المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الالعاب المفضلة لدى الاطفال


 


رغد12
17 - 5 - 2009, 03:11 PM
كان مغتبطاً بحديثه مع صاحبه في الحافلة التي تقلني الى مكان عملي عن طفله الذي وعد ان يشتري له اجمل واحلى اللعب في يوم عيد ميلاده.. وكيف حقق له امنيته عندما اصطحبه الى عدد من المحال التجارية الخاصة ببيع لعب الاطفال لينتقي ما شاء منها.. " بنادق و مسدسات ومقاتلون آليون و.." تصدر اصوات اطلاقات مشابهة للاسلحة الحقيقية ..
أومأ صاحبه برأسه دهشة وتعجباً مما سمعه.. فالطفل يرى العالم من خلال خيال واسع بريء بعيداً عن همومه ومشاكلاته ومتطلباته الكثيرة التي لا تنتهي ابداً بل يرى الحياة زهرة جميلة وضحكة يطلقها من الاعماق غير مبال بما يدور من حوله من ازمات وحروب أو دوامات عنف وقتل واختطاف وسرقة في اناء الليل واطراف النهار.. صحيح ان هذه اللعب هي قريبة من واقعنا الذي نعيش فيه، ولكن لابد من ابعاد الاطفال عن هذه النـزعة العدوانية التي عكست مظاهر العنف في الشارع العراقي على الاطفال عموماً الذين وجدوا في هذه اللعب خير ملاذ للتعبير الحي عن انعكاساتها.
أضافت مظاهر التسلح التي يشهدها الشارع العراقي في الوقت الراهن على الأطفال العراقيين مزاجاً جديداً حيث اخذ الاطفال ينتقون العابهم وفقا لمنظور يغلب عليها طابع الأسلحة الذين يعيشون وسط أصوات العيارات النارية والدبابات والآليات العسكريةوصور الدمار الذي تتسبب به السيارات المفخخة...فضلا عن مشاهد العنف التي تنقلها الفضائيات المختلفة من صور العنف في العراق والدمار الكبير الذي تسببه السيارات المفخخة بعد انفجارها . وما يثير انتباهم من (افلام الكارتون) التي تبحث قصص العنف والصراعات المسلحة بين الخير والشر...
ان لعب الاطفال الشبيهة بالاسلحة العسكرية كالدبابة الكبيرة والطائرة المروحية والأسلحة الخفيفة (المسدس، البندقية) التي تطلق هديراً واصواتاً واشارات ضوئية ذاتية الحركة ...اصبحت الالعاب المفضلة لدى الأطفال العراقيين، حيث حرص هؤلاء الأطفال على شرائها بدلا من الحلويات والألعاب الأخرى التي كانوا يحرصون على اقتنائها قبل سقوط النظام ودخول القوات الاجنبية
مشهد يشابه الواقع
اغلب العائلات لم تنتبه الى خطورة اقتناء الاطفال لالعاب العنف التي يسبب معضمها الازعاج والضوضاء نتيجة لاصواتها التي لاتختلف كثيراً عن صوات الاطلاقات الحقيقية...واكد عدد من الاباء والامهات بانهم يضطرون الى تلبية رغبات اطفالهم لشراء العاب العنف ويؤكدون ان اطفالهم متأثرون بما يحدث في الشارع العراقي ،والغريب في الأمر إن بعض العائلات من دون توجيه او مسؤوليه ومن خلال قيام اطفالهم باللعب وبعد الانقسام الى فريقين وتهيئة الاسلحة لخوض المعركة فيما بينهما يتفاجئون بانتهاء اللعبة نتيجة حصول خسائر لدى الطرفين بسبب العتاد الذي ينطلق من هذه الأسلحة والذي يؤدي إلى إصابات تكون خطرة في بعض الاحيان.
