المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " فتيان الشيشة" يداومون على نزول المقاهي في ظل ترقب للمجهول


 


ابولمى
12 - 3 - 2004, 06:35 AM
يقضي "شباب الشيشة" على رائحة المعسل برش العطور على أجسادهم قبل دخولهم منازلهم، فيما يعتقد الغالبية منهم أن يوم النحس ليس سوى ذلك اليوم الذي يدخل فيه والد أحدهم إلى المقهى الذين يتعاطون فيه الشيشة. "الوطن" استطلعت آراء عدد من الشباب حول وقت الفراغ الذي يقضونه داخل المقاهي وخاصة تعاطي الشيشة في تحفظ كبير عن الأهل والأصدقاء.
يقول محمد، الذي التقته "الوطن" في غرفة مع رفاقه في أحد المقاهي "لو علم والدي بوجودي في المقهى لقام بتكسير رأسي!". ويتلفت محمد في أنحاء الغرفة محاولا تجهيز خطة للفرار "في حال دخل والدي مع هذا الباب، وأنا ممسك بخرطوم المعسل، سأقفز من هذه النافذة". وسيتوجه محمد من فوره إلى والدته "فلغة توبيخها الكلام، أما والدي فلا يحاور إلا بالعقال وملحقاته!".
ويقول تركي، الشاب الممتلئ الجسم وصاحب الشعبية الجارفة بين رفاقه العشرة في الغرفة التي يتسامرون ويلعبون الورق فيها فيما خراطيم الشيشة والمعسل تتمدد بينهم "أحضر أنا وأبي إلى المقهى، ونفترق عند المدخل إلى أركانه الواسعة". ورغم أن تركي ينكر تعاطيه للشيشة، إلا أن "الوطن" كانت قد رصدته - أول دخولها إلى غرفته ورفاقه - ممسكا بالخرطوم. يقول "لا... أنا أتسلى هنا فقط مع أصدقائي، أما إمساكي بالخرطوم فهو لتعليم زميلي، القليل الخبرة، بطريقة النفخ وإشعال الحجر".
وكان تركي، الذي يطلق عليه رفاق الغرفة "المعلم"، قد وافق على تصويره، قبل أن يعود ويرفض، ثم استعد زميله وتأنق، وعاد للرفض... واتفقت المجموعة على أن التصوير، في هذه الحالة، ليس سوى وثيقة إدانة يمكن أن تجرمهم لدى الآباء.
ماجد محمد عينوسة يدخن منذ ست سنوات، ويتعاطى المعسل منذ العام الماضي، يقول - في معرض الإجابة على السؤال الصعب "إن وقع نظر والدي علي وأن في حالة 'تعسيل'، لن أملك إلا أن أنزل رأسي ولا أرفع نظري إليه". ويضيف عينوسة، الذي يدرس في الصف الثالث ثانوي "يعلم والدي أنني أدخن وأعسل... لكنني لا أفعلها أمامه. مستحيل. أنا أقدره وأحترمه". ويوضح ماجد أنه يقضي أكثر من أربع ساعات يومي العطلة الرسمية في المقهى.
ويختصر الشاب محمد جلال شرح الموقف العصيب المنتظر، يقول "محرج جدا... أن يقف والدي وأنا ممسك بخرطوم المعسل! إن شاء الله تسقط من يدي قبل أن يسقط والدي علي".
ويشرح محمد الجهني الحالة بطريقة أكثر عملية، يقول "سأتلقى النصيب الأكبر من الضرب في المقهى، والباقي في البيت". ويضيف محمد، الذي يدرس في الصف الأول ثانوي، "... ثم إنه لن يكتفي بالضرب، بل سوف يفرض علي حصارا لمدة شهر على الأقل". ويأمل الجهني، وقريبه أحمد، في "تدخل وساطات لتقريب وجهات النظر، لتقليل فترة الحصار".
ولمحمد أحمد نظرة أكثر تفاؤلا، ربما تعود إلى طبيعة تعامل والده معه، حيث يقول، بثقة عالية "والدي يتعامل معي بطريقة خاصة، ولن يحدث شيء حتى رجوعي للمنزل، وهناك... نتحاور حتى نصل لحل يرضي الطرفين". ويضيف محمد، الطالب في الصف الثالث الثانوي "لست صغيرا حتى يصرخ في وجهي في مكان عام!".
وفي مجلس آخر في المقهى الذي يقع خارج النطاق العمراني للمدينة المنورة، يشرح وائل الجهني ما يمكن أن يعد مقدمة لما قبل المواجهة الصعبة. يقول وائل "في الأساس... لا يمنع والدي من وجودي في المقهى لكن وفق شروط يحددها: أن يعرف رفاقي الذين أتسامر معهم، وأن نتفق على ساعات وأيام محددة إلى المقهى، وبحيث يبقى تحصيلي العلمي أهم". ويضيف الجهني "يرفض والدي أن أذهب إلى استراحات مغلقة فيما، تبقى الأماكن العامة تحت المتابعة!".
ولاحظ التقرير ارتباطا واضحا بين أثر السؤال، وعمر الفئة التي تواجهه، في اتجاه يظهر معه أنه كلما كان الشاب صغيرا، زاد شعوره بالذنب، وازداد انزعاجه من السؤال. ففي حجرة تجمع شبابا أقرب إلى الأطفال، يدخنون المعسل، بدا الارتباك واضحا عند طرح السؤال بصيغة أكثر تصادما: والد كل منكم سيدخل الآن إلى الغرفة!
"سلطان" يعلق بصره خلف فريق التقرير باحثا عن والده، وزميل آخر بدت أطرافه متجمدة في انتظار المفاجأة. وبعد اتضاح حقيقة الموقف، اتفقت المجموعة على أن المشكلة الحقيقة تكمن في سؤال آخر، مختلف: من سيدفع الحساب حين يهرب الجميع من آبائهم؟
وطرحت الحجرة المجاورة مفاجأة أخيرة، حين كشف التقرير عن قريب شاب للمحرر يدخن المعسل ويقذف بالخرطوم لزميله في حركة آلية تنم عن الإحراج. الشاب، الذي طلب عدم ذكر اسمه - لا في التقرير ولا في الوسط العائلي، قال "رأيتك فخفت أن يكون والدي معك!". معترفا "مجرد إحساس عابر في أن والدي يمكن أن يحضر إلى هنا... سيجعلني لا أمسك بهذا الخرطوم طوال حياتي".

سيف الاسلام
23 - 3 - 2004, 11:58 PM
مشكوووووووور ابولمى على هذا الموضوع
نحن بانتظار المزيد من مشاركاتك
تقبل تحياتي