محب الاستخاره
19 - 8 - 2008, 12:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل ((وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله )) ، والصلاة والسلام على نبيه القائل ((:(( إذا همّ _أراد_ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة...))، وعلى آله وصحبه أجمعين .أما بعد.
السلام عليكم ورحمة الله
أ
أيــن الخـلل أفي العلماء أم طلبة العلم ؟
معلوم أن العنصر البشري أساس أي تغـير أو تغـيـير أو إصلاح ،وما الوسائل إلا عوامل مساعدة ليس إلا، فبندقية بيد رام خير من صاروخ بيد من لا يعرف استعماله ، وقد كثر في الفترات الأخيرة الحديث بشكل مباشر أو غير مباشر عن الخلل في تعثر النتائج المرجوة لمخرجات الدعوة إذا ما قورنت مدخلات الدعوة اليوم ومخرجاتها مع مدخلات الدعوة ومخرجاتها للسلف رضوان الله عليهم .
أولا : المدخلات
ويقصد بها كثرة انـتشار الوسائل الدعوية من قنوات فضائية و جامعات وكليات ومعاهد ومحاضرات ودروس وغيرها من الأمور الكثيرة المعروفة التي لا تعـد ولا تحصى .
ثانيا :المخرجات
ويقصد تلك النـتائج والثمار التـي ينبغي ويتوقع جنيها من هـذه المدخلات .
وفي هذا العصر إذا تأملنا واقع المدخلات والمخرجات الدعوية والتي لها قرابة ( 70) عاما، ثم عملنا مقارنة سريعة بين هذه المدخلات والمخرجات الدعوية اليوم وبين المدخلات والمخرجات للسلف y لزاد يقيننا بأهمية وضرورة مكاشفة أنفسنا ونقد الذات ، لمعرفة ألأسباب الحقيقية ومعالجتها ، بدءا من قوله تعالى :
ِ { إنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } الرعد :11
فالمدخلات قديـما كانت متواضعة جدا مقارنة مع مدخلات اليوم ، ولكن مخرجاتـها كانت عظيمة ، وهنا يبرز سؤال مهم أيـــــــــــــــــــــــن الخلل؟ : أفــي العلماء ؟ أم طلبة العلم ؟
ثالثا : مقارنة مع بعض أقوال السلف
وللوصول إلى استنتاج دقيق ،سنستعرض بعض أقوال السلف لعلنا نعرف لماذا بورك لهم في مدخلاتهم رغم تواضعها !
1) جاء عن كثير من السلف y مثل: ((سفيان الثوري، مجاهد، سماك، حبيب بن أبي ثابت، هشام الدستوائي )) قالـوا: (( طلبنا هذا الشأن ومالنا فيه من نية ثم رزقنا الله النية من بعد )). (العلل ومعرفة الرجال /3/235" ، "حليلة الأولياء /5/285، 6/367، "سير أعلام النبلاء /4/455، " 7/17" ، "7/152".
قال الإمام الذهبي: "سير أعلام النبلاء /7/17"
(( قلت: نعم يطلبه أولاً والحاصل له حب العلم وإزالة الجهل عنه وحب الوظائف ونحو ذلك ، ولم يكن علم وجوب الإخلاص فيه ولا صدق نية فإذا علم حاسب نفسه وخاف من وبال قصده فتجيئه النية)).
وقال في موضع آخر( 7/152) - بعد أن ذكر أصناف الذين طلبوا العلم-:
(( فخلف من بعدهم خلف بأن نقصهم في العلم والعمل وتلاهم قوم انتموا إلى العلم في الظاهر ولم يتقنوا منه سوى نزر يسير أو هموا به أنهم علماء فضلاء ولم يدر في أذهانهم قط أنهم يتقربون إلى الله لأنهم ما رأوا ***اً يقتدى به في العلم فصاروا همجاً رعاعاً....)).
2 ) سئل حـمدون بن أحـمد : (( ما بال كلام السلف أنفع من كلامنـا ؟)) فقــال: (( لأنـهم تكلموا لعز الله ونجاة النفوس ورضا الرحمن ، ونحن نتكلم لعز النفوس وطرب الدنيا ورضا الخلق )) .
