المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحمل الطبيعي يمكن أن يتحول إلى خطر إذا كان هناك إهمال في المتابعة


 


ابولمى
7 - 5 - 2004, 04:44 AM
الحمل الطبيعي يمكن أن يتحول إلى خطر إذا كان هناك إهمال في المتابعة


يعتبر الحمل عملية طبيعية في حياة المرأة غير أنه في بعض الحالات وتحت ظروف صحية معينة تصيب الأم أو الجنين أو كليهما معاً يصبح الحمل ذا خطورة على حياة أحدهما مما يتطلب عناية فائقة من الطبيب المعالج للوصول بهذا الحمل إلى مرحلة آمنة للأم والجنين والتدخل لإنقاذ أحدهما أو كليهما معاً. كما قد يستدعي استعمال بعض الطرق التشخيصية سواء البسيطة منها أو التي تستدعي التدخل الجراحي.
كما أنه من الجدير بالذكر أن الحمل الطبيعي قد يتحول في أي مرحلة من مراحله إلى حمل عالي الخطورة ويتم عادة اكتشاف ذلك من خلال المتابعة الدورية مما يؤكد أهمية هذه المتابعة.
نسب حصوله:
يشكل الحمل الخطر ما نسبته 15-20% من حالات الحمل وتختلف نسبة حصوله باختلاف المجتمعات *****توى الاجتماعي للزوجين بالإضافة إلى العادات الغذائية. أو انتشار العادات الاجتماعية غير المستحبة كالتدخين واستعمال المواد الكحولية. وبالنسبة للمجتمع السعودي فليس هناك دراسات كافية لتوضيح النسبة ولكن من الدراسات القليلة الموجودة يتضح أن نسبته قد تصل إلى 17% وغالباً ما يكون سبب ارتفاع النسبة تفشي بعض الأمراض بنسبة مرتفعة في مجتمعنا كمرض السكري وأمراض الكلى وارتفاع ضغط الدم كما أن انتشار السمنة وقلة ممارسة الرياضة قد يكونان عاملاً مهماً هذا بالإضافة إلى زيادة ظاهرة التدخين بين النساء في المجتمع السعودي والتي كانت سابقاً ظاهرة محدودة ولكنها أخذت في الانتشار بين النساء في سن الإنجاب.
النتائج التي قد تترتب عليه:
من المعروف علمياً أن 70-80% من الأطفال الذين يحتاجون للعناية المركزة هم من مواليد ما يسمى بالحمل الخطر مقارنة فقط بـ 20% في الحمل الطبيعي وهذه تعتبر نسبة عالية. كما أنه ثبت من خلال الدراسات أن أكبر نسبة وفيات للأجنة أو الأطفال حديثي الولادة تكون نتاجاً للحمل الخطر.
وأخيراً فإن جزءاً كبيراً من الأطفال المصابين بالإعاقات سواء البسيطة منها أو الشديدة يكونون غالباً من مواليد الحمل الخطر.
أسبابه:
قد تكون الأسباب ناتجة عن الأم أو الجنين أو المشيمة أو قد تتداخل العوامل المسببة بين الأطراف الثلاثة المذكورة.
وبداية بالأم فإن هناك بعض الأمراض التي تصيب الأم نفسها وعلى سبيل المثال لا الحصر أمراض السكري وارتفاع الضغط أو أمراض الكلى المزمنة وأمراض القلب والربو ومضاعفاته وأمراض فقر الدم الوراثي منها وغير الوراثي بالإضافة إلى أمراض الكبد وأمراض تخثر الدم.
وهناك أنواع من الأمراض وخاصة المعدي منها والتي قد تنتقل من الأم إلى الجنين كأمراض الحصبة الألمانية ومرض التكسوبلازموسس ومرض الهربس ونقص المناعة المكتسب. بالإضافة إلى فيروس السيتومقاليك.
وهذه الأمراض المعدية عند انتقالها للجنين قد تؤدي إلى التشوهات أو قصور في نمو الجنين بصفة عامة أو قصور في نمو بعض الأعضاء وبالتالي ترفع من خطورة الحمل كما أن الحمل في فترة المراهقة أو الحمل في سن فوق الـ 35 عاماً يعتبر عالي الخطورة نظراً للمضاعفات الصحية المصاحبة له.
الجزء الآخر الذي قد يرفع من خطورة الحمل هو حدوث بعض المضاعفات الخاصة بالحمل فقط كالولادة المبكرة وانفتاح كيس الحمل أو النقص أو الزيادة في السائل الأمنيوسي بالإضافة إلى ما يسمى بتسمم الحمل.
