المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يجب إعادة النظر فيما يغذي فكر الإرهاب سواء كان معلما أو منهجا أو مدعياً للعلم الشرعي


 


ابولمى
29 - 4 - 2004, 04:13 AM
يجب إعادة النظر فيما يغذي فكر الإرهاب سواء كان معلما أو منهجا أو مدعياً للعلم الشرعي
لعل أبشع أعمال الإجرام أن يستهدف المجرم وطنه ومواطنيه ودينه، وأن يتحول إلى خنجر مسموم يغرسه في ظهر من منحوه حق المواطنة الآمنة، أي أفكار ضالة منحرفة هذه التي تستبيح حرمات الله من قبل أنفس مؤمنة بريئة، بطرق وأساليب غادرة تنم عن أنفس مريضة، تحركها ثقافة الكراهية والعداء لكل ما هو مضيء في بلادنا، هذه البلاد الإسلامية التي يندر من ينافسها في الحكم بما أنزل الله، وتحكيم الشريعة على صعد الحياة كافة؟.
إن هذه الفئة الضالة لن تنال أبداً من شموخ هذا البلد ووحدته ومكتسباته وأمنه الفريد الذي يتمنى العيش في كنفه القاصي والداني من أبناء هذه المعمورة.
إن ما جرى في الرياض والقصيم عمل إجرامي لا يشين إلا من قاموا به بعد أن فقدوا كل المقومات الأخلاقية والدينية والأهلية التي يستحيل معها قبولهم أعضاء في مجتمع الأمن والأمان والسلام.
إن ما قامت به هذه الطغمة المعزولة ضد وطنها وأبنائه لا يمكن السكوت عنه، فإذا كان ديننا الحنيف منها براء فالأولى بأبناء هذا الدين أن يقفوا بحزم ضد هذه الفئة الضالة، وأن يتحول كل واحد منا إلى خفير يحرس بعين ساهرة أمن وطنه ومواطنيه، الذي هو في الحقيقة أمنه وبيته وماضيه وحاضره ومستقبله.
إن واجب الدفاع عن الوطن ليس مقصوراً على رجال الأمن وحدهم، فالوطن للجميع، وعلى الجميع أن يحموا أمنه من عبث العابثين المارقين.
إننا نتحمل جميعاً مسؤولية أمام الله في ترددنا بالوقوف وقفة رجل واحد في وجه هؤلاء القتلة لنحول دون قتل أنفس مسلمة معصومة أخرى، فحقناً لدماء المسلمين وحماية بلادنا من هذه الآفة الخطيرة والشر الوبيل، علينا أن نسارع بإبلاغ الجهات الأمنية والمعنية عن أماكن هؤلاء المجرمين، وعن كل من تسول له نفسه العبث ببلادنا المقدسة، وترويع أهلها الآمنين والمؤمنين يقول صلى الله عليه وسلم "لزوال الدنيا أهون على الله من إراقة دم امرئ مسلم واحد".
إن القضاء على هذه الزمرة الضالة وبسرعة يعد انتصاراً كبيراً للوطن، وحماية لأنفسنا وأموالنا وأعراضنا ووحدتنا الوطنية، لقد آن الأوان للأقوال والأفعال بحق هؤلاء البغاة وذلك برص صفوفنا وراء قيادتنا أن نضع أيدينا بأيدي رجال أمن الوطن وحماته، وأن نضع نصب أعيننا بأن حماية الوطن وأبنائه لم تعد مسؤولية الدولة وحدها بل مسؤوليتنا جميعاً.
ومن أجل تجفيف منابع الانحراف الفكري، علينا أن نعيد النظر بكل ما يغذي هذا الفكر المريض من معلم ومنهج وأدعياء علم شرعي وأنصاف متعلمين وأشباه مثقفين، ومن ثم تصحيح هذه الأفكار الهدامة بفكر إسلامي صحيح يبثه علماء ربانيون عاملون، قدوة في مجتمعهم وبلادهم، والآن علينا أن نخرج من أسر الصدمة ونستأنف رسالتنا في الذود عن ديننا ومجتمعنا ووطننا الغالي ونفديه بدمائنا وأموالنا.
المدير العام للتربية والتعليم بالقصيم "بنات"
الدكتور عمر عبدالله العمر