفضائل ، ولا يسب لأنه ليس له حساد ، وفي كتب الأدب أن شاباً خاملاً فاشلاً قال لأبيه : يا أبي أنا لا يمدحني ولا يسبني أحد مثل فلان فما السبب ؟ فقال أبوه : لأنك ثور في مسلاخ إنسان ،

إن الفارغ البليد يجد لذة في تحطيم أعمال ويحس بمتعة في تمريغ كرامة الرواد ، لأن عجز عن مجاراتهم ففرح بتهميس أبداعهم ، ولهذا تجد العامل المثابر النشيط منغمسا في إتقان عمله وتجويد إنتاجه ليس عنده وقت لتشريح جثث الآخرين ولا بعثرة قبورهم فهو منهمك في بناء مجه ونسج ثياب فضله ، إن النخلة باسقة الطول دائمة الخضرة حلوة الطلع كثيرة المنافع ، ولهذا إذا رماها سفيه بحجر عادت عليه تمراً ، أما الحنظلة فإنها عقيمة الثمر ، مشؤومة الطلع ، مرة الطعم ، لا منظر بهيجاً ولا ثمراً نضيجاً ، إن السيف يقص العظام وهو صامت ، والطبل يملأ الفضاء وهو أجوف ، إن علينا أن نصلح أنفسنا ونتقن أعمالنا ، وليس علينا حساب الناس والرقابة على أفكارهم والحكم على ضمائرهم ، الله يحاسبهم والله وحده يعلم سرهم وعلانتيهم ، ولو كنا راشدين بدرجة كافية لما أصبح عندنا فراغ في الوقت نذهبه في **ر عظام الناس ونشر غسيلهم وتمزيق أكفانهم ، التافهون وحدهم هم المنشغلون بالناس كالذباب يبحث عن الجرح ، أما لاخيرون فأعمالهم الجليلة أشغلتهم عن وافه الأمور كالنحل مشغول برحيق الزهر يحوله عسلاً فيه شفاء للناس ، إن الخيول المضمرة عند السباق لا تنصت لأصوات الجمهور ، لأنها لو فعلت ذلك لفشلت في سباقها وخسرت فوزها ، اعمل واجتهد واتقن ولا تصغ لمثبط أو حاسد أو فارغ .

هبطت بعوضة على نخلة ، فلما أرادت أن تطير قالت لنخلة : تماسكي أيتها النخلة فأنا سوف أطير ، فقالت لانخلة للبعوضة ، والله ما شعرت بك يوم وقعت فكيف أشعر بك إذا طرت ؟ ! تدخل الشاحنات الكبرى عليها الحديد والجسور وقد كتبوا عليها عبارة " خطر ممنوع الاقتراب ، فتبتعد التكاسي والسياكل لسان حالها ينادي " لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون " الأسد لا يأكل الميتة ، والنمر لا يهجم على المرأة لعزة النفس وكمال الهمة ، أما الصراصير والجعلان فعملها في القمامة وإبداعها في ال**الة .

ابومنار
15 - 12 - 2009, 08:30 PM
شكرا لكم على تواصلكم وسعدنا بتواجدكم اهلا بكم

فاطمة بنت زيد
15 - 12 - 2009, 11:05 PM
كلام جميل ومفيد

بارك الله فيك

عالي الشان
30 - 12 - 2009, 07:52 AM
يعطيك العافيه

بندورة حمراء
3 - 1 - 2010, 10:00 PM
يعطيك العافيه

حلم الترسيم
5 - 1 - 2010, 10:33 PM
كلام جميل جدا الف شكر