المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القصص السبعة


 


كريم ندا
10 - 4 - 2008, 11:06 AM
الـقـصـص الـسـبـعـة





و قبل أن ابدأ كتابة هذا الكتاب فإني أقدم له و أورد سبع قصص كنت أسمعها واقرأها منذ طفولتي .. هذه القصص بعد فضل الله هي من الأساسيات التي دفعتني لكتابة هذا الكتاب .. ليعرف كل باحث عن الحق من هو النبي محمد بن عبد الله عليه الصلاة و السلام و ليزداد الذين آمنوا ايمانا.
القصة الأولى: تنزل الملاك جبريل عليه السلام بالوحي و موقف السيدة خديجة رضي الله عنها
في نهاية شهر رمضان .. ينزل الصادق الأمين محمد بن عبد الله عليه و على آله الصلاة و السلام مسرعا من غار حراء بجبل النور بمكة و الذي كان قد اعتاد أن يختلي فيه بنفسه كل عام ليعتزل قومه عبدة الأصنام و ليتفكر في خلق السموات و الأرض .. ينزل و هو يرتجف ويعود إلى بيته مرتاعا و يقول دثروني .. دثروني .. فتقول له زوجته الفاضلة أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد ما بك يا ابن العم؟ .. فيقص عليها الرسول صلى الله عليه و سلم ما حدث قائلا }بينما أنا في الغار "غار حراء" اتعبد إذا برجل حسن الثياب حسن المنظر قد أتاني بنمط من ديباج "أي صحيفة من حرير" و أعطانيها قائلا لي "إقرأ" .. قلت "ما أنا بقارئ" أي لا أستطيع القراءة فأنا أمي لا أعرف الكتب .. فأخذني فغطني (ضمني) حتى أخذ مني الجهد .. ثم قال لي "اقرأ" .. فقلت "ما أنا بقارئ" أي لا أستطيع أن اقرأ .. فأخذني فغطني الثانية حتى أخذ مني الجهد .. ثم قال لي "اقرأ" .. فقلت "ما أنا بقارئ" أي لا أستطيع أن اقرأ .. فأخذني فغطني الثالثة حتى أخذ مني الجهد .. فقال لي "اقرأ" فقلت "ماذا اقرأ؟" .. قال "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" .. ثم اختفى .. فنزلت من الغار مسرعا .. فسمعت صوته ينادي علي قائلا "يامحمد إنك نبي الله" فنظرت .. }فإذا به يجلس على كرسي بين السماوات والأرض يملأ بين الخافقين{ .. ثم يكمل النبي محمد بن عبد الله و هو يرتجف فترد عليه أم المؤمنين الكاملة "لا تخف يا ابن العم .. والله لا يخزيك الله أبدا .. إنك لتصل الرحم .. وتُقري الضيف .. وتحمل الكل .. وتُكسب المعدوم .. وتُعين على نوائب الحق" .. وبذكاء لم أرى مثله تستطلع السيدة العاقلة كنه ما رآه زوجها هل هو روح حق "ملاك من عند الله" أم روح رديئ "شيطان" .. فتسأله الزوجة العاقلة الذكية "هل تراه الآن؟" .. فيقول "نعم" .. فتأخذ السيدة خديجة زوجها محمدا وتجلسه على قدميها .. وتسأله "هل تراه الآن؟" .. فيقول "نعم" .. فتكشف السيدة العاقلة عن جزء من صدرها أمام زوجها .. وتقول "هل تراه الآن؟" فيقول "لا" .. حينئذ تتأكد السيدة الفاضلة انه روح حق "ملاك" .. فالملاك حيي و الشيطان ليس كذلك .. ثم تأخذه السيدة العاقلة خديجة إلى ابن عمها ورقة بن نوفل ذلك الرجل الذي يدين بدين المسيح ابن مريم عليه السلام والذي يقرأ التوراة والانجيل وهو عالم بهما لتستطلع الأمر .. فتقول السيدة خديجة لورقة بن نوفل اسمع لابن أخيك .. فيروي الصادق الأمين ما حدث مرة ثانية .. و ورقة بن نوفل يستمع .. ويسترجع ورقة بن نوفل أمامه أكوام البشارات بنبي آخر الزمان الأمي الذي لا يقرأ و سيخرج من بلاد العرب من نسل اسماعيل ابن إبراهيم عليهما السلام .. و الذي بشر به كل الأنبياء من قبل و التي تعج بصفاته التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء جميعا .. ليقول بعدها كلمات من وراءها تاريخ كبير "إن هذا هو الناموس الذي أنزله الله على موسى .. وإنك لنبي آخر الزمان .. ليتني أكون حيا إذا يخرجك قومك .. لأنصرنك نصرا مؤزرا" .. فيرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم قائلا "أو مخرجي هم؟" .. يرد ورقة بن نوفل العالم بهجرة ذلك النبي المذكورة في التوراة و كتب الأنبياء من أسباط بني اسرائيل قائلا "ما أتى رجل بمثل ما أتيت به إلا عودي" .. ثم يدخل ورقة بن نوفل في الإسلام .. و تدخل أمه ايضا في الإسلام و تموت شهيدة في عصر عمر بن الخطاب كما تنبأ لها النبي صلى الله عليه و سلم بعد أن كانت قد سألته أن تخرج معه للجهاد في سبيل الله لتنال شهادة في سبيل الله .. حقيقة كنت أتساءل كيف عرف ورقة كل هذه المعلومات و هل هو يعلم الغيب؟! .. إلى أن قرأت الكتاب المقدس بنفسي ودرسته لسنوات طويلة .. حينئذ عرفت لماذا نطق ورقة بهذه الكلمات الراسخات .. فالرجل لم يتكلم بكلمة من عنده.


