المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دليل عملي للحوار .


 


فراشة امل
3 - 4 - 2008, 08:33 PM
دليل عملي للحوار


تعريف الحوار


أصله من الحور وهو الرجوع عن الشيء وإلى الشيء
فالحوار هو تراجع الكلام وقد ورد في القرآن في ثلاث مواضع
قال تعالى((فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا))
بين الحوار والجدل:

الجدال والمجادلة والجدل كل ذلك ينحى منحى الخصومة أو بمعنى العناد والتمسك بالرأي أو التعصب له أما الحوار والمحاوره فهي مراجعة الكلام والحديث بين طرفين دون أن يكون بينهما مايدل بالضرورة على الخصومة

آداب الحوار

قد أولى القرآن آداب الحوار أهمية بالغة
قال تعالى((فقولا له قولا بينا لعله يذكر أو يخشى))
قال تعالى((واللذين هم عن اللغو معرضون))
قال تعالى((إدفع باللتي هي أحسن السيئة))
ومن هذه النصوص وغيرها تتفرع آداب عديدة للحوار سنأتي على ما ييسره الله منها.


طلب الحق


المسلم الصادق ينشد الحقيقة وينفر من الخديعة همه بلوغ الحق سواء على يده أو يد محاوره فالحكمة ضالته.
مما يبتلى به بعض الناس حب الحديث لحاجة وبدون , وشهوة السيطرة على المجالس , وإظهار البراعة والثقافة.
وللمحاور مع نفسه قبل قبل كل حوار وقفتان:
هل نيتي خالصة لله في هذا الحوار؟؟
هل هناك فائدة ترجى من هذا الحوار؟؟


الخلاف طبيعة بشرية


الناس مختلفون في عقولهم وأفهامهم وفي ميولهم ورغباتهم وفي تنشأتهم وثقافاتهم.
النقاش حوار عقول والمودة حوار عواطف فخلاف بسيط في وجهات النظر لايذهب بالمودة والمحبة
حسن البيان

الفصاحة والبيان يفعلان فعل ***** في السامع فاحرص على بساطة العبارة بلفظ موجز من غير اطالة ولاتكرار حتى لايخل بعض الكلام ببعض.
مما يفسد البيان عجمة بعضهم ورطانتهم بسرد التعابير التقنية اللتي يعرفها بطبيعة تخصصه.


الظرف المناسب

على المحاور أن يحدد تلاؤم الحال للحوار فإن وجده ملائما استعان بالله وبدأ وإلا سكن وتريث .
تجنب الحوار في وقت ضيق في أمر يحتاج لمدة أطول.
أو الحوار في الأماكن العامة حيث تكثر فيها الشواغل والمقاطعات.
لاتستأثر بالحديث

أجريت دراسة في إحدى كليات الطب كانت نتيجتها أن الطالب يفقد التركيز بعد 18 دقيقة من الحديث المتواصل فما بالك بمستمع لحديث غير ملزم بإدراكه
المتحدث البارع

المتحدث البارع هو المستمع البارع فأحسن الإستماع ولاتقاطع من تحاور



إبدأ بنقاط الإتفاق

عند البدأ في الحوار تجنب عرض نقاط الإختلاف لأنه يوقف الحوار من أوله أو على أقل تقدير ينحى به منحى التحدي


إفهم من أمامك

إجعل المحاور يعرض الموضوع كيفما شاء وشجعه على ذلك بسؤالك عن أمور تهمه حتى تدرك طبيعته وتستشف أسلوبه.



مثال وطرفة

المثال يسير الفهم والطرفة تهضم ثقيل الحديث والمحاور الجيد هو اللذي يعرف متى يطرح مثاله ويقذف طرفته
والمثال يكون على مستوى السامع
والطرفة تأتي لتدق جرس العاطفة بين أجراس العقل المتلاحقه
أنا وأنت

على المحاور أن ينتقي ألفاظ خالية من دواعي العجب والغرور مثل ( رأيي , خبرتي , رأينا , خبرتنا)



الدليل

تحتاج كل أطروحة إلى دليل ويشترط للدليل صحته .
وحجة دلالته شرطا لقبوله.
ولتبدأ بعرض الأدلة من بالأقوى ثم القوي.