3 ) الإمام سفيان الثوري : ( كانوا يتعلمون النية للعمل كما تـتـعلمون الكلام ).
فلما كان أهل العلم هم ورثة الأنبياء و أجرهم عند الله عظيم ؛ فإن حسابـهم يكون أشد حسب توظيف نيتهم فيما مــنّ الله عليهم به، وهم من الأصناف أول ما تسعر بهم جهنم وهذا يجعل الأمر خطيراً جداً وبالتالي ينبغي أن يكون همهم الأكبر الاطمئنان على إخلاص النية وليس مجرد إخلاص النية ، لضمان عدم السقوط في الشرك الخفي دون شعور أثناء وبعد تحقيق الذات .ولكي نستشعرأكثر أهمية مانحن بصدده نقف مع هذه الاأسئلة .
" أسئلة إيمانية لمكاشفة النفس ونقد الذات( هيا بنا نؤمن ساعة):
أ ) هل سمعت اليوم بأن عالما ًقال :طلبت العلم بنية غير خالصة لله ثم رزقني إياها ؟ وإن لم تسمع فلماذا؟ ولماذا السلف أخبرونا به ؟ ولماذا لم يخبرنا به الخلف؟
ب) هل سبب ذلك أننا أحسن إخلاصا من السلف؟أم هي المصلحة والمفسدة التي أفسدت الدين في أحيان قليلة أو كثيرة ، وأصلحت احتياجاتنا ودوافعنا ، بعد أن أصبحت في قليل أو كثير من الأحيان تقال بدون تحقيق دقيق أو ضوابط شرعية دقيقة.
وكذلك هنا دعوة لكل عالم وداعية وطالب علم أن يسأل نفسه :
ج) لماذا نرى اليوم بركة ثمار المخرجات لاتتناسب مع حجم المدخلات ؟ لعل الله إذا علم أنا نريد أن نغير أو نصلح ما بأنفسنا ، أحدث لنا بعد ذلك أمراً.
وخير الختام السلام من السلام ، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
الحمد لله القائل ((وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله )) ، والصلاة والسلام على نبيه القائل ((:(( إذا همّ _أراد_ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة...))، وعلى آله وصحبه أجمعين .أما بعد.
السلام عليكم ورحمة الله
أ
أيــن الخـلل أفي العلماء أم طلبة العلم ؟
معلوم أن العنصر البشري أساس أي تغـير أو تغـيـير أو إصلاح ،وما الوسائل إلا عوامل مساعدة ليس إلا، فبندقية بيد رام خير من صاروخ بيد من لا يعرف استعماله ، وقد كثر في الفترات الأخيرة الحديث بشكل مباشر أو غير مباشر عن الخلل في تعثر النتائج المرجوة لمخرجات الدعوة إذا ما قورنت مدخلات الدعوة اليوم ومخرجاتها مع مدخلات الدعوة ومخرجاتها للسلف رضوان الله عليهم .
أولا : المدخلات
ويقصد بها كثرة انـتشار الوسائل الدعوية من قنوات فضائية و جامعات وكليات ومعاهد ومحاضرات ودروس وغيرها من الأمور الكثيرة المعروفة التي لا تعـد ولا تحصى .
ثانيا :المخرجات
ويقصد تلك النـتائج والثمار التـي ينبغي ويتوقع جنيها من هـذه المدخلات .
وفي هذا العصر إذا تأملنا واقع المدخلات والمخرجات الدعوية والتي لها قرابة ( 70) عاما، ثم عملنا مقارنة سريعة بين هذه المدخلات والمخرجات الدعوية اليوم وبين المدخلات والمخرجات للسلف y لزاد يقيننا بأهمية وضرورة مكاشفة أنفسنا ونقد الذات ، لمعرفة ألأسباب الحقيقية ومعالجتها ، بدءا من قوله تعالى :
ِ { إنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } الرعد :11
فالمدخلات قديـما كانت متواضعة جدا مقارنة مع مدخلات اليوم ، ولكن مخرجاتـها كانت عظيمة ، وهنا يبرز سؤال مهم أيـــــــــــــــــــــــن الخلل؟ : أفــي العلماء ؟ أم طلبة العلم ؟
ثالثا : مقارنة مع بعض أقوال السلف
وللوصول إلى استنتاج دقيق ،سنستعرض بعض أقوال السلف لعلنا نعرف لماذا بورك لهم في مدخلاتهم رغم تواضعها !