الدكتور اياد المرشدي استاذ علم النفس يقول: ان ظاهرة اقبال الاطفال على اقتناء اللعب التي تحمل طابع العنف والقتال ظاهرة خطيرة وحقيقية في المجتمع العراقي ويمارسها اغلب الاطفال وان لهذه الظاهرة نتائج سلبية كثيرة على حياتهم وحياة الاخرين فضلا عن خلق نوع من الاضطراب لديهم.. واسباب هذه الظاهرة عديدة منها تأثير المحيط الذي حوله و الفضائيات وحجم المشاهد العسكرية في الشارع من خلال مرور ارتال الجيش والشرطة ... والطفل بطبيعته يحب التقليد ومن الممكن انتشار واستعمال هذه الالعاب بين الاطفال) .
العائلات بانها يجب ان تكون واعية لتصرفات ابنائها وما يستعملونه في العابهم... وان يكونوا على حذر من اقتناء اطفالهم لعب الاسلحة لان لها اثار سلبية على حياة الاطفال انفسهم والاخرين الابرياء.
الدكتور جلال عبد الخالق استاذعلم الاجتماع تحدث عن هذا الموضوع قائلا :(يشكل اختيار لعب الاطفال اثراً بالغاً في بناء وتكوين شخصية الطفل وسلوكه ...وقد اكدت الدراسات الاجتماعية ان المجتمعات التي تعيش الحروب والصراعات فيما بينها يقوم الاطفال في اثناء ممارستهم اللعب بتقليد ما يفعله الكباراثناء حملهم للاسلحة كالمسدس والبندقية...مشيراً الى اتباع اجراءات اساسية من اجل معالجة هذه الظاهرة وايجاد عالم سليم للطفل تكون فيه الالعاب جزءا مكملا لبرنامج تعليمه وتربيته .
ألاتجار ببراءة الطفولة..
من جانبهم استغل تجار لعب الاطفال واصحاب المحال التجارية هذه الظاهرة ووسعوا من عملية استيرادها لاغراء الاطفال على شرائها.. ويبرر الباعة هذا الامر بزيادة الطلب على هذه الالعاب فاضطروا الى تركيز اهتمامهم عليها.. واليوم نرى باعيننا ان الاسواق والمحال التجارية امتلأت بهذه اللعب المتنوعة المستوردة والتي طغت على جميع انواع اللعب البريئة الاخرى..
-البائع (ابو سجاد) يمتلك محلاً كبيراً للعب الاطفال التي تتميز باختلاف انواعها يقول: ان الطلب الاكثر تركز في لعب المسدس والبندقية وما شابهها ويؤكد بان البيع اشتد خلال ايام العيد والمناسبات الاخرى بعد ان توفرت مبالغ كافية للاطفال الذين انفقوا (عيدياتهم) على شراء هذه اللعب وهو ما يمكن ملاحظته في الشوارع والازقة فلا يسمع الا اصوات اطلاقات شبيهة باطلاقات المسدس الحقيقية يتسلى بها الاطفال. فيما يرى البائع (عدنان فرج) ان الاطفال يصرون على شراء مثل هذه اللعب بالرغم من عدم موافقة عوائلهم والمفارقة ان اطفالاً بعمر سنتين وثلاثة لا يرغبون الا بهذه الالعاب وبدورنا قمنا بتنويع هذه اللعب كما زدنا من كمياتها بسبب الطلب المتواصل عليها وحرصنا على شراء الالعاب ذات الاثمان الزهيدة ليتسنى لنا بيعها بسرعة وبكميات اكثر.
يضاف الى ذالك كله ان اغلب العائلات لم تنتبه الى خطورة اقتناء الاطفال لالعاب العنف التي يسبب معظمها الازعاج والضوضاء نتيجة لاصواتها التي لا تختلف كثيراً عن اصوات الاطلاقات الحقيقية واكد عدد من الاباء والامهات بانهم يضطرون الى تلبية رغباتهم لشراء العاب العنف ويؤكدون بان اطفالهم متأثرون لما يحدث في الشارع العراقي.
