المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المعلمات والمعلمون يروون مآسيهم


 


قريات الملح
30 - 3 - 2004, 01:54 PM
المدرسة.. هذا المبنى الذي تتبلور فيه شخصية الفرد، ويتم تحديد مستقبل الوطن، من خلاله ينمو ويتسع ويعلو بأبنائه وبإنجازاتهم، وطموحهم الذي رُسم داخل هذا المبنى وكبر معهم، كل فرد، وكل أسرة معنية بهذا المبنى، فهو الذي يرسم الطريق للأبناء، فيه يتلقون العلم والتعليم، ويحملون الشهادات والدرجات العلمية، التي تؤمن لهم حياة كريمة.وتظل وزارة التربية والتعليم هي الوزارة الأكثر قربا للوطن وللمواطنين..ولكن كيف يكون الأمر حينما يتحول هذا المبنى المدرسي إلى جهة للظلم، واستغلاله لتنفيذ مصالح ومآرب شخصية، بعيدة كل البعد عن التربية والتعليم؟مديرون، معلمون، مشرفون تربويون ومسؤولون فتحوا قلوبهم ـ رجال ونساء ـ لـ (اليوم)، التي فتحت صفحاتها لهم ولهن.فكانت أحاديثهم شكوى وتساؤلات مريرة، مليئة بالدهشة والاستغراب، من يجيب عنها، ويشفي صدورنا؟ هذا المدير كيف تم ترشيحه مديرا؟ وذلك المشرف التربوي، الذي يتواطأ مع مدير المدرسة لظلم معلم، كيف أصبح مشرفا تربويا؟ معلم آخر يتم تعيينه مشرفا تربويا، وهو لا يمتلك من الخبرة في التعليم سوى 3 سنوات، أو حتى سنة واحدة.
الظلم الذي يمارسه المدير تجاه المعلمين والوكيل أيضا، الظلم والتعسف الذي يتعرض له مدير المدرسة من مسؤول في إدارة التربية والتعليم، وذلك المشرف التربوي، الذي يتحدث عن تناقضات تعاميم الوزارة، التعاميم التي تطبق بحذافيرها في منطقة، ويتم تجاهلها في منطقة أخرى.
صور عديدة ملونة وباهتة، ننقلها من مواقف وتجارب منسوبي التعليم، ننقلها من صدورهم، ونضعها على طاولة وزير التربية والتعليم الدكتور محمد أحمد الرشيد، ننقلها إلى صدر أكثر رحابة ورأفة بمنسوبي التعليم، لعل لديه الجواب الشافي، الذي يشفي صدور منسوبي وزارته، لإيضاح الصورة الملتبسة، والمواقف الشائكة التي تحدث بشكل يومي في مناطق مختلفة في مملكتنا ******ة.
والهدف من وراء هذا التحقيق الصحفي ليس تسجيل خبطة صحفية، أو الإثارة، بل إعادة النظر في كثير من برامج الوزارة، التي هي عصب الوطن، ومنها يتخرج الوزير، المهندس، الطبيب، المعلم، الصانع، الفني والطيار.

قريات الملح
30 - 3 - 2004, 01:56 PM
مشكلتي مع الوزير
المعلم بكر العبدالمحسن يروي حكايته: مشكلتي هي مع الوزير الدكتور محمد أحمد الرشيد، فقد كنت اتصل به، واستمع إلى حديثه، فكنت أقرأ له مقالاته في (مجلة المعرفة) في افتتاحيتها، في كل عدد، وكنت أحرص على تنفيذ توجيهاته النبيلة، التي يقدمها بأسلوبه الشيق، بعيدا عن لهجة التعاميم، ومما جاء في العدد 86 جمادى الأولى 1423هـ في الافتتاحية، التي كتبها الوزير نفسه: إن من أهم ما تعلمته في الصغر، وأدركت أهميته في الكبر، التبيّن والتثبت، فيما يصل إلينا من الأخبار، فأنا قد أسمع عن شخص أنه قال قولاً أو عمل عملاً لا أرضاه، فلا أنتقده وأنكر عليه، قبل أن استوثق من صحة النقل، وأحاول إن استطعت ان أسأله واستفهم منه، وكم مرة فعلت هذا فتبين بعد الاستيقان غير ما نقل إلي عنه. ويستطرد الوزير في مقالته: وقد يكون النقل صحيحاً، ولكن النظر في الخبر يتعمق، وملاحظة مناسبته ولهجته، يدل على غير المعنى الذي استنبطه الناقل.

شكوى ضد المدير
غير أن بكر يقول: ولكن ما يؤسف له أن ما يكتبه لا يتطابق مع الواقع، وكذلك مدير التربية والتعليم، الذي يهتم بالأقوال والتوجيهات والجودة، وعندما ترى الواقع تشاهد غير ذلك، فعليك أن تكون من أسرة عريقة، أو قريبا لمسئول كبير، حتى يتفهم المدير مشكلتك في بعض الأحيان.
ويبدأ بكر استعراض مشكلته، فيقول: أنا مدير مدرسة منذ 6 سنوات، عقدت اجتماعاً دورياً مع معلمي التربية الإسلامية، مع بدء العام الدراسي، ليكون حافلاً بالعطاء، وخاليا من المشكلات التي تعرضت لها المدرسة في السابق، مع أحد معلمي التربية الإسلامية، وتم نقله نقلآً تأديبياً، ولتعامله بالضرب مع الطلاب وشكاوى المعلمين، خصوصاً من زملائه معلمي التربية الإسلامية، والشكاوى المتكررة شفوياً وكتابياً من أولياء الأمور، فكان لابد لي كمدير المدرسة أن أطلب من زملائي معلمي التربية الإسلامية التعاون معي، ومع أولياء الأمور، وكسب ثقتهم واحترامهم.
ويكمل بكر بقوله: فوجئت بعد أيام من عقد الاجتماع باتصال من إدارة التربية والتعليم، يخبرني عن شكوى مقدمة من قبل الزملاء ضدي، وتنص الشكوى على أن مدير المدرسة يعتبر مواد التربية الإسلامية ثقافة إسلامية، دون دليل مادي أو مستمسك مسجّل أو مكتوب، بل هي شكوى شفهية. قامت إدارة التربية والتعليم بالتحـقيــق معي قرابة الساعتين ونصف الساعة، والسؤال عما جاء في الشكوى، فنفيت ما اتهمت به الذي هو كلام ملفق ليس فيه من الحقيقة شيء.

عقوبة ما نُسب إلي
وحول رأي اللجنة في الشكوى يقول بكر: لقد رأت لجنة المتابعة أن الموضوع فيه سوء تفاهم، ولا يستحق كل هذه الضجة، إلا أن مدير التربية والتعليم أحالها إلى قسم التربية الإسلامية بالإدارة، الذين اقترحوا إعفائي من العمل الإداري، ثم رفعت المعاملة إلى الإدارة العامة للمنطقة، التي وجهت لي عقوبة الإنذار بالنظر إلى ما نسب إليّ من قبل معلمي التربية الإسلامية، وفعلاً تم إعفائي من إدارة المدرسة من قبل وحدة الإدارة المدرسية. فمضت أيام اعتقدت خلالها أن مدير التربية والتعليم تفهم المشكلة، وسيتصرف بحكمة، إلا أنني فوجئت بصدور قرار إنهاء تكليفي بالعمل الإداري، وتحويلي إلى معلم وتم ذلك خلال الاختبارات النصفية للفصل الدراسي الثاني من العام 1424هـ.

ما علاقة التعاميم بالواقع
ويشير العبدالمحسن إلى أن ما حدث له دلالة على الوضع المتردي في مدارس التعليم العام.. وعن عدم رفع شكواه إلى الوزير يقول: فكرت في رفع شكوى أو تظلّم للوزير، لكنني عدلت عن ذلك، لأن من تقدم بشكوى ضدي هم 4 ضد واحد، ومن الطبيعي أن تكون لهم الغلبة، وأنهم على صواب، رغم عدم وجود دليل مادي.
ويتساءل بكر: أين التثبت ومعرفة الحقيقة قبل الحكم، كما نادى به وزير التربية والتعليم؟ ولماذا لم يكن مدير التربية والتعليم أيضا في مستوى التثبّت، حسب ما يدعو له هو أيضا عبر التعاميم التي توزع على المدارس، فكيف أرفع شكوى إلى الوزير، الذي لا يعرف شيئا عن ظروف وملابسات قضيتي، كما أن أي شكوى ترفع إلى الوزير ستمر من خلال الروتين الإداري، وسيكون مدير التربية والتعليم في المنطقة هو الحكم، قبل أن تصل إلى الوزير.

سأحتفظ بصورة الوزير
ويشير بكر إلى أن هناك سببا أقوى في عدم رفع مشكلته للوزير، يقول: إذا أنا صدمت في مدير التربية والتعليم، بعدم حياديته في الموضوع، فلم أرد أن أصدم أيضا بوزير التربية والتعليم، فقبلت بخسارة واحدة، ولكي تبقى صورة الوزير ناصعة في خيالي، كما رسمتها، حسب ما يكتبه في مقالاته، فقد كنت أحاول أن أجسّد مضامينها في واقع العمل التربوي، ولم أتوقع أنها ستوصلني إلى هذه النهاية، ولكن بعد هذا الموقف لم استطع قراءة مقالة واحدة للوزير.

قريات الملح
30 - 3 - 2004, 01:58 PM
قضى المعلم خالد 32 عاما في تدريس مادة العلوم، أراد أن يبدأ من الأخير، فوجه حديثه مباشرة إلى مدير التربية والتعليم في منطقته، حيث قال: على مدير التربية والتعليم أن يعيد حساباته، فالإدارة لا تسير في الاتجاه الصحيح، وعدد من مديري الأقسام في الإدارة يحققون مصالحهم باسم التربية والتعليم، فيتم تعيين أقاربهم وأصدقائهم في الأماكن الحساسة والمهمة، أو نقلهم إلى المدارس التي يرغبون بها والتي تكون قريبة من منازلهم على حساب آخرين، وأهم شرط يتوفر في من يشغل منصبا حساسا في الإدارة هو إجادة كلمة (نعم) في موقعها ووقتها المناسب، والابتعاد عن الــ (لا).
وينتقل خالد بحديثه عن الجودة، فيقول: طبقت الجودة على مدرستنا، وكنت لا أعرف من الجودة إلا اسمها، فأحببت أن أطلع أكثر، وأتعرف على هذا المسمى الجديد، الذي أخذ يصل إلى مسامعنا، وعندما بدأت البحث في علم الجودة، فرحت به، وهمستُ لنفسي أخيرا: سيتطور التعليم في بلادي، وسيتخرج أبناؤنا من المدارس حاملين شهادات التفوق والمهارات والخبرة، التي تؤهلهم لدخول سوق العمل، بعكس ما يحدث الآن.

جودة تعبئة الملفات
ولكن هذه الفرحة والبشرى لم تطل، فقد أصيب خالد بصدمة، حيث يقول: عند تطبيق الجودة في مدارسنا اكتشفت الطامة الكبرى، وتبدلت أحوالي، وأصبحت مهموما بالتعليم بشكل أكبر، فأصابني الاستياء والحزن على ما يحدث في مدارسنا وفي إدارة التربية والتعليم، وهمست لنفسي: ليتني لم أطلع على مفهوم الجودة، ولم أفتح عيني عليه، فقد طبقت الجودة في مدارسنا على تعبئة الملفات، وعلى السجلات والتعاميم والأوراق، تعليمنا على الورق فقط، 11 مدرسة حصلت على شهادات الآيزو iso، ولكن حين ترجع لها الآن لن ترى جودة، لأنها اختفت، فقد تم العمل بها للحصول على الشهادة فقط، وليس الهدف هو الرقي بالتعليم وبمدارسنا وبأبنائنا الطلبة، فالجودة إذا لم تصل إلى الصف وإلى الطلبة والمنهج والمعلم، فليست جودة، في السابق كانت لدينا جودة، ولكن من دون مسميات، ومن دون (بهرجة ولمعان). كان الهدف هو التعليم من قبل رجال قلوبهم على الوطن.

الجودة للجوائز والانتدابات
ويضيف خالد: نحن شوهنا الجودة، والآن هناك سعي لزيادة عدد المدارس التي ستحصل على شهادات الجودة، فكلما زاد عدد المدارس الحاصلة على iso انعكس ذلك إيجابا على سمعة المسؤولين في إدارة التربية والتعليم.
وبحرقة يضيف خالد: اتجهوا للجودة بشكل خاطئ، لتحقيق الجوائز والسمعة والانتدابات، والظهور على صفحات الجرائد، وإلقاء المحاضرات والندوات.
وبألم وحسرة يضيف: تصور 35** ريال يتسلمها من يقوم بإعطاء دروس نظرية عن الجودة، في فترة لا تتجاوز 3 أيام، وما أعرفه تماما أن أكثر من 3** ألف ريال مخصصة للجودة، لم يستفد منها بالشكل الصحيح، ومع الأسف أن الجودة لا تطبق على المدارس المستأجرة، لأن هذه المدارس تحتاج إلى جهد وتعب مضنٍ، فهم يتجهون للمدارس الحديثة والجاهزة، لأن الهدف ليس التعليم بل السمعة والمصلحة، ومن خلال استماعي للمحاضرات التي تلقى عن الجودة أنهم ينقلون من الكتب فقط، ولكن لا يجيدون تطبيقها، الجودة لعبة لعبوها بشكل صحيح، وخسرنا فرصة سانحة لتطوير التعليم.

عبء على الدولة
وعن أهمية التعاميم التي تخدم مصلحة المعلم يقول خالد: التعاميم ليست ذات فائدة، هي عبء على الدولة، باستهلاك الورق، وإشغال وقت المعلم، أما التعاميم المفيدة، التي تخدم المعلم، فلا توزع على المدارس، أو توزع حين ينتهي وقتها، كي لا يكون للمدير والمعلم تبرير لذلك، مثل تعاميم الإيفاد (التدريس في الخارج). فهذه التعاميم تصل للمدارس بعد أن يتم ترشيح معلمين معينين، أو أن من يذهب مرة لا يحق له الترشح مرة أخرى، بينما نظام الوزارة ينص على أن المعلم الذي ترشح للتدريس في الخارج يحق له التقديم مرة أخرى بعد 4 سنوات من سنة الإيفاد، وعندما تطالب بحقك لا تأخذه أبدا، والدخول إلى مكتب وزير التربية والتعليم أسهل بكثير من الدخول لمكتب الإدارة.

قريات الملح
30 - 3 - 2004, 01:59 PM
وفي إطار الظلم الذي يلقاه المعلمون من مديري المدارس يشير أحمد الزويد (معلم تربية فنية، خبرة 18عاما) إلى الموقف الذي حدث بينه وبين مدير المدرسة، فيقول: كان لدي طموح كبير في تنمية الموهبة الفنية للتلاميذ، وتخريج طلبة يمتلكون هذه الموهبة، وكان لدي الاستعداد لعمل المجسمات واللوحات الفنية في المدرسة، وإقامة معرض فني للطلاب، ولكن اصطدمت مع المدير، الذي لم يكن يريد أن يخسر ريالا واحدا، رغم أن المدرسة تستلم 35** ريال شهريا من المقصف المدرسي، ولكن ليست هناك مخصصات للنشاط الطلابي، كما تنص عليه التعاميم.

أين فلوس المقصف؟
ويتساءل أحمد: لا نعلم أين يصرف المبلغ العائد من المقصف؟ وفي الوقت نفسه يطلب مني المدير أعمالا فنية للمدرسة، رغم عدم وجود غرفة تربية فنية خاصة بي، وليس لديه الاستعداد لتوفير الخامات والأدوات اللازمة لتنفيذ هذه الأعمال، وتصرفه هذا ليس معي فقط، بل في مختلف الأنشطة، كما أنه يطلب مبلغا من المال لصيانة المدرسة، وعندما واجهته بهذا الكلام بدأ يتذمر مني ويضايقني، فظلمني في الأداء الوظيفي، كما أنه يظلم معلمي الصفوف الأولية، بوضع درجات متدنية لهم في الأداء الوظيفي، كي لا يستمتعوا بإجازاتهم المبكرة، كيدا وحسدا، رغم أنها حق من حقوقهم، كما تنص عليها التعاميم الوزارية، فهو يتعامل مع المعلمين وكأنهم موظفون لديه.

قريات الملح
30 - 3 - 2004, 02:00 PM
الحال في مدارس الأولاد يتكرر في مدارس البنات، هذه معلمة يبدو أن ظلمها أشد وأقسى، تذكر زينب (معلمة لغة إنجليزية حديثة التعيين) أنها المعلمة الوحيدة في المدرسة في تخصص اللغة الإنجليزية، ولم تقم المديرة بطلب تأمين معلمة أخرى، لذلك أجبرتها المديرة على تدريس 32 حصة دراسية في الأسبوع، و3 مناهج لصفوف الأول والثاني والثالث المتوسط، وكل فصل به 30 طالبة، مما تسبب لها في إرهاق وإجهاد، ولتخفيف عدد الحصص أمرت المديرة بدمج فصلين معا، وبذلك يصل عدد الطالبات إلى 60 طالبة في الفصل، ولكن تدريس هذا العدد أمر مرهق جدا، ومع الشكوى المتكررة للمديرة رأفت بها وخفضت نصابها إلى 28 حصة في الأسبوع، بينما النصاب لكل معلم ومعلمة هو 24 حصة.

قريات الملح
30 - 3 - 2004, 02:08 PM
قررت الوزارة تطبيق برنامج التقويم الشامل على المدارس، من أجل رفع مستوى وتطوير الجانب التعليمي، وانعكاس ذلك إيجابا على الجو المدرسي من معلمين وطلبة ومبنى مدرسي. يقول أحد مديري المدارس: طلبت منا إدارة التربية والتعليم تطبيق برنامج التقويم الشامل في مدرستنا، ونظام البرنامج ينص على إخبار إدارة المدرسة قبل بدء البرنامج بثلاثة أشهر، للاستعداد وتهيئة الإدارة والمعلمين والمبنى، إلا أننا أخبرنا قبل 3 أيام فقط، وبدأ تطبيق لائحة التقويم الشامل على مدرستنا، وبعد زيارات متكررة للمشرفين على البرنامج، كانت النتيجة سيئة جدا، لأن مبنى المدرسة مستأجر، ولا تتوافر به الإمكانيات، التي يجب توافرها لضمان مستوى تعليمي رفيع، وكان من الخطأ تطبيقه على مبنى مستأجر. ويكمل مدير المدرسة: بعد التقرير الذي رفع إلينا، من قبل لجنة التقويم الشامل، الذي يشتمل على التوصيات لتطوير العملية التعليمية في مدرستنا، قمت بإعداد خطة لتنفيذ عدد من البرامج والأنشطة لتطوير وتلافي السلبيات المدونة على المدرسة، ورفعت هذه الخطة لإدارة التربية والتعليم، فأعجب بها أحد المسؤولين، فطلبني للعمل معه في القسم الذي يتولى إدارته، فانتقلت إليه، فخسرت المدرسة هذه الخطة، التي من شأنها أن تستفيد منها المدرسة والمعلمون والطلبة، ولكن اكتشفت فيما بعد أن هذا المسؤول كان يقصد من عملي تحت إدارته عمل الخطط والبرامج الخاصة ببرنامج التقويم الشامل، كي تكون باسمه وتجيّر له، أي أنه سرق جهدي، فما كان مني إلا أن تصادمت معه. وانتقد مبارك صالح الرواجح (مدير مدرسة) برنامج التقويم الشامل، يقول: يطبق البرنامج على جميع المدارس، بما فيها المباني المستأجرة، وهي فعلاً غير مؤهلة لتكون مباني مدرسية.. مشيراً إلى ان المدارس تعيش جواً نفسياً مشحوناً وعصبياً خلال فترة التقويم، الذي يمتد أسبوعاً كاملاً. كما ان تصيد الأخطاء على المعلمين غير واقعي أبداً، حيث يقّوم المعلم خلال زيارة أو زيارتين، وهذا قد تكون فيه إهانة نفسية.
وألمح الرواجح إلى ان بعض الأعضاء المشاركين في التقويم غير أكفاء، وغير مؤهلين، لأنهم غير مدربين.. مختتماً بالقول: نتائج التقرير التي تعد من قبل اللجنة تظهر المشكلة والسلبيات، ولكن لا تساعد في اقتراح الحلول، ولا تقدم الوسائل والميزانية المعينة على تلافي الحلول، ولا تقدم الوسائل والميزانية المعينة على تلافي السلبيات التي وجهت للمدرسة ولمعلميها