القصة الثانية: إسلام ابي بكر الصديق
ها هو عبد الله بن أبي قحافة "أبو بكر الصديق" رضي الله عنه يغادر إلى بلاد اليمن قبل النبوة في تجارة له فيقابل هناك راهبا من أرض اليمن .. فيسأله الراهب من أي البلاد الرجل؟ .. فيجيب أبو بكر رضي الله عنه "من مكة" .. فيسأله الراهب ثانية "هل خرج النبي؟" .. فيقول أبو بكر .. أي نبي؟ .. فيقول الراهب .. "النبي الذي يخرج من مكة من ديار قيدار ابن اسماعيل؟ .. إنه مكتوب في كتبنا أن نبي آخر الزمان يرسله الله من مكة؟" .. فيقول أبو بكر "لا لم يخرج نبي من مكة" .. ثم يعود أبو بكر إلى داره بمكة .. وبعد فترة لما أرسل الله عبده و نبيه محمدا .. دعا النبي أبا بكر إلى الإسلام قائلا "إن الله قد أرسلني نبيا" .. فلم يتردد أبو بكر للحظة و قال "اشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله" .. إن الراهب اليمني لم يتكلم بكلام من عنده .. فلقد ذكر الكتاب المقدس مكان رسالة النبي الخاتم من ديار قيدار بن اسماعيل بجزيرة العرب .. بل و ذكر زمان خروجه في كتب الأنبياء و منهم كتاب اخنوخ "إدريس" عليه السلام الذي لا تعترف اليوم به إلا الكنيسة الاثيوبية الحبشية و تعتبره من أسفار الكتاب المقدس.

القصة الثالثة: إسلام سعيد بن العاص
يخرج سعيد بن العاص "شقيق عمرو بن العاص" في قافلة تجارة بعد النبوة إلى بلاد العراق "الموصل" و كان كافرا لم يسلم بعد .. و بينما هو في العراق قابل راهبا متعبدا قد خرج لتوه من صومعته و لم يكن يخرج من صومعته إلا نادرا .. ووجد سعيد الناس قد اجتمعوا حوله يسلمون عليه و يتحدثون معه .. فأخذ الفضول سعيدا لإستطلاع الأمر .. فذهب فسلم على الراهب .. فسأله الراهب .. من أي البلاد أنت .. فقال من مكة بجزيرة العرب .. فسأله الراهب .. هل ظهر نبي في مكة .. فقال له سعيد نعم .. فقال له الراهب "وهل آمنت به؟" .. قال سعيد "لا" .. فضربه الراهب بيده على صدره .. فسأله سعيد "هل هو نبي صادق؟" .. قال الراهب "نعم ..أبلغه السلام" .. ثم دخل الراهب صومعته فما كان من سعيد إلا أن أعلن إسلامه بعد أن عاد إلى مكة مباشرة.

