المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس التوبة


 


شذى الزهور
29 - 4 - 2008, 08:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد طلبت أحدى الطالبات مني كاتابة درس التوبة في الصف الثالث ثانوي للحديث
واردت أن أضعههنا لعل أحد يستفيد منه
معنى التوبة

التوبة هي : الرجوع إلى الله تعالى بالتزام فعل ما يحب وترك ما يكره .

حكمها

التوبة واجبة بالكتاب والسنة والإجماع
(أ‌) أما الكتاب فقال تعالى  وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ  وقال تعالى  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا 
(ب‌) أما السنة فقال  " يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب في اليوم إلية مائة مرة "
(ت‌) أما الإجماع فقد أجمع على وجوب التوبة ، كما نقله غير واحد من أهل العلم

وجوب التوبة على الفور

من خلال ما تقدم من الأدلة لنا أن التوبة على الفور ، لا يجوز تأخيرها لأي سبب من الأسباب ، فالواجب المبادرة إليها وترك التسويف بها ، فإنه من مصائد الشيطان ليبقى المسكين في حبائله ز
قال الأمام النووي رحمة الله تعالى ك واتفقوا على أن التوبة من جميع المعاصي واجبة ، وأنها واجبة على الفوز ن ولا يجوز تأخيرها سواء كانت صغيرة أو كبيرة

وجوب التوبة من جميع الذنوب

التوبة واجبة من جميع الذنوب ، وإن تاب العبد من ذنب دون آخر صحت توبته مما تاب منه ، ويبقى عليه التوبة من الذنب الآخر

أهمية التوبة وفضلها

العبد مأمور بإتباع الصراط المستقيم ، وهو مع إرادته الاستقامة لا بد أن ينحرف عنها في بعض أحيانه ؛ لما في طبيعة البشر من الضعف والهوى ، وليس من طريق للعودة إلى الاستقامة الواجبة إلا طريق التوبة وللتوبة فضائل كثيرة منها :
(أ‌) محبة للتائبين ، قال تعالى  إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ 
(ب‌) مغفرته لسيئاتهم وتكفيره لخطاياهم قال الله تعالى  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ 
(ت‌) أن الله تعالى – من رحمته بعبادة – يفرح بتوبة عبده قال  "الله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلت منه , وعليها طعامه وشرابه ، فأيس منها , فأتى شجرة فاضطجع في ظلها , وقد أيس من راحلته – فبينما هو كذلك , إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال – من شدة الفرح -: اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطاء من شدة الفرح "

شروط صحة التوبة

التوبة النصوح هي المشتملة على الشروط التالية ك
1 - الإقلاع عن الذنب : فأن كان الذنب بفعل محرم تركه ، وان كان ترك واجب فعله
2- الندم على ما فات من مقارفة الخطايا ، فمن كان إذا تذكر ذنبه فرح به , وتمنى أن تعود تلك الأيام فليس بتائب في الحقيقة
3- ا للعزم الصادق على عدم العودة إلى الذنب , فمن ترك الذنب وفي نيته أن يعاوده غداً فليس بتائب على الحقيقة
4- وأن يكون تركها لأجل الله تعالى , لا لخوف أو مصلحة أو غير ذلك .
وأن كان الذنب في حق آدمي فلا بد من شرط آخر ، وهو أن يعيد الحق لصاحبة ، أو يتحلل منه فمن سرق مال شخص لزمه إعادته إليه , إلا إن سامحه , فإن لم يوافقه حياً أعطاه ورثته , فإن لم يوافقهم – بعد البحث – تصدق به عن صاحبه
وليس بشرط مواجهة صاحب الحق لما قد يحصل به من الأذى ولكن يعيد الحق بأي طريق مناسب

ما على العبد بعد التوب

وعلى العبد إذا تاب أن يستكثر من الطاعات وذكر الله تعالى وأن يدعو الله على التوبة ويقبلها منه وعلية مجانبة كل ما يدعوه إلى معاودة الذنب من صاحب أوحي أو بلد ومما يشهد لهذا المعنى من النصوص ما ذكره النبي  في قصة (قاتل المئة ) الذي تاب فقال له العالم " انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناساً يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء "

زمن التوبة

المرء محتاج إلى التوبة دائما لأنه لا يخلو احد من تقصير بحق الله تعالى كما قال  " كل ابن آدم خطاء , وخير الخطائين التوابون "
وكان النبي  - وهو المعصوم – يستغفر الله ويتوب إلية في اليوم مئة مرة كما تقدم . وفي الحديث أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي  أنه قال " والله إني لأستغفر الله وأتوب إلية في اليوم أكثر من سبعين مرة "
فزمنها جميع حياة ابن آدم كلما قارف العبد ذنبا أو قصر في واجب قال  " إن الله تعالى يبسط يد بالليل ليتوب مسيء النهار , ويبسط يده بالنهار , ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها "

الزمن الذي لا تقبل فيه التوبة

باب التوبة مفتوح ما لم تكن في زمن لا تقبل فيه وهو ما يلي :
1- وقت الاحتضار , لأنه إذا بلغت الروح الحلقوم لم تقبل التوبة قال الله تعالى  وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا  وقال  " أن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر "
2- إذا طلعت الشمس من مغربها قال " من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه "

الأمور ا لصارفة عن التوبة
1- الاعتماد على رحمة الله تعالى وعفوه مع الغفلة عن عقابه كقول كثير من المذنبين : الله غفور رحيم ولم يتدبروا قول الله تعالى  نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ  وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ 
2- التسويف وطول الأمل وتأجيل التوبة إلى حين الكبر
3- الانهماك في متع الدنيا والغفلة عن الآخرة ونسيان الموت وقد قال  " أكثر واذكر هاذم اللذات " يعني الموت وقال " .... زوروا القبور فإنها تذكر الموت "
4- استصغار الذنب واحتقاره وقول المذنب :" أنا ما فعلت شيئا " ويرى فعله صغيراً لا يؤاخذ به , قال ابن مسعود  -: " إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه , وأن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا " وأشار الراوي بيده فوق أنفه . وقال أنس  - : " إنكم لتعلمون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر إن كنا لنعدها على عهد النبي  من الموبقات "
5- الاغترار بالحسنات التي يفعلها العبد ونسيان الذنوب فيقول – معجبا بعمله - : أنا أقوم بكذا غير متدبر لقول الله تعالى  يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ 
6- مصاحبة المنهمكين في الذنوب ولو لم يكن فيها من المفاسد إلا أنهم يهونون الذنب وفعلهم ويثبطون عن التوبة
7- ظن المسرف على نفسه أن الله لا يقبل توبته وأنه لا بد وأن يعذبه وهذا من تسويل الشيطان للمسكين وهو قنوط من رحمة الله أرحم الراحمين قال تعالى  قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ 
تقبلووووووووووووووووووووووووووووووا تحياتي

هوني555
30 - 4 - 2008, 05:22 PM
جزاك الله خيرا