قريات الملح
30 - 3 - 2004, 02:10 PM
وحول برنامج التقويم الشامل وتطبيقه على مدارسنا يشير إبراهيم (معلم لغة عربية، خبرة 15 عاما) الذي تربطه علاقة وثيقة بعدد من المسؤولين في الإدارة، يقول: تم تطبيق برنامج التقويم الشامل على مدارسنا، بعد أن ألغي من قبل الوزارة، إلا أن إدارة التربية والتعليم في منطقتنا ما زالت تعمل به، رغم اقتناعها بعدم جدوى تطبيقه، وأن المشرف عليه في الوزارة الدكتور علي الخبتي نقل إلى قسم آخر في الوزارة. ويشير إبراهيم إلى التناقض في تطبيق البرنامج على المدارس فيقول: الإدارة كلفت 40 مشرفا تربويا مفرغين لزيارات المدارس، لمتابعة تنفيذ البرنامج، دون عمل دورات تدريبية لهم، وبعض هؤلاء المشرفين لا يعرفون من التقويم إلا اسمه، كما أن بعض المشرفين، وهم مديرو مدارس، يشاركون في تطبيق البرنامج على المدارس الأخرى، ومدارسهم غير مهيأة للتقويم الشامل. ويشير إلى أن ذلك أدى ببعض المشرفين إلى التخبط في عملهم، وتصيّد الأخطاء، وقد لاحظ ذلك الدكتور علي الخبتي، خلال إحدى زياراته، عند بدء تجربة البرنامج، فوجه ملاحظاته للمشرفين إلى أن الهدف من التقويم الشامل هو تصحيح الأخطاء وتصويبها، وليس تصيدها واستغلالها ضد إدارة المدرسة.
ويختم إبراهيم انتقاده لهذا البرنامج بأن هذا المدير، الذي يشارك في التقويم الشامل هو مقصر في إدارة مدرسته، ومتجاوز لتعاميم الوزارة من أجل تحقيق مصالحه الشخصية، باستخدام صلاحيته كمدير مدرسة.
اسمي لا يتفق مع المدرسة
ولكن التقويم الشامل ليس مجرد برنامج وينتهي، بل هو سلبية يمكن أن يستخدمها مدير المدرسة كورقة رابحة أو مبرر لنقل وكيل المدرسة، حين يدّعي المدير أن كل سلبيات المدرسة التي تسببت في كتابة تقرير سيىء عن المدرسة كان سببها الوكيل. يبدأ بها عبدالعزيز (وكيل مدرسة، خبرة 18 عاما)، يقول: مشكلتي أنني تعينت وكيلا في مدرسة، المدير والمعلمون أبناء عم وأقارب، وجزء كبير من الطلاب من أبنائهم، وكنت أنا (الشاذ) الوحيد بينهم، فلماذا لا تسمى المدرسة باسمهم؟ كنت مخلصا في عملي، مؤدٍ لواجباتي، ولم يكن للمدير أي ثغرة يدخل لي من خلالها لتطفيشي من المدرسة، فكان المدير هو الذي يقوم بالعمل على الحاسب الآلي، وهي ليست مسؤوليته، لكنه مهمل لواجباته الأساسية، المعلمون يتأخرون عن الدخول للحصص، وبعضهم لا يحضر دروسه في دفتر التحضير، والخروج من الحصص مبكرا، والمدير ـ مع الأسف ـ يرى كل ذلك، ولكنه لا يحرك ساكنا، لأنهم أبناء عمومته، الفرصة التي سنحت للمدير للتخلص منّي وإيذائي جاءت، عندما طُبق برنامج التقويم الشامل على مدرستنا، وهو برنامج فاشل، لا بل وظالم أيضا، لأنه يطبق على المدارس المستأجرة، وبعد عدة زيارات من قبل المشرفين على البرنامج، صدر قرار من قبلهم بعدم صلاحية المدرسة والمدرسين للتدريس، فقام مدير المدرسة بإقناع المشرفين بأنني السبب في القصور والسلبيات في المدرسة، وتفاجأت بأن المدير قدّر لي درجة في الأداء الوظيفي تقل عن 90 درجة.
كرهت المدرسة
ويكمل عبدالعزيز اندهاشه مما يرى، فيقول: تفاجأت بأن المشرف التربوي قريب له أيضا، ومع الأسف أنه صادقَ على تقرير الأداء الوظيفي خلال لقاء واحد معي، وذلك ليس له تفسير سوى القرابة، شعرت بالكراهية الشديدة للمدير، وبالضيق من المدرسة، لم انسجم معه، ولا مع أبناء عمه، رفعت استمارة نقل من المدرسة، وأرجو أن تتحقق رغبتي هذا العام، فلا أكاد أطيق المدرسة ولا التعليم. هل انتهى حديث عبدالعزيز ، انتهى، ولكن بهذا التساؤل المرير: أين الموضوعية في الترشيحات للمدير وللوكلاء وللمشرف التربوي؟ أين التربية فيما نشاهده أمامنا كل يوم؟ أكاد أشكك في فهمي للتربية والتعليم، من يخبرنا عن ذلك؟ من يزرع الأمل في داخلي بجدوى التربية والتعليم في مدارسنا؟ من؟
المدارس المستأجرة
ومن سلبيات ونتائج التقويم الشامل على المدارس المستأجرة إلى هموم المعلمات في هذه المدارس، تقول المعلمة ندى (مساعدة مدرسة، خبرة 15 سنة): كنا طلبنا من إدارة التربية والتعليم إيجاد مخرج طوارئ في مبنى المدرسة، للظروف الطارئة، وقبل أن تحدث كارثة ـ لا سمح الله ـ، خاصة أن المدارس المستأجرة معرضة لذلك، بسبب أحمال الكهرباء مثلا، وقد انتظرنا تلبية طلبنا كثيرا، لكن دون جدوى، حتى حصل ما كنا نخشى وقوعه، فحدث حريق بسيط، فاضطررنا لاستخدام مخرج طوارئ، لكن مر الأمر بسلام ولله الحمد. وتواصل ندى حديثها: بعد هذا الموقف قدمنا الطلب مرة أخرى، وأصررنا على ذلك، ورفعنا الأمر للوزارة، إلا أن الوزارة طلبت منا التفاهم في هذا الموضوع مع المالك، وهذا كلام غير منطقي، لأنه ليس لإدارة مدرسة للبنات الحق في التفاهم مع المالك في هذا الأمر، كما أن هذه المدارس لا تخضع للصيانة مثل المباني الحكومية، فتتعرض فصول وغرف المدرسة للخراب والتلف، نتيجة عدم وجود صيانة.

قريات الملح
30 - 3 - 2004, 02:11 PM
وفي منطقة أخرى، في الإطار نفسه من معاناة مدارس البنات، في عدم اهتمام الإدارة بتلبية طلباتهن، تذكر مريم (معلمة رياضيات) ان إدارة التربية والتعليم طلبت من إدارة مدرسة بنات إخلاء المبنى خلال أسبوع واحد، للانتقال إلى المبنى الحكومي الجديد، ولم تؤمن الإدارة من يقوم على نقل أثاث المدرسة.. تقول: انتظرنا يومين للقيام بذلك، وعندما لم يحضر أحد من عمال الإدارة للنقل، قمنا نحن المعلمات مضطرات إلى التفاهم مع حارس المدرسة لتأمين سيارة نقل كبيرة، ودفعنا أجرة السيارة 2**0 ريال، كما قمنا بالمساعدة في نقل الأثاث، وترتيبه في المبنى الجديد

قريات الملح
30 - 3 - 2004, 02:12 PM
ونعود للمديرين والمديرات، لنستمع لألوان أخرى من صور ظلم إدارة المدرسة للمعلمين والمعلمات. تروي المعلمة فاطمة (معلمة جغرافيا، خبرة 9 سنوات) حكايتها بقولها: بعد رجوعي من إجازة الأمومة، تفاجأت بجدول تدريس مادة الرياضيات لصفي الرابع والخامس ينتظرني، لم أوافق على تدريس الرياضيات، لأن تخصصي جغرافيا، ولا أريد أن أكذب على نفسي، وأخدع التلميذات، وأخون ضميري، فأنا لا أعرف تدريس الرياضيات، خاصة للصفوف العليا، لكن المديرة أجبرتني على ذلك، فأرسلت إليّ مشرفة تربوية لإقناعي بالتدريس، وقالت لي: أطلب منك تمشية الحال لحين عودة معلمة الرياضيات من إجازة الأمومة، فرفضت، لأنني لست قادرة على تدريس هذه المادة، فهددتني المشرفة بقبول تدريس الرياضيات، أو التوقيع على استمارة نقل خارجي إلى خارج المنطقة التي أسكن بها، وأنا كنت للتو جئت إلى منطقتي، بعد انتقالي من الدوادمي 3 سنوات، ثم إلى بقيق سنتين، وكنت عانيت في عملي هناك، بعيدا عن عائلتي، ومن التنقّل بالسيارة ذهابا وإيابا، فقبلت التوقيع على استمارة النقل الخارجي، وعدم خيانة التلميذات، وخيانة أبناء وطني، فنحن المعلمات مهمتنا أسمى وأعلى من مصلحتنا وراحتنا الشخصية، التي لا نجدها إلا في التعب والإخلاص في عملنا، وإيصال المعلومة للطالبات، لكن المديرة طلبت مني التدريس، حتى يتم نقلي خارج منطقتي، فوافقت على مضض.

قريات الملح
30 - 3 - 2004, 02:13 PM
وتشير فاطمة إلى طريقتها في التدريس، والتغلب على صعوبة المنهج فتقول: بدا أخي يشرح لي الدروس، فأذاكرها مرة ومرتين، ثم ألقيها للتلميذات، مستخدمة كل طاقتي لتبسيط المعلومة لهن، وأعتقد أنني لم أكن المعلمة المناسبة والقادرة على شرح دروس الرياضيات، ولكنني حاولت واجتهدت، وأرضيت ضميري، وبعد فترة التحقت بدورة في الحاسب الآلي، فطلبت مني المديرة أن أتولى مهمة الحاسب الآلي في المدرسة، مع تدريس 15 حصة دراسية في الأسبوع، وهي مواد كثيرة، بجانب مسؤولية الحاسب الآلي، وبعد أيام من تجهيز غرفة الحاسب تدخلت معلمة أخرى، لها علاقة وثيقة بالمديرة، وكانت معلمة وصولية، فقد كانت تقدم الهدايا للمديرة في بعض المناسبات، والمديرة تقبل هذه الهدايا، وطلبت هذه المعلمة المتملقة من المديرة إعطاءها مسؤولية الحاسب، فوافقت المديرة على طلبها، بجانب تدريسها 4 حصص فقط، رغم عدم تمكنها من التعامل مع الحاسب، فطلبت المعلمة من المديرة من يساعدها، فطلبت المديرة مني ذلك، ولكنني رفضت، فما كان من المديرة إلا أن أرسلت معلمة أخرى للتدريب على تعلم الحاسب الآلي على حساب صندوق المدرسة، وبعد عودتها من الدورة أعطيت مسؤولية الحاسب، مع 5 حصص دراسية فقط، أي أصبحت معلمتان للحاسب، بـنصاب 9 حصص، وبقية موادهما قمنا نحن المعلمات بتدريسها، رغم أن مدرستنا مستأجرة، وعدد الطالبات قليل، وليس بحاجة إلى جهد مضنٍ للحاسب، بهذا تجازيني المديرة أنا وزميلاتي، على حساب معلمات لها علاقة بهن، ومصالح مشتركة، قد تكون قرابة أو صداقة.
نحن نعمل وهن ينلن التكريم
وفي نهاية حديثها تتساءل فاطمة: بأي حق نتلقى هذه المعاملة؟ وما دور المديرة؟ وما حدود صلاحياتها؟ لماذا تتصرف كيفما شاءت، وتحابي معلمات دون أخريات؟ لماذا تستخدم إمكانيات المدرسة لصالحها، على حساب المستوى التعليمي للطالبات؟ تغض الطرف عن معلمات يتأخرن في الدوام الصباحي، ولا يقمن بواجباتهن بشكل كامل، ولا يؤدين أي نشاط في المدرسة، وحين يأتي وقت التكريم نراهن أول المكرمات.
وتستطرد فاطمة في تساؤلاتها، حول ما يحدث من مواقف تدعو للغرابة والدهشة، حين تسأل بلوعة: زميلتي في الجامعة غير المتفوقة، عملت في التدريس فصلا واحدا، ثم تم اختيارها مشرفة تربوية، على أي أساس يتم ذلك؟ وبأي حق؟ ولماذا لا نعرف الشروط والمواصفات الخاصة بتعيين المشرفة، التي يمكن أن تنطبق علينا أيضا؟ أم أن هناك شرطا لا يمكن تحقيقه، وهو الاسم الأخير لعائلتي؟!
نعتذر فاطمة عن عدم الإجابة على أسئلتك، ربما لا يملك الإجابة عنها سوى الدكتور محمد أحمد الرشيد أو الدكتور خضر عليان القرشي!!

