المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السيطرة على سلوك الإيذاء الذاتي والسلوك العدواني في التوحد


 


ياسر الفهد
28 - 4 - 2004, 04:38 PM
السيطرة على سلوك الإيذاء الذاتي والسلوك العدواني في التوحد

يقول الدكتور برنارد ريملاندمن معهد بحوث التوحدبسان ديجو, أنهلاشيْ أصعب في التحمل لدى أولياء أمور الأطفال التوحديين من سلوك إيذاء الذات والسلوك العدواني. فالسلوكيات العدوانية وسلوكيات إيذاء الذات لا تسر في ملاحظاتها أو في التفكير فيها أو في مناقشاتها ولكنها أمر قائم وموجود ولا بد من التعامل معها. يقوم بعض الأطفال التوحديين بقرع رؤوسهم في الجدران أو في الأرضيات بشدة لدرجة ربما تصيبهم بكسر في الجمجمة, أو بانفصال في شبكية العين أو تصيبهم بالصمم. والبعض الآخر يضربون أنفسهم بقبضة أيديهم أو بركبتيهم بشكل شديد ربما يؤدي إلى كسور في الأنف أو تشوه في الأذن وربما يتسببون في فقدان البصر. ويقوم البعض الآخر بعض أنفسهم أو غيرهم أو يضربون الأطفال الآخرين أو يضربون آبائهم بشكل عنيف يمكن أن يؤدي إلى كسر العظام.

المدخل الأول هو أنه عندما يواجه أحدنا سلوك الإيذاء الذاتي أو السلوك العدواني لدى الطفل فعليه أن يحدد سبب قيام الطفل بمثل هذه السلوكيات. هل هو الألم أم الإحباط الذي يؤدي بالطفل إلى الاعتداء على نفسه أو على الأخريين؟ أحد الأطفال كان يعاني من سلوك الإيذاء الذاتي من عمر سنتين إلى عمر 18 سنة, وتم اكتشاف أنه يعاني من عدوى مؤلمة بالنتوء الحلمي بالعظم حيث فشلت العديد من الفحوصات الطبية في اكتشاف مصدر هذا الألم لشديد. وعليك أن تحاول أن تجد طبيبا أبا لطفل توحدي أو لطفل معاق وذلك للقيام بعمل الفحص الطبي الدقيق والتقرير عما إذا كان هناك سبب للألم ربما يكمن وراء هذا السلوك الغير محتمل. و لقد اكتشف الدكتور "تيم بوي" أن آلام المعدة غير المعروفة قد تسببت في سلوك الإيذاء الذاتي لدى مرضاه التوحديين.

لقد تم تكريس وقت طويل واهتمام متزايد نحو الطرق الخاصة بالتعامل مع هذه المشكلات وتشتمل على:

1- تعديل السلوك باستعمال التطبيق الإيجابي فقط: هذا التدخل يوصى به بالطبع عندما يكون إيجابياً ولكن هناك العديد من الأمثلة التي لا ينفع معها هذا التدخل. ولقد أجريت مراجعة من قبل اتحاد المعاقين شديدي الإعاقة ووجدت أن التطبيق الإيجابي مؤثر بنسبة 60% من الوقت, ونحن الآن بصدد نسبة الأربعين بالمائة الباقية.

2- المتنافرات: بينما يعارض العديد من الناس المتنافرات, إلا أن اللائحة زرقاء الشريط للحكومة، تحرت هذه المشكلة وتوصلت إلى أن العديد من الأمثلة، التي تم تفضيل المتنافرات كمدخل لها، قد نجحت مع العديد من الحالات حيث لم تنجح طريقة التطبيق الإيجابي.

3- العقاقير: تبين أن الكثير من العقاقير بما فيها عقار "نالتريكسون" لها تأثير على بعض الحالات, ولكن معظم العقاقير تسبب مشكلات ولكنها بسيطة.

4- تصحيح كيمياء الجسم: وذلك باستعمال المكملات الغذائية أو بإزالة السموم الجسدية الناتجة عن العناصر السامة مثل الزئبق, وهذه الطريقة هي بديل قيد الاستعمال.

إزالة السمية: أفاد الدكتور "أمي هولدز" الذي عالج مئات الأطفال التوحديين من التسمم الزئبقي, أنه بينما يتم ملاحظة أفضل درجات التحسن فيما يختص بالكلام والعلاقات الاجتماعية والكسب الإدراكي وخلافه لدى الأطفال الصغار, فإن المراهقين يظهرون انخفاضا واضحاً في سلوك الإيذاء الذاتي والسلوك العدواني عند إزالة الزئبق من أجسامهم.

فيتامين ب 6 والماغنسيوم وثنائي مثيل الجليسين DMG: خلال الأربعين عاماً الماضية اكتشفت العديد من الأشخاص ذوي السلوك العدواني والإيذاء الذاتي الذين استجابوا بشكل جيد للمكملات الغذائية وخصوصاً فيتامين ب 6 والماغنسيوم وثنائي مثيل الجليسين . ومن المدهش أن هذا التحسن لم يطرأ فقط على الأشخاص التوحديين بل أيضاً الفتيات المصابين بمتلازمة ريت والصبية المصابين بمتلازمة "فراجل X" وكذلك الأطفال المصابين بمتلازمة "أنجل مان".

أمثلة:
الحالة الأولى: أنطوني البالغ من العمر 18 سنة هو شخص مصاب بالتوحد في إنجلترا. كان عنيف جداً لدرجة تحتم معها إدخاله المعهد. و في داخل المعهد قام بتحطيم 7 نوافذ في ثلاث دقائق وحاول الاعتداء جنسياً على إحدى السيدات مما توجب معه إجراءات تحفظية شديدة. العقاقير لم تؤثر فيه وقامت أمه التي تدير إحدى منظمات دعم بحوث التوحد في بريطانيا بالاتصال بي لطلب المساعدة. اقترحت إعطائه جرعة كبيرة من فيتامين ب6 وماغنسيوم. كانت النتيجة مذهلة . عندما تم اصطحاب أنطوني في رحلة بالقطار نسيا والديه إحضار الفيتامينات. وفي اليوم التالي أصبح كالثور الهائج. تم استدعائي لإلقاء محاضرة بالمؤسسة التي يسكن فيها أنطوني وانتهزت الفرصة لمقابلته ومناقشة حالته مع العاملين حيث اتفق الجميع على أن أنطوني قد أظهر تحسن واضح عندما أعطي جرعة كبيرة من فيتامين ب 6 والماغنسيوم .

الحالة الثانية: منذ بضع سنوات طلب مني إلقاء محاضرة في مدينة جركس بفنزويلا. وقامت الدكتورة ليليا نجرون بتقديمي قائلة للحضور كولي عن الشاب التوحدي الذي حضرت أمه إلى مكتبها وهي تبكي طالبة منها المساعدة . لقد كان على وشك الخروج من مستشفي الأمراض العقلية الثالث, حيث أن الجرعات الهائلة من الأدوية لم تسيطر عليه وكان عنيف بشكل لا يمكن معه إبقائه في المستشفي. جربت معه الدكتورة نجرون فيتامين ب6 والماغنسيوم بمثابة الملاذ الأخير. هدأ الشاب بسرعة وأفادت الدكتورة نجرون في الاجتماع بأنها قامت بزيارة العائلة مؤخراً ووجدت أنه هادئ ومسلي وقام بالعزف على الجيتار من أجلها.

