المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مذكرات شاعر ....


 


كما يجب
29 - 9 - 2008, 08:07 PM
من مذكرات شاعر سابق !!

..

هو كائن مهيأ للخراب ..
سريع العطب كـ"ابتسامة " ..
معلق بأطراف نجمة ..
يبحث عن هاوية مناسبة للسقوط !!
.
.
في المساء ينتظر الملهمة ليغتابها شعراً في الصباح ..
يأتي المساء ..
وتجيء الملهمة ..
ولا يحضر الصباح ..!
وعلى عتبات وهم أتي إليه من آخر الهم يسعى ..
يضع الكلمة الأولى ..
والضمائر تلتهم الكلام ..

يبدأ القصيدة بـ " أنا " ويختمها بـ " أنتِ " ..
وما بينهما إلا " هــو " ..!
يؤم حزنه ويقرأ تراتيل الغياب ،

اليوم الأول :

ينهض من يقضته متثاقلاً كـ" قصيدة " ..
يبحث عن النافذة ..
يريد التأكد من حضور الشمس في موعدها ..
ومثل كل مرة ..
يتذكر ـ فجأة ـ ان غرفته بلا نوافذ ..
وككل مرة أيضاً ..
يقرر أن ينظر للشمس ـ هذا الصباح فقط ـ من خلال قافية ..
ولتذهب النوافذ .. إلى هناك .. ولا يهم أين يقع هذا الـ " هناك " ..!

اليوم الثاني ..
اليوم الثالث ..

اليوم العاشر :

بدا له أنه لم يغادر اليوم الأول ..!


اليوم العشرون :

يبحث عن قلم رصاص ..
وورقة بيضاء ..
يكتب في الزاوية حرفاً .. ثم آخر ..
هاهي كلمة كاملةالآن ..
يرفع الورقة أمام عينيه .. ويقرأ بصوت عال : أنا!!

رغم نشوة الـ" أنا " ، وجمال وقعها على إذن شاعر مغرور ..
إلا أن المعنى قديم كحزن ..
معنى سبقه إليه شاعر مات وآخر ميت ، وثالث لا يعيش الآن ..
لا بأس ..
فالإحباط أمر شاعري أحيانا ..
يؤجل حزنه ليوم آخر ..
وينتظر شمساً أخرى ..

يخرج من عتمة المعنى إلى عتمة الشارع ..
تراوده رغبة في أن ينهر كل الناس عن الحركة ..
يتنامى يقينه أن كل الأشياء تخصه ،
الشارع والورد والرصيف وأعمدة الإنارة ..
حتى تلك الابتسامات التي يتبادلها العابرون ..
والحزن الذي يختفي وراء الملامح المبتسمة ..
كل هذه الأشياء ملكه،
يشعر أنه كريم حد البذخ ..
لأنه سمح لكل هؤلاء أن يفعلوا ما يريدون بأشيائه الخاصة !!

اليوم الأول بعد الفشل الألف :
الصباح جميل وصالح للغيبة ، لولا أن الناس بدوا له أكثر عدداً ..
الناس يتزايدون ..
ويقل الشعر، وتكثر القصائد !!
عدد الأيام المتبقية في عمر هذا الكوكب تقل هي أيضاً ..
قد لا يسعفه الوقت المتبقي في أن يكتب قصيدته الحلم !!
يقتله هذا التناسب العكسي بين الناس والأيام ..
يزيد الناس وتقل الأيام ، وهو يحتاج أياماً
الناس تقف في وجه القافية ،
أما الأيام فتفرش لها الطريق حزنا..
وهذا هو كل ما تحتاجه قافية مهزومة !

ينتهي هذا اليوم دون نتيجة ..
ويفتح شباكه على غدٍ يشبه وجهها ..
يتذكر كلاماً قديما ..
عن " حزن الزوايا " ..
والعشق و"جرح المرايا "..
وظهره المكسور من " سود النوايا " ..
ويذكر أنه تحدث يوماً عن كل ذلك ..