الباحث الاجتماعي في دائرة الاصلاح (ولي الخفاجي) يقول: لا يمكن اختيار لعب الاطفال بصورة عشوائية وغير مدروسة وذلك لما لهذا الموضوع من اثر بالغ في بناء شخصية الطفل وسلوكه لان الالعاب ترتبط ارتباطاً مباشراً بطبيعة ثقافة المجتمع السائدة والتي لها اكبر الاثر في اختيار انماط واشكال العاب الاطفال ويلاحظ ان المجتمعات التي تغلب عليها الحروب يميل الاطفال فيها الى الصور واللعب العنيفة والتي تحرك الغريزة لدى الاطفال مثل الالعاب التي على شاكلة –البندقية *****دس والدبابة.. الخ من هنا يرسم الطفل عالماً وهمياً للحروب والقتل وغيره من ما ينتجه هذا العالم المدمر.
ولذلك يجب ان نسعى جميعاً الى معالجات جذرية في هذه الاشكالية ويجب ان يحتوي عالم الطفل حالياً على العوامل التي تساعد في بنائه السليم ويجب ان تكون –الالعاب- متوافرة ومكملة لبرامج التعليم والبناء الصحيح لشخصية الطفل.
ويضيف : يواجه الطفل كماً هائلاً من الالعاب التي تسرقه من براءته وهو انعكاس لما يعتقده من خلال مشاهداته لذلك يصر على اقتنائها لتترسخ في ذاكرته طويلاً وبالتالي تصبح حقيقة يعيشها بسبب تعدد مشاهداته لقد اصبحت هذه الالعاب من المسلمات العزيزة لدى الطفل ومن الصعب تغييرها والالعاب مثل المسدس والبندقية وغيرها تلفت انظار الطفل قبل غيرها.
معالجات غائبة...
-يعود الدكتور (جلال عبد الخالق) للقول: ضرورة ملحة تقفز الى الاذهان هي ان يعم السلام ولمدة طويلة على ربوع بلدنا ****** مع قيام المؤسسات المعنية بحملة واسعة لتعريف العائلات بتأثير هذه الالعاب وانعكاساتها الخطرة على بناء نفسية وشخصية الاطفال في المستقبل.
الجميع يعلم ان الاسلحة الحقيقية التي تسربت اثناء وبعد الحرب في العراق اصبحت في متناول الكل يضاف اليها الكم الهائل من الالعاب المسلحة التي تدفقت الى الاسواق العراقية من هذا المنطق بدأنا موضوعنا مع الكاتب حسن موسى الذي كرس جميع اهتماماته الثقافية لادب الاطفال فقال: الطفل يعيش ما يراه.. ويسمع ما يتردد عليه ضمن خيالاته الواسعة وكل اطفال العالم يشتركون بوهم واحد الا وهو وهم الحكايات والالعاب والطيور والفراشات ولعبة العرائس وغيرها من الالعاب هذا طبعاً في البلدان المسالمة التي لا حرب فيها ولا قتال.. ولكن في بلدنا اندثر كل هذا الجمال البريء وانقلبت الموازين وتحولت لعب الاطفال الى اسلحة والاسلحة الى لعب بأيادي الاطفال.. ودمار وعصابات وبنادق ومسدسات واسلحة مختلفة.. وفرة الاسلحة لهم جاءت بعد الانفلات الامني الامر الذي ادى الى جعل الاسلحة في متناول جميع الاطفال ،ومن هنا لابد ان نحقق للطفولة الامان والعيش الرغيد والتعليم والتربية الصحيحة بعيداً عن مظاهر العنف والاسلحة بكل انواعها.
ولابد من معالجة هذه المخاطر لان الاسلحة بغض النظر عما اذا كانت حقيقية ام لا فهي مكلفة جداً ولابد ان تتحول الاموال والجهود المبذولة على صناعتها واستيرادها الى خدمة الناس ومعالجتهم علمياً وصحياً ونفسياً وتوفير اسباب السعادة كافضل وسيلة لمعالجة هذه الظاهرة.

رغد12
14 - 7 - 2009, 09:18 PM
وييييييين الردوود:mad:

همـ غلا سة
19 - 7 - 2009, 12:08 AM
مشكوووووووووووووووووور

رغد12
19 - 7 - 2009, 11:11 AM
شكرا عالمرور

ولد الهلال
22 - 7 - 2009, 09:09 PM
يسلموووووووووووووووو

رغد12
23 - 7 - 2009, 10:57 AM
مرورك طيب شكرا