الحالة الثالثة: لقد أخبرتني والدته بأنه يعتبر من أشد الأشخاص عداوة وإيذاء للذات في الولاية, حيث لا يستطيع شيْ أن يوقف سلوكه العدواني والإيذائي. كما أن العقاقير التي أعطيت له كان لها أثار سلبية على قلبه وربما زيادة الجرعة قد تؤدي إلى وفاته , ولكن السلوك الإيذائي كان مستمراً. لقد حزنت والدته ووصل بها اليأس لدرجة أنها فكرت في قتله وقتل نفسها لأنها لم تعد تتحمل الموقف. لقد جربت فيتامين ب6 والماغنسيوم وظهرت نتائج جيدة في وقت قصير وسعدت بذلك. ولكن الأم اتصلت بي مرة أخرى بعد حوالي سنة وأبلغتني بأنه عاد إلى إيذاء نفسه مرة أخرى, واقترحت عليها بأن تتحول إلى إعطائه عقار "P5P" وهو طراز مختلف من فيتامين ب6 أكثر منه هيدروكلوريد بريدوكسين , حيث أن ذلك ربما يكون مؤثراً. ولكنني لم أعرف منها ما إذا كان تغيير الدواء قد ساعد في العلاج. والبحث مطلوب.

الحالة الرابعة: مايكل هو شاب توحدي يبلغ من العمر 18 سنة ويزن 180رطل قام بكسر فك والدته وقام بضرب أبيه بشدة مما أفقده عمله لعدة أيام. تم استدعاء الشرطة في عدة مناسبات عندما كان يمر بحالات هيجان . أبلغ "اد كت" ناظر المدرسة في لاس فيجاس التي يدرس فيها مايكل,عائلته بالاتصال بي للاستشارة واقترحت عليهم إعطائه فيتامين ب6 وماغنسيوم وثنائي مثيل الجلاسين وجاءت النتائج مذهلة حيث تحسن مايكل وصار سلوكه حسن واستمر على ذلك لعدة سنوات. لقد استمر في تعاطي فيتامين ب6 والماغنسيوم (15**ملجم من فيتامين ب6 و7** ملجم من الماغنسيوم) و18 وحدة من أقراص ثنائي مثيل الجليسين يومياً . أخبرني والده بأن هذه المكملات الغذائية غالية الثمن ولكنه سعيد بشرائها وهي أقل سعراً من العقاقير التي كانوا يشترونها وبالتأكيد أكثر فاعلية وأماناً وأكثر مساعدة لابنه .

متلازمة رتس : منذ عدة سنوات تلقيت مكالمة هاتفية من إحدى الأمهات بأن ابنتها المصابة بمتلازمة رتس تضع أصابعها في عينيها وتصيب نفسها بإصابات شديدة. اقترحت عليها إعطائها فيتامين ب6 وماغنسيوم وثنائي مثيل الجليسين . بعد عدة أشهر تلقيت مكالمة هاتفية من السيدة كاثي هنتر رئيسة جمعية متلازمة رتس أبلغتني فيها بأن الفتاة المصابة بمتلازمة رتس والتي كانت تؤذي نفسها بإصابات شديدة قد تحسنت كثيراً بالمكملات الغذائية وقامت بإعطائي رقم هاتف والدتها وعندما قمت بالاتصال وجدت أنها هي نفسها السيدة التي تحدثت معي من قبل .

متلازمة أنجل مان:ويقول الدكتور برنارد ريملاند: لقد اتصلت بي عدد من الأمهات الذين حضروا افتتاح جمعية متلازمة أنجل مان ليبلغوني بأنه قد قيل لهم أن الطفل المصاب بمتلازمة أنجل مان الذي يؤذي نفسه ويخربش ويعض والدته ويبدو عدوانياً بشكل عام . لقد نجح عقار ثنائي مثيل الجليسين في تحقيق نتائج ممتازة حيث استخدمته بعض الأمهات الأخريات وحقق معهم نفس النتائج. لقد سألتهم عن أسم الجهة الوطنية المسئولة عن متلازمة أنجل مان وكتبت رسالة للطبيب مستفسرة عن إمكانية تعاونه في دراسة بشأن تأثير ثنائي مثيل الجليسين على السلوك الإيذائي لدى المصابين بمتلازمة أنجل مان .ولكنني لم أتلقى أي رد.
www.twahudi.com