المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ألأكفاء أم ألشله ؟؟؟؟؟؟؟


 


ضها93
24 - 7 - 2008, 12:59 AM
يُفترضُ ــ أمانةً ومواطنةً واستجلاباً للإنتاج المميز وحفاظاً على السمعة ــ أن يختار المسؤولُ من هو أكثر كفاءة في القيام بأي عمل يريد أن يكون مشرِّفاً له أمام الله ثم أمام الناس أياً كانوا، وهذا الذي قامت عليه الدول المتقدمة التي يتم اختيار المسؤول فيها على ضوء ذلك، فتحضرت الأمم وازدهرت الدول، وعرف كل واحد نتاج ترشيحه لأي شخص تحمل مسؤولية ترشيحه، وعملهم هذا ــ اختيار الكفء ــ هو الذي يستوجبه حرصهم على مناصبهم، لأنهم لو أخفقوا في ذلك لوجب عليهم التنحي ليأتي الأكفأ ويحل محلهم.
أما عندنا وللأسف ــ مع أننا نحن أهل الدين والأمانة والأخلاق ــ فإن ظاهرة (الشللية) موجودة يراها كل ذي عينين، بل وعلى جميع المستويات، فترى الموظف حين يُعَين في عمل ما يبدأ باستغلال منصبه ليكون مُنعِماً على شلته التي أنهكتها الشلل السابقة حين كانت على رأس ذلك العمل.
ولو أن أولئك الشلة تجمعوا في ذلك العمل ليتفقوا على النهوض بالعمل ــ حتى ولو كان ذلك بمنظورهم الخاص وكما هو الحال في الدول ذات الأحزاب المنتخبة ــ لهانت المصيبة، ولكن الأمر يختلف تماماً، فإن هذه (الشلة) في كثير من الأحيان تَخرُج بالعمل عن إطاره الذي أُسس من أجله ويحولونه إلى عمل يناسب هواهم، فمثلاً يتحول العمل البلدي إلى فرصة سانحة للنيل من المنح، ويتحول العمل الصحي البحت إلى مجمع للتكسب المادي، ويتحول المنشط التربوي إلى استراحة من عناء العمل الصباحي المضني، ويتحول المجال الدعوي والخيري إلى مناسبة لكسب المواقع والتسلط عليها. ومن تمام نعمة تلك الشلة أن المحلات التجارية ــ المكاتب العقارية والصيدليات والقرطاسيات ودور الإعلان والمدارس *****اجد ــ تستفيد كذلك، لأنها تابعة لرجل له علاقة بالشلة المحترمة.
والعجيب أن العدد إذا زاد على المسؤول في تلك الشلة فإنه يضطر لاستحداث مناصب جديدة لتحتوي أفراده جميعاً، وترى أحيانا بعض الدوائر لم يَعُدْ يصلح لها من الصفات إلا أن تصفها بأنها دائرة آل فلان ومجمع آل علان ومنشط آل فعلان، وإننا لا ننكر والله على من وليَ عملاً ثم أتى بالكفء حتى وإن كان من أصحابه وذويه، ولكن الغبن يتأكد إذا رأيت الشلة مزيجاً من الكسل والأنانية وقلة الخبرة والتاريخ الأسود، ثم انظر ما هو الناتج من هذا الخليط.
ومن المضحك أن كثيراً من هؤلاء الناس يبدؤون مشوارهم وكأنهم لن يتنحوا أبداً، ولكنهم بمجرد ذهاب كبيرهم تراهم صرعى لا بواكي لهم، وهذا أمر طبيعي فلم يستفد منهم أحد ولم يخدموا أحداً، وكان همُّهم الأكبر أن يستغلوا هذه المناصب قبل أن تأتي شلة أخرى فتطيح بهم، كما أطاحوا هم بمن قبلهم.
إن الدين والأخلاق والأمانة وحب الوطن والمواطن لتوجب على كل ذي مسؤولية أن يبعد هواه ورغبته حين يأتي وقت اختيار وكلائه ومستشاريه والموظفين لديه، ليكونوا سنداً له في القيام بالعمل الذي هم محاسبون عنه في الدنيا والآخرة، وأن يعمل أولئك على خدمة الوطن على أتم وجه وكما تقتضيه المصلحة العامة، وأن يكون العدل منهجهم ما داموا على رأس تلك الأعمال.**********