الأمانه

أن يكون أمينا في عرضه فلا يقطع عبارة عن سابقتها أو يجتزأها من لاحقتها إن كان ذلك يؤثر في الدلالة فذلك الكذب بعينه.




لايهاب ولايحقر

بمعنى أن لايقع فريسة الخوف أو فريسة العجب فكلاهما يؤثر على كفاءته
لا أعلم

فمن الإخلاص لله والخوف منه أن يقول لا أعلم في مسألة لايعلمها
لاتغضب

الغضب هو محاولة إبطال دعوى الخصم قبل أن يقدم الدليل عليها وهو صفة ذميمة تنفر الناس وتبعدهم عن صاحبها.

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال أوصني قال ((لاتغضب)) فردد ذلك مرارا



كن أكثر جاذبية

يغرم بعض المحاوريت بجذب من حوله بإثارة فضولهم كأن يستهل حديثه بقصة غريبة أو مثل قديم
ويحسن بعضهم حينما يبدأ حواره بالتساؤل باستفهامات متتالية يستطيع أن يجعل منها عناصرا لحديثه


واغضض من صوتك

يشين المحاور علو صوته من غير حاجه والمحاور ليس كالخطيب اللذي يزينه صوته الرفيع في مثاني خطبته فالمحاور يزينه اتزان كلامه وتناسق احرفه.



احترم الطرف الآخر

عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به فأنصت لحديثهم ينصتوا لحديثك.
وتلطف بكلماتك فبعض الكلمات تفتح مغاليق النفوس كماناداته باسمه أو كنيته أو كقولك معذرة اسمح لي.
لاتستطرد

وليس الحديث شرطا للإستطراد فحديث الواحد محاضرا عرضة لتداخل ذكرياته وعواطفه ناهيك عن شتات ذهن السامع لطول الحديث أو لضعف بيان المتحدث



العلم

قال تعالى((ولا تقف ماليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كان عنه مسؤولا)) فلا تحاور في موضوع تجهله إلا أن تكون سائلا
لاتخطئ

لا تباشر محاورك بقولك((إنك مخطأ)) أو مايقوم مقامها كقولك ((سأثبت لك عكس قولك)) فإنه جرح للكبرياء , والتهمة بالغباء الهرمون المحفز للدفاع.


لكل مقام مقال

حكمة بالغة فما يروق لزيد ربما ينفر عمرو وما يدركه قوم ربما أعجز آخرين.
والخلط بين المقام والمقال مزلق يقع فيه بخاصة من يكثر الحديث دون حاجة.


رتب أفكارك

المحاور بطبعه ميال لتغطية أفكار كثيرة في كلام قليل فتجيء أفكاره سريعة ظنا منه أنها واضحة في ذهن صاحبه كما هي عنده لكن واقع الأمر يختلف فهو قد فكر مليا بما سيقوله لكن أفكاره جديدة بالنسبة لصاحبه
كن منصفا

وتذكر أن ذلك هو مفتاح قلب المحاور والسبيل الأمثل للوصول بالحوار إلى بر الأمان


تضخيم الجانب الواحد

الإهتمام بجوانب معينة أمر ومطلب مهم لكن التوازن مطلب اكثر أهمية.


لاتتعصب

المتعصب هو ذلك الإنسان اللذي غطى هواه على عقله فتراه يكثر من مقاطعة الحوار وقلما اعترف بخطأ.
بالمقابل ليس الخنوع محمودا فإن قام شخص وتكلم في أمر لك به صلة فلا تسكت- بعيدا عن التعصب- بل حاوره مسلما بما عرضه من حقائق.


إنهاء الحوار

هو أصعب جزء في الحوار وأكثره احتياجا للمهارة ففي بعض الأحيان يجد المحاور نفسه مضطرا لايقاف الحوار.

إيقاف الحوار يكون بطريقة مهذبة ذكية ليس فيها معنى العجز ولا الهزيمة بل اعتداد الواثق المؤدب.


ملاحظات فنية

شدد على الكلمات المهمة
غير طبقات صوتك
غير معدل سرعة صوتك
توقف قبل وبعد الأفكار المهمة .

النبيل
11 - 4 - 2008, 02:39 AM
يعطيك العافيه على الموضوع الجميل


تحياتي لك&#16**;