المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل أنت حلوة؟!


 


الباشا222
18 - 5 - 2009, 11:31 PM
هل أنت حلوة؟!
أنت حلوة! ،أنا متأكد من هذا! ،لكن الذي لست متأكداً منه خمسة أشياء:
الشيء الأول:
لست متأكداً هل أنت سعيدة بحلاوتك وجمالك أم لا؟! أتدرين لماذا؟ لأن الجمال الباهر،والحسن الفائق
ليس دليلاً على السعاده والرضا النفسي بكل حال.
فهذه فتاة جميلة مضيئة كالقمر ، لكنها قلقة ومتوترة ، بسبب حبيبات صغيرات من حبوب الشباب على
وجنتيها ، أرقتها وأقلقتها ، وأفسدت الاستمتاع بجمالها ، وتلك فتاة أخرى إذا أردت أن تجاملها قلت أنها
دميمة ! ، ومع ذلك فهي بنت فرحه ضاحكه مرحه ، فجعلت جمال النفس وخفة الظل التي وهبها الله ،
مقابلاً للدمامة في المنظر، فذاقت الدميمة من السعاده والرضا النفسي ، مالم تذقه الجميلة !.
الشيء الثاني:
لست متأكداً هل أنت ممن تشغل نفسها بالمقارنة بينها وبين غيرها من الفتيات ، (هذه أجمل مني!)
(وأنا أجمل من هذه ).
فإذا كنت كذلك فإني أدعوك أن تتركي هذه"المقارنة الغبية" وذلك لسبب واضح بسيط وهو أن كل فتاة
هي أجمل من بعض الفتيات ، كما أن هناك من هو أجمل منها ، وهذه قسمه ربانيه ، فلا الجميلة ***ت
لنفسها الجمال ، ولا من هي دون ذلك جعلت نفسها كذلك ، والفتاة المتزنة تدرك أن عليها أن تتجمل في
حدود ماأعطاها الله عز وجل ، وتذكري أن الحياة لاتستـقيم بأن تكون كل نساء الدنيا في غاية الجمال ،
كما أنها لاتستـقيم أ ن يكون كل النساء أغنياء ، وهكذا.
الشيء الثالث:
لست متأكداً هل أنت ممن تشغل نفسها بمراقبة لون بشرتها ، أوسعة فمها ، أو شكل أسنانها.
فما لم يكن ثمة مشكله في العمل وكفاءته ، فلا تكثري له ، لأنه جزء من اختلاف النساء فيما بينهن ،
وهذا الأمر لا ضابط له البتة ، فكم من فتاة جاءت للعيادة تبكي وتنوح بسبب أنفها الكبير جداً ، الذي
يكاد يحجب عنها ضوء الشمس ، كما تقول ، إذا نظرت فإذا الأنف كبقية أنوف بني آدم ، ليس كحبة
عنبه طبعاً ، لكنه أيضاً ليس كخرطوم الفيل!.
وهذه المشكلة تتكرر كثيراً في عيادات التجميل، إلى درجة جراحي التجميل الغربيين ، ترك تخصصه
واشتغل بالطب النفسي ، وكتب في هذه نظرية نفسيه مشهورة مؤداها أن الإنسان هو الذي يرسم الصورة
التي يراها لنفسه ، فإذا أوحت الفتاة إلى نفسها أنها ناجحة مثلاً أو أنها دميمة أو أن شفتاها كبيرتان كطرف
قرص البيتـزا، فأنها تقتنع بذلك حقاً ، وتعتقد أنه من الصواب والحقيقة التي لا مفر منها ، مع أن الأمر
في الواقع ليس كذلك!.
ثم أني أضيف أمراً آخر: إذا لاتجد الفتاة من نفسها ماتكره ، إلا وجدت فيها ماتحب ، ولابد!..