القصة الرابعة: معرفة حيي بن أخطب لصفات النبي
عندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلي المدينة خرج حيي ابن اخطب اليهودي ملك قبيلته ليتأكد من انه هو النبي المنتظر المذكور في التوراة .. فقدم إليه وسأله أسئلة فأجابه صلى الله عليه وسلم عليها ثم أخذ حيي ينظر إلى كتف النبي صلى الله عليه وسلم محاولا رؤية خاتم النبوة على كتفه فعرف النبي صلى الله عليه وسلم ما يريد الرجل فأمال نفسه وكشف له كتفه حتى رأى خاتم النبوة المذكور في كتاب النبي إشعياء و الذي هو من أحد أسباط بني اسرائيل .. وتأكد حيي انه هو النبي الموصوف عندهم في التوراة و ان الدلائل قطعية لا مرية فيها .. ثم ولى مدبرا إلي قومه فلقى أخاه ياسر فسأله ياسر قائلا: "أهو نبي آخر الزمان؟" فقال حيي "نعم هو" .. فأعادها ثانية "أهو .. هو؟". قال نعم "هو .. هو!" .. قال: "و ما أنت فاعل؟" .. قال "إنها العداوة ما دمت حيا". وصدق قول الله فيه وفي أمثاله "وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ. بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ. وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"


القصة الخامسة: إسلام عبد الله بن سلام
قال عبد اللـه بن سلام الحبر اليهودي: لمّا سمعت برسـول اللـه صلى اللـه عليه وسلم عرفت صفتَهُ واسمَهُ وزمانه وهيئته والذي كنّا نتوقع له فكنت مُسِرّاً صامتاً عليه حتى قدم رسـول اللـه صلى اللـه عليه وسلم المدينة فلمّا قَدِمَ نزل بقباء في بني عمرو بن عوف فأقبل رجل حتى أخبر بقدومه وأنا في رأس نخلة لي أعمل فيها وعمّتي خالدة بنت الحارث تحتي جالسة فلمّا سمعتُ الخبر بقدوم رسـول اللـه صلى اللـه عليه وسلم كبّرت فقالت لي عمّتي حين سمعت تكبيري: "لو كنتَ سمعت بموسى بن عمران قادماً ما زدت!" .. قُلتُ لها: "أيْ عمّة هو واللـه أخـو موسـى بن عمران وعلى دينـه بُعِـثَ بما بُعِثَ به" فقالت لي: أيْ ابن أخ "أهو النبي الذي كُنّا نُخبَرُ به أنه يبُعث مع السّاعة؟" فقلت "نعم". فأسلم عبد الله بن سلام بعد أن ذهب و سأل النبي أسئلة لا يستطيع أن يجيب عليها إلا من عنده وحي من الله و منها متى يكون الجنين ذكرا و متى يكون أنثى في بداية التقاء مني الرجل و بويضة المرأة .. و كذلك أسلمت عمته خالدة بنت الحارث. إن يهود ونصارى اليوم يعرفون النبي محمدا صلى الله عليه وسلم كما يعرفون أبناءهم و إن كثيرا منهم ليكتمون الحق و هم يعلمون كما كتمه رئيس الكهنة قيافا حينما علم بالمسيح بن مريم عليه السلام و لكنه أصر على عناده و الكفر به و الاستكبار عن اتباع الحق .. بل إني أكرر قول عبد الله بن سلام لعمر بن الخطاب حينما سأله عمر رضي الله عنه "كيف تعرفون النبي محمدا كما تعرفون ابناءكم؟" .. فإذا بعبد الله بن سلام يرد ردا قويا لا مرية فيه قائلا "بل والله إنا لنعرفه أكثر مما نعرف ابنائنا .. فمحمد قد أخبرنا الله عنه وإخبار الله ليس فيه شك .. أما ابنائنا فلا نعلم من أين أتت بهم أمهاتهم"


القصة السادسة: إسلام سلمان الفارسي
عجيب أمر هذا الرجل الذي لم يكل و لم يمل في طلب الحق فقطع الفيافي و القفار و الصحارى .. فها هو سلمان الفارسي ابن كاهن النار يترك خدمة و عبادة النار في اصبهان ببلاد فارس لينتقل للنصرانية في بلاد الشام ثم الموصل بالعراق ثم نصيبين بالعراق ثم أخيرا عمورية ليوصيه الراهب الذي كان يصاحبه حينما حل به الموت .. قائلا له "يا بني ما أعلم أن هناك أحدا من الناس بقي على ظهر الأرض مستمسكا بما كنا عليهولكنه قد أظل زمان يخرج فيه بأرض العرب نبي يبعث بدين إبراهيم ثم يهاجر من أرضهإلى أرض ذات نخل بين حرتين و له علامات لا تخفى فهو يأكل الهدية ولا يأكل الصدقةوبين كتفيه خاتم النبوة فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل".فجهز سلمان أغراضه و شد رحاله إلى أرض العرب مع قافلة من قبيلة كلب وذلك مقابل بقر وغنم ولكن من كان بالقافلة غدروا بهوباعوه لرجل من اليهود ليصير عبدا عنده يخدمه .. ثم ما لبث أن زار هذا اليهودي ابن عم له من يهود بني قريظة بالمدينة ..فاشتراه منه ونقله معه إلى المدينة فرأى سلمان النخل الذي ذكره له صاحبه بعمورية وعرفالمدينة.وكان النبي وقتها يدعو قومه في مكة و لكن سلمان لم يسمع به. و بعد أن هاجر الرسولإلى يثرب و ذات مرة و بينما سلمان الفارسي على النخلة سمع ابن عم سيده اليهودي يخاطب سيده و قال له إن القوم مجتمعين بقباء على رجل قدم عليهم اليوم من مكة يزعم أنه نبي. فما إنسمع سلمان مقالته حتى مسه ما يشبه الحمى و اضطرب اضطرابا شديدا حتى خشي أن يسقط علىسيده اليهودي و بادر إلى النزول عن النخلة و جعل يقول للرجل: ماذا تقول أعد علي الخبر .. فغضبسيده ولكمه لكمة شديدة و قال له: مالك و لهذا .. عد إلى ما كنت فيه من عملك ولما كانالمساء أخذ سلمان شيئا من تمر كان جمعه و توجه به إلى حيث ينزل الرسول فدخل عليه وقال: إنه بلغني أنك رجل صالح ومعك أصحاب لك غرباء ذوو حاجة و هذا شيء كان عندي للصدقةفرأيتكم أحق به من غيركم ثم قربه إليه "فأمسك النبي يده فلميأكل" يقول سلمان فقلت في نفسي: هذه واحدة.ثم انصرفت وأخذت أجمع بعض التمر فلما تحولالرسول من قباء إلى المدينة جئته فقلت له : إني رأيتك لا تأكل الصدقة و هذه هديةأكرمتك بها فأكل منها النبي و أمر أصحابه فأكلوا معه. فقلت في نفسي: هذه الثانية ثم جئترسول الله و هو ببقيع الغرقد حيث كان يواري أحد أصحابه فرأيته جالسا وعليه شملتانفسلمت عليه ثم استدرت انظر إلى ظهره لعلي أرى الخاتم الذي وصفه لي صاحبي في عمورية.فلما رآني النبي أنظر إلى ظهره عرف غرضي فألقى رداءه عن ظهره فنظرت فرأيت الخاتمفعرفته فانكببت عليه اقبله وأبكي. و أسلم سلمان رضي الله عنه .. حقيقة كنت أتعجب كيف عرف الراهب الذي دل سلمان على صفات النبي و منها خاتم النبوة و مسار هجرة النبي صلى الله عليه و سلم .. إلى أن قرأت الكتاب المقدس فعرفت أن الراهب الذي أوصى سلمان رضي الله عنه لم يأتي بشيئ من عنده و أن كل تلكم الصفات ماتزال واضحة صريحة في كتب أهل الكتاب و إلى يومنا هذا.


