تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ثابتة كالمؤمن


 


فاطمة بنت زيد
30 - 11 - 2008, 12:42 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




ـ عن الشعبي أن قيصر ملك الروم كتب إلى عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ: أما بعد فإن رسلي عد أخبرتني أن قبلكم شجرة تخرج مثل آذان الفيلة، ثم تنشق عن مثل الدر الأبيض ثم تخضر كالزمرد الأخضر، ثم تحمر فتكون كالياقوت الأحمر، ثم تنضح فتكون كأطيب فالودج أكل، ثم تينع وتيبس فتكون عصمة للمقيم وزاداً للمسافر فإن تكن رسلي صدقتني فإنها من شجر الجنة.

ـ فكتب إليه عمر: بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى قيصر ملك الروم، السلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإن رسلك قد صدقتك وإنها الشجرة التي أنبتها الله ـ جل وعز ـ على مريم حين نَفِسَت لعيسى، فاتق الله ولا تتخذ عيسى إلهاً من دون الله.





أوجه الشبه بين المسلم والنخلة



1/ ثبات الأصل: فالنخلة ثابتة الأصل *****لم ثابت الأصل، تعاليمه سماوية، لا يأخذ تعاليمه من البشر، ولا من أفكارهم ولا من خرافاتهم فهو ثابت في الأرض؛ لأن مبدأه ثابت وعميق في الأرض، يعتمد على (لا إله إلا الله) ويعتمد على قرآن من الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، وعلى سنة من المعصوم صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، والنخلة ليس على وجه الأرض مثلها فالحنظلة -مثلاً- لو مرت شاة وأكلت منها اقتطعتها واقتطعت عروقها، أما النخلة فإنها تقاوم الإعصار، فهي مثل المسلم بثبات الأصل، هذا وجه شبه بين المسلم والنخلة.

2/ كثرة المنافع: يقول أهل العلم: يؤخذ من طلع النخلة بسر وبلح ورطب وتمر ودبس، ويؤخذ منه نبيذ، ثم عدد ما شئت، هذا من التمر قالوا: ويؤخذ من سعفها الحصير، ويؤخذ منه مكاتل وبسط وفرش، وتستخدم جذوعها في السقف، والمؤمن كذلك منافعه أكثر من أن تحصى، إذا أردته في مجلس ذكر أعانك على الذكر، وإذا أردته في الجهاد وهب نفسه للجهاد، وإذا أردته أن يشارك في مسألة أعطاك ما يمكن أن يشاركك به، وإن كان عنده مال واحتجت له، شارك بماله، وإن كان عنده وقت وبقي له وقت شارك بوقته، يزورك إذا مرضت، ويشمتك إذا عطست، ويشيعك إذا مت، فهو دائماً معك، فمنافعه أعظم من منافع النخلة، لكن وجه الشبه كثرة المنافع بين الجانبين.

3/ ارتفاع القامة وعلو الهمة، فالنخلة هامتها مثل هامة المسلم، أما ترى النخلة قوية مرتفعة، ولذلك إذا هب الإعصار فإنه لا يأتي إلا على أعالي الشجر، فالمسلم همته عالية، دائماً يفكر في معالي الأمور، ويفكر دائماً في الجنة، وفيما يقربه إلى الله، وهمته مثل علو النخلة، ولذلك أنزل الله تعالى: وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ [ق:10] قال بعض الأعراب: صليت المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته يقرأ: وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ [ق:10] فوالله ما علمت ولا أدري ما قرأ بعدها، ولأنني وقفت عندها، ولذلك يقول الزمخشري في التفسير: وإنها لآية عجيبة حقاً، انظر لاختيار الكلمات: النخل باسقات، لم يقل طويلات، جمع باسقة والباسقة الطويلة، قالوا: ومع طولها امتداد قامتها؛ لأن بعض الناس طويل لكنه منحنٍ مكسور الظهر،فمن ارتفاع همة المسلم أنه مثل النخلة في ارتفاع الهمة، فلا يفكر إلا في معالي الأمور.