ومعنى هذا أن الإنسان كل مركب من مجموعه أشياء ، وليس هو جزء واحد فقط ، ولهذا فإن الفتاة إذا
وجدت في جمالها وتقاسيم جسدها شيئاً تكرهه ، فلتبحث عما يعجبها من نفسها ولابد واحدة ، إما نفساً
مرحه ضاحكه ، أو روحاً أريحيه باذله معطاءة ، أوذكاء وقاداً أو كفايه ماليه , أو أسرة مستقرة أو .. أو في أشياء كثيرة لاحصر لها..
واضيف أمراً آخر أيضاً : إذا ضاقت بالفتاة نفسها , بسبب ماتكره وجوده في جسمها فلتذكر نفسها إنه لم يكن لها يد إحداة أصلاً, ثم هو شيء غير قابل للتغيير فلماذا تشغلين بالك به؟ والحكمة تقتضي أن نشغل أنفسنا فيما نقدر على تغييره , لافيما سبق به القدر وجفت عليه الأقلام.
الشيء الرابع:
لست متأكد هل ؟؟أنت ممن يدرك أن لكل مناسبة ما يليق بها الزينة والجمال , إذ ليس من المعقول أن تقضي الفتاة زمناً طويلاً في التزين والتجمل , في كل مرة تذهب فيها إلى المدرسة أو الزيارة صديقة أو للسوق . إذ لكل مناسبة مايناسبها من اللباس ومن الوقت الذي ينفق في تجهيزه.
إن من خصائص الأنوثة الملازمة للبني الاهتمام بمظهرها , وهندامها ولباسها وشعرها ومشيتها , وهذا الاهتمام لاتعاب به الفتاة بل هو من كمال أنوثتها, وليس من حقنا أن نصادر هذه الرغبة منها, لكن الذي يهمنا هو أن يكون هذا الاهتمام بالزينه والجمال داخلاً في دائرة الاتزان, الذي ندندن حوله دائماً...
إنه امر جوهري أن تفهم الفتاة قيمة الجمال فليست قيمة الإنسان في ثوبه وحذائه , هل سمعت فتاة تستمد قيمتها من حذائها الذي تلبسه في رجليها؟
الشيء الخامس:
لست متأكداً هل أنت ممن يدرك أن التجمل والتزين لايشمل ال***اب , وهو الذي تجعله النساء فوق ملابسهن , يسمى في بلاد كثيرة بالعباءة , إذ ليس ثمة ***اب جميل وآخر دون ذلك , ليس هناك ***اب للسوق وآخر للمدرسة وثالث للمناسبات فالحجاب بال***اب مقصود ستر زينة الملابس وستر زينة الجسم فإذا كان ال***اب هو الزينه في نفسه فقد قيمته وفقد الحكمة من تشريعه , واحتاج هذا ال***اب إلى ***اب آخر فوقه يستر زينتة.
إن الحجاب إعلان أن الفتاة أكرم من أن تكون ملتقى أعين الشباب وأنها لن تكن مصدراً لإثارة غرائزهم , ولن تكون سبباً في هدم بيت لم ير صاحبه في زوجته من الجمال ما رأى في المتبرجة .
وهو تأكيد على أن جمال الفتاة في أنوثتها والأنوثة تفقد قيمتها إذا كانت مبتذلة , لأنها حينئذ تكون عرضاً
للجسد الأنثوي خال من كل معنى سام, وما التبرج إلا جزء من العهد الإبليسي الذي قطعه إبليس على نفسه بكشف عورات آدم عليه السلام وذريته , وقد سمعنا وسمعتم عن بعض بلاد أوروبا وفيها أقوام يخرجون للشوارع عراة تماماً , تماماً بدون أية خرقة , ويقولون : أيش فيها!..
وهذا يجر إلى الكلام على ما يمكن تسميته بـ"نفسية الحجاب والتبرج" لكني غير قادر على ذلك الآن فعسى الله ييسر لذلك من أمره ما يشاء.