يهز رأسه بعنف كمن يريد أن يطرد فكرة شريرة ...
بدا له للحظة أن ذاكرته قوية وهذه فكرة مرعبة ..
بل إنها فكرة قاتلة ..
ما يبقيه على قدمي قصيدة أن ذاكرته معطوبة ..
لو أن له ذاكرة قوية لفقد حزنه واستبدله بتعاسة بلهاء !!

يوم الثلاثاء :
لا يريد قافية هذا الصباح ..
يريد قهوة فقط ..
القهوة هي ميزان الحياة وقافيتها ..
وحياة موزونة ومقفاة أكثر أهمية فيما يبدو من قصيدة تكتظ وزناً وقافية !!
لكن الحياة نفسها مفهوم مرتبك ، لم تفلح معه كل اللقاحات الشعرية من قبل ..

ما هيّة العمر ...
يحاول أن يجد "مدخلا" ليخرج منه إلى تعريف واضح للعمر ..
العمر مفهوم أكثر ارتباكاً من كونه " هدية " يتبادلها العشاق .. ويهديها الشعراء !
هو يعتقد أنه يصغر ..
مقتنع أن العمر هو الأيام المتبقية فقط ..
في كل يوم يمر ، نصغر يوماً ..
العمر لا يزيد ولا نكبر ..
العمر ينقص ونحن نصغر ..
المعنى مغلوط ، والفكرة مرتبكة
الماضي هو فقط من ي*** ويهرم ..!

صباح الأربعاء :

لم يفلح ميزان الحياة (القهوة) في أن يرتب أفكاره ..
والأربعاء يوم مناسب للرحيل ..
والرحيل هو القافية التي تحتاجها قصيدته ..
وينتهي اليوم ..
كان الأربعاء هو الراحل الوحيد .. !

صالة المطار صباح خميس ما :

يجلس على أقرب كرسي ..
لم يكن منشغلاً بالرحلات ..
ولا بموعد رحلته ..
كان همه الوحيد تلك اللحظة هو وجوه المسافرين ..
يتأملهم واحداً واحداً ..
ويتساءل ..
هذا الذي يحمل حقيبته ، هل لديه القدرة على حمل أحزانه معه كحقيبة ..؟!
هل حقق حلمه الذي راوده قبل عشر سنوات ؟!
هل كان له أحلام أصلا؟!
هل يفكر هذه اللحظة في وجه حبيبته ؟!
هل ودعها قبل أن يغادر .. أم أنه ذاهب إليها ؟!
هل ينتظره أحد ويشتاق لرؤيته ويتمنى أنه معه الآن ؟!
وتراوده أفكاره المرعبة !
يا الله ..
ربما في مكان ما على سطح هذا الكوكب هناك من يشتاق لهذا المسافر ويريد أن يدفع عمره ثمناً لرؤيته ..
بينما أنا الآن أراه وأتأمله بالمجان !! ، ودون أن يعني لي أي شيء !!

ويختفي مسافر ، ويظهر آخر ...
وتستمر الأسئلة !
فكل مسافر له قصة ..
وله حزنه الخاص ..
وله قصيدته التي لم تكتب بعد ..
ووطنه الخاص ..
وحلم يحمله كـ" حقيبة " !
يتمنى للحظه أنه يعرف كل هذه القصص وكل هذه الأحزان ..
ولكن الفكرة مرعبة ولذلك يتنازل عن هذا الحلم سريعا !!

يخرج ورقة ..
يكتب حرفاً فـ آخر ..
ربما كتب قصيدة ..
يترك الورقة ويغادر ..
ويعدل عن فكرة السفر ، ويعود إلى غرفته ..



ويعود لليوم الأول ..
يبحث عن ملهمة ..
وليل صالح للغياب
وصباح صالح للغيبة


كما يجب

امواج --البحر
29 - 9 - 2008, 11:21 PM
أحلى مافي الكون قلب صافي يحبك فيبحث عنك..يفتقدك فيسأل عليك..تشغله الدنيا فيذكرك..يشتاق لك فيدعولك
.. أسعد الله أوقاتك..

كما يجب
1 - 10 - 2008, 01:48 AM
عزيزتي الغالية

كل الشكر لك

كم انا سعيدة بمرورك هذا سيدتي

امواج البحر

دمت برعاية الرحمن

تحياتي


كما يجب