ابولمى
25 - 4 - 2003, 05:52 AM
المجتمع يعاني من خلل في التربية وقصور في التوجيه ..أين المعارف والتعليم العالي من حوادث الطلاب ؟
====================================
ما دفعني للكتابة هذه الأيام ما تطالعنا به جريدة "الرياض" من السبق الصحفي للإعلان عن بعض مرتكبي الجرائم الخطرة في بلادنا الغالية.
فبين الآونة والأخرى نسمع عن وقوع جريمة في إحدى مدن وطننا الغالي، وما نلبث قليلاً إلا ونقرأ أنه وبعون من الله عز وجل وحفظه لأمن هذه البلاد التي اتخذت من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم دستوراً لها ثم بجهود الرجال المخلصين الساهرين على حفظ أمن هذا البلد وراحة مواطنيه.
ولكن.. ما أن تُعلن هوية الجناة إلا وتشتعل مشاعر ملتهبة في نفوسنا وتُنكأ جراحٌ عميقة في صدورنا: حين نسمع أن مرتكب الجريمة:
طالبٌ في كلية المعلمين..
طالبٌ في المعهد المهني..
طالبٌ في..
وإننا لنتساءل بحرقة وألم بالغين:
- كم سنة قضاها ذلك الطالب في أروقة التعليم يتنقل من مرحلة إلى أخرى؟!
- كم أسبوعاً قضاه ذلك الطالب في أفنية المدارس يستمع نصائح المربين وتوجيهاتهم؟!
- بل كم محاضرة سمعها ذلك الطالب غرست في قلبه العقيدة الصافية وزرعت في نفسه المراقبة الدائمة لله عز وجل؟!
فهل سألنا أنفسنا ما الذي دفع ذلك الطالب لارتكاب هذه الجريمة التي يعرض بها نفسه للقصاص؟!
هل تمت دراسة سبب تلك الجريمة دراسة جادة من قبل الجهات المعنية في وزارة المعارف والتعليم العالي والشؤون الإسلامية والإعلام؟ وهل قامت هذه الجهات بتحليل مثل هذه القضايا وتقويمها ووضع الحلول؟!.
إن القائمين على الأمن في بلادنا يعانون أشد المعاناة من تنصُّل أولياء الأمور في وظيفتهم في تربية أبنائهم، كما يعانون من إيثار بعض رجال التربية والتعليم: السلامة، والبعد عن خوض غمار الحياة، والتهرب من المسؤولية وإلقائها تارة على الأسرة وتارة على المجتمع وثالثة على وزارة المعارف.
إن معظم ما يعانيه المجتمع اليوم من قضايا ناتجٌ عن خلل في التربية، وقصور في التوجيه، وغياب للقدوة الحسنة.
فمتى ضعُف الإيمان، وقلت المراقبة لله عز وجل، وأهملت التربية وانعدمت القدوة الحسنة، إلا وأفرز لنا المجتمع شباباً بلا هوية، ينجرف مع أدنى تيار وينعق مع كل ناعق، شباب هازل شلَّت القنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية أفكاره وأثرت في سلوكه وتحركاته وسكناته.. شباب استهواه الاندفاع وراء كل جديد والتقليد الأعمى لكل مستورد.. شباب لا يبالي ولا يعبأ بمن حوله، وما يحاك ضده.
وإلا من المسؤول عن كون هؤلاء الطلاب يحملون سلاحاً يعبثون به في دماء الآخرين؟!
- أين دور المعلم في تربية النشء؟!
- أين دور المدرسة في تخريج أجيال صالحة؟!
مَنء من المعلمين مَنء يستقطع من درسه بعض الوقت لتوعية الطلاب مخاطر حمل السلاح واقتنائه؟!
مَنء من المعلمين مَنء يستقطع من درسة بعض الوقت لتوجيه سلوك الناشئة وأخلاقهم؟!
- إن المسؤولين في هذه الدولة المباركة يبذلون جهوداً جبارة في سبيل إصلاح السجون وجعلها دور تربية وإصلاح بدلاً من كونها دور عقاب.
- ولكن.. لماذا ننتظر حتى يدخل الشاب السجن ثم نقوم بتوعيته وإصلاحه؟!
- لماذا لا نقوم بغرس القيم والمثل العليا في نفوس أبنائنا منذ نعومة أظفارهم؟!
- لماذا لا نقوم بتعميق الجانب الإيماني في نفوسهم وايجاد القدوة الحسنة في البيت والمدرسة والمجتمع؟!
- لماذا ننتظر ونقف موقف المتفرج ثم نندب حظنا؟!
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيبٌ سوانا!!
- أين دور أئمة المساجد في التوعية والتوجيه؟!
- مَنء من الأئمة مَنء يعرف هموم شباب حيِّه؟!
- بل مَنء منهم مَنء يعرف أسماء الشباب الذين يُصلَّون معه؟!
- أين دور عمداء الأحياء؟!
- مَنء من شباب الحي مَنء يعرف اسم عمدة حيِّه وموقع منزله؟!
.. إن إلقاء اللوم والعتب على الجهات الأمنية في تفشي بعض الظواهر السلبية في مجتمعنا أمر غير منصف!!
- لأن رجل الأمن لم يهيأ له مجموعة من الشباب في عمر واحد وتحت سقف واحد ولمدة خمس ساعات يومياً ليلقي عليهم محاضرة أو درساً!
- رجل الأمن لم يفرَّغ لريادة جماعة مدرسية تغرس في نفوس طلابها روح الفضيلة وتنفرهم عن الرذيلة!
- رجل الأمن لم يفرَّغ ست ساعات يومياً مهمته فيها مقابلة هؤلاء الناشئة ونصحهم وإرشادهم!
- رجل الأمن يعاني أشد المعاناة من تنصل المربين عن مهمتهم الأساسية!
- رجل الأمن يعاني في انقطاع التواصل بين البيت والمدرسة!
إن الشباب اليوم يمر بمنعطفات خطيرة ومزالق جمَّة يحتم على جميع الأجهزة الحكومية بذل كافة الإمكانات لتوعية الشباب وتحصينهم فلابد من تكاتف وزارة الإعلام ووزارة الشؤون الإسلامية ووزارة المعارف ووزارة التعليم العالي ولابد من التعاون مع الجهات الأمنية لانتشال الشباب من مهاوي الرذيلة وتحصينهم بالعلم النافع والعمل الصالح حتى يقفوا سداً منيعاً في وجه كل من يريد أن يشتت الأمة ويفرّق وحدتها، وحتى يكونوا نواة خير لدينهم ووطنهم.
والله أسأل أن يوفقنا لكل خير وأن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أ
محمد بن عبدالعزيز المحمود
http://www.alriyadh.com.sa/Contents...FORALL_1840.php
====================================
ما دفعني للكتابة هذه الأيام ما تطالعنا به جريدة "الرياض" من السبق الصحفي للإعلان عن بعض مرتكبي الجرائم الخطرة في بلادنا الغالية.
فبين الآونة والأخرى نسمع عن وقوع جريمة في إحدى مدن وطننا الغالي، وما نلبث قليلاً إلا ونقرأ أنه وبعون من الله عز وجل وحفظه لأمن هذه البلاد التي اتخذت من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم دستوراً لها ثم بجهود الرجال المخلصين الساهرين على حفظ أمن هذا البلد وراحة مواطنيه.
ولكن.. ما أن تُعلن هوية الجناة إلا وتشتعل مشاعر ملتهبة في نفوسنا وتُنكأ جراحٌ عميقة في صدورنا: حين نسمع أن مرتكب الجريمة:
طالبٌ في كلية المعلمين..
طالبٌ في المعهد المهني..
طالبٌ في..
وإننا لنتساءل بحرقة وألم بالغين:
- كم سنة قضاها ذلك الطالب في أروقة التعليم يتنقل من مرحلة إلى أخرى؟!
- كم أسبوعاً قضاه ذلك الطالب في أفنية المدارس يستمع نصائح المربين وتوجيهاتهم؟!
- بل كم محاضرة سمعها ذلك الطالب غرست في قلبه العقيدة الصافية وزرعت في نفسه المراقبة الدائمة لله عز وجل؟!
فهل سألنا أنفسنا ما الذي دفع ذلك الطالب لارتكاب هذه الجريمة التي يعرض بها نفسه للقصاص؟!
هل تمت دراسة سبب تلك الجريمة دراسة جادة من قبل الجهات المعنية في وزارة المعارف والتعليم العالي والشؤون الإسلامية والإعلام؟ وهل قامت هذه الجهات بتحليل مثل هذه القضايا وتقويمها ووضع الحلول؟!.
إن القائمين على الأمن في بلادنا يعانون أشد المعاناة من تنصُّل أولياء الأمور في وظيفتهم في تربية أبنائهم، كما يعانون من إيثار بعض رجال التربية والتعليم: السلامة، والبعد عن خوض غمار الحياة، والتهرب من المسؤولية وإلقائها تارة على الأسرة وتارة على المجتمع وثالثة على وزارة المعارف.
إن معظم ما يعانيه المجتمع اليوم من قضايا ناتجٌ عن خلل في التربية، وقصور في التوجيه، وغياب للقدوة الحسنة.
فمتى ضعُف الإيمان، وقلت المراقبة لله عز وجل، وأهملت التربية وانعدمت القدوة الحسنة، إلا وأفرز لنا المجتمع شباباً بلا هوية، ينجرف مع أدنى تيار وينعق مع كل ناعق، شباب هازل شلَّت القنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية أفكاره وأثرت في سلوكه وتحركاته وسكناته.. شباب استهواه الاندفاع وراء كل جديد والتقليد الأعمى لكل مستورد.. شباب لا يبالي ولا يعبأ بمن حوله، وما يحاك ضده.
وإلا من المسؤول عن كون هؤلاء الطلاب يحملون سلاحاً يعبثون به في دماء الآخرين؟!
- أين دور المعلم في تربية النشء؟!
- أين دور المدرسة في تخريج أجيال صالحة؟!
مَنء من المعلمين مَنء يستقطع من درسه بعض الوقت لتوعية الطلاب مخاطر حمل السلاح واقتنائه؟!
مَنء من المعلمين مَنء يستقطع من درسة بعض الوقت لتوجيه سلوك الناشئة وأخلاقهم؟!
- إن المسؤولين في هذه الدولة المباركة يبذلون جهوداً جبارة في سبيل إصلاح السجون وجعلها دور تربية وإصلاح بدلاً من كونها دور عقاب.
- ولكن.. لماذا ننتظر حتى يدخل الشاب السجن ثم نقوم بتوعيته وإصلاحه؟!
- لماذا لا نقوم بغرس القيم والمثل العليا في نفوس أبنائنا منذ نعومة أظفارهم؟!
- لماذا لا نقوم بتعميق الجانب الإيماني في نفوسهم وايجاد القدوة الحسنة في البيت والمدرسة والمجتمع؟!
- لماذا ننتظر ونقف موقف المتفرج ثم نندب حظنا؟!
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيبٌ سوانا!!
- أين دور أئمة المساجد في التوعية والتوجيه؟!
- مَنء من الأئمة مَنء يعرف هموم شباب حيِّه؟!
- بل مَنء منهم مَنء يعرف أسماء الشباب الذين يُصلَّون معه؟!
- أين دور عمداء الأحياء؟!
- مَنء من شباب الحي مَنء يعرف اسم عمدة حيِّه وموقع منزله؟!
.. إن إلقاء اللوم والعتب على الجهات الأمنية في تفشي بعض الظواهر السلبية في مجتمعنا أمر غير منصف!!
- لأن رجل الأمن لم يهيأ له مجموعة من الشباب في عمر واحد وتحت سقف واحد ولمدة خمس ساعات يومياً ليلقي عليهم محاضرة أو درساً!
- رجل الأمن لم يفرَّغ لريادة جماعة مدرسية تغرس في نفوس طلابها روح الفضيلة وتنفرهم عن الرذيلة!
- رجل الأمن لم يفرَّغ ست ساعات يومياً مهمته فيها مقابلة هؤلاء الناشئة ونصحهم وإرشادهم!
- رجل الأمن يعاني أشد المعاناة من تنصل المربين عن مهمتهم الأساسية!
- رجل الأمن يعاني في انقطاع التواصل بين البيت والمدرسة!
إن الشباب اليوم يمر بمنعطفات خطيرة ومزالق جمَّة يحتم على جميع الأجهزة الحكومية بذل كافة الإمكانات لتوعية الشباب وتحصينهم فلابد من تكاتف وزارة الإعلام ووزارة الشؤون الإسلامية ووزارة المعارف ووزارة التعليم العالي ولابد من التعاون مع الجهات الأمنية لانتشال الشباب من مهاوي الرذيلة وتحصينهم بالعلم النافع والعمل الصالح حتى يقفوا سداً منيعاً في وجه كل من يريد أن يشتت الأمة ويفرّق وحدتها، وحتى يكونوا نواة خير لدينهم ووطنهم.
والله أسأل أن يوفقنا لكل خير وأن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أ
محمد بن عبدالعزيز المحمود
http://www.alriyadh.com.sa/Contents...FORALL_1840.php