اريد كلمة للام في حفل خريجات الثانوية العامة [الأرشيف]

فاطمة بنت زيد

18 - 5 - 2009, 08:32 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا ما وجدت أتمنى أن تستفيدي منه

كلمة من قلب أم الى ابنتها في يوم تخرجها

بسم الله الرحمة الرحيم

إبنتي الحبيبة ..

ها أنتِ ترفلين في ثوب التخرج, بإبتسامة ولا أعذب, وطلةٍ ولا أبهى, تكاد قدماك لا تلامسان الأرض، و كأنك تطيرين بأجنحة التفوق.
يدك التي مددتها لاستلام شهادة التفوق هي يدك التي مددتها للعلم بكل شوق, فهاهو اليوم يكافئك بالتفوق.
ابنتي ...كم هي السنوات التي مرت ؟ وكم هي الأيام التي مضت؟ كيف ومتى إنقضت هذه الأيام والشهور والسنوات؟ أين نحن من أولى خطواتك في طرقات المدرسة, بين الصمت والضجيج في عالم الأطفال, بين ضحكات البراءة ونظرات التعجب التي كنتِ تقرئينها في أعين الزميلات, أين نحن اليوم من الإمتحانات التي أرهبتك بغموضها فهزمتها بمثابرتك وإجتهادك. كم صبرتِ وعانيتِ وجاهدتِ، كم بت ليلك منكبة على كتبك, تفكين رموزها، تستوضحين مبهمها, تجتهدين ألا تفوتك كلمة، وألا تسبقك جملة.

في تلك الأيام كونتِ بعض الصداقات، حينها علمتُ بأن المولى جل وعلا يحطيك بفيض رحمته ورعايته, تأتين كل يوم من المدرسة بحقيبةٍ ملأى بالكتب، وعين ملؤها الصور, وحديث يدور حول أخبار المدرسة والمدرسات والصديقات.
كنت أخشى عليك كثيرا. ولكن المولى جل وعلا إحتواكِ بفيض رعايته, فسخر لك قلوب الزميلات، تحلقوا حولك بحبهم
أبنتي ...

كنت ألمح إجتهادك وحرصك ومثابرتك على الدراسة، تسألين عن ما يستعصي عليك, تستوضحين ما لم تفهميه, وفي آخر النهار تربتين على كتفي قائلة: ( كان يوماً جميلاً ). عبارة وقعها على قلبي كوقع البلسم الشافي على الجروح.

عبر السنوات الدراسية كنتِ مثالاً للطالبة المؤدبة المجتهدة وذلك بشهادة الهيئات الإدارية والتعليمية بمدارسك لقد كنت تحصدين الإعجاب والتفوق.
حينما يذكر إسمك يمر على البعض مرور الكرام, يتوقف عنده من يتابع خطواتك على طريق العلم, يبارك لك الأحباب والأصحاب, تتوالى التهاني بحصولك على الشهادة الثانوية، شهادةٌ ربما يراها البعض أسهل من أن يحتفي بها, فالكل يحصل عليها, ولكنني أعلم يا ابنتي بأنك ما حصلت عليها إلا لأنك أنت أردت الحصول عليها وكأنك تقولين للعالم أنا لست مختلفة ولا اقل ، ولا أنقصُ عن من حصل عليها شيئاً .لقد وجدت فيك روح الاصرار لبلوغ الهدف و المثابره و الاجتهاد

ابنتي الحبيبة ...يمر الكثير منا بمواقف وتجارب في حياته، يتوقف البعض، ويصدم الآخر, منهم من يأخذ الطريق الأسهل, ويردد بأن هذا قدره وينسى " بأن الله لا يغيرُ ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم ".
لم تغب عن عيني نظرات الشفقة التي كانت تحيط بك في سنواتك الأولى, حينما كانت الحروف على شفتيك تضل طريقها إلى النطق الصحيح، تعيدين المحاولة تلو المحاولة دونما يأس أو ضجر, لقد حباك الله بحبٍ للمعرفة،
اليوم يا صغيرتي عندما استرجع كل هذه الإحداث أحمد الله على نعمه

اليوم يا غاليتي أريد ان يراك القاصي والداني، أريد ان يفرح بك القريب والبعيد، اريد ان يعلم الجميع انك حصلتي على التفوق بذكائك وإصرارك على النجاح. اليوم أريد للعالم أجمع أن يفرح بكِ كما أنا بكِ مسرورة.
اليوم كل دعائي ان يبارك الرحمن خطواتك وان ينير طريقك وأن يوفقك ويرضى عنك.
إني أشهد الله يا ابنتي بأني أحبك ما تعاقب الليل والنهار, وإني فخورة بكِ, وإن قلبي راضٍ عنكِ ما حييت.
أبقاك الله لي دوماً منيرة في دياجير السنين

والدتك المحبة لك دوماً وابداً

دمتي بخير