المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انحراف كثير من القراء عن الإخلاص !


 


محب الاستخاره
29 - 11 - 2009, 08:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل ((وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله )) ، والصلاة والسلام على نبيه القائل( إذا همّ _أراد_ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة...))، وعلى آله وصحبه أجمعين .أما بعد.

انـحراف كثيـر مـن القــراء عن الإخلاص !



السلسة الثانية من سلسلة إحياء إخلاص أمة الإخلاص ( 1)
ما من طالب علم أو متفقه حق إلا ويعلم صعوبة تحقيق الإخلاص( 2) ، وذلك لخفاء الرياء وتداخله مع دوافع وبواعث العمل المتداخلة مع حظوظ النفس ، وبمقدار الخوف من الرياء يكون الإخلاص ، قال الإمام الشافعي: (( لا يعرف الرياء إلا المخلصون )) ( 3).




أولا : كثرة القراء دليل على تغير الزمان



إذا كان لكل حق حقيقة فإن لكل حقيقة علامات تدل عليها قال عبد الله بن مسعود( 4)رضي الله عنه لإنسان أنك في زمان كثير فقهاؤه قليل قراؤه تحفظ فيه حدود القرآن وتضيع حروفه قليل من يسأل كثير من يعطي يطيلون فيه الصلاة ويقصرون الخطبة يبدون أعمالهم قبل أهوائهم وسيأتي على الناس زمان قليل فقهاؤه كثير قراؤه يحفظ فيه حروف القرآن وتضيع حدوده كثير من يسأل قليل من يعطي يطيلون فيه الخطبة ويقصرون الصلاة يبدون فيه أهواءهم قبل أعمالهم
قال الإمام ابن عبد البر( 5)


(( وفيه من الفقه مدح زمانه لكثرة الفقهاء فيه وقلة القراء وزمانه هذا هو القرن الممدوح على لسان النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيه دليل على أن كثرة القراء للقرآن دليل على تغير الزمان وذمه لذلك

وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر منافقي أمتي قراؤها من حديث عقبة بن عامر وغيره
وقال مالك رحمه الله قد يقرأ القرآن من لا خير فيه والعيان في هذا الزمان على صحة معنى هذا الحديث كالبرهان ، وفيه دليل أن تضييع حروف القرآن ليس به بأس لأنه قد مدح الزمان الذي تضيع فيه حروفه وذم الزمان الذي يحفظ فيه حروف القرآن وتضيع حدوده )) .



ثانيا : هل أتى زمن ابن مسعود - رضي الله عنه - ؟


منذ زمن بعيد وهناك اهتمام خاص وعام في تحفيظ القرآن ، واليوم لا يكاد يخلو مسجد من حفظة له ،
وأصل هذا الاهتمام النصوص الواردة في فضل تعلمه ، مثل :
" يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتـل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها ))( 6) .
" (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ))( 7) .


فمع أن الخيرية هنا مخصوصة( 8)-كحديث خيركم خير كم لأهله -، إلا أن الاهتمام اليوم منصب على التحفيظ أكثر من غيره ، وأنسانا الشيطان التحذير الخبري( 9) للرسول صلى الله وعليه وسلم - بأن أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها(10 )- ولم نسد الثغرة كما ينبغي ، ففي هذا العصر حيث انتشر العلم قد تجد من لا يتورع في حفظ وتعاهد القرآن للناس لأنه إمام أو خطيب أو معه محاضرة أو درس أو طالب في مدرسة( 11) أو جامعة وغير ذلك ، وصدق الإمام الشافعي عندما قـال : (( لا يعـرف الرياء إلا المخلصون( 12) )) .
قد يقول قائل : هؤلاء لم يتعاهدوا القرآن للناس بل لمطلب شرعي لأداء تكليف أو إتقان عمل.


فالجواب:


أننا مع تطاول الأمد أنسانا العدو المنسي فقه الشرك الخفي ،فأداء التكليف وإتقان العمل وأي عمل يشترط أن يكون لله ليقبل ،فإن لم يكن لله فهو لغير الله ، قال سبحانه : ((قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) . الأنعام.

فتعلم القرآن يكون ، بتعلمه : حفظا ، تلاوة ، فهما ، تفسيرا ، أحكاما . عملا ، وإذا تأملنا هذه الأنواع وقارناها من حيث الأهمية بالنصوص الشرعية لخرجنا بنتيجة أن التحفيظ أقل مرتبة من معظمها - إن تكن كلها - .
فكيف إذا قارنا أهمية الحفظ مع التفقه في الدين ومع أهمية أعمال القلوب ، وإذا جاز التقريب للقارئ فيمكن القول أن الأهمية ينبغي أن تكون -مثلا - على الأقل بنسبة ا- 6، أي ساعة للحفظ و5 ساعات لغيرها من علوم القرآن الستة المتقدمة .