1) جاء عن كثير من السلف y مثل: ((سفيان الثوري، مجاهد، سماك، حبيب بن أبي ثابت، هشام الدستوائي )) قالـوا: (( طلبنا هذا الشأن ومالنا فيه من نية ثم رزقنا الله النية من بعد )). (العلل ومعرفة الرجال /3/235" ، "حليلة الأولياء /5/285، 6/367، "سير أعلام النبلاء /4/455، " 7/17" ، "7/152".
قال الإمام الذهبي: "سير أعلام النبلاء /7/17"
(( قلت: نعم يطلبه أولاً والحاصل له حب العلم وإزالة الجهل عنه وحب الوظائف ونحو ذلك ، ولم يكن علم وجوب الإخلاص فيه ولا صدق نية فإذا علم حاسب نفسه وخاف من وبال قصده فتجيئه النية)).
وقال في موضع آخر( 7/152) - بعد أن ذكر أصناف الذين طلبوا العلم-:
(( فخلف من بعدهم خلف بأن نقصهم في العلم والعمل وتلاهم قوم انتموا إلى العلم في الظاهر ولم يتقنوا منه سوى نزر يسير أو هموا به أنهم علماء فضلاء ولم يدر في أذهانهم قط أنهم يتقربون إلى الله لأنهم ما رأوا ***اً يقتدى به في العلم فصاروا همجاً رعاعاً....)).
2 ) سئل حـمدون بن أحـمد : (( ما بال كلام السلف أنفع من كلامنـا ؟)) فقــال: (( لأنـهم تكلموا لعز الله ونجاة النفوس ورضا الرحمن ، ونحن نتكلم لعز النفوس وطرب الدنيا ورضا الخلق )) .
3 ) الإمام سفيان الثوري : ( كانوا يتعلمون النية للعمل كما تـتـعلمون الكلام ).
فلما كان أهل العلم هم ورثة الأنبياء و أجرهم عند الله عظيم ؛ فإن حسابـهم يكون أشد حسب توظيف نيتهم فيما مــنّ الله عليهم به، وهم من الأصناف أول ما تسعر بهم جهنم وهذا يجعل الأمر خطيراً جداً وبالتالي ينبغي أن يكون همهم الأكبر الاطمئنان على إخلاص النية وليس مجرد إخلاص النية ، لضمان عدم السقوط في الشرك الخفي دون شعور أثناء وبعد تحقيق الذات .ولكي نستشعرأكثر أهمية مانحن بصدده نقف مع هذه الاأسئلة .
" أسئلة إيمانية لمكاشفة النفس ونقد الذات( هيا بنا نؤمن ساعة):
أ ) هل سمعت اليوم بأن عالما ًقال :طلبت العلم بنية غير خالصة لله ثم رزقني إياها ؟ وإن لم تسمع فلماذا؟ ولماذا السلف أخبرونا به ؟ ولماذا لم يخبرنا به الخلف؟
ب) هل سبب ذلك أننا أحسن إخلاصا من السلف؟أم هي المصلحة والمفسدة التي أفسدت الدين في أحيان قليلة أو كثيرة ، وأصلحت احتياجاتنا ودوافعنا ، بعد أن أصبحت في قليل أو كثير من الأحيان تقال بدون تحقيق دقيق أو ضوابط شرعية دقيقة.
وكذلك هنا دعوة لكل عالم وداعية وطالب علم أن يسأل نفسه :
ج) لماذا نرى اليوم بركة ثمار المخرجات لاتتناسب مع حجم المدخلات ؟ لعل الله إذا علم أنا نريد أن نغير أو نصلح ما بأنفسنا ، أحدث لنا بعد ذلك أمراً.
وخير الختام السلام من السلام ، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .