المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديقة الغروب


 


روان 2008
18 - 4 - 2008, 03:58 PM
شعر : غازي القصيبي

"من أروع القصائد التي كتبها الشاعر غازي القصيبي هذه القصيدة وكأنه ينعي نفسه قبل رحيله ويوصينا بأن نخبر عنه بأنه لم يكن بطلاً لكنه لا يقبل العار، يخاطب فيها صحبه ثم زوجته ثم المعجبات غيرها ثم يخاطب وطنه الذي يعتبره أماً هو بمثابة الطفل بالنسبة له ثم يختتم بالالتجاء إلى الله وبيان إن إيمانه لا تخدشه الذنوب والخطايا فهو إيمان صادق بربه".

خمسٌ وستُونَ.. في أجفان إعصارِ
أما سئمتَ ارتحالاً أيّها الساري؟
أما مللتَ من الأسفارِ.. ما هدأت
إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟
أما تَعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا
يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ
والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بَقِيَتْ
سوى ثُمالةِ أيامِ.. وتذكارِ
بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا
قلبي العناءَ!.. ولكن تلك أقداري
أيا رفيقةَ دربي!.. لو لديّ سوى
عمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري
أحببتني.. وشبابي في فتوّتهِ
وما تغيّرتِ .. والأوجاعُ سُمّاري
منحتني من كنوز الحُبَ.. أنفَسها
وكنتُ لولا نداكِ الجائعَ العاري
ماذا أقولُ؟ وددتُ البحرَ قافيتي
والغيم محبرتي.. والأفقَ أشعاري
إنْ ساءلوكِ فقولي: كان يعشقني
بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ.. وإصرار
وكان يأوي إلى قلبي.. ويسكنه
وكان يحمل في أضلاعهِ داري
وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكنْ بَطَلاً
لكنه لم يُقبِّل جبهةَ العارِ
وأنتِ!.. يا بنت فجرٍ في تنفّسه
ما في الأنوثة.. من سحرٍ وأسرارِ
ماذا تريدين مني؟! إنَّني شَبَحٌ
يهيمُ ما بين أغلالٍ.. وأسوارِ
هذي حديقة عمري في الغروب.. كما
رأيتِ.. مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ
الطيرُ هَاجَرَ.. والأغصانُ شاحبةٌ
والوردُ أطرقَ يبكي عهد آذارِ
لا تتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبي
فبين أوراقِها تلقاكِ أخباري
وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكن بطلاً
وكان يمزجُ أطواراً بأطوارِ
ويا بلاداً نذرت العمر.. زَهرتَه
لعزّها!... دُمتِ!... إني حان إبحاري
تركتُ بين رمال البيد أغنيتي
وعند شاطئكِ المسحورِ.. أسماري
إن ساءلوكِ فقولي: لم أبعْ قلمي
ولم أدنّس بسوق الزيف أفكاري
وإن مضيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلاً
وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري
يا عالم الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه
وأنت تعلمُ إعلاني.. وإسراري
وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به
علي.. ما خدشته كل أوزاري
أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لي
أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ

امرأة لا تنسى
18 - 4 - 2008, 06:12 PM
http://www.21za.com/pic/decoration**3_files/39.gif



شكرًا لك يا روان لاختيارك الجميل .

أرى هذه القصيدة من أجمل ما كتب غازي القصيبي !

زهرة الشباب ستذبل ، و حديقة الحياة ستهجر و تموت !

ولن يبقى من المرء إلا ذكرى لمن أحبوه و أحبهم .

و هذا ما نجح غازي القصيبي في تجسيده لنا في أبيات قصيدته .


http://www.21za.com/pic/decoration**2_files/26.gif

أذكر أن الشاعر عبد الله بن خميس قد عارض هذه القصيدة بقصيدة أخرى تحمل عنوان ( تسع و سبعون )

يقول عبد الله بن خميس ـ عن قصيدة غازي القصيبي ـ : " كانت مؤثرة إلى درجة دفعتني للاتصال بأبي يارا

للاطمئنان على صحته ثم دفعتني أكثر لأن أجعل (تسعاً وسبعيني) تحاور (خمساً وستينه) في هذا الحوار

العمري المبارك لي وله بإذن الله . "

و إليك قصيدة عبد الله بن خميس :

تسع وسبعون.. يا شمعات مسياري أمضيتها بين إعسار وإيسارِ
تسع وسبعون.. يا لذَّات أحرفها أمضيتها بين إقبال وإدبارِ
أمضيتها بين أشجان مؤرقةٍ وبين عزم شديد البأس موَّارِ
تسع وسبعون ما أحفى ركائبها طولُ السرى.. أو تدانت دون أوطارِي
أمضيتها بين تبريح ومغتَربٍ من دون رفد، ولا جارٍ لتجارِ
حتى قضيت لبانات سعيتُ لها أستشرفُ النور في آفاق أدهارِي
أستشرفُ الفجر ما ذرَّت نسائمه مستمطراً نفحات الأكرم البارِي
تسع وسبعون.. يا غازي مزمجرة ضد الخنوع.. وضد الذل والعارِ
وما سمحتُ لها يوماً تساءلني (أما سئمتَ ارتحالاً أيها السارِي)؟
كلا وربك ما أصْغَتْ بهمستها بمسمعي.. أو تهاوت دون إصرارِي
وما شَنأْتُ لها عُسراً وعجرفةً ولا رقصتُ لها يوماً بمزمارِي
وما اغتررتُ بها خضراء مزهرة فكل أيامها.. أيام تسيارِ
سموت بالنفس أن تُمنى بعزتها لمطمع.. يرتضي إعنات جبارِ
ولا العداوات صدتني حقارتها عما أروم.. ولا أطوي على ثارِ
وما مللتُ حياة طبعها غِيَرٌ بلى.. نسجت لها نثري وأشعارِي
******
يا شاعراً برهيف الحس أمتعنا أطِلْ مكوثك.. لا ترحل عن الدارِ
إني أعزك.. لا دنيا معطرة لكن تقارب أطباع وأفكارِ
يا عازف اللحن كم أوسعتنا حزناً لما تقول: (بأني حان إبحارِي)
فهل مللتَ؟ هَنَاك اليوم تصغرني (بربع) عمرك.. يا للبائع الشارِي؟!
مرحى (الثمانين) هل في العمر من سعةٍ تحلو الحياة بها في ختم تسيارِي؟
******
إني تطاولتُ للأسمى وكنت له أسعى.. وما ضرني ما شاب مشوارِي
وأي فضل سوى ما صرت أملكهُ محبة الناس.. من قومي وأخيارِي
******
يا غافر الذنب يا رفَّاءَ زلتنا ويا رحيماً.. دواماً فضله جارِي
اختم بفضلك فضلا أنت مانحهُ واجعل رضاك سنا عمري وأقدارِي


http://www.21za.com/pic/decoration**2_files/26.gif

تقبلي مروري و مداخلتي .

لك تحياتي




http://www.21za.com/pic/decoration**3_files/39.gif

روان 2008
19 - 4 - 2008, 10:20 PM
عالمرور والاضافه والمداخله وجزاك الله خيرا

غاده وبسس
21 - 4 - 2008, 08:32 PM
شكرا ياروان

ولد المنارات
21 - 4 - 2008, 08:36 PM
السلام عليكم
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووور

روان 2008
29 - 4 - 2008, 07:23 PM
وشكرا للجميع

"يسود الصمــت"
9 - 5 - 2008, 10:24 PM
نشكر لك هذا التألق

نرجوا المزيد

وفقك الله لما يحبه الله ويرضاه

"يسود الصم&#16**;&#16**;ت"