ثالثا : دلالة أن يكون الظاهر أحسن من الباطن



الأصل أن يكون الباطن أحسن من الظاهر( 2) ، فإذا حصل الع** ، دل دلالة قاطعة وواضحة - كالشمس صيفا في رابعة النهار - على وجود خلل عظيم وخطير في غاية الأهمية سواء كان في الفرد أو الجماعات أو المجتمعات ، أهمها:
1) الوقوع في الشرك الخفي .
2) وجود خلل خطير في فهم حقيقة ركن العمل - أحد أركان حقيقة تركيبة الإيمان - .
3) وجود خلل عظيم في منهاج فقه الأولويات التعليمية والتربوية .


يقول الإمام ابن القيم( ) :
(( وقيل : الإخلاص استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن والرياء : أن يكون ظاهره خيرا من باطنه والصدق في والصدق في الإخلاص : أن يكون باطنه أعمر من ظاهره )) .

رابعا : أسئلة إيمانية
" من المسئول عن وجود هذا الخلل في منهاج فقه الأولويات التعليمية ؟
" هل هذا الاهتمام غير المنضبط أثر سلبا بالتمسك بالظاهر أكثر من الباطن ؟
" ما الأسباب الحقيقة بالاهتمام بالظاهر أكثر من الباطن ؟
" لماذا معظم المربين يهتمون بتكريم من يحفظ القرآن ؟ ولا يكرمون من يفهم القرآن أو يعمل به ؟
" هل حان الوقت لنضع الأصابع على الجروح لمعالجتها ؟

عن كتاب ((لـله أم للذات ؟ _ تعرف على عملك قبل فوات الأوان - )) .
اللهــم فهـذه غايـة قدرتـي فأرنـي قدرتـك واجعـل أفئـدة المسلميـن تهـوي إليهـا وأرنـي ثوابهــا في الدنيــا والآخــرة..اللهم آمين ، اللهم آمين ، اللهم آمين .
+++++++ ++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++ ======= ==========================
1) ) في السلسلة الأولى كانت بعنوان : (( انحراف كثير من الفقهاء عن الإخلاص . الرابط :

ولمزيد من الفائدة ينظر (( حقيقة الإخلاص عند *** الإسلام وانحراف كثير من الفقهاء )) . مكتبة صيد الفوائد رابط :

2) وقد جاءت نصوص وآثار عن السلف تدل على ذلك منها عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل و سأدلك على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك و كباره تقول : اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك و أنا أعلم و أستغفرك لما لا أعلم ( تقولها ثلاث مرات ) أخرجه أبو يعلى في مسنده (( 60)) ، وضعفه المحقق حسين أسد ، وأخرج بنحوه الحاكم في المستدرك 3148، وقال : ((وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)) ، وصححه الألباني.ينظر حديث رقم: 3731 في صحيح الجامع وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 3433 .
3) تهذيب الأسماء : 1/76، لأبي زكريا محيي الدين يحيى بن حزام .
4) موطأ مالك 417 ، واللفظ له ، قال الإمام ابن عبد البر (( هذا الحديث قد روي عن بن مسعود من وجوه متصلة حسان متواترة )) من الاستذكار 2 \363 ، وأخرج الحاكم بنحوه ( 8487) وقال : (( هذا حديث صحيح على شرط ال***ين ولم يخرجاه )
5 ) الاستذكار 2 \ 363 .
6) ) أخرجه الترمذي 2914، وأبو داود 1446.وصححه الألباني . وقال : واعلم أن المراد بقوله صاحب القرآن حافظه عن ظهر قلب على حد قوله صلى الله عليه وسلم يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله . . أي أحفظهم فالتفاضل في درجات الجنة إنما هو على حسب الحفظ في الدنيا وليس على حسب قراءته يومئذ واستكثاره منها كما توهم بعضهم ففيه فضيلة ظاهرة لحافظ القرآن لكن بشرط أن يكون حفظه لوجه الله تبارك وتعالى وليس للدنيا والدرهم والدينار وإلا فقد قال صلى الله عليه وسلم أكثر منافقي أمتي قراؤها .
7) أخرجه البخاري :4739
8 ) على حسب اختلاف الأحوال والأشخاص وحاجة السائل إليه فإنه قد يقال خير الأشياء كذا ولا يراد أنه خير جميع الأشياء من جميع الوجوه وفي جميع الأحوال بل في حال دون حال بمن علم وتعلم بحيث يكون قد علم ما يجب عليه عينا. لمزيد من التفصيل ينظر : فتح الباري ج 9 ص 76 . الديباج على مسلم ج 1 ص 98 .
10) أخرجه أحمد في أكثر من موضع وفي (( 6633)) وقال حديث صحيح , وهذا إسناد حسن ،وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ((2/375))
11 ) ومن هنا يبدأ الخلل وقبله المناهج التعليمية التي لا تعطي الإخلاص حقه .
12) تهذيب الأسماء : 1/76، لأبي زكريا محيي الدين يحيى بن حزام .
13) فذرة من كبر في القلب تحرم صاحبها دخول الجنة إلا أن يشاء سبحانه ، فكيف إذا كانت أكثر وأكبر من ذرة ؟!! وكيف إذا الذنب أكبر من الكبر ؟؟!! .
13) فذرة من كبر في القلب تحرم صاحبها دخول الجنة إلا أن يشاء سبحانه ، فكيف إذا كانت أكثر وأكبر من ذرة ؟!! وكيف إذا الذنب أكبر من الكبر ؟؟!! .