القصة السابعة:حديث ورد في البخاري به موقف رائعيعترف فيه هرقل ملك الروم بنبوة خاتم المرسلين و بأنه سيرث موضع قدميه فيايلياء "القدس"
اترككم مع الحديث الرائع الذي لم أتوصل لمعناه إلابعدما قرأت الكتاب المقدس .. يقول الحديث حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع: أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرنيعُبيد الله بن عبد الله بن عُتيبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس أخبره أنأبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا تجاراًبالشام في المدة التي كان رسول الله ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش "صلحالحديبية" فأتوه وهم بإيلياء (القدس) فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم ثم دعاهمودعا بترجمانه فقال : أيكم أقرب نسباً بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقالأبو سفيان: فقلت أنا أقربهم نسباً. فقال: أدنوه مني وقربوا أصحابهفاجعلوهم عند ظهره. ثم قال لترجمانه: قل لهم إني سائل هذا الرجل فإنكذبني فكذبوه. فو الله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذباً لكذبت عنه. ثمكان أول ما سألني عنه أن قال: كيف نسبه فيكم؟ قلت: هو فينا ذو نسب. قال:فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ قلت: لا. قال: فهل كان من آبائهمن ملك؟ قلت: لا. قال: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ فقلت: بلضعفاؤهم. قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قلت: بل يزيدون. قال: فهل يرتدأحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلت: لا. قال: فهل كنتم تتهمونهبالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا. قال: فهل يغدر؟ قلت: لا ونحنمنه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها. قال أبو سفيان: ولم تمكني كلمة أدخل فيهاشيئاً غير هذه الكلمة. قال: فهل قاتلتموه؟ قلت: نعم. قال: فكيف كانقتالكم إياه؟ قلت: الحرب بيننا وبينه سجال ينال منا وننال منه. قال:بماذا يأمركم؟ قلت: يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً واتركواما يقول آباؤكم. ويأمرنا بالصلاة و الصدق و العفاف و الصلة. فقال للترجمان:قل ما سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب فكذلك الرسل تبعث في نسبقومها. وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول؟ فذكرت أن لا فقلت: لو كانأحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يأتسي بقولٍ قيل قبله. وسألتك هل كان منآبائه من ملك؟ فذكرت أن لا قلت فلو كان من آبائه ملك قلت رجل يطلب ملكأبيه. وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرت أن لافقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله. وسألتك أشرافالناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ فذكرت أن ضعفاؤهم اتبعوه و هم اتباع الرسل وسألتك أيزيدون أم ينقصون؟ فذكرت أنهم يزيدون وكذلك أمر الإيمان حتىيتم. وسألتك أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه فذكرت أن لا و كذلكالإيمان حين يخالط بشاشته القلوب. وسألتك هل يغدر؟ فذكرت أن لا و كذلكالرسل لا تغدر. وسألتك بما يأمركم؟ فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولاتشركوا به شيئاً وينهاكم عن عبادة الأوثان ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف"فإن كان ما تقول حقاً فسيملك موضع قدمي هاتين . وقد كنت أعلم أنه خارج لمأكن أظن أنه منكم فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ولو كنتعنده لغسلت عن قدميه". حقيقة كنت اتساءل لماذا قال هرقل هذه الكلمات و قد كان النبي صلى الله عليه و سلم في بداية الدعوة و لم تكن الفتوحات الإسلامية قد بدأت بعد .. و لماذا يجزم هرقل بأن النبي سيمتلك موضع قدميه إلى أن قرأت الكتاب المقدس و عرفت أن الله وعد نبيه بالنصر و بأنه سيخرج الرومان الوثنيين من ايلياء (القدس) و يحررها منهم.

غاده وبسس
19 - 4 - 2008, 12:02 AM
مشكوررررر