أما الأسباب الناتجة عن العوارض الصحية التي تصيب الجنين وتؤدي إلى ارتفاع خطورة الحمل فيمكن ملاحظتها في التشوهات الجنينية أو القصور في نمو الأجنة أو الأمراض الوراثية كما أن الحمل في أكثر من جنين واحد كحمل التوائم فما فوق يعتبر حملا عالي الخطورة بالإضافة إلى اختلاف فصيلة الدم بين الأم والجنين ووجود أجسام مضادة لدم الجنين في الدورة الدموية للأم والتي تهاجم كريات الدم الحمراء للجنين وتؤدي إلى تكسرها وبالتالي إصابة الجنين بفقر الدم الشديد الذي قد يؤدي لا سمح الله إلى وفاة الجنين داخل الرحم كما أن هناك أسباباً ناتجة عن خلل في المشيمة كانفصال المشيمة أو المشيمة المتقدمة أو عدم تمكن المشيمة القيام بوظائفها الطبيعية وعدم قدرتها على إيصال الكمية الكافية من الغذاء للجنين.
طرق العلاج:
تعتمد طرق العلاج أساسا على الأسباب التي جعلت من الحمل عالي الخطورة ففي حالة إصابة الأم ببعض الأمراض يتم علاج الأم ببرامج معينة يقوم الطبيب المعالج بتفصيلها لكل مريضة على حدة بحيث تناسب المرض المراد علاجه ولا تحمل تأثيرا كبيرا على الجنين، وأما إذا كان من الأمراض المعدية التي تنتقل إلى الجنين فإنه يمكن علاج الأم للتخفيف من الضرر الذي قد يقع على الجنين. وأما المضاعفات المصاحبة للحمل فيمكن للطبيبة المعالجة متابعة الحمل بدقة واتخاذ قرار التدخل في الوقت المناسب بحيث يضمن سلامة الأم وجنينها، وذلك أيضا ينطبق على القصور في نمو الجنين والأسباب الخاصة بمشكلات المشيمة. كما أنه تجدر الإشارة إلى أن العلاج يعتمد على نتائج الفحوصات التي تجرى للأم والجنين.
طرق الوقاية:
تعتبر الوقاية الجزء الأكبر من برامج العلاج وتتلخص طرق الوقاية من عوارض الحمل الخطر في التالي:
أولا: المتابعة الدقيقة للحمل من الشهور الأولى حتى الوضع بسلام تحت إشراف الأطباء المتخصصين.
ثانيا: نشر التوعية الصحية بين الحوامل وتعريفهن بأعراض وعلامات الحمل الخطر التي يجب عليهن التعرف عليها ومراجعة الطبيب في حالة حصول أي منها.
ثالثا: إجراء الفحوصات المطلوبة خلال فترات الحمل بطريقة دورية للكشف عما قد لا يكون ظاهرا لدى المرأة الحامل أو حتى الطبيب في بعض الحالات.
رابعا: تجنب العادات الاجتماعية السيئة كالتدخين وتناول المواد الكحولية وغيرها.
خامسا: علاج الأمراض المزمنة بطريقة مرضية كالسكر والضغط قبل فترة الحمل.
سادسا: العناية بالغذاء الكامل وتنويع مصادره خلال الحمل والحصول على قدر مناسب من الحديد والكالسيوم خلال فترة الحمل.
سابعا: أخذ بعض الفيتامينات التي تؤدي بإذن الله إلى التقليل من نسبة التشوهات كحامض الفوليد.
ثامنا: عدم استعمال الأدوية إلا بإشراف الطبيب ليس فقط خلال الحمل بل أيضا قبل حصول الحمل بفترة قد تصل إلى ثلاثة أشهر وإبلاغ الطبيب بوجود الحمل عند حصول أي عارض والحاجة إلى الدواء لتجنب الأدوية التي قد تؤثر على الجنين.
وأخيرا فإن التقدم الطبي الحاصل في السنوات الأخيرة أدى بفضل الله إلى الحصول على نتائج أفضل للأم والجنين من خلال برامج المتابعة الدقيقة، والعلاج التدخلي للأم والجنين.
د: نبيل سالم بندقجي
استشاري طب الأجنة والحمل الخطر
رئيس قسم النساء والولادة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة

اريج البنفسج
8 - 5 - 2004, 01:08 PM
جزاكم الله خير الجزاء

أخي أبو لمى

موضوع هام

بارك الله فيك