فاطمة بنت زيد
29 - 11 - 2009, 07:18 PM
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

جزيت الفردوس على هذا الطرح القيم

( أكثر منافقي أمتي قراؤها ) !!!

وهذا شرح المناوي رحمه الله من كتابه فيض القدير شرح الجامع الصغير :


أي الذين يتأولونه وجهه ويضعونه مواضعه أو يحفظون القرآن تقية للتهمة عن أنفسهم وهم معتقدون خلافه فكان المنافقون في عصر النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة ذكره ابن الأثير
وقال الزمخشري أراد بالنفاق الرياء لأن كلا منهما أراد ما في الظاهر خلاف ما في الباطن اهـ .
وبسطه بعضهم فقال أراد نفاق العمل لا الاعتقاد ولأن المنافق أظهر الإيمان بالله لله وأضمر عصمة دمه وماله والمرائي أظهر بعلمه الآخرة وأضمر ثناء الناس وعرض الدنيا والقارئ أظهر أنه يريد الله وحده وأضمر حظ نفسه وهو الثواب ويرى نفسه أهلا له وينظر إلى عمله بعين الإجلال فأشبه المنافق واستويا في مخالفة الباطن والظاهر تنبيه قال الغزالي احذر من خصال القراء الأربعة الأمل والعجلة والكبر والحسد قال وهي علل تعتري سائر الناس عموما والقراء خصوصا ترى القارئ المطلوب الأمل فيوقعه في ال**ل وتراه يستعجل على الخير فيقطع عنه وتراه يحسد نظراءه على ما آتاهم الله من فضله فربما يبلغ به مبلغا يحمله على فضائح وقبائح لا يقدم عليها محمود ولا فاجر ولهذا قال النووي ما أخاف على ذمي إلا القراء والعلماء فاستنكروا منه ذلك فقال ما أنا قلته وإنما قاله إبراهيم النخعي .
وقال عطاء احذروا القراء واحذروني معهم فلو خالفت أودهم لي في رمانة أقول إنها حلوة ويقول إنها حامضة ما أمنته أن يسعى بدمي إلى سلطان جائر وقال الفضيل لابنه اشتروا دارا بعيدة عن القراء ما لي والقوم إن ظهرت مني زلة قتلوني وإن ظهرت علي حسنة حسدوني ولذلك ترى الواحد منهم يتكبر على الناس ويستخف بهم معبسا وجهه كأنما يمن على الناس بما يصلي زيادة ركعتين أو كأنما جاءه من الله منشور بالجنة والبراءة من النار أو كأنه استيقن السعادة لنفسه والشقاوة لسائر الناس ثم مع ذلك يلبس لباس المتواضعين ويتماوت وهذا لا يليق بالتكبر والترفع ولا يلائمه بل ينافيه لكن الأعمى لا يبصر.


دمتم بخير

ماجدالعتيبي
7 - 1 - 2010, 09:51 AM
ما شاء الله تبارك الله ..

لقد افدتما بالكثير في هذ الموضوع .

جزاكما الله الجنه

هنو الحلوه
15 - 1 - 2010, 08:06 PM
شكراً لك اخي الكريم

محب الاستخاره
29 - 1 - 2010, 04:23 PM
شكر الله مروركم الكريم .

الشب ح المقنع
30 - 1 - 2010, 06:32 PM
جزاك الله خيرا