المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سجال ساخن بين الطلاب ومعلميهم حول استخدام الفصحى في المدارس


 


ابولمى
24 - 3 - 2004, 04:54 AM
اعتبر بعض الطلاب في إحدى المدارس أن التخاطب باللغة العربية في أحاديثهم اليومية سواء في المدرسة أو الشارع أمرا يعرضهم للسخرية من الآخرين وهو ما جعلهم غير متحمسين للتخاطب بها رغم جهود بعض المعلمين معهم أثناء اليوم الدراسي.
الطالب حسين بسيوني قال إنه لا يجد صعوبة في فهم المواد الدراسية سواء بالفصحى أو العامية لكنه ألمح إلى أن بعض المدرسين لا يجيدون استخدام اللغة العربية, ولا يكاد يسمع المفردات الفصيحة سوى على لسان مدرسيه. أما الطالب علي القحطاني" 16 سنة" فأشار إلى صعوبة فهم المواد نتيجة أن اغلب المدرسين يتحدثون بالعامية (الحجازية) وهي غريبة عليه - على حد قوله- لأن شرح المناهج باللغة العربية يساعد على إحياء علوم اللغة والدين والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وشكا من سخرية زملائه عندما يحاول الحديث مع أستاذه في الفصل بالفصحى.
الطالب سالم العمودي "14سنة" أشار إلى أن معلم الدين غالبا ما يتحدث معهم بالفصحى ما سهل الأمر عليه في فهم الكتب الإسلامية لكن هناك صعوبة يواجهها أحيانا في بعض الكلمات العربية الفصيحة وطالب أن تقدم الفصحى للطلاب بشكل أكثر تبسيطا حتى يشجعهم ذلك على استخدامها بدلا عن العامية، ولو كان ذلك بشكل مؤقت داخل جدران المدرسة.
من جهته قال الطالب معاذ العمري: إنه يجري وزملاؤه حوارات تكون لغتها الأساس العربية الفصحى تحت إشراف أحد المدرسين الهدف منها تعويد الطلاب على استخدام العربية في نقاشاتهم، وتشجيعهم على مسح الصورة السلبية عند استخدامها، وبرر اهتمامه باللغة العربية بدعم والده له في قراءة الكتب العربية والاطلاع على علوم اللغة وفنونها، وأضاف أن القنوات الفضائية ووسائل الإعلام تتحمل دورا كبيرا في هجر الفصحى وهو ما أوجد حالة من التناقض بين (البيئة الدراسية) و(البيئة الاجتماعية) ودعا إلى شئ من التقارب بين البيئتين وأن يكون للمثقفين دور أساس في زيارتهم والحديث معهم وتشجيعهم على الحفاظ على لغتهم الأم.
الطالب صهيب مكاوي "15سنة" أرجع صعوبة فهم المناهج باللغة العربية الفصحى وتفضيل أغلب الطلاب للعامية إلى عوامل أبرزها عدم تعودهم على "الفصحى" منذ بداية المرحلة الدراسية وعدم وجود التشجيع الكافي من الأسر على التخاطب بها بالفصحى.
وأشار الطالب ياسر الغامدي "17سنة" إلى أن بعض المدرسين يقومون بشرح المنهج بالعامية ثم يشرحون المنهج بالفصحى عند زيارة الموجهين التربويين للمدرسة، وهو الأمر الذي يوقعهم كطلاب في حرج إذ يجد الطلاب أنفسهم غير قادرين على التجاوب مع مستجدات الشرح رغم أن المعلومة صحيحة لديهم..
وعلق المعلم علي سالم اليامي بالقول: إن تدريس المناهج بالفصحى غاية سامية في ظل أن المعلم نفسه نتاج مجتمع "عامي"، ويرى (أن التدريس "بالفصحى" يمكنه إلغاء بعض "النعرات" التي خلفتها "الثقافة العامية" إن جازت التسمية، لكنه شدد على أهمية دور المنزل في إعطاء جرعات لغوية مخففة سواء بالتشجيع على القراءة أو بالتخاطب بالفصحى أثناء النقاشات الهامة في البيت، بما يكسر حاجز الرهبة والسخرية ويدعم الغاية السليمة لتحقق أهدافها، وهناك صعوبات خاصة في تطبيق مثل هذا الأمر على الصفوف الدنيا كون كثير من التلاميذ لا يجيدون العربية.
وبيّن المعلم (رمزي آل مسلم) أستاذ تربية إسلامية" أن العدد غير مشجع من الطلاب الذين يتجاوبون معه في التخاطب بالفصحى رغم حرصه على ذلك، وأرجع السبب بخلاف "السخرية" التي قد يلاقيها من بعض زملائهم أرجعه إلى غزو الفضائيات والمجلات وتكريس النماذج العامية في المجتمع على حساب الرموز الفصحى في شتى مجالات اللغة، ودعا (المسلم) وسائل الإعلام إلى دعم أهداف الوزارة في إبراز جيل متعلم يخدم وطنه ودينه.
المشرف التربوي الأستاذ عبد الله دومان تناول مسألة خطباء المساجد الذين حملهم مسؤولية الاهتمام باللغة العربية الفصحى في خطبهم ودروسهم وعدم الارتجال "بالعامية" ما يعزز جهود التعليم والمدارس في ذلك مشيرا إلى أن تضافر الجهود وحده كفيل بإنجاح خطة الوزارة في جعل اللغة العربية الفصحى متداولة في كل النشاطات الصفية وغير الصفية وفي الشارع والمجتمع والحوارات الخاصة والعامة.
يذكر أن وزارة التربية والتعليم قد كلفت منسوبيها في تعاميم سابقة بضرورة الاعتماد على اللغة العربية الفصحى وشددت على أهمية ذلك في إنجاح العملية التعليمية. على صعيد آخر, أفاد مصدر تربوي أن وزارة التعليم في منطقة عسير شرعت في مشروع يهدف إلى جعل اللغة العربية لغة رسمية في المدارس وقامت بتطبيق التجربة على عدة مدارس لكن النتائج ظلت محدودة قياسا بالمأمول