ياسر الفهد
28 - 4 - 2004, 04:49 PM
معالجة مشاكل الاجراءات العملية السمعية لدى المصابين بحالات التوحد
Auditory Processing Problems
يقول الدكتور / ستيفن إم إيدلسون من مركز دراسات التوحد سالم – أوريجون : يواجه المصابين بالتوحد مشاكل مختلفة في التعامل مع المعلومات السمعية عن تلك المشاكل السمعية التي تحدث عندما يسمع الشخص أصوات الحديث الموجه إليه، إلا أنه لا يدرك المعنى الذي تعبر عنه. لنفترض على سبيل المثال أن فرد ما نطق اللفظ (حذاء)، فقد يسمع الشخص الصوت الصادر من خلال الحديث ولكنه لا يدرك المعنى المقصود من هذا الصوت. و في كثير من الأحيان يتم تفسر الحالة المتمثلة في عدم فهم الحديث الصادر من الآخرين على أنها عدم رغبة في التجاوب. إلا أن الشخص قد يكون في الحقيقة غير قادر على استرجاع المعنى الذي يعبر عنه الصوت في تلك اللحظة المعينة.
وقد توصل الدكتور/ إريك كورشيزن من جامعة كاليفورنيا بسان ديغو إلى وجود عوائق كبيرة في معالجة إجراءات العملية السمعية لدى المصابين بالتوحد وذلك عن طريق استخدامه تقنية التموجات الكهربائية الدماغية بقوة قطب مغنطيسي ( 3** بي ). فقوة القطب المغنطيسي (3** بي) للتموجات الكهربائية الدماغية تحدث بعد ما يعادل 3** مللي – ثانية مــــن عــرض التنبيه ( الحرف ب يشير إلى القطبية الموجبة للتموجات الدماغية).
وعادة ما تكون القطبية الموجبة للتموجات الدماغية بمعدل 3** بي مصاحبة لعملية المعالجة الإدراكية. و تعتبر التموجات الدماغية مؤشرا لاسترجاع ذاكرة على المدى الطويل. وقام كل من الدكتور دونيش ريتر وماك كالوم (1978) وإديلسون إي آل (1999) ببحث عن النشاط السمعي بقوة ( 3** بي ) قبل وبعد برنامج التدريب على سلامة الاجراءات السمعية شارك فيه ثلاثة من الأفراد التوحدين ضمن المجموعة التجريبية للتدريب على سلامة إجراءات العملية السمعية و اثنان من الأفراد المصابين بالتوحد ضمن مجموعة العلاج الإرضائي. حيث قبل البدء في برنامج التدريب على سلامة السمع كان الأفراد الخمسة يعانون من وضع غير طبيعي في نشاط القطبية الإيجابية للتموجات الكهربائية للدماغ (3**بي ) مما يشير إلى وجود مشكلة في معالجة إجراءات العملية السمعية. وبعد مرور ثلاثة أشهر على برنامج التدريب على سلامة إجراءات العملية السمعية أظهرت النتائج تحسنا كبيرا في نشاط القطبية الإيجابية للتموجات الكهربائية للدماغ بالنسبة لأولئك الذين تلقوا التدريب على سلامة إجراءات العملية السمعية أي إحداث (عملية تطبيع لنشاط القطبية الإيجابية للتموجات الدماغية) ، كما تبين عدم وجود تغيير بالنسبة لأولئك الذين تلقوا علاج إرضائي.
و مع أنه لم يتم التعرف بعد على السبب وراء مشاكل معالجة العملية السمعية لدى المصابين بحالات التوحد، إلا أن أحدث بحثا في مجال التشريح تم إجراؤه بواسطة كل من الدكتورة / بومان وكيمبر، أظهر أن إحدى مناطق الجهاز الحوفي Limbic System والتي تعرف بقرين آمون في الدماغ أنها غير مكتمل النمو فيما يتعلق بجانب التكوين العصبي (بومان وكيمبر 1994) لدى الأفراد الذين يعانون من التوحد. ويعتبر قرين آمون في الدماغ مسئولا عن المدخل العصبي وعن التعليم والذاكرة. فالمعلومات تنتقل في الأساس من الحواس إلى قرين آمون بالدماغ حيث تتم معالجتها ثم تنتقل إلى مناطق قشرة الدماغ ليتم تخزينها على المدى الطويل. ونظرا لأن المعلومات السمعية تتم معالجتها في قرين آمون فقد لا يتم انتقال هذه المعلومات بصورة جيدة إلى الذاكرة طويلة المدى بالنسبة للتوحدين.
ومن ناحية أخرى فإن مشاكل معالجة الإجراءات السمعية تتصل أيضا بالعديد من الخصائص الأخرى في مجال التوحد. ويوصف التوحد أحيانا بأنه جزء من مشاكل التواصل الاجتماعي. فمعالجة المعلومات السمعية تعتبر من العناصر الأساسية في عملية التواصل الاجتماعي. ومن الخصائص الأخرى التي قد ترتبط بمشاكل معالجة الإجراءات السمعية هي القلق والارتباك الذي كثيرا ما يحدث في المواقف الاجتماعية وعدم الانتباه والضعف في القدرة على استيعاب الحديث.
هؤلاء الأفراد الذين ليس لديهم مشاكل تتعلق بمعالجة عملية السمع قد يكونوا في كثير من الأحيان "دارسين في مجال السمع" . فهؤلاء الأطفال يستخدمون وسائل تحليل السلوك التطبيقي ABA، بينما نجد أن أولئك الدارسون في البصريات ليست لديهم نفس القدرات في استخدام هذه الوسائل. (ما ايشين ، وسميث و لوفاس 1993) . بناء على هذه المعطيات ، فإنه يشكك في أن العديد من الدراسين في المجال البصري يعانون من مشاكل في معالجة السمع وأن نفس هؤلاء الدراسين يستخدمون وسائل التعليم والاتصال بصورة جيدة . ومن المحتمل أيضاً توفير وسائل مساعدة بصرية ضمن برامج تحليل السلوك التطبيقي التي تشتمل على عنصر سمعي. وبهذا يمكن القول بأن الدارس في المجال البصري يمكنه معالجة المعلومات السمعية بصورة أكثر سهولة.
فكلما فهم الأطفال المصابين بالتوحد بشكل أفضل للمعلومات السمعية، كلما ساعدهم ذلك على فهم البيئة التي يعيشون فيها، سواء من الناحية الاجتماعية والأكاديمية. وكلما تمكنا من الشرح بشكل أفضل للطفل المصاب كلما استطعنا تطوير وسائل للتدخل بصورة فاعلة.
www.twahudi.com
Auditory Processing Problems
يقول الدكتور / ستيفن إم إيدلسون من مركز دراسات التوحد سالم – أوريجون : يواجه المصابين بالتوحد مشاكل مختلفة في التعامل مع المعلومات السمعية عن تلك المشاكل السمعية التي تحدث عندما يسمع الشخص أصوات الحديث الموجه إليه، إلا أنه لا يدرك المعنى الذي تعبر عنه. لنفترض على سبيل المثال أن فرد ما نطق اللفظ (حذاء)، فقد يسمع الشخص الصوت الصادر من خلال الحديث ولكنه لا يدرك المعنى المقصود من هذا الصوت. و في كثير من الأحيان يتم تفسر الحالة المتمثلة في عدم فهم الحديث الصادر من الآخرين على أنها عدم رغبة في التجاوب. إلا أن الشخص قد يكون في الحقيقة غير قادر على استرجاع المعنى الذي يعبر عنه الصوت في تلك اللحظة المعينة.
وقد توصل الدكتور/ إريك كورشيزن من جامعة كاليفورنيا بسان ديغو إلى وجود عوائق كبيرة في معالجة إجراءات العملية السمعية لدى المصابين بالتوحد وذلك عن طريق استخدامه تقنية التموجات الكهربائية الدماغية بقوة قطب مغنطيسي ( 3** بي ). فقوة القطب المغنطيسي (3** بي) للتموجات الكهربائية الدماغية تحدث بعد ما يعادل 3** مللي – ثانية مــــن عــرض التنبيه ( الحرف ب يشير إلى القطبية الموجبة للتموجات الدماغية).
وعادة ما تكون القطبية الموجبة للتموجات الدماغية بمعدل 3** بي مصاحبة لعملية المعالجة الإدراكية. و تعتبر التموجات الدماغية مؤشرا لاسترجاع ذاكرة على المدى الطويل. وقام كل من الدكتور دونيش ريتر وماك كالوم (1978) وإديلسون إي آل (1999) ببحث عن النشاط السمعي بقوة ( 3** بي ) قبل وبعد برنامج التدريب على سلامة الاجراءات السمعية شارك فيه ثلاثة من الأفراد التوحدين ضمن المجموعة التجريبية للتدريب على سلامة إجراءات العملية السمعية و اثنان من الأفراد المصابين بالتوحد ضمن مجموعة العلاج الإرضائي. حيث قبل البدء في برنامج التدريب على سلامة السمع كان الأفراد الخمسة يعانون من وضع غير طبيعي في نشاط القطبية الإيجابية للتموجات الكهربائية للدماغ (3**بي ) مما يشير إلى وجود مشكلة في معالجة إجراءات العملية السمعية. وبعد مرور ثلاثة أشهر على برنامج التدريب على سلامة إجراءات العملية السمعية أظهرت النتائج تحسنا كبيرا في نشاط القطبية الإيجابية للتموجات الكهربائية للدماغ بالنسبة لأولئك الذين تلقوا التدريب على سلامة إجراءات العملية السمعية أي إحداث (عملية تطبيع لنشاط القطبية الإيجابية للتموجات الدماغية) ، كما تبين عدم وجود تغيير بالنسبة لأولئك الذين تلقوا علاج إرضائي.
و مع أنه لم يتم التعرف بعد على السبب وراء مشاكل معالجة العملية السمعية لدى المصابين بحالات التوحد، إلا أن أحدث بحثا في مجال التشريح تم إجراؤه بواسطة كل من الدكتورة / بومان وكيمبر، أظهر أن إحدى مناطق الجهاز الحوفي Limbic System والتي تعرف بقرين آمون في الدماغ أنها غير مكتمل النمو فيما يتعلق بجانب التكوين العصبي (بومان وكيمبر 1994) لدى الأفراد الذين يعانون من التوحد. ويعتبر قرين آمون في الدماغ مسئولا عن المدخل العصبي وعن التعليم والذاكرة. فالمعلومات تنتقل في الأساس من الحواس إلى قرين آمون بالدماغ حيث تتم معالجتها ثم تنتقل إلى مناطق قشرة الدماغ ليتم تخزينها على المدى الطويل. ونظرا لأن المعلومات السمعية تتم معالجتها في قرين آمون فقد لا يتم انتقال هذه المعلومات بصورة جيدة إلى الذاكرة طويلة المدى بالنسبة للتوحدين.
ومن ناحية أخرى فإن مشاكل معالجة الإجراءات السمعية تتصل أيضا بالعديد من الخصائص الأخرى في مجال التوحد. ويوصف التوحد أحيانا بأنه جزء من مشاكل التواصل الاجتماعي. فمعالجة المعلومات السمعية تعتبر من العناصر الأساسية في عملية التواصل الاجتماعي. ومن الخصائص الأخرى التي قد ترتبط بمشاكل معالجة الإجراءات السمعية هي القلق والارتباك الذي كثيرا ما يحدث في المواقف الاجتماعية وعدم الانتباه والضعف في القدرة على استيعاب الحديث.
هؤلاء الأفراد الذين ليس لديهم مشاكل تتعلق بمعالجة عملية السمع قد يكونوا في كثير من الأحيان "دارسين في مجال السمع" . فهؤلاء الأطفال يستخدمون وسائل تحليل السلوك التطبيقي ABA، بينما نجد أن أولئك الدارسون في البصريات ليست لديهم نفس القدرات في استخدام هذه الوسائل. (ما ايشين ، وسميث و لوفاس 1993) . بناء على هذه المعطيات ، فإنه يشكك في أن العديد من الدراسين في المجال البصري يعانون من مشاكل في معالجة السمع وأن نفس هؤلاء الدراسين يستخدمون وسائل التعليم والاتصال بصورة جيدة . ومن المحتمل أيضاً توفير وسائل مساعدة بصرية ضمن برامج تحليل السلوك التطبيقي التي تشتمل على عنصر سمعي. وبهذا يمكن القول بأن الدارس في المجال البصري يمكنه معالجة المعلومات السمعية بصورة أكثر سهولة.
فكلما فهم الأطفال المصابين بالتوحد بشكل أفضل للمعلومات السمعية، كلما ساعدهم ذلك على فهم البيئة التي يعيشون فيها، سواء من الناحية الاجتماعية والأكاديمية. وكلما تمكنا من الشرح بشكل أفضل للطفل المصاب كلما استطعنا تطوير وسائل للتدخل بصورة فاعلة.
www.twahudi.com