ولذلك يقال: سل الإنسان فيم يفكر؟ سوف تعلم أي همة يهتم بها، من اهتم بأمر المسلمين أو بإصلاح بيته فهمته من أعلى الهمم، ومن اهتم بغير ذلك فهمته توصله إلى ذلك، يقول ابن القيم في مدارج السالكين : إن الله ينظر إلى همم الناس وإلى نياتهم ولا ينظر إلى صورهم سُبحَانَهُ وَتَعَالَى ولا إلى هياكلهم ولا إلى أموالهم، فالهمة هي العظيمة؛ ولذلك يقول ابن الجوزي في صيد الخاطر : والله لقد رأيت أناساً في المعمورة، فتعجبت من سقط هممهم، ويظنون أنهم بلغوا الثريا بالهمم، سمعت قول المتنبي في الهمم:

ولكل جسم في النحول بلية وبلاء جسمي من تصاعد همتي


يقول: كل جسم مريض أما مرض جسمي فهو من تعالي همتي، ماذا فعل؟! كان يمدح كل سلطان في كل مكان ويريد الإمارة، ثم مات بلا إمارة ولا دين ولا شيء، كفقير اليهود لا دين ولا دنيا.

فيقول ابن الجوزي : فعدت إلى نفسي فوجدت همتي والحمد لله، لأنه يتحدث عن نفسه كثيراً فهي من أعلى الهمم، أريد أن أحقق العبادة، أن أنفع الناس، وأصلح أهلي، وأترك ورثة يعبدون ويذكرون الله، فهمة المسلم أعظم همة.

4/ ومن أوجه الشبه بين المسلم وبين النخلة: دوام الاخضرار، يقولون: إن النخلة دائماً لا يسقط لها ورقة في الشتاء، ولذلك المؤمن على كلمة واحدة، يقول الحسن البصري رحمه الله: [[تلقاه العام بعد العام وهو على كلمة واحدة، وعلى نية واحدة وعلى عمل واحد أما المنافق فيتلون ]] أي: إذا رأى المصلحة معك فهو معك، وإذا رأى أنك لم تقدم له شيئاً فإنه ليس معك، إن أركبته في السيارة ذكرك وأحبك، يوم أن غديته أحبك لكنه حبٌ وقتي للطوارئ، أما المؤمن فهو معك دائماً.

ولذلك يقولون: دوام اخضرار المؤمن في عمله الصالح، فهو على كلمة واحدة، هل هناك مؤمن في الشتاء يزيد إيمانه وفي الصيف ينقص، وزيادة الإيمان مطلوبة، لكن في الشتاء تلقاه بوجه، وفي الصيف تلقاه بوجه، فالمؤمن واحد في الليل والنهار، وكذلك النخلة لا تسقط ورقها في الشتاء، فهي دائمة الخضرة، وهذا من أوجه الشبه.

5/ ومن أجه الشبه ومن اللطائف التي يقولها الغزالي في الإحياء وهي لطيفة مثل الزهرة تشم ولا تعك (لأن الزهرة تشمها بأنفك، أما أن تأخذها بيديك تعكها وتعصرها فليست بعصير).

يقول: وجه الشبه بين المؤمن وبين النخلة أن المؤمن إذا آذيته رد عليك كلاماً طيباً، والنخلة إذا رجمتها ردت عليك رطباً، وهذا شيء جميل.


دمتم بخير

ابومنار
30 - 11 - 2008, 01:20 AM
يقول: وجه الشبه بين المؤمن وبين النخلة أن المؤمن إذا آذيته رد عليك كلاماً طيباً
، والنخلة إذا رجمتها ردت عليك رطباً، وهذا شيء جميل.

شكرا لكم على هذه المشاركة المفيد بارك الله فيكم

جابر اليافعي
30 - 11 - 2008, 07:09 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

موضوع رائع ومفيد

أشكرك مشرفتنا الفاضلة فاطمة

دمتي بحفظ الرحمن

فاطمة بنت زيد
30 - 11 - 2008, 11:06 PM
يقول: وجه الشبه بين المؤمن وبين النخلة أن المؤمن إذا آذيته رد عليك كلاماً طيباً
، والنخلة إذا رجمتها ردت عليك رطباً، وهذا شيء جميل.

شكرا لكم على هذه المشاركة المفيد بارك الله فيكم




بارك الله بأيامك , مرورك أسعدني شكراً لك

فاطمة بنت زيد
30 - 11 - 2008, 11:18 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

موضوع رائع ومفيد

أشكرك مشرفتنا الفاضلة فاطمة

دمتي بحفظ الرحمن



أدامك الله بخير وصحة , شاكرة مرورك الجميل