قريات الملح
30 - 3 - 2004, 02:14 PM
ومن ظلم المدير وإهماله إلى إهمال المشرفة التربوية في أداء واجبها، تشير شريفة (معلمة اقتصاد منزلي، وقائمة بشؤون المقصف) إلى أنها لم تقم بتعبئة استمارة النقل الخارجي، لعدم وضع درجة الأداء الوظيفي لها من قبل المشرفة التربوية. وعن سبب ذلك التصرف من المشرفة تقول: أنا أدرس في هجرة تبعد عن المدينة 150 كيلومتراً، أي أننا نقطع كل يوم 3** كيلومتر، لعدم وجود سكن مناسب في تلك الهجرة، والمشرفة تجد صعوبة في زيارة المدرسة، لأنها بعيدة عنها، ولا تريد أن تقطع كل هذه المسافة، والمديرة رفضت وضع درجة لي، إلا بوجود المشرفة التي لن تحضر، وكنت في العام الماضي حصلت على درجة متدنية من قبل المشرفة، لأنني أدرس مادة غير تخصصي، ورأت المشرفة ألا تعطيني درجة ممتاز، لأنه لا يمكن أن تحصل معلمة على درجة ممتاز في تدريس مادة ليست من تخصصها، حسب قناعتها، رغم اعترافها لي شخصيا باجتهادي في تدريس المادة، ومع تأخر المشرفة التربوية في زيارتي هذا العام تفهمت المديرة وضعي، ووضعت درجة استحقها، ورغم أن مدرستنا مستأجرة، وليست بها إمكانيات، مثل غرفة تدبير منزلي، ولا معامل مختبر، إلا أن المشرفات يحاسبننا على هذا النقص في المدرسة، ويقيمن أداءنا الوظيفي على مستوى المدرسة المتواضع

قريات الملح
1 - 4 - 2004, 02:21 PM
يروي سعود (مدرس علوم، خبرة 10 سنوات) مشكلته مع مدير المدرسة، وكيف تسبب في نقله إلى مدرسة أخرى، فكان ذلك النقل المفاجئ سببا في عدم إيجاد الجو الملائم كي يعطي العطاء الكافي، وليتحول المعلم النشط إلى معلم مثقل بالهموم، وبالشعور بالضيق من المدرسة والتدريس، لأنه يرى كل صباح مديرا لا يستحق أن يكون إداريا، ولا يمتلك أي كفاءة في أن يكون مسؤولا عن إدارة مجموعة من الأشخاص في أي مكان، فما بالك وهو مدير مدرسة، من خلاله يتحدد مصير مئات الطلاب، حسب ما يوفره من جو تعليمي، يساعد المعلمين على العطاء والبذل، ويوفر للطلبة جوا دراسيا يتلقون فيه التعليم بأذهان صافية، وبإقبال متواصل على الدروس، أو يكون العكس، فتتحول المدرسة إلى مكان كئيب وخانق، بسبب وجود هذا المدير.
هكذا حبكوا المؤامرة
يروي سعود لنا حكايته مع عدد من مديري المدارس، كانوا سببا في تعاسته، وفي التردد المستمر على إدارة التربية والتعليم، لمتابعة شكواه عليهم.
يقول سعود: تعرضت لإصابة في الركبة، جلست على إثرها في البيت 3 أسابيع، وبعد عودتي للمدرسة، وأنا على عكازين، فوجئت بالاستقبال الفاتر من مدير المدرسة، ففاجأني بزيارة إلى الفصل في اليوم نفسه، ولم أكن قد بدأت في تصحيح الدفاتر، فكان ذلك ممسكا عليّ، فوجدها المدير فرصة سانحة لتنفيذ ما كان يخطط له ضدي، وفي اليوم التالي حضرت إلى المدرسة بعد 10 دقائق من موعد الحضور، ومعي مدرسون آخرون، فكتب مساءلة لي، عن سبب التأخير، ولم يوجه مساءلة لزملائي المتأخرين، ذهبت إليه لأتفاهم معه، وأشرح له سبب تأخري، وأن الأمر ليس بحاجة إلى مساءلة رسمية، فهذه أمور تحدث في كل المدارس، وبشكل يومي، فاستغربت من طريقة حديثه معي، والألفاظ التي استخدمها في حديثه، ورفع صوته كي يسمعه المعلمون، ثم أمر بإحضار أحد المعلمين، ليكون شاهدا على الحديث الذي يدور بيننا.
تواطؤ المشرف التربوي
ويضيف سعود: بعد يومين من الشجار زارني مشرف تربوي، ليحقق معي، فيما دار بيني وبين المدير، رغم أنني لم أخطىء، ولم أسئ الأدب، وصادف ان اليوم الذي زارني فيه المشرف كان لدي موعد مراجعة المستشفى، ولم يكن بوسعي أن أؤجل الموعد، فلم التق مع المشرف، وذهبت للمستشفى، وبعد يومين جاء خطاب من إدارة التربية والتعليم بنقلي إلى مدرسة أخرى، راجعت الإدارة في هذا القرار الظالم، وهناك اكتشفت أن مدير المدرسة دبّر أمر نقلي مع المشرف، وأدّعى المشرف أنني مقصر في عملي، حسب التحقيق معي، وهو لم يقابلني أصلا، ولم أتحدث معه، قبلت بالانتقال إلى مدرسة أخرى، فكتبت خطابا لمدير التربية والتعليم، شرحت فيه التصرفات غير المبررة لمدير المدرسة معي، وسجلت في الخطاب الأخطاء التي يقع فيها المدير، والتي من ضمنها توزيع جدول الاختبار بمواعيد خاطئة، حيث وزع في نهاية الفصل الدراسي الثاني جدول الاختبار للطلبة المكملين الذين يحق لهم دخول الدور الثاني، على أنه يبدأ يوم السبت، أي بعد أسبوع من عودة المعلمين، وفي أول يوم من العودة اكتشف المدير أن مواعيد الاختبارات ليست صحيحة، فهي تبدأ يوم الاثنين، أي بعد عودة المعلمين بيومين، وليس بعد أسبوع، فقام بتصوير جدول مواعيد الاختبارات وتوزيعه قبل يوم واحد على الأماكن العامة في الحي، كي يعرف الطلاب مواعيد اختباراتهم، فكان ذلك سببا في رسوب عدد كبير من الطلبة.
التهديد بمقابلة الوزير
يكمل سعود: رغم النسبة الكبيرة التي تشهدها المدرسة في عدد الرسوب، إلا أن إدارة التربية والتعليم لم تحرك ساكنا، ولم تلتفت لهذا الأمر، ولم تحقق فيه.
ويعود سعود بشأن الشكوى لمدير التربية والتعليم، فيقول: كانت هناك مماطلة من قبل إدارة التربية والتعليم، في النظر في الشكوى، التي قدمتها، واستمرت هذه المماطلة أكثر من شهرين، لذا فانني أطالب بحقي.. ويؤكد سعود ان مماطلة إدارة التربية والتعليم تحدث حينما يكون الأمر في صالح المعلم، بينما تأخذ الأمور بموضوعية وجدية، حينما تكون ضده.. يقول: بعد أن رأت الإدارة إصراري على متابعة الشكوى على المدير، ومعرفة تطوراتها، وأنني على استعداد لمقابلة الوزير، في حال عدم النظر في الشكوى، أرسلت مشرفا تربويا، للتفاهم معي، ولإقناعي بالتنازل عن الشكوى، بطريق غير مباشر، فأخذ المشرف يحدثني عن التسامح والإصلاح بين الناس، وأن الإسلام يحثنا على ذلك، بينما نسي أن الإسلام يحث على عدم الظلم، وعلى المعاملة الحسنة، وكما جاء في الحديث الشريف (الدين المعاملة)، ثم طلب مني بكلام صريح ومباشر ان أتنازل عن الشكوى، ومسامحة المدير، وأنه سيقنع المدير بالاعتذار لي شخصيا، وبالفعل جاءني المدير، واعتذر لي، فلم أقبل التنازل، إلا بشرط عدم نقلي من مدرستي الحالية، فوافق المشرف على طلبي، وكتب ذلك خطيا.
المؤامرة لم تنته
غير ان سعود يؤكد أن الأمر لم يتوقف عن ذلك.. يقول: بدأ مدير المدرسة الحالية بمضايقتي، بعد أن عرف مشكلتي مع المدير السابق، وعرف ذلك عن طريق أخيه، الذي يدرس في المدرسة السابقة التي كنت أدرس فيها، فقام أخوه بنقل صورة خاطئة عني إلى أخيه المدير، وخلال سنوات عملي في المدرسة كنت تفاهمت مع المدير بخصوص وضع جدول الاختبار، وضرورة معالجة ظاهرة الرسوب، ووضع أسئلة الاختبار واضحة ومناسبة لجميع الطلاب، خاصة بعد أن كلف أحد المعلمين بوضع أسئلة الاختبار، وكنت أنا وهذا المعلم نقوم بتدريس منهج واحد، لكن في فصول مختلفة، ويفترض أن نتفق معا على وضع الأسئلة، لكن المدير كلفه وحده، فكانت بعض الأسئلة مبهمة، وفيها صعوبة على غالبية الطلبة، وهذا لا يتماشى مع تعاميم الوزارة.
لوحة لإرضاء المدير
وحول الظلم الذي يمارسه المدير مع المعلمين، يقول سعود: يعطينا المدير النصاب الكامل في التدريس (24 حصة)، بينما يخفف على معلمين آخرين على حسابنا، فقط لوجود علاقة خاصة ومصالح مشتركة بينهما، أو أنه قام بعمل لوحة مدرسية عند الخطاط تحمل اسمه، ولأنني لا أستطيع أن أحابي، أو أتملق للمدير، ولا أسعى لإرضائه بلوحة، أو بالسكوت عما أراه تسيبا وفوضى في المدرسة، قرر أن ينقلني إلى مدرسة أخرى، حيث أدعى أن المدرسة بها معلمون زائدون عن الحاجة، فرفع إلى إدارة التربية والتعليم اسمي، مطالبا بنقلي إلى مدرسة أخرى، دون إخطاري بذلك، رغم أن المدرسة بها وكيلان، وهي لا تستحق، لأن المدرسة بها 14 فصلا فقط، فلم يكتب عن وجود وكيل زائد، بل نقل معلم زائد.
تواطؤ اللجنة
يضيف: عندما راجعت إدارة التربية والتعليم، بخصوص نقلي المفاجئ، قال لي المشرف التربوي (بعظمة لسانه): ان المدير أصرّ على نقلك، ونحن نعرف أنك لست زائدا في المدرسة، المدرسة والطلبة بحاجة إليك، لأنك معلم مخلص ومتميز، ولكن المدير لا يريدك، انتقلت إلى مدرسة أخرى، ولكن لم اسكت عن حقي، فالذي حدث معي يجب ألا يحدث مع غيري، رفعت خطابا للإدارة، يوضح تجاوزات المدير في المدرسة، وبعد أن حققت اللجنة المكلفة في الأمر، اكتشفتء الكثير من القصور والأخطاء والتجاوزات، ولكنها غضت الطرف، ولم تحاسبه، لأن له علاقة ببعض أعضاء اللجنة، بينما أنا (ما عندي واسطة).
ويختم سعود حديثه بأسى، حين يقول: هذا ما يحدث لنا في مدارسنا، من تعسف وظلم من مدير مدرسة، يتحكم في أمرنا كيف يشاء، دون رقيب، ودون نظام يحمينا، ولا يوجد أحد يدافع عنا، فإذا كان المشرف التربوي، الذي لا يحمل من التربوية شيئا يتواطأ مع المدير ضد المعلم، وإذا كان المسؤول ابعد ما يكون عن التربية والتعليم، فماذا ننتظر من التعليم؟ هذا هو حالي وحال كثيرين من زملائي المعلمين.


http://www.alyaum.com/images/11247/162671_2.jpg

قريات الملح
1 - 4 - 2004, 02:22 PM
وفي الإطار نفسه من تصرفات مدير المدرسة، وتغليب مصلحته الشخصية، على حساب العملية التربوية والتعليمية، يقول حسن (معلم لغة عربية، خبرة 12 عاما): المدير يتصرف في المدرسة حسبما يشتهيه، دون اعتبار لتطبيق التعاميم والالتزام بها، فمدير المدرسة يخصص أحد المعلمين، الذين تربط بينهما علاقة قوية، ليكون أمينا للمكتبة، فيعطيه 10 حصص، وفي الوقت نفسه نتحمل نحن بقية نصابه عنه، ولا يقوم بعمله كأمين مكتبة، بل الهدف من ذلك هو أن يكون مرتاحا، ورغم ما تعنيه أهمية المكتبة للمعلمين، خاصة معلمي اللغة العربية، فهي مغلقة بشكل مستمر، ومن يريد أن يزورها لقراءة كتاب، أو استعارته، أو حين يطلبها معلم اللغة العربية لحصة التعبير، فإن عليه أن يتشفّع لدى أمين المكتبة، للسماح له بفتحها، وكأنها ملك له وحده، فأمين المكتبة يقضى وقته إما مع المدير في السوالف وقضاء الوقت، أو أن يكون خارج المدرسة، كما أن مجلة المعرفة، التي تشترك المدرسة بثلاث نسخ منها، لا نراها، وغير مسموح لنا بقراءتها، أو الإطلاع عليها، تأتي من البريد، لتودع في رفوف المكتبة، لأنها عهدة، كما يردد أمين المكتبة!!

قريات الملح
1 - 4 - 2004, 02:24 PM
تنازلت المعلمة سعاد عن المذاكرة لأولادها، من أجل تحضير الدروس، بعد أن أجبرتها المديرة على تدريس الصف الأول.. تقول: بعد عناء الانتقال من منطقة إلى أخرى للتدريس، تم نقلي إلى مدينتي بين أولادي وأهلي، ولكن هذه الفرحة لم تدم، فقد فاجأتني المديرة بتدريس الصف الأول الابتدائي، حاولت أن أرفض، لكنها أجبرتني، مضحية بمصلحة الطالبات، في سبيل إرضاء صديقاتها المعلمات في المدرسة، اللاتي رفضن تدريس هذا الصف، رغم وجود خبرة لديهن في التدريس، فلم يكن أمامي سوى القبول بالأمر المرير.
ولكن تدريس الصف الأول يحتاج إلى خبرة واستعداد نفسي، تقول سعاد في هذا الجانب: استعنت بالله في هذا الأمر، ثم بزوجي، لخبرته في تدريس اللغة العربية، فساعدني في كيفية شرح المنهج، وقمنا بشراء الوسائل التعليمية الخاصة، وتجهيز وسائل أخرى من تنفيذي، بالإضافة إلى تصوير الأوراق الخاصة بالمنهج، وكل ذلك على حسابي الخاص، وانعكس ذلك إيجابا على مستوى الطالبات، فقدمت لي أمهاتهن عبارات الشكر والتقدير، من خلال زياراتهن للمدرسة، أو الاتصال الهاتفي.
الممتاز للمهملة
ولكن هل قدرت المديرة ذلك؟ تجيب سعاد: رغم التكاليف الباهظة التي أنفقها، في سبيل أداء هذه الأمانة أمام الله، ثم إرضاء ضميري، والقيام بجهد مضاعف لتحضير الدروس، فقط لأنني لست مقربة منها، تكافئني المديرة بإعطائي درجة متدنية في الأداء الوظيفي (86 درجة)، أما صديقاتها اللاتي ينشغلن عن حصصهن بالسوالف والثرثرة معها، والتغيب عن الحصص، فتعطيهن درجة الممتاز في الأداء الوظيفي.
ولا يقف انشغال المديرة عند ذلك، تضيف سعاد: ولأنها لا تخرج من مكتبها لزيارة الفصول، والاطمئنان على سير المدرسة، كانت المستخدمات لا يقمن بواجبهن أيضا في التنظيف، فنقوم نحن المعلمات بهذه المهمة، بمساعدة الطالبات.

قريات الملح
1 - 4 - 2004, 02:26 PM
وتشير معلمة في مدرسة أخرى إلى سلوك المديرة معهن، فهي توجه لهن وأمام الطالبات عبارات وألفاظا لا تليق بمعلمة، كما أنها غير لائقة أن تتلفظ بها مديرة، وميلها لمعلمة دون أخرى، فتذكر أن إحدى المعلمات لديها إجازة استثنائية طوال العام الدراسي، ثم داومت أسبوعين، وجددت إجازتها مرة أخرى، حتى نهاية الفصل الدراسي، وتفاجأنا بحصولها على درجة الأداء الوظيفي أفضل منّا، نحن المعلمات اللاتي نؤدي واجباتنا على أكمل وجه.

قريات الملح
1 - 4 - 2004, 02:27 PM
وبعد.. ثم ماذا يا معالي الوزير؟ هل نكتفي بهؤلاء الذين قابلناهم من أبنائك واخوانك؟ أم نزيد ونسترسل؟ليس المهم من هم، بل ماذا قالوا ولماذا قالوا؟ تحدثوا إلينا بحرقة وبحسرة، ولولا الخجل لذرفوا الدمع، لأنهم يعتصرون ألما على الوطن والمجتمع والطلبة والتربية والتعليم، وتعاميم نظرية مسيجة، عاجزة أن تخطو خطوة واحدة على أرض الواقع.
هؤلاء ضحايا التربية والتعليم، ضحايا الإخلاص والتفاني في العمل والمحبة للوطن، بم يكافؤون؟ بمدير ظالم او مشرف تربوي متواطئ لتدبير مكيدة لمعلم او وكيل او مدير او مشرف.
هؤلاء الضحايا الذين كنت توجه اليهم وصايك في (الرسائل العشر) التي نشرتها في مجلة المعرفة في العدد (40- رجب 1419هـ)، اتبعوا الرسائل الموجهة كلها للمعلم، التي كنت تدعوه لأن يكون (المعلم الصالح القوي الأمين المخلص في أداء عمله، المتمكن من تدريس مادته) الذي هو - حسب مقالتك - أهم من المبنى النموذجي والمناهج والمعمل المجهز.
هل تطلب منه الآن بعد خمس سنوات من تاريخ تلك المقالة، والتي وزعت ايضا على جميع مدارس المملكة، وصورت بعدد المعلمين 1893** نسخة، وكل نسخة 7 ورقات.
هل تطلب منه الآن ان يكون امينا ومخلصا، كي يكون ضحية لمدير لا ينظر المعلمين الا بصفتهم موظفين لديه، وان هذه المدرسة بيته؟ يتصرف بها وبتعاميم الوزارة كيفما شاء؟ ام انك ستوجه رسائلك الى المدراء *****ؤولين هذه المرة لنوفر عدد الأوراق المصورة ونقتصد في التكلفة؟ اسئلة مرة تبعث في الحلق شجى وفي العين قذى، نرجو ان تكون لها اجابة، ونحن نساعدك في البحث عن اجابات.
فانت اخونا كما كنت تحب ان تذيل توجيهاتك وكلماتك في المناهج المدرسية، ونحن مثلك يعنينا الانسان والوطن والمعلم الصالح، كي نتقدم ونسمو بهذا الوطن الغالي، هذا